الفصل الرابع عشر

ابتسمت !!حقا ابتسمت ابتسامه انارت وجهها وكذلك قلبه قبل أن تنظر اليه بوجهها الذي تعلوه حمرة تجعله أشد جمال وجاذبيه وهتفت بسعاده وهي تشير لرئيس العمال الذي كان يراقبهما

_ لقد اخبرني العم حين سألته انك انت رضوان

صمتت قليلا ثم مدت يدها الصغيره تجاه يديه تقبض علي كفه الخشنه وهي تكمل بسعاده أشد

ومادمت انت رضوان !!اذا انت اخي

حينما رات الدهشه تعلو وجهه هزت راسها باستنكار مكملة بحديث اكبر من سنها

ولاتعرفني ! لك كل الحق سامحها الله هولاكو

حين رأت علامات الاندهاش والتعجب ظهرت أكثر في حاجبيه اللذين تقوسا أكملت وهي تلوح بيديها

_ لا تعرفها هي الاخرى !!اتوقع ذلك ،حسنا

اقتربت منه وكانها ستخبره سرا حربيا وهي تهمس

_انا شقيقتك قمر ايها الابله ،وهولاكو تلك هي امي حسيبه هل عرفتني الان!!!

كاد أن يتحدث ،أن يدفعها أن يطردها مثلا طرد هو ،وهو في مثل سنها بل كاد أن يلقي بالحجارة التي استقرت على كتفيه علي رأسها لولا صوت عامل آخر تدخل في الحديث قائلا بسخرية

وهل وجدت الآن من يسأل عنك أيها المنبوذ؟؟

حينما نطق العامل الاخر بتلك الكلمات وقبل أن يجيب رضوان او يلتفت اليه كانت الفتاة الصغيرة تحولت إلى قطه شرسه تقذف ذلك العامل بكافة أنواع الحجارة التي تستطيع حملها حتى أنها خلعت حذائها الصغير تقذفه به وهي تهمس بعنف وأسنانها تصطك ببعضها

أنت هو المنبوذ ايها الغبي ،إياك أن تحدث شقيقي هكذا مرة اخرى ،ليتك تموت ايها المعتوه

ابتسم أكثر حتى ظهرت الابتسامة على وجهه وهو يسترجع باقي أحداث ذلك اليوم ،فبدلا من أن يطردها او ربما يضربها وجد نفسها يحملها ويحاول تخليص ذلك العامل منها والجميع في ذلك العقار يشاهد وفور أن ابتعد بها وقف امامها قائلا بغضب

_الآن تخبرني من أنت

هزت راسها بنفي واسف وهي تردف

لا امل منك اخبرتك انني قمر شقيقتك بنت هولاكو عذرا بنت حسيبه

ليس لي أشقاء او شقيقات

_ كاذب إذا لم يكن لك احد فمن انا

صدم من كلماتها وما صدمه أكثر ما إلى ذلك حيث مدت يدها الصغيرة حقيبتها المدرسية تخرج منها فطورها وقالي حلوي ثم جذبته من يده وهي تهتف بسعادة

_انا لك اخي وليس لي غيرك لقد ظللت ابحث عنك حين علمت بوجودك رغم ام هولاكو كانت تخفي الامر علي ولكني سمعتها ووالدي يتحدثان ذات يؤم عنك ومن حينها وأنا تضيق الخناق علي والدي حتي اخبرني بمكانك بل لقد جلبني الي هنا وانصرف ،تخيل يخاف من هولاكو لتلك الدرجة ،،احم دعنا من ذلك لقد ادخرت مصروفي لأسبوع كامل حتى اجلب لك هديه تليق بك كما ادخرت طعامي والحلوى كي تتقاسمها مع

اشتد الالم بقلبه وهو يستفيق من ذكرياته شاعر بغصه في حلقه والم حاد يكاد يطيح به أرغمه على أن يكور قبضته بغضب وهو يتذكر كلماتها الاخيره انها لن تسامحه همسا بهياج وقلبه يقرع بعنف

ليس انت قمر ،ليس بيدي اقسم

……

بعد وقت طويل من جلستها الكئيبه تلك وبعد ان دلفت ابنتها للغرفتها تحركت حسيبه بتثاقل تجر ازيال الهزيمه خلفها وهي تبصر نفسها بمراءه الزمان ومئات الذكريات تتدفق امام عينيها ببطء يمزق روحها كما مزقت هي قديما روح طفل حسب والده حين تزوجها انها ستكون له اما استدارت مبتعده وهي تنظر في ارجاء منزلها بخواء قبل أن تدلف لغرفتها وتغلق الباب خلفها كما تحاول اغلاق الطريق علي ذكرياتها جلست علي فراشها ببطء وهي تحدث نفسها
_الي متي يا حسيبه وكم باب ستغلقي كبر الفتي واتي للثائر وسيقتص منك ومن ابنتك كما فعل الزمان بك وكما فعلت به انت قديما
هزت راسها بايقان وهي توافق باذعان علي ما خطه القدر لها ويعود اليها ذكري ذلك اليوم ليس يوما واحد بل مئات الايام التي تمثلت في حياه فتاه بلغت سن الزواج وتخطته حتي اصبحت عانسا او هكذا حكم عليها بواقع تحياه كل فتاه بلغت الثلاثون ولم تتزوج ،فتاه رغم جمالها الا أن نسبها كان السبب في عنوستها و بحكم من تكلم في حقها مئات المرات توقفت امان نفسها تسال عن العله عن السبب ماذنبها أن ولدت في عائله عرفت بكثرة مصائبها وخلافاتها اي اثم إقترفته ليهرب منها اي رجل رغب في الارتباط بها فور أن يعرف لقبها لذلك كانت تخفيه وكانه عار تمسك بها وابي أن يفارقها لم ينظر ايا منهما لما تمتلكه من مميزات اخري حكم عليها فقط بناء علي لقبها ورغم ان والدها كان بعيد كل البعد عن خلافات ومشاكل عائلته الا انه لم يسلم هو ولا اهله منها والدها الرجل الخلوق وجد نفسه في نهايه المطاف اب لثلاث بنات بلغن سن الزواج وتخطيناه ولم يتقدم لخطبتهن احد فصار هو من يعرض بناته للزواج ممن يراه مناسبا حتي وقع اختيار علي والد رضوان رجل ارمل توفيت زوجته حديثا تاركه خلفها طفلا في الثامنه من العمر ،اغمضت عينيها بالم وهي تتذكر فرحه والدها حين اتي اليها في ذلك البوم يهمس بسعاده

_ابشري يا حسيبه هناك من يريد الزواج بك ولن يعترض علي كونك عاقرا فهو لديه ولد

ابتسمت بسخريه وهي تتذكر كم حاولت اقناع والده بانها ليست عاقرا والدها الرجل البسيط الذي اعتقد حين بلغت الثلاثين انها بذلك باتت عاقرا كارض بور او صحراء جرداء لن تنبت الزرع يوما وهكذا ابلغ والد رضوان وهي صمتت !

شقت دموعها الغزيرة علي وجهها تتمني لو يعود الزمان مرة اخري لو فقط وقتها فكرت كيف يكون مستقبلها بعد أن يمضي الزمان وتصير هي العجوز ويصير الطفل اليتيم الذي ظلمته ولم تراعي الله به رجلا يطالب بالقصاص منها ربما فقط لو تمهلت لكانت اختلفت الاقدار حينها!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي