الفصل62

الفصل 62

بينما هناك كان أليخاندرو يشعر بالضعف، رأسه يكاد ان ينفجر من فرط التفكير، لا يعرف ماذا عليه ان يفعل بالتحديد؟ عقله يذهب وياتي يعلم جيدا مقدار الشراسة الذي يتعاملون بها، مقدار الخسه التي يملكونها، ولكن ها هو يتحرك إلى قسم الشرطة، يدور في رأسه كلام والده، يشعر بالخوف على تلك التي لا يعرف عنها شيء، محاولته الاتصال برقم نيكولاس لا تتوقف.
بينما نيكولاس يقف الغرفة التي تجلس بها سيلڤا، بعد أن ارتادت ذلك الثوب لتواري به جسدها، بينما هاتفه يرن للمرة المئة نظرة الشك في عينيها، والرفض في ان تتقبل كل كلمة يقولها، جعله يفتح هاتفه، الذي لم يتوقف عن الرنين، لقد توقف اليخاندرو في الطريق ما ان أتاه اشعار، ان الهاتف الذي يحاول الاتصال به تم فتحه، أخذ يرن عدة مرات ويرسل الكثير من الرسائل.
بينما ابتسامة نيكولاس تحمل مكر الثعالب، وهو يقول:
"هل لازلت لا تصدقين ان زوجك يعمل معنا؟"

"ان كل ما قلته لم يدخلوا راسي بشيء، كل كلمة قلتها دخلت من أذن، خرجت من الأخرى"

"حسنا ان كان لا يعرفني كما تقولين، كيف يستطيع ان يتواصل على الرقم الخاص الذي لا استخدمه الا في العمل؟"

"انت تكذب، ربما انت قد اتصلت به واخبرته انك تريد فدية، على هذا الرقم"

"هل أنت ساذجة إلى هذه الدرجة، أم أنك تبحثين على بعض الوقت لتفكري فيه، بطريقة واضحة، أم ان العشق الذي يسكنك له أعمى عينك عن أن ترى الحقيقة واضحة؛ ساخبرك شيئا سيدة سيلڤا، انا اعلم جيدا انك تديرين تلك الشركة بمهارة، ولكنك لا تستطيعين ان تديري حياتك، ترفضين ان تصدقي ان زوجك عبارة عن مرتزق عمل مع المافيا، حتى يحصل على المال، من اجل ان يتزوج بك، كل هذا لأنك تخشين ان تصدقي الحقيقة، ولكني ساجعلك تستمعين بنفسك، الى كل شيء بيننا ولكن عليك ان تلتزم الصمت"

شعرت بالرفض من اسلوب كلامه، كانت لا تريد ان تصدق اي شيء مما يقول، لا تريد شيء على الإطلاق هي إلى الآن تبحث لأليخاندرو عن عذر ويكفي انه حاول ان يحافظ عليها، محاولته ان يبعدها عن ذلك الكيان باكمله يشفع له، ولكن كذبه عليها لم يغتفر ولن يغتفر أبداً، لقد حاولت أكثر من مرة ان تجعله يعترف بأي شيء، يحكيها عنها ولكنه رفض ربما شعر بالخوف، ربما شعر هذه اللحظة قد تاتي بمفترق الطرق، قد لا يستطيع ان يكون معها مرة أخرى.
قد يبقى على هذا الوضع لفترة أطول، وهو يشعر ان هناك امل، في ان لا تعرف ولكنها عرفت وانتهى الامر، انتهى الأمر بمشكلة لن يجدوا لها حل، هي الآن متأكدة من كل كلمه يقولها ذلك الحقير نيكولاس، هي واثقة أن رجل مثل أليخاندرو فعل كل شيء من اجل ان يصل الى ما هو عليه الآن، ولكن هل تلومه انه نحت في الصخر من اجل ان يصل، لقد قال نيكولاس الحقيقة، تعامل معهم من اجل ان يحصل على المال كقروض، لكنه لم يكن يعلم أن ذلك القرض سيكون حبلا يلتف حول رقبته، يفصلها عن جسده.
فتح الخط وواضعه على مكبر الصوت، وهو يستمع إلى صوت أليخاندرو يصرخ فيه، وهو يقول:
"هل تعلم نيكولاس ماذا سأفعل معك ان جعلت شعرة من رأس زوجتي تتحرك دون إرادة منها ساقوم بتمزيق جسدك، ساستمتع وأنا أتناول قلبك، اياك ان تفكر أنني سأسمح لك بأن تمس شعرة واحدة من رأس سيلڤا، لأنني لعندي سيلڤا ولتموت الدنيا، هل تفهم ما اقوله ايها الغبي الحقير؟"
" من هو الغبي اليخاندرو؟ بالتأكيد ليس انا، انت الوحيد والغبي في هذه اللعبة لم تتقنها جيدا وقمت بهدم المعبد فوق رؤوسنا، لكنك لم تدرك انك تهدمه فوق رأسك أنت أيضا"

"اخبرتك انني لا اريد العمل معك، حاولت ان أتنصل من ذلك الحبل الذي تعقدوا رقبتي به، حاولت أكثر من مرة أن أطلب منك أن تتركني وشأني، لم يكن إلا قرض وقمت توريطي في هم لم استطيع ان اخرج منه"

" هل تريد ان تكذب على نفسك، وتخبرني أنك لم تكن تعلم ان تلك الاموال قذرة وملوثة، أتت من مصادر غير مشروعة "

"انت تعرف جيدا، أنني لم اكن أعلم من البداية ايها الحقير، وانت تعلم أنه تم خداعي، اياك ان تتلون في كلامك، وما ان علمت حتى قررت ان ابتعد، ولكنك كنت كحية تستطيع ان تبخ السم في الجميع، كل ما فعلته انني حاولت ان ابتعد عنكم قدر الامكان، لكني لم استطيع ان اقف على قدمي، واقف في وجهكم اخبرتك انني لن أعمل بتلك الطريقة مرة أخرى وقمت بالتحايل وحاولت اكثر من مرة ان تقنعني ان عملية واحدة في السنة قد تكفي، ولأنني أعلم مدى حقارتك رضيت مرغما، لكن ان تصل بكم القذارة ان تحاولوا توريط زوجتي فهذا ما لن اقبله، لقد قبلت أن أتورط من قبل لاني لم اكن املك من الدنيا شيء، او احد ليقف بجوار امامكم"

"والان اليخاندرو هل تملك شئ؟"

"أملك الكثير نيكولاس، أملك من يستطيع ان يغربل جسدك في أي مكان، املك من يجعلك تخاف ان تتحرك في الشارع، او تخرج من جحرك اللعين كما فعلت من قبل، لقد قمت بحبسك داخل بيتك، كما ارسلت لك قناصين من قبلي، يواجهوا اسلحتهم إليك، وكنت مثل الفأر كادت ان تبلل سروالك، والآن تتبجح وتجرؤ ان تمس زوجتي، اقسم لك بكل ما هو مقدس ومدنس في هذه الحياة، ان فكرت ان تمس شعرة من راس سيلڤا لن اكتفي حتى اشرب من دمك"

"لماذا أيها الصديق القديم؟ تصبح عدو حالي "

"لانك حقير قذر، تلعب بطريقة غير مشروعة منذ متى تدخل النساء في لعبتنا؟"

"منذ ان قمت بقلب الطاولة فوق رؤوسنا، هل تدرك ان 100 مليون ليست هينة، ومع ذلك اخبرتني انك لن تعيدها الى الباتشينو، هل تظن انه رجل يسامحها من أجل ماله"

"لتذهب انت والباتشينو إلى الجحيم، لقد حاول ان يغرر بزوجتي، حاول أن يوقع شركتها أكثر من مرة"
"كان هذا مجرد تهديد"
"هل انت جاد نيكولاس، هل تريد ان توضح لي شي أنا أفهمه جيدا وأعلم لماذا فعلت ذلك"

"بما انك تعلم انه تهديد لماذا لم تستجب له؟"

"عليك اللعنه انت وهو، أي استجابة تريدها مني ما الذي تظن نفسك تستطيع ان تفعله؟"

"أستطيع أن أقتل زوجتك"

اخذ نفس وكأنه تلقى صفعة على وجهه، لم يستطيع الرد فماذا يقول له اقتلها؟ هو لا يستطيع حتى أن ينطق الكلمة، هو يشعر بالخوف عليها، من كل شيء من حولها، هو يشعر بأنه يموت بالبطئ لمجرد انها في خطر، ماذا عليه ان يفعل في هؤلاء البشر؟ هو لا يعلم جيدا ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معهم، تبجح نيكولاس ما ان رأه صامت وهو يقول:

" لما انت صامت؟ هل أكلت القطة لسانك "

"الأمر لم يقتصر على مجرد قطة نيكولاس، انت تتبجح بما لا أستطيع أن أغامر بحياتها، انت تستطيع ان تفعل ما تريد طالما سيلڤا معك"

"وبعد أن تذهب سيلڤا من معي، ماذا ستفعل وقتها؟"
"سنتكلم ولكل حديث مقال، وقتها سنتناقش انا وانت في هذا الأمر، وتعرف جيدا ما هو الثمن الذي قد تدفعه في المقابل"

"وما هو المقابل في نظرك"

" المشكله نيكولاس إنك وكل ما تملك وكل تلك المنظمة، لا تساوي قطعة من اظافر زوجتي، ولهذا مهما كان الثمن الذي ساجعلك تدفعه، لن يكون كافيا، ان قمت بجعلك امرأة للجميع، لن يكون كافيا، ان قمت بتمزيق جسدك بآلة حادة، لن يكون كافيا ان قمت بأكل جسدك وكأنه وجبتى المفضلة، لن يكون كافيا، ولكن عليك ان تعلم انك تضغط بقوة على بالون منتفخ، يوشك على ان ينفجر في وجهك، والان اخبرني ايها الحقير، ما الذي تريده بالتحديد؟ حتى تترك زوجتي لتذهب"

" راسك"

" ماذا تعني؟ "

"اعني أنني أريد رأسك، ان كان الخيار بين راسك وقلبك، فمن تختار حبيبتك ام حياتك؟"

اخرج أليخاندرو انفاسه بصوت مرتفع، هو يقول: "وما الذي يضمن لي انك ستعيدها، ان قمت بقتل نفسي"
قاومت سيلڤا ذلك الغضب بداخلها من كل ما يحدث أمامها وكل ما سمعته وهي تصرخ بصوت مرتفع، وهي تقول:

"ما الذي تقوله؟ كيف تقتل نفسك؟ وتصدق ذلك الوقح الكاذب، هل جننت؟ "

بهت وجهه لا يصدق انها تستمع الى ذلك الحوار بينهم، كاد ان يبكي من الخوف ومن الألم، كاد ان يبكي من نظرة الكره في عينها مستقبلا، كاد أن يحصل له أشياء كثيرة، ولكنه لم يستطيع ان يهمس بحرف، سيلڤا صرخت في وجهه، الذي لا تراه وهي تقول بصوت مرتفع:

"ماذا تعني بكلامك هذا؟ كيف ستقتل نفسك؟ كيف تسمح له بأن يضغط عليك بتلك الطريقة؟ دعه ليفعل ما يريد واياك ان تخضع له، لن اقبل ان كان يفكر ان قاتلي سيجعلك عبد له، فهو مخطئ دعه يقتلني إن اراد، ولكن لا تكسر نفسك امامه، لن اقبل ان اراك مكسورا بهذه الطريقة، رغم انني ناقمة عليك لما حدث، ومهما حاولت لن أغفر لك ما فعلته، لن أغفر لك أنك لم تصرح لي بكل شيء، رغم انني استجديت أن تخبرني الحقيقة، حاولت مرة واثنين معك، ولكنك رفضت رغم ذلك الشك الذي كان يساورني، الا انك لم تصرح لم تتكلم لم تقل شيء على الاطلاق، وها نحن في تلك الدوامة معا"

" الآن هل تستطيع أن تستمع إلى كلامها؟ هل تستطيع أن تستجيب لرجاء الصامت أن تصمد ولا تخضع لنا؟ وقتها هي من ستدفع الثمن حتى لو تبجحت بذلك، هي تعرف جيدا اننا نستطيع ان نفعل الكثير، من لحظات فقط أحضرت لها ثوب لتواري جسدها من نظرات الرجال الجائعة التي تنظر لها باشتهاء أليخاندرو، هل تدرك انني استطيع ان اتركهم ليفعلوا ما يريدون"

"حقا تستطيع أن تفعل ذلك حقا نيكولاس تتبجح وتخبرني أنك ستترك كلابك الضالة تعتدي على زوجتي؟ وهل تظن انني وقتها قد انتظر؟ اظن انك اذكى من ان تستجيب إلى كلامها ورجائها، اظن انك رجل تعرف جيدا ما الذي استطيع ان نفعله؟ ولهذا هي في قبضتنا وانت حر وبما أنك الآن متجه إلى قسم الشرطة، حيث ينتظرك ذلك الضابط خوسيه، عليك ان تخبره كل شيء ان استطعت، ولكن وقتها من سيدفع الثمن سيكون حبيبتك"
" ما الذي تريده؟"

" ذلك الملف الذي أرسلته، تعلم جيدا اننا نحتاج من يحمل تلك القضايا فوق كتفه"

"حسنا سأجعل أحدهم يحملها"

"لو كنا نريد أحدهم كنا أرسلناه نحن"

"ماذا تريد؟"

"انت تعلم جيدا ما الذي نريد؟ لهذا نفذ"

"ماذا تعني؟ ماذا تقول له؟ ما الذي تريد منه ان يفعله؟"
"كف عن التساؤل سيدة سيلڤا، واحتفظي بلسانك داخل فمك، لانني رجل لا يملك الكثير من الصبر"
"ما الذي تريد منه ان يفعله؟"

"ان يعترف على نفسه بتلك الجرائم انه هو من قام بإخراج صفقات السلاح، تلك الصفقة الخاصة بالمخدرات"
" ماذا تقول؟ "
"كما سمعتي بالإضافة إلى نوادي القمار، سنجعل كل شيء باسمه، وسيحمل هو كل تلك القضايا فوق كتفيه، حتى يعلمه و وغيره ان الخطأ في حقنا لن يمر مرور الكرام، هل تعلمين ما الذي اعنيه سنجعل زوجك العزيز عبرة، لمن لا يعتبر حتى لا تتكرر من أحد منهم مرة أخرى، بعد ما سنفعله في أليخاندرو، الذي كان مقربا الباتشينو ومني، رغم انه لا يعرف من هو آل باتشينو بالتحديد، الى الآن ساجعله مثال للجميع لمن تسول له نفسه أن يخوننا"

"لم اخنكم وانت تعلم ذلك جيدا، انتم من خنتم العهد، ولهذا.."

"لا عهد لنا، كما سمعت ألىخاندرو، نحن لا عهد لنا مع من يفكر في خيانتنا، نحن لا نسامح من يحاول الغدر بنا، امامك ثلاثه اختيارات، اما ان تعترف عن كل شيء، اما ان تعترف على نفسك او تقتلها في الاختيار الاول، ستلحق بك زوجتك، الاختيار الثاني سوف نتركها حرة، الأختيار الأخير لا اعلم ما الذي قد افعله بعد موتك، ربما يفكر الدون في امتلاكها او"

"كف عن المهارات واياك ان تمسها، انت تعلم جيدا انني استطيع ان اقتلك ولو كنت لازلت في حضن امك"

"هل تظن ذلك؟ لنرى"

" ماذا تعني بانك سترى؟"

" اعني ان الاختيار بيدك وانت من يحدد ما الذي يريده؟ ان كنت تريد زوجتك تعلم جيدا ماذا ستفعل؟ ان كنت لا تريدها ايضا تعلم جيدا ماذا ستفعل؟ "

"وما الذي تستفيده وان قدمت نفسي للمحكمة على انني انا المجرم الأول والأخير في كل تلك القضايا؟"
"شيء واحد، ستجعل الباقي يدخلون جحورهم يشعرون بالخوف"

" منذ متى وأنت بهذه الحقارة؟"

" منذ البداية، ولكنك لم تلاحظ"

اغلق الخط وهو ينظر إلى سيلڤا ويقول:

"هل أنت بحاجة إلى بعض الطعام؟"

" لا اريد شيئا من وجهك، يمكنك ان تغرب عن وجهي"

" حسنا سيده سيلفا، كما تريدين لقد عرضت عليك خدماتي، ولكن يبدو انك غاضبة مما حدث، بصراحة لا الومك ولكنك تعلمين جيدا أن الغدر حينما يأتي من رجالك، يكون صعبا! فانا لم اتخيل انا رجل مثل اليخاندرو قد يخونني بعد كل ما فعلته من اجله "

"وهل فعلت من أجله شيئا من الأساس؟هل من مثلك يستطيع ان يفعل شيء؟"

"الكثير لقد حولته من متسول الى رجل اعمال "

"لقد حول نفسه، وليس انت اقترض منك مالا واستطيع ان ينميه، بينما انت تتبجح بأنك فعلت له المستحيل، هل تظن أني غبية؟ رجل مثل اليخاندرو كان مكسب لكم"

اذدارد هي تقول الحقيقة ومع ذلك لم يرد عليها أغلق الباب، وهو يقول لنفسه:

" كلامك صحيح ولكنه غبي أفسد كل شيء في النهاية، انا اعلم جيدا أن ما أطلبه منه صعبا، ولكنه سيفعله رغما عن فهو بالتاكيد لن يغامر ويفقدك هو يعلم جاهدا ان الخروج من هنا مستحيل فلم يستطع أن يخرج هو هل ستخرجين انت بعد كل ما عرفته عنا بالاضافه الى انني لا اعرف كيف ساستجيب إلى أوامر الدون واقوم بقتلك في النهاية"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي