25

زين ..


فتحت عيناى بصعوبة عندما اخترقت اشعة الشمس النافذة الزجاجية ، نظرت نحو كات التى كانت غارقة بالنوم بجانبى ، كانت تبدو لطيفة للغاية مع خصلات شعرها المبعثرة حولها تلك جميلة بشكل جذاب تجعلك تريد لو تخبأها عن العالم بأكمله حتى لا يراها احد غيرك ، ابتسمت بخفة و انا انظر لوجهها ، انا اعيش افضل لحظاتى معها و لا ارغب بشئ اخر بعد ذلك .. لم اكن اظن اننى قد اقع فى الحب مجددا بعد ان قامت ايزابيلا بهجري ظننت وقتها اننى لا يمكننى الثقة بإحداهن مجددا حتى قدمت كاتي الصغيرة و غيرت حياتي تماما ، فى الحقيقة لقد كان تغييرا محبوبا للغاية لقلبى و طالما انها هنا معى .. انا لن ارغب بأى احد آخر ..


نهضت من الفراش بهدوء و اغلقت الستائر حتى يحل الظلام على الغرفة مجددا ، كات كانت متعبة و ربما هى بحاجة لمزيد من النوم لذا اردت ان اهيأ لها الجو حتى تنام براحة للمزيد من الوقت ..
نزلت للاسفل بهدوء و دخلت للمطبخ مقررا ان اعد لها الفطور ، لم تمر دقائق حتى وجدتها تقف امامى و ترتدى قميصى الذى كان واسعا عليها للغاية ، و لكن رغم ذلك كانت المرأة الاكثر جاذبية بالعالم حتى و هى لا ترتدى سوى قميصى ..


" لما استيقظت مبكرا ؟ " سألت كاتلين و هى تعبث بشعرها و تحاول إبعاده عن عيناها الناعسة تلك ..
" اردت اعداد الفطور لك ، يمكنك اكمال نومك و سأوقظك بعد قليل " قلت بابتسامة نحوها و لكنها تقدمت نحوى و عانقت خصرى بقوة و كأننى سوف اختفى من العالم ..
" انا لا استطيع النوم و انت لست بجانبى ، لقد ادمنتك زين " همست كات بصوتها الناعس و عندها اتسعت ابتسامتى مجددا بينما كان قلبى يخفق بقوة لمجرد كلمة منها .. جعلتى احلق فوق السماء السابعة من شدة سعادتى ، كم يسعدنى كونها تحبنى لتلك الدرجة و لا يمكنها الاستغناء عنى ابدا ..
" تبدين مثيرة بقميصي بالمناسبة كات ، تجعلينى اود ان التهمك مجددا .. "
قلت بابتسامة خبيثة و انا اقبل رأسها رفعت نظرها نحوى ثم ابتسمت لى بخفة قبل ان تصرخ بوجهي ..


" انت منحرف زين .. "
قالت كاتلين ثم ابتعدت عنى و صعدت للاعلى مجددا بينما انا اكملت اعداد الفطور لاجلها ..
نظرت الى هاتفى و عندها اتسعت عيناى بقوة ان اليوم هو يوم ميلاد كاتلين و انا و اللعنة نسيت تماما ، و اللعنة مشاكل ويليم و كارلا جعلتنى انسى ان احضر شيئا لاجلها ، تبا لـ ويليم الذى يفسد حياتى دائما حتى ان لم يقصد ذلك ..

امسكت هاتفى على الفةر قبل ان تنزل كاتلين من الاعلى و اخبرت لوى ان يخبر الجميع بينما حجزت مطعم لنا حتى نحتفل ، انا متشوق منذ الان ان ارى لمعة عيناها الخضراء تلك عندما ترى اننى لم انسي يوم ميلادها و لم انسي ان افاجئها حتى وسط تلك المشاكل التى تحيط بنا من كل جهة ..


نزلت كاتلين مجددا من الاعلى و هى ترتدى ملابسها حتى تذهب الى العمل بينما انا حضرت طاولة الافطار بكل الاشياء التى تحبها .. انبهرت للغاية عندما وجدتنى اعرف كل الوجبات التى تفضلها و كل شئ تحبه حتى تلك التفاصيل التى لم تذكرها امامى مسبقا ..


***

كاتلين ...


لم اعتقد يوما ان الحب لطيفا هكذا ، لم اكن اؤمن انه هناك علاقات ناجحة حتى او ان هناك من يحب الاخر بصدق ، منذ معرفتى بـ زين و مفاهيم كثيرة فى حياتى قد تغيرت للافضل .. لقد غيرتنى معرفتى به جذريا فمنذ ان تقابلنا اول مرة و قد خرجت حياتى عن المألوف تماما ، كل تلك الحواجز التى عملت طويلا على بنائها تغيرت كليا حتى ان بعضا من الافكار الغريبة التى كانت تراودنى لم يعد لها وجود بعد الان ، و كأن الحياة ارادت ان تكافئنى على صبرى طوال الوقت على الالم لذلك ارسلت لي زين ليضيف البهجة و كل شئ جميل الى حياتى ..


رغم ما مررنا به حتى الان من ايام سيئة و سوء فهم سويا الا اننى استمتع بكل لحظات حياتى بجانبه ، كل شئ كان مميزا بيننا منذ بداية لقائنا و حتى هذه اللحظة ..
لحظاتى السعيدة التى اود ان اشاركه اياها و الحزينة التى يساندنى فيها ، كل هذا اريده ألا يختفى و ان نظل هكذا فى تلك الفترة من السلام و الهدوء و السعادة التى تضيف نكهة اخرى لحياتنا ..


لا اعلم متى وقعت بحبه بتلك الطريقة ؟ ، او متى اصبحت هائمة هكذا و مستسلمة الحب ؟ ، هذه لم تكن انا منذ عام مضى لقد كنت دائمة الحذر و احاول تجنب الاخرين بشتى الطرق ، كنت ارى انه ليس هناك علاقات ناجحة حتى و ان رأيت عائلة سعيدة كنت اظن فقط انهم يتظاهرون بالسعادة او انها سعادة لحظية و ستختفى مع الوقت ، كنت غبية .. غبية للغاية ، و ربما ذلك لاننى لم اكن التقيت قبلا برجل مثل زين يغير مفاهيمى تماما عن الحب و العائلة فرغم انه طفل متبنى الا اننى ارى جمال و دفء العائلة الحقيقية بين افراد عائلته و ارى كم انه يشعر بالسعادة بجانبهم و كم يعاملهم بلطف حتى و ان كانوا مختلفين تماما فى الاراء ، لم اتعلم معنى ان تكون فردا من عائلة حقيقية سوى بعد ان عرفت زين ..
و لكن منذ عرفته و قد تغيرت تماما و كأننى اصبحت شخصا اخر ، شخصا متفائلا يحب الحياة و يود ان يستمتع بكل لحظة بها سواء كانت لحظة سعيدة او حزينة اود تجربة كل شئ ، و بفضله اود تجربة شعور ان يكون لدى عائلة ..


استيقظت سريعا عندما لم اشعر بوجوده جانبى ، اصبحت احفظ رائحته و اعلم جيدا عندما يكون بجانبى او لا
ارتديت قميصه الذى كان ملقى على الارض بجانبى و نزلت باحثة عنه و انا لا زال يسيطر على شعورى بالنعاس ..


بينما هو كان يقف عار الصدر بالمطبخ و يعد لاجلى الفطور ، كان لطيفا و رائعا و حينها ادركت اننى اريد العيش بتلك الحياة للابد ، سيكون من الرائع ان استيقظ كل يوم و اجده يعد الافطار لى .. مع تلك الابتسامة التى يغمرنى بها فور ان تلتقى عيناه بعيناى ..
سرحت بخيالى حتى تخيلت زين يجلس مع اطفالنا و هو يبتسم لى من بعيد ، يعد لنا الافطار بينما انا اجهز الاطفال للمدرسة ..


لا اعلم ان كان الوقت قد حان لافكر بعرضه للزواج ، انا لست خائفة من الزواج من زين لاننى مدركة تماما كم سيكون ابا حنونا و رائعا يتحمل المسئولية و يفعل كل ما بوسعه لاسعاد من يحبهم ، ليس مثل ابى و حتما انا لست مثل امى ، سنكون عائلة مختلفة تماما يهتمون لبعضهم البعض و يهتمون لوجودهم بجانب بعضهم و ممتنون لتلك اللحظات الصغيرة التى تجمعهم سويا ..


وضعت يدى على رقبتى و انا اتحسس الخاتم الذى ارتديته كـ عقد حول رقبتى حتى اشعر ان زين هنا موجودا لاجلى دائما ..
ابتسم سريعا عندما رآنى و ظل يغازلنى كما يفعل دائما ، احمرت وجنتاى عندما ذكر ما حدث بيننا بالامس .. انه منحرف و لا يكل او يمل من محاولة احراجى ..


لذا حاولت الهروب سريعا من بين انظاره و عدت للاعلى حتى اتجهز للعمل و اهرب من نظراته التى تلتهمنى كلما رآنى ..
انتهينا من الافطار و انتظرت زين حتى تجهز هو الاخر ثم صعدت معه للسيارة متوجهان للعمل ..


اوقف السيارة امام الشركة و كدت افتح الباب حتى انزل و لكن اوقفنى صوته ..
" لقد نسيتى شيئا كاتى " قال زين فالتفلت نحوه مجددا
" ماذا ؟! " سألت بغرابة و انا انظر حولى و لكننى لم انسى شيئا حتما ..
قبلنى قبلة سريعة على شفتاى ثم همس
" نسيتِ هذا " همس بتلك الجملة و ابتسامته ترتفع على شفتيه ..
ابتسمت بقوة ثم همست " منحرف " و خرجت من السيارة ذاهبة للشركة .


وجدت ايزابيلا امامى فى ممر الشركة و كانت تراقبنى انا و زين و تنظر لى باحتقار لا اعلم ما خطبها معى حقا ؟ كم من مرة على زين اخبارها انه لا يحبها حتى .. هل تظن اننى سرقته منها بينما هى من تخلت عنه ؟ يا لها من غريبة اطوار حقا !!


تجاهلت وجودها تماما و حتى اننى لم القى التحية عند رؤيتها و ذهبت لقسم المالية حتى اكمل عملى فقد كان هناك الكثير من الاعمال هذه الايام بسبب انشاء المشروع الجديد ..


انغمست فى الاعمال المتراكمة طوال اليوم ، و تلك الكومة من الاوراق امامى التى يجب ان انتهى منها اليوم حتى لا اراكم اى اعمال مجددا .. حتى سمعت صوت زوى يقاطع شرودى الذى يلازمنى طوال الوقت مؤخرا ..

" كات لقد انهيت اعمالى سأذهب لاحضر قهوة من المقهى المقابل للشركة ، هل احضر لكِ شيئا معى ؟ " سألت زوى و هى تربت على كتفى و تدلكه لى قليلا لانها تعلم كم انا متعبة الان ..
" كوب قهوة مثلجة لاننى على وشك الانهيار بسبب العمل " اخبرتها و اعدت نظرى للحاسوب و كومة الاوراق التى امامى .. فابتسمت زوى و اخبرتنى انها لن تتأخر ثم ذهبت للمقهى ..


مرت نصف ساعة و قد انتهى دوام العمل و فى ذلك الوقت استلمت رسالة من زوى التى تأخرت كثيرا بالمقهى
' زين و لوى الوغد يجلسان مع فتاتان فى المقهى و يتصرفان و كأنهم احباء '
ارسلت تلك الرسالة فقط لتزداد الدماء داخل عروقى بينما زوى اختفت تماما و لا تجيب على هاتفها ...

اتسعت عيناى عندما وجدت تلك الرسالة ، ماذا ؟
زين لا ، لا اصدق هذا بالطبع ، امسكت هاتفى بسرعة و اتصلت عليه هو ايضا و لكنه لم يجيب ، اعدت الاتصال مرة تلو الاخرى و لا شئ .. حتى زوى لا تجيب ، ما الذى يحدث و اللعنة ؟


هل كلام زوى حقيقى و اللعنة ؟ تجمعت الدموع داخل عيناى متخيلة ان زين يخوننى الان ..
امسكت معطفى وحقيبتى و كدت اغادر بهلع حتى اوقفتنى ايزابيلا امام الباب و هى تنظر لى نظرات غريبة و لكننى حقا ام اكن بمزاج جيد حتى للشجار معها ..


" اريد توقعيك على تلك الورقة كاتلين ، حتى انهى التعاملات المالية للمشروع الجديد " قالت ايزابيلا ببرود و لم افكر كثيرا و وقعت على الفور ، اردت انهاء كل العمل حتى اءهب سريعا لذلك المقهى اللعين و اعرف ما الذى يجرى هناك ؟ كل ما يشغل بالى الان هو ما الذى يفعله زين ؟ و هل يخوننى حقا ؟ ..


ضغطت على زر المصعد بعصبية و كأنى افرغ غضبى عليه ، وصل المصعد اخيرا و انا اندفعت داخله سريعا ثم خرجت من الشركة و ذهبت للمقهى المقابل ثم دفعت الباب بقوة و هناك بركان ثائر يغلى بداخل عروقى ..


و دخلت المقهى الذى كان مظلما بعض الشئ و فور ان دخلت اضيئت الاضواء بأكملها و كان المكان مزين بالبالونات و الزينة الملونة فى كل مكان ..
يا الهى هل تم خداعى للتو ؟
الجميع كانوا هنا ويليم و كارلا و لوى و مايكل و زوى و لينا


و لكن زين لم يكن موجودا ، انا لازلت لا افهم ما الذى يحدث ؟ ، لما الجميع هنا و اين زين ؟ و لما كل تلك الزينة و البالونات ؟
شعرت باحدهم يربت على كتفى فالتفت سريعا و قد كان زين الذى كان يبتسم باتساع نحوى ...
" عيد ميلاد سعيد حبيبتى " قال زين ثم جذب خصرى نحوه فى عناق دافئ .. و عندها اتسعت عيناى من الصدمة الى جانب صدرى الذى يعلو و يهبط و تنفسي الذى ازدادت وتيرته الى جانب خفقات قلبى السريعة التى لا يمكننى السيطرة عليها بعد الان ..


يا الهى لقد نسيت تماما انه عيد ميلادى حتى ، لقد قاموا بخطة خبيثة لمفاجئتى ، احكمت عناقى حول رقبة زين بينما دموع السعادة تتجمع بعيناى ..
" لا اصدق انك تمكنت من خداعى هكذا " همست بجانب اذن زين بينما احاول السيطرة على تلك الدموع التى تخرج من عيناى دون ادنى سبب ..
" اعلمى انك لستِ وحدك المخادعة كاتى " همس زين بابتسامة و قبل وجنتى بينما انا قلبى كان يحلق فوق الغيوم بالفعل .. هل فعل كل ذلك لاجلى ؟ متى كان بإمكانه التحضير لكل شئ هكذا بينما كان بجانبى طوال الوقت ؟ ..


" كان علينا اقامة الحفل بفندق ما حتى يتثنى لهما الحصول على غرفة بسهولة " قال لوى بسخرية و نظرات خبيثة تنتقل بينى انا و زين فضحك الجميع و عندها احمرت وجنتاى خجلا .. يا الهى ان لوى بلا خجل مثل صديقه تماما ! ..


" هيا لنطفئ الشموع " قالت كارلا و هى تنظر نحونا بابتسامة
فامسك زين بيدى سريعا وجعلنى اقف امام الكعكة بينما كان الجميع يغنى لاجلى ..
" عيد ميلاد سعيد كاتلين ، عيد ميلاد سعيد " قال الجميع بصوت واحد بينما انا منبهرة للغاية بما حولى ، انه اول عيد ميلاد لى يتم الاحتفال به هكذا لقد كنت اظن دائما اننى لست كافية ، و انه لا يمكن لاحد ان يقع بحبى من الاصدقاء ناهيك عن حبيب و لكننى الان و فى تلك اللحظة امسك بيد افضل حبيب على الاطلاق الى جانب اصدقاء لا يقدرون بثمن ، يحبوننى حقا و يهتمون لامرى حتى بدون اى مقابل .. و انا ممتنة حقا لكل اولئك الاشخاص الذين قاموا بتغيير حياتى هكذا ..


كدت اطفئ الشمعة حتى اوقفتنى زوى سريعا
" تمنى امنية اولا " قالت زوى بحماس
انا حقا لا اؤمن كثيرا بأمر الامنيات و انها ستتحقق و لكن لدى امنية واحدة الان .. نظرت الى زين الذى يشجعنى بنظراته حتى اتمنى امنية ثم
اغمضت عيناى بقوة ثم قلت داخلى
" اتمنى ان زين يكون بجانبى للابد " تمنيت الامنية و كانت خفقات قلبى وصل صوتها لعنان السماء الان ..

فتحت عيناى و اطفئت الشمعة و نظرت حولى لوجوه الجميع بسعادة لم اتخيل ان يعوضنى القدر بعائلة افضل الف مرة من عائلتى التى خسرتها
اقتربت منى كارلا و زوى و عانقونى بقوة و كاد ويليم ان يقترب لمعانقتى حتى ابعده زين و دفعه
" الى اين انت ذاهب ؟ ، عانق حبيبتك و اللعنة " قال زين بحدة بينما اصبح ويليم يضحك بسخرية على تصرفه ذلك الثنائى يحبان اثارة غضب بعضهما البعض اكثر من اى شئ اخر فى العالم ...


قضينا وقتا ممتعا مع الجميع و لم يخلو الاحتفال من مشاجرات لوى و ويليم و زين الذين يتشاجرون طوال الوقت مثل الاطفال تماما .. و لكن رغم ذلك كانت صداقتهم مميزة للغاية بالنسبة لى ..


انتهت تلك الامسية اللطيفة و عدنا لمنزل زين و فور ان صعدت الى غرفته وجدت على الفراش فستان اسود قصير و ورقة بجانبه
" ليلتنا لم تنتهى بعد ، كاتي " ابتسمت سريعا فور ان قرأت الورقة و بعدها شعرت بانفاس زين عند عنقى ..


" سأنتظرك بالاسفل لدى مفاجأة اخرى لاجلك ، تجهزى سريعا " همس زين بجانب اذنى ثم ابتعد خارجا من الغرفة بينما انا لم يعد يمكننى السيطرة على خفقات قلبى بعد الان .. كل هذا فى ليلة واحدة كان كثيىا للغاية لأتحمله ..


ارتديت الفستان الاسود الذى كان يبرز مفاتن جسدى و لاول مرة ارتدى شيئا كهذا و لكنه كان ملائما لى بشكل ساحر ، وقفت امام المرأة و وضعت بعض مساحيق التجميل ثم اسدلت شعرى على كتفاى كما يحبه زين ، ثم خرجت من الغرفة و فور ان فعلت وجدت بتلات الازهار تشكل سهما يشير للاسفل ابتسمت بقوة على افكار زين الجنونية ثم تبعت السهم للاسفل حتى وجدت قلبا كبيرا مصنوع بـ بتلات زهور حمراء يحتوى داخله على كلمة ..


' كاتي - قطتي - '


بينما فى زاوية الغرفة كانت توجد طاولة عشاء مزينة بالشموع و الزهور الحمراء ، قلبى لا يتوقف عن النبض تلك الجرعة المفرطة من السعادة تكاد تقتلنى ان هذا افضل عيد ميلاد مر علىّ على الاطلاق .. و لا اود تلك الليلة ان تنتهى ، اود للزمن ان يتوقف الان و انا اطالع زين الذى يبتسم نحوى و لا اريد اى شئ آخر بعدها ..


التفتت خلفى حتى وجدت زين يحمل باقة زهور زرقاء جميلة ، لم ينسي لونى المفضل حتى فى الزهور
اقترب اكثر نحوى حتى اصبح امامى مباشرة و هو يحدق بى و يبتسم باتساع ..
" كنت اتوقع ان يكون الفستان جميلا عليكِ و لكن الان لقد عرفت انك من تجعلين الفستان فاتنا " قال بابتسامة متغزلا بى و هو يحدق بى و بالفستان الذى ارتديه ..


" اعرف انك اخترت هذا الفستان القصير تحديدا لانك منحرف " قلت بمزاح و انا التقط منه باقة الازهار
" فى الحقيقة ... احم حسنا لن انكر و لكن رغم ذلك تبدين فاتنة للغاية " همس زين و هو يقترب من اذنى .. هو بات يعلم جيدا كم تضعفنى تلك الحركة و تجعلنى استسلم لكلماته .. تمسكت بسترته و انا اقترب منه اكثر ..


" احبك زين " همست بها و انا اتشبث بقميصه ثم ارتفعت على اطراف اصابع قدمى و قبلت شفتاه بسرعة اتسعت ابتسامته بسرعة ثم همس لى ..
" و انا احبك بجنون كاتى ، لقد كنتِ السعادة التى اراد القدر ان يكافئنى بها " قال زين و عيناه كانت تلمع بالنظر نحوى ثم امسك بيدى و وجهنى نحو طاولة العشاء ثم سحب الكرسي لاجلى فجلست و انا انظر مبتسمة لكل تلك الاطعمة التى احبها التى تملء الطاولة ، كيف ركز فى تفاصيلى الصغيرة طوال اليوم و جعل كل شئ مثاليا
بداية من المقهى و الخدعة التى دبرها مع زوى و انه لم يطفئ ضوء المكان بأكمله بل جعل الاضاءة خافتة ، لانه يعرف كم اخاف من الظلام ؟ و حتى تلك الزهور الزرقاء التى يعرف اننى احبها ..


انتهينا من العشاء و بعدها امسك بيدى و شغل اغنية رومانسية كنت ادندنها و انا بجانبه فى السيارة ذات يوم ، انه يثير جنونى و يجعلنى اظن دائما انه يحبنى اضعاف الحب الذى اكنه له .. كيف يتذكر حتى تلك الاغنية التى كنت ادندنها .. انها اغنية قديمة للغاية و انا بالكاد اتذكر اسمها حتى ..


وضع يده على خصرى و امسك بيدى الاخرى بين يداه بينما نتراقص على نغمات الاغنية الهادئة تلك
" أتعرفين شيئا كات ؟ ، انتِ الوحيدة التى اذا طلبتى منى اى شئ سأنفذه بدون تردد ابدا ، حتى و ان طلبتِ منى ان اكون وريثا لابى عندها لن اتردد حقا بقبول الامر " قال و عيناه تلمع و تلك الجملة جعلت قلبى يخفق بقوة ، هل هو مستعد ان يفعل اكثر شئ يكرهه فى هذا العالم فقط لاجلى ؟ لاجل ان اكون سعيدة فقط ؟


ألهذه الدرجة يحبنى ويقدر كل مشاعرى نحوه ؟ لمعت عيناى و انا احدق به ، و كدت ابكى حقا لقد كانت الدموع تقف بعيناى لا اصدق انه قد يضحى بكلل ذلك لاجلى ، لقد كنت خائفة دائما ان اقارن حبه لى بحبه السابق لـ ايزابيلا و مدى اخلاصه لها و لكنه يثبت لى الان اننى اغلى احد بحياته حتى انه يمكن ان يتخلى عن كل شئ يسعده فقط لاجل ان يرانى سعيدة ، لقد حاولت ايزابيلا معه طوال الوقت حتى يتنازل و يقبل العمل مع والده و لكنه لم يكن يعيرها اهتماما و هو الان يخبرنى بكل بساطة اننى اذا طلبت منه ذلك سينفذه و بكل سرور .. مسحت دموعى من على اطراف عيناى ..

" و انا لن اطلب منك ان تفعل شيئا تكرهه ابدا حتى و ان كان ذلك سيكلفنى حياتى زين ، انا لن اضعك فى موقف كهذا ابدا " قلت بكل صدق امتلكته يوما ، لن اطلب منه ابدا طوال حياتى ان يفعل شيئا لا يريد فعله بملء ارادته و سأدعمه دائما حتى و ان اراد ان يصبح مغنى روك فى احدى النوادى الليلية ..


" انتِ اغلى ما املك فى هذا العالم كاتلين " قال زين و قبل جبينى ثم اخرج من جيب البذلة التى يرتديها سوار مكتوب عليه ..
" اغلى ما املك " سقطت دمعة عابرة من عيناى فاقترب منى و قبل مكان دموعى
" انا احبك زين ، احبك كثيرا " قلت و انا اقبل وجنته فامسك يدى سريعا و جذبنى نحوه ثم همس
" القبلة الحقيقية لا تكون هنا " ابتسم ابتسامة خبيثة بعد ثم اقترب مقبلا شفتاى بشغف ..


يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي