الفصل السابع الموسم الثاني

عندما رأيت الأميرة" فوزية" تلتصق في السلطانة علمت حينها أني سوف أعاني من الانتقادات ولكن لماذا اعلمي هذا الانتقاد من الملكة كثيراً حتى يجلب الدموع إلى عيناي.


غضبت السلطانة وقالت بعصبية:
- لماذا تبكي فأنا لم أمسك بسوء!

- لا شيء يا مولاتي فأنا امرأة عينها ضعيفة.


شعرت السلطان بعدم الراحة للحظات عندما رأيت دموعي قائلة:
- هيا تعالي اجلسي بجوار حتى نتحدث بجدية؟

رفعت يدي أمسح دموعي بإصبعي ثم ذهبت وجلست بجوارها قائلة:
- تفضلي مولاتي بالتحدث.

- فاطمة سوف أسألك وأجابني بصدق؟

- أمرك يا مولاي سوف أجاوبك بكل صدق.

- هل سوف تتزوجين من الفطين!


عندما سمعت هذا السؤال شعرت بالصدمة قائلة:
- كيف علمت مولاتي عن هذا الأمر!

ضحكت بسخرية قائلة:
- هل نسيت من أنا ؟فأنا السلطانة العظيم وأعلم كل يدور ويحدث في القصر من صغيرة وكبيرة عن كل شخص.


حينها علمت أن أكبر عدوى لي في القصر ليس الملك، وإنما هذه المرأة التي القصر تدير القصر بأكملها من غرفتها تسير على كل الحاشية بقوة وعزم، وبسبب هذه المرأة سوف أكون مقيدة في تصرفاتي من كل حركة وكلمة.

عندما وجدتني في حالة ذهول وصدمة قالت:
- الآن أخبرني الحقيقة؟

- لقد طلب فعلاً الفطين الزواج بي ولكني لم أعطيه أجابتِ حتى الآن.

- لماذا هل لديك شخص أخر؟

كنت أعلم إلى ماذا تود السلطان إرسال الحديث كما يظن الجميع بوجود علاقة بيني وبين الأمير الثالث.

نظرت إليه بجدية أخبرها:
- لا يوجد مولاتي ولكني لم أفكر في الزواج كل ما أريده هو تعلم الطب حتى أساعد المرضى والمحتاجين.

- إذن أنتِ امرأة تملك هدف؟
- نعم مولاتي.

- إذن لما لم تسألني لماذا أسألك كل هذه الأسئلة؟

- مولاتي السلطانة العظيمة كيف أسأل مثل هذا السؤال!

نظرت السلطانة إليَ بجدية لذا سألتها كما تريد قائلة:
- حسنا يا مولاتي أخبرني لماذا تسألين كل هذه الأسئلة؟

- في الحقيقة هذا الطبيب تعشقه حفيدتي الغالية رغم أني لست معجبة به ولكن ما أفعلها مع هذه الحفيدة العنيدة.

- إذن؟

- إذن أعتبر هذا الطبيب زوج حفيدتي.

- أذن؟

- أتمنى أنت تسعدي هذه الجدة العجوزة وترفضي طلب الزواج من الفطين؟


ظلت أفكر لدقائق لم أجد إجابة تنقذني، لأني أعلم جيداً أن هذه المرأة لا يجب أن اكتسبها عدوة.

لذا أخبرتها بابتسامة زائفة:
- مولاتي أنت لا تعلمين شيء.

- ما هو الشيء الذي لا أعلمه!

- في الحقيقة لم أفكر في الزواج خلال هذه الفترة لذا رفضت طلبه بكل أدب واحترام.

- ولكن الأخبار التي وصلتني أنك
لم ترفضيه!

- مولاتي ولم أعطيه إجابه أيضاً عندما سألني تمسكت بالصمت حتى لا أجرحه وأفكر جيداً في هذا الأمر.

- ماذا عن الآن بعد أخبارك عن مشاعر حفيدتي له؟

- ما قصد مولاتي!

- أقصد ماذا ستفعلين الآن!

- بالطبع سوف أبتعد عن طريقهم وأتمنى لهم السعادة الأبدية.

- هذا جيد لقد وقعت في حبك أيها الأميرة الذكية.

تركت السلطانة بعد انتهاء الحديث حتى أعود إلى غرفتي، وأثناء الطريق ظلت أفكر فما حدث أتساءل:
(ماذا سأفعل الآن).

لقد ضغطت على الملك كثير ووعده بفعل الكثير من الأشياء حتى أنال لقب الأميرة؛ فعلت كل هذا من أجل إبعاد هذه الأميرة العنيدة عن الفطين ولكني في النهاية فشلت في تحقيق ذلك.

الآن أخبر نفسي:
(لقد فشلت، لقد وجدت قوة أكبر تقيدني هذه الحياة لماذا كلما أحاول تسهيل الأمور تصبح أصعب بكثير).

الآن صرت أشعر بالخوف من أن تجبر السلطانة" الفطين" الزوج من حفيدتها الغالية بالقوة خلال يوم وليلة، لذا قررت أن أتقرب أكثر من السلطانة خلال الفترة القادمة.

ثاني يوم جاءت خادمة غريبة أراه لأول مرة تخبرني:
- مرحبا سيدتي.

- من أنتِ!

- أنا خادمة الطبيب الفطين.

- إذن؟

- لقد أرسلني حتى أخبرك بأمر سري.

- تحدثِ أسمعك؟

- هل تخبرين الخادمة أن تخرج؟

- انها ليست مجرد خادمة أنها فرد من عائلتي.

- حسنا سيدتي لقد أرسلني الطبيب حتى أعطيكِ هذه الورقة.


أخرجت ورقة من حزام الوسط في فستانها ثم وضعتها في يدي.

نظرت إلى الورقة بعد فتحها ثم سألتها:
- ما هذا!

- أنها خريطة بالمكان الذي يجب أن تذهبي إليه.

- كيف أفهمها؟

أخذتها" بركة" من يدي تنظر إليها بتركيز ثم قالت:
- لا تقلقي يا سيدتي أعلم أين هذا المكان.

- هل أنتِ متأكدة؟

- بالطبع يا سيدتي.

نظرت إلى الخادمة ثم أخبرتها:
- حسنا شكراً لكِ تفضلي بالذهاب.


نظرت إلى" بركة" مرة أخرى بعد خروج الخادمة أسألها:
- بركة هل أنتِ متأكدة أنك تعلمين أين هذا المكان؟

- سيدتي لقد أخبرتك أني أعرفه جيداً.

- كيف تعرفيه!

- هل تعتقدين أن وجودي في القصر للأكل والنوم فقط لقد تجولت في القصر كثير حتى أعرف أماكن كل الغرف والأبواب.

- لماذا فعلتي ذلك!

- لأني لا أثق في هؤلاء الناس يجب أن أجد مخرج لكِ يا سيدتي عندما يحدث شيء سيئ تستطيعين الهروب منه.

- كيف صرتِ فطينة هكذا؟ كيف فكرتي في شيء مثل هذا وأنا لم أفكر بهذه الطريقة من قبل!

- لقد حذرني الأمير الثالث من هذا المكان.

- حذرك لماذا ولما لم تخبرني من قبل عن هذا؟

- لم أجد فرصة لذلك.

- أخبرني ما قال لكِ؟

- أخبرني أن العائلة الملكية شرير ويجب أن أنتبه إلى حديثي وكل كلمة تخرج من فمي حتى لا أسحبك إلى مشاكل لا دعي إليها، وأن أجد مكان جيد للاختباء عند حدوث أمر غير متوقع.

-أن الأمير الثالث لديه عين ثاقبة.

- فعلاً يا سيدتي.

- اعتذر منك يا بركة كان يجب أحذرك قبل دخول القصر.

- سيدتي لا تهتمي بهذا الأمر.

- بركة أعلم أنك حكيمة وشخص واعي لما تتحدث به لذا لا أفكر في هذا الأمر.

- أشكرك يا سيدتي على هذه الثقة.

كان مذكور في الورق اليوم الذي أذهب في إلى هذا المكان، وكان بعد يومان بعد منتصف الليل، أثناء نوم الجميع في القصر.


كان الأمير الثالث مرتب الأمر مع جواسيسه الخدم الموجودين في الخدمة في نفس وقت المقابلة حتى يتم التستر على خروجي من الغرفة حتى المكان المشار إليه في الورقة.

عند وصولي إلى المكان الذي كان حديقة صغيرة مهجورة خلف مبنى القصر الملكي قبل الدخول أخبرت" بركة":
- انتظرني هنا حتى أخرج.

- سيدتي هل ستكونين بخير بمفردك؟

- لا تقلقي سوف أكون بخير.

- أمرك سيدتي سوف أبقى أحرس المكان جيداً حتى لا يدخل أحد.

- هل هذا المخرج الوحيد؟

- نعم يا سيدتي لا يوجد مخارج أو مدخل غيره.


تركت" بركة" ودخلت أبحث عن الأمير الثالث وسط الأشجار الكثيفة حتى فجأة وجدت يد تسحبني إلى الخلف، يمسك يدي بقوة ويسألني بقلق:
- فاطمة هل أنتِ بخير؟

- الأمير الثالث!

- نعم أنه أنا أخبرني كيف حالك؟

- لا تقلق سيدي أنا بخير وبصحة جيدة.

- فاطمة أخبرني هل يحاول أحد في القصر إغضابك وآذيتك؟


ضحكت بسخرية قائلة:
- لا تقلق يا سيدي لا يستطع أحد أن يغضبني بسهولة دون أن أنتقم منه شر الانتقام.

- إذن أنتِ بخير هذا جيد.


حينها ظهر على الأمير شعور الارتياح وكأنه دهر من الخوف والقلق، وجدت وسط الحديقة المهملة الكثيفة مقعد من الخشب؛ سحبني الأمير إليه حتى نجلس ثم قال:
- لقد سمعت انك قابلتي السلطانة بمفردك ماذا حدث ولماذا طلبت مقابلتك؟

- كل هذا بسبب الأميرة المدللة.

- من تقصدين!

- الأميرة فوزية.

- ما علاقتك بها؟ لقد دخلتي القصر من فترة قصيرة كيف تم رصدك سريعاً هكذا!

- كل هذا بسبب الفطين.
- كيف هذا!

- عندما علمت أن الفطين تقدم إليِ بطلب الزوج شعرت بالغيرة والجنون وأخبرت السلطان أن تهددني حتى أتركه تحصل عليه.


ذهول الأمير الثالث من تلك الجملة التي نطقتها بكل سهولة ثم قال:
- هل الفطين طلب منك الزواج!


كان سؤال الأمير المفاجئ هو الشيء الذي جعلني أستيقظ بما أتحدث به من الحالة التي مر بها.


في الواقع كنت أعلم أن الأمير الثالث وقع في حبي، وهذا الأمر الذي يجعلني أشعر بعدم الارتياح لأن هذا الأمر لم يحدث في الماضي.


عندما حضرت إلى هذا العصر أول مرة رغم أن الأمير الثالث كان يفضلني ويحاول أن يكسب ودي وقربي، ولكنها لم يكن واقع في حبي إلى هذه الدرجة.


كان يحاول أن يكتسب صديق لديه رؤية مستقبلية، ولكنه الآن مختلف نظرات الحب والشغف تفيض من عينيه بجنون.


لذا عندما سألني فزعت ثم أخبرته بتردد:
- نعم لقد طلب الزواج.

- ماذا اجابته؟

- الأمر ليس هكذا.
- إذن كيف كان الأمر!

- في الواقع كان مجرد سؤال حتى يشغل الحارس الذي كان يستمع خفياً إلى حديثنا.


ظهرت ملامح الارتياح على وجه الأمير الذي كان عينه تشتعل نار من القلق والخوف قائلاً:
- هذا جيد.

- لماذا هذا الأمر جيد!


توتر الأمير ثم قال:
- أشار بحديثِ أن وجود ارتباط هذه الفترة مع الفطين سوف يضعك في مشاكل وحروب كبيرة مع الحرملك.

- أظن أنك محق في هذا ليس الوقت المناسب للارتباط والزواج.

- هذا ما أظن أيضاً.


بعد ذلك ساد الصمت بيننا للحظات حتى قطعت هذا الصمت أسأل بفضول:
- سيدي أخبرني لماذا طلب مقابلتي الآن، وضعتنا في خطر؟

- لقد سمعت أن السلطانة طلبت حضورك وهذا الأمر أرعبني.

- لماذا!

- هل تتذكرين عندما أخبرتك من قبل أن السلطانة من قتلت والدتي وحاولت قتلي الكثير من الأوقات؟

- أتذكر سيدي لهذا السبب أحاول مساعدتك حتى تجلس على العرش.


تنهد الأمير قائلاً:
- فاطمة لا أريد مساعدتك أريد فقط أن تكونين بخير وفي أمان من هذه المرأة العقرب.

- سوف أكون بخير لا تقلق.

- كيف هذا لقد تم ملاحظاتك وسوف تعاديكِ من أجل حفيدتها منذ الآن.

- لا تقلق لدي طريقة في التعامل مع هذه المرأة الشيطانة.

- كيف تفعلين هذا!

- لدي طريقة ولكن أريد منك أن توفر إليِ طريقة الاتصال مع كل جواسيسك في القصر.

- الجميع!
- نعم الجميع.
- لماذا؟

- حتى استطاع التعامل مع هذه المرأة يجب أن أكون امتلك قوة توازي قوتها.

- فاطمة هل تعلمين كيف جمعت هذه القوة لم يكن الأمر سهل لذا أن تم اكتشاف الجميع سوف أخسر الكثير.

- سيدي منذ مقابلتي أصبح قوتك الحقيقية التي سوف تضعك على العرش وتسلمك القوة وليس بعد من الخدم في الحرملك.

- حسنا يا فاطمة سوف أثق بك وأدعوك تحصلين على هذه السلطة.


بعد ذلك خلع خاتم من أصابعه بتصميم خاص ووضع في أصابعي برقة ثم قال:
- هذا الخاتم سوف يكن القوة التي تريدها.

- كيف هذا!

- عند طريقة تصميم هذا الخاتم سوف تجدين أشخاص يساعدونك عند ارتدائه.

نظرت إليه بسعادة وامتنان أخبره:
- شكرا لك يا سيدي سوف أدفع لك الثمن يوما ماً.

- ليست ملزمة بالدفع، كل ما يجب فعله حتى تردي هذا الدين هو أن تكوني بخير وبعيد عن المشاكل.

- هذا ليس ما أريد.

- إذن ما الذي تريده

- سوف أصنع الكثير من المشاكل.


فزع من النظرة المخيفة في عيناي قائلاً:
- فاطمة ماذا تنوين فعله!

- سوف أسم الملكة.

- ماذا! هل فقدتي عقلك؟

- بالطبع لا.

- هل تريدين الموت؟

- بالطبع لا.

-إذن لماذا تفعليه!

- حتى أعالجها وأصبح قريبة إليه.

- وكيف ستحققين هذا من دون خطر إفضاح الأمر؟

- لدي طريقة لا تقلق.


عاد الأمير الثالث إلى قصره يتملكه شعور الخوف والقلق مما أنوي فعله.


عدت إلى غرفتي أفكر وأخطط في طريقة حتى أستطيع تنفيذ خطتي، بعد يومان أخبرتني" بركة" في الصباح الباكر عند استيقاظِ:
- صباح الخير سيدتي.

- صباح الخير بركة.


نظرت إليها وجدت وجها متهجم لذا سألتها:
- ما بكِ لماذا أنت غضبه هكذا في الصباح الباكر؟

- بسبب تلك الأميرة المدللة.

- فوزية!

- نعم هي سيدتي.

- ما بها ماذا فعلت لكِ؟

- لقد أخبرتني خادمتها أني يجب أن أذهب وأساعد الخدمة الأسبوع القادم.

- تساعدي في ماذا؟

- في تحضير ولية من أجل السلطانة.

- لماذا؟

- لأنه يوم ولادة السلطانة ويجب على الجميع المساعد.

- هل فوزية التي تحضر هذه الحفلة؟

- نعم أنها من سيطبخ الوجبات المفضلة للسلطانة.


(حينها ضحكت وكأني أشعر أن القدر ساعدني).


نظرت إلى" بركة" أخبرها:
- بركة قبل هذا اليوم بيومين أذهبي إلى الفطين وأخبره أنك تريد دواء يسبب لكِ القئ والإسهال.

- ماذا أفعل بهذا الدواء يا سيدتي؟

- عندما تجلبه سوف نأخذه.

- هل تشربه السم انتي أيضاً يا سيدتي؟

- بالطبع حتى لا تثير الشكوك نحوي.

- لماذا تفعلين ذلك يا سيدتي!

- هذا سر يا بركة أتمنى ألا يعلم أحد، وأيضاً لا تخبري الفطين أني سوف أشرب من الدواء.

- حسنا كما تريدين سيدتي.


قبل يوم الحفلة أخذت الدواء مع" بركة" وأصبنا المرض وظن الجميع أنه سم قاتل.

أمر السلطان" الفطين" للذهاب إلى غرفتي حتى يتم معالجتِ مع مربيتي.


عند وصول" الفطين" كان غاضب لأنه يعلم أن ما حدث بسبب الدواء الذي شربته من دون علمه.


لذا عند دخوله قال بكل غضب:
- هل أتركك تموتين حتى لا تتسببي في قلقي مرة أخرى؟

- هل تستطيع فعل ذلك!

- فاطمة هل تختبرين مدى صبري تجاهك!

- لا تغضب هذه طريقتي حتى أقابلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي