الفصل السادس والثلاثون اا جاسوس ريان السري

كانت لولا على وشك أن ترفض وهي تشعر بالاحراج، كيف ستخبرها بأنها لا تستطيع الحضور برفقة زوجها دون أن تضطر لقول إنهما على وشك الطلاق. ليس لشيء ولكنها لا تحب مطلقاً أن يحكي تفاصيل حياتها ومشاكلها لأحد، مثل رائف بالضبط. ولكن كان رائف أسرع منها حيث قال وهو ينظر للولا يغيظها قبل أن ترفض الدعوة، "بالطبع! لا يعقل أن تتغيب لولا على حفل مثل هذا، أليس كذلك عزيزتي؟"

فتحت لولا فمها متسع تريد قول شيء ما ولكن لم يخرج أي شيء.

”أوووه كم هذا رائع، أنت لطيف جدا سيد رائف!“ قالت مانيا ثم أردفت، انتظر قليلا سأحضر لك أميرة الحفل التي ستحضران حفلتها لتدعوك بنفسها.

لم تنتظر مانيا رده بل أشارك لزوجها وهي تقول، ”هيي، عزيزي، أحضرها إلى هنا، هناك من يريد أن يقول لها مرحبا“

جاء زوج مانيا بالطفلة وأخذتها منه زوجته، ثم اقتربت أكثر من رائف وهي تقول، ”هيا يا صغيرة، قولي مرحبا لهذا الرجل الرائع، إنه زوج الخالة لولا“

نظر رائف للطفلة ثم ابتسم بلطف وهو يقول، ”إنها صغيرة للغاية“

ضحكت جيسي، ”أجل إنها كذلك، فهي لا تزال بعمر اليومان“

”هل تريد حملها؟“ سألت مانيا وهي تقول بالفعل بمد يديها اللتان تحملان طفلتها نحو رائف، تردد رائف قليلا ثم قال، ”هل أستطيع ذلك؟“

”بالطبع تستطيع، فقط أحكم قبضتك هكذا“ قالت مانيا وهي تضع الطفلة بين يديه.

أمسك رائف الطفلة بين ذراعيه بأيدي مرتعشة.
راقبته لولا بعيون فضولية وهو ممسك بالطفلة ويبتسم لها، قالت جيسي، ”هيا يا صغيرة قومي بدعوة العم رائف!“

رمشت لولا وهي تشاهد الطفلة التي كانت تملأ المكان بالصراخ قبل قليل ساكنة بين ذراعي رائف، تخيلت طفلهما بين يديه، يبدو أبا رائعا. وضعت يدها على بطنها وكأنها تخاطب طفلها.

لاحظ رائف تصرفها فأشار لها برأسه وقال، ”تعالي، اقتربي“

وقفت قربه فقال هامسا، ”هل يشعر طفلي بالغيرة؟“

نظرت لعينيه فشاهدت فيها الصدق والاهتمام، بادلته الابتسام ولكن ابتسامة صغيرة لا تكاد تكون ملحوظة ولكنها لم تجبه.

ودعت لولا الجميع على أمل أن تلتقي بهم في الحفل فغدا ليس لديها نادي.
وبمجرد أن خرجوا من باب النادي ابتعدت عن رائف واتجهت تمشي في الجانب المعاكس.
حرك رائف رأسه يمينا ويسارا مبتسماً على عندها ثم لحق بها.
سحبها من يدها وهو يقول، ”لما لا أوصلك؟“

رفعت رأسها عاليا بعناد، ”لا، شكرا لك. أفضل ركوب سيارة أجرة“

ضيق عينيه ثم قال، ”هل هذا يعني إنك تخافي أن تضعفي وأنت بصحبتي ويحصل…“

وضعت يدها على صدره بقوة وقالت غاضبة، ”توقف! أصمت“.
ثم اتجهت نحو سيارته، ارتفعت ابتسامته في ابتسامة جانبية سعيدا بهذا النصر الصغير. ثم لحق بها.

في السيارة كانت لولا تجلس في حافة الكرسي وهي مديرة وجهها نحو النافذة، أرسل رائف رسالة لسائق السيارة يأمره بألا يأخذ الطريق المختصرة، بل يبحث في خرائط قوقل عن أطول طريق وأكثرها ازدحاما ويقود عبرها.

فعل السائق كما طلب منه، بينما يراقب رائف زوجته بعينين كعيني الصقر وهو يتذكر في بداية زواجهما عندما ركبت معه للمرة الأولى كانت تجلس بنفس الوضع، لانت ملامحه قليلا على تلك الذكريات، ثم قال، ”هل تسمحين لي بأن أجلس قربك؟“

نظرت له وهي ترفع حاجب واحد ثم قالت، ”وإن قلت لا؟“.

سحابة خفيفة من خيبة الأمل عبرت عبر ملامح وجهه وقال، ”إذا لن أفعل، سابقى في مكاني“

”منذ متى وأنت مهذب“ قالت وهي تتذكر أيضا أول مرة صعدت فيها معه وما حدث حينها. تذكرت كيف عاملها بكل رجولة ولم يشأ أن يضغط عليها أو يجبرها على شيء ليست مستعدة له.

ضحك رائف وقد وجد إن محاولتها لإحراجه ممتعة، فهو بحضورها لا يمكن أن يكون مهذب، لا يستطيع فعل ذلك.

نظرت له بطرف عينها بعدما اقترب منها ثم نظرت نحو الخارج، تأملها قليلا وتأمل بطنها ثم قال، ”هل شعر طفلي بالغيرة عندما أمسكت بتلك الطفلة الرضيعة“

التفتت نحوه وشاهدت نظراته نحو بطنها فقالت له، ”إسأله!“

رفع حاجبيه فأضافت، ”لقد بدأ يركل كثيرا مؤخرا، إسأله فإن ركل فإذا هو منزعج“

ثم ضحكت وقالت، ”أووه، ها هو يركل“ وهي مشيرة الحركة الطفيفة على بطنها.

يبدو إن الطفل شعر بالتقلبات في مزاجه ومشاعر والدته، فالاطفال يشعرون ويسمعون في بطون أمهاتهم.

نظر لها وسرح في ضحكتها التي خرجت عفوية، لكم اشتاق لسماع هذه الضحكة، كم امتى ان يراها تضحك مجددا.

استعاد تركيزه وأجلى حلقه بينما عيناه مليئتان بالتوتر ثم قال، ”هل لي أن…“ مشيراً نحو بطنها بإصبعه وأكمل، ”هل لي أن أضع يدي؟ أن أشعر به؟“

شاهدت لولا التوتر والتردد والشوق والتردد في عينيه، ربما عليها أن تمنحه هذه الفرصة من أجل ابنهما.

”من مفضلك، لو كان هذا لا يضايقك طبعا“ أكمل رائف وهو يدرس تعابير وملامح وجهها خوفاً من الرفض.

لانت ملامحها وقالت، ”حسنا!“

وعندما ظل ينظر لها بحيرة وكأنه لم يكن يتوقع أن توافق، ابتسمت وقالت، ”يمكنك ذلك!“

وضع يد مرتعشة قليلا على بطنها، رغم إنها بطنها لم تكن بارزة كثيرا، إلا إنها كانت مستديرة وبارزة بشكل جميل.
فجأة شعر رائف بحركة تحت يده! اتسعت عينيه ونظر لها بدهشة، ابتسمت لملامح وجهه المضحكة، كان كالأطفال عندما ينبهرون بشيء ما.

"إنه يتحرك!" قال رائف والدهشة والسعادة في صوته.

لم تعلق لولا بل ظلت تنظر لسعادته وهي مبتسمة. مبتسمة في لحظة مسروقة من الزمن، في لحظة تناست فيها كل ما حدث.
"هل تتوقعين إنه فتاة أم فتى؟" تسائل وهو لا يزال يحرك يده فوق بطنها يبحث عن مكان حركة طفله وكأنه في منجم للذهب ينقب على الكنز.

"لا أعلم، ولكن كل ما أعلمه إنك تريد فتى بالطبع، فهذا ما قام عليه عقد الزواج!"

تجمدت يد رائف في حركتها ثم رفع بصره نحوها، وجد إن تلك الابتسامة العذبة التي كانت تزين وجهها الجميل قد اختفت ليحل محلها نظرات باردة وكأنها قد ارتدت قناع.

تفهم مشاعرها وأبعد يديه فورا، شعرت لولا ببردة عبرت فوق بطنها بعدما سحب يديه على الفور، رغم إن الطقس لم يكن بارد.

نظرت عبر النافذة وقالت، "لما لم نصل حتى الآن؟" ثم رفعت معصمها لتعرف الساعة وأضافت، "لقد تأخرت"

شعر رائف إنها أصبحت تشعر بالضيق، فأرسل رسالة للسائق [ابحث عن أقرب طريق إلى المطعم]

بعدما ترجلت لولا من السيارة ودخلت إلى المطعم شعر رائف بالحزن، كم يتمنى ويشتهي لو يعود هو ولولا كما السابق، اشتاق لأن تكون أول شخص يراه عندما يستيقظ. مشاركة الغرفة سويا، تلك الفوضى التي تقوم بها في غرفة الملابس، عنادها له.

تنهد بعمق وأمر السائق بالذهاب إلى المنزل.
بعدما دخل إلى الشقة شعر بالفراغ، شعر بالوحدة، لا يستطيع أن ينسى الركلات التي شعر بها تحت راحة يده، لقد كانت تلك ركلات طفله، طفله من دمه ولحمه. ولكنه لا يعلم أي الظروف التي تنتظر هذا الطفل.
هل هوا غير محظوظ لحصوله على والد مثله؟ ولكنه بالتأكيد محظوظ بحصوله على لوليتا كوالدة له.

مرر يده في شعره بعصبية يحاول ابعاد هذه الأفكار التي لن تجلب له سوى التعاسة من رأسه.
بعد أن استحم وتناول عشاءه الذي جهزته له مدبرة المنزل كما العادة، اتجه ليجلس أمام التلفاز كما العادة بينما حاسوبه الشخصي بين يديه. بدأ يتفحص في البداية بعض الملفات ولكنه لا شعوريا وجد نفسه يفتح حسابه الانسقرام على حاسوبه، كما هي العادة دخل على صفحة لولا الشخصية وبدأ يشاهد صورها التي لم يمل من مشاهدتها أبدا، بل بدأ يفعل هذا كشخص مهووس أو مدمن.

ثم قام بتتنزيل صورها عن طريق تطبيق ما، ثم قام بسحبهم عن طريق الطابعة.
أمسك صور لولا في يده ووقف، اتجه بهم نحو غرفة النوم وبدأ بإلصاقهم على الحائط، أصبحت صور لولا المتعددة تغطي حائط غرفته. ابتعد خطوة للخلف بعد أن انتهى وشاهد الصور، ثم ارتفعت شفته في ابتسامة حزينة وهو يحدث نفسه، "يا لي حالك الذي يرثى له يا رائف، ألهذه الدرجة أصبحت مهووسا بها كالمجنون؟"

ولكن هذا الهوس يعجبه، فهي تستحق أن يكون مهووسا بها من وجهة نظره.

عندما عادت لولا إلى المنزل في المساء لم تشأ إخبار والدتها ولا سوزان حول لقائها برائف فهي متأكدة من أنهما ستمطران عليها الأسئلة، وهي تشعر بأنها غير مستعدة للاجابة، فمشاعرها غير واضحة ولا مستقرة. ’ربما بسبب هرمونات الحمل‘ قالت لنفسها.

دنق.. دنق

سمعت صوت وصول رسالة بينما هي تقف أمام المرآة تسرح شعرها تجهزا للنوم، كانت ستراها بعد بعد أن تنتهي من روتين العناية الليلي، ولكنها شاهدت اسم رائف بطرف عينها على الشاشة فرفعت الهاتف فورا [اخبري طفلي تصبح على خير، وأيضا قولي له أنا أحبك]
دق قلبها بجنون عندما شاهدت كلمة أنا أحبك، رغم علمها إن الكلمة ليست موجهة لها، ولكن شعرت بها.
هل من الجنون أن يدق قلبها لكلمة أحبك غير موجهة لها؟ ومن شخص يفترض إنها تكرهه؟

[حسنا] هذا كل ما أجابت به رغم كل المشاعر التي شعرت بها، وبهذا وصل لرائف شعور من البرود واللامبالاة من قِبلها.

بمرور الوقت أصبح رائف يزداد تلهفا وشوقا لرؤية لولا، ولكنه لا يجد العذر المناسب، فهو لا يريد أن يكون ثقيلا عليها.
"هل تظن إن هذا القميص مناسب أم هذا؟" قال ريان وهو ينظر إلى القميصين اللذان بين يديه بحيرة.

أجاب رائف بلا مبالاة، "هيا ارتدي أحدهما وإلا طرتك من الشقة"
قال ريان وكأنه لم يسمعه، "أعتقد هذا اللون يبدو علي أجمل"

نهره رائف باشمئزاز، "لا تتصرف مثل الفتيات!"
رمى ريان القميص على الكرسي وقال، "يجب أن ألفت نظرها دون أن أتحدث معها!"

"من هي؟" سأل رائف عرضيا وهو يقلب بجهاز التحكم بين القنوات الإخبارية.
"سوزان، ومن غيرها. لديهم حفلة في نادي لوريال الليلة، حفلة بين الزملاء بسبب إنهم لم يلتقوا خلال العطلة الصيفية مطلقا"

رفع رائف حاجبه وسأل وقد أولى كل اهتمامه لريان، "هل لولا ستذهب معها؟"

"لا أعلم، فأنا أخبرني جاسوسي إن سوزان ستذهب"
"ومن هوا جاسوسك؟" قال رائف مستنكرا.

أمسك ريان القمصان مجددا يحاول تغيير الموضوع وهو يقول، "هيا أخبرني أيهما أرتدي؟"

"من هوا جاسوسك؟"
اتسعت ابتسامة ريان وقال، "أخوها الصغير ذو التسعة سنوات"

رمش رائف وقال، "وكيف ذلك؟"

"لقد قمت بأسلوبي بجعله يصبح صديقي، بعد أن أهديته كروت لعبة بوبجي مجانية. ثم بالوقت جعلته يخبرني بمعضم تصرفات سوزان"

ضربه رائف على كتفه، "أنت خطير!"

ضحك ريان، "وهل أترك زوجتي المستقبلية تفعل كما يحلو لها؟"

حرك رائف رأسه يمينا ويسارا وهو يضحك ثم قال، "إسأله إن كانت لولا ستذهب"

"لا أعلم إن كان يعلم ولكن سأرى"

بعد عدة دقائق أقفل ريان الخط وقال مبتسما، "يبدو إنك سترافقني إلى نادي رويال الليلة!"

كانت الأضواء الملونة والموسيقى التي تصم الآذان هي أول ما استقبل ذلك الرجل الطويل الذي يرتدي السواد ويبحث بعينيه اللواتي كالصقر عن ضالته، وبعد لحظات وجدها. كانت تبدو مميزة بين المجوعة التي تقف فيها بشعرها الناري المجعد والمفرود كهالة حول وجهها، كانت ترتدي ثوب باللون الأبيض، وبطنها المستديرة أمامها. فكر بسخرية، "هل يعقل أن تأتي لحفلة مثل هذه ةهي بهذا الوضع؟"

"أليس معكما صحبة؟" جاء صوت أنثوي من جانبهما، رائف وريان.
تجاهلها الاثنان لتبتعد، ولكنها كانت كالعلكة.

اقتربت من رائف بينما صديقتها وضعت يدها على كتف ريان. نظر رائف مجددا نحو المكان الذي تقف فيه لولا فالتقت نظراتهما، في البداية علت الدهشة ملامحها ولكنها عندما شاهدت الفتاة وهي تحاول الحديث مع رائف استدارت وأعطته بظهرها بعد أن قذفته بنظرة قاتلة، ’هل تعتقد إن هذه الفتاة معه؟‘ فكر رائف بجزع.

ثم شاهد سوزان وهي تنظر نحوهما بعدما نكزتها لولا وهمست شيء ما في أذنها.
كانت نظرت سوزان نحو ريان نارية مما جعله يقذف يد الفتاة من على كتفه برعب وهو يقول بصوت عالي رغم الموسيقى الصاخبة، "ابتعدي عني، أنا هنا من أجل حبيبتي"

أدارت سوزان عينيها بملل والتفتت إلى الأمام.
يبدو إن مهمتكما صعبة.

فجأة شعر رائف بعيون تحدق به في اتجاه آخر، وعندما التفت شاهد مالك، لقد كان مالك ينوي التقرب إلى لولا اليوم ودعوتها من أجل رقصة، صحيح يؤلمه رؤيتها بهذا الوضع وهي تحمل طفل رائف، ولكنه كان ينوي ألا يفوت هذه الفرصة.

ضم رائف أصابع يديه في قبضتين وضغط على فكه، لما هذا الشاب يلاحق زوجته إلى كل مكان، إن كان يعتقد إنه سيترك له الساحة في يوم ما فهو واهم.

"انظري! يبدو إن العرض سيبدأ قريبا فرجلاك يكادان يفترسان بعضهما البعض بالنظرات"

عبست لولا وجهها بامتعاض، "ليسا رجلاي، من يسمع كلامك ستذهب أفكاره بصور جامحة لي"

ضحكت سوزان وهي تقول، "انظري، انظري كيف ينظران إلى بعضهما"

جاء ريان ووقف قرب سوزان مدعيا إنه جاء صدفة إلى هنا وقال، "مرحبا أيتها الجميلتين، إنه من الرائع أن ألتقي بكما صدفة هنا!"

رفعت لولا حاجبها وقالت مبتسمة، "يبدو إن الصدف تتكرر بشكل مريب، فنحن نجدك في كل مكان نذهب إليه!"

وضع ريان يده على قلبه وقال، "ماذا أقول يا زوجة أخي، يبدو إن قلبي هو الذي يتبع شيء ما ويجعلني أذهب!"

فجأة ودون أي مقدمات ضربته سوزان على صدره وقالت بخشونه، "ابتعد عن طريقي!"

ثم تجاوزته، رفعت لولا يديها بإشارة إلى ريان بأن لا حول لها ولا قوة فصديقتها عنيدة. ولكن ريان ركض مسرعا في إثر سوزان، وبالطبع وجد مالك هذه فرصة مناسبة ليسرع نحوها، وقف أمامها مبتسما وقال، "هل ترقصين معي؟"

"مالك!" ثم أشارت نحو بطنها وقالت، "أنا لست في وضع يسمح لي بذلك"

كان مالك يبدو خلابا بشعره الأشقر وملامحه الناعمة، كان ملفتا لأغلب الفتيات في الجامعة ولمنه لم يعد كذلك بالنسبة للولا.

"هل أنت خائفة منه؟" قال وهو يشير نحو رائف الذي تحيط به كلتا الفتاتين بينما هو ينظر نحو لولا دون أن يحرك ساكنا!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي