19

الفصل التاسعه عشر
___________________

ارتفع حاجباه مصطفى بدهشة وهو ينظر إلي وجهها فابتسمت بارتباك ليقول باستغرب مالك يا روح في حاجه

لمعت عينا روح ببعض الإدراك فأردفت روح بصوت مهزوزة لاااا لااا مفيش

أبتسم مصطفى بصر وهو ينهض انتي مكسوفة منى انا بقيت جوزك خلاص

تنهدت وهي تحدق بملامحها المهتمة وقالت بفضفضة لا تريحها هااا ااة ااة صح

ليقول مصطفى بصوت هادئه بلين طب معلش بصي روحي غيري هدومك وانا هغير في الاوضة التاني

عقدت روح حاجبيها بعدم فهم وقالت بخوف لية

عقد مصطفى حاجبيه بضحك حتي يزيل التور وقال ههههه ليه ايه علشان نصلي يا حبيبتي نبدا حياتنا بطاعة الله ماشي

هزت راسها له بالايجابي روح بخفوت مبتسمة باصتناع ثم صمتت لا تعلم ماذا تقول بينما فبدأ مصطفى بالكلام قائلاً بهدوء طب يالا ادخلي ولما تخلصي نداه عليا

دلفت روح بالفعل إلي الغرفه وأغلقت الباب خلفها بأحكام وبدأت في تبدل ملابسها ولبست بدل منها اصدال صلاة وتوضاء استعداد للخروج والصلاه مع زوجها مصطفى وعندما خرجت لتجد مصطفى فرش سجده الصلاه ويقف منتظر إياها بابتسامه حالمه خطفت أنفاسها حيث أقترب منها وأمسك يدها و أوقفها بجانبه ليبدأ بعدها بالتكبير وهي خلفه إتخذت جانب وبعد الانتهاء من الصلاء أقترب مصطفى وهو يضع يده علي جبهتها حتي يقراء الدعاء

انتفضت روح بحضه و تبعد بسرعة للخلف بينما عقد حاجبيه باستغراب وقال مصطفى بتعحب مالك بس يا روح متخافيش انا هقراء الدعاء مالك

هزت راسها له بالايجابي لتقول بصوت متحشرج قائلة ماشي

عقد حاجبيه مصطفى وقال متسائلا باهتمام طب ممكن اقرب

شعرت روح بارتباك لتهتف بتعلثم هااا

تنهد مصطفى بضيق وقال بهدوء متخافيش يا روح هقراء الدعاء بس مش هعمل حاجه

نظرت إليه بصمت قليلا ثم روح تهز راسها بنعم بتوتر
ليقترب مصطفى ويضع يده اعلي راسها ويقراء الدعاء
بينما روح تغمض عيونها بقوة و تترتجف

هتف مصطفى قائلا بصوت منخفص بسم الله اللهم جنبناً الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه أن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً قولي امين

إجابته روح وهي مزالت تغمض عيونها قائله امين

أبتعدت مصطفى حتي ينظر لها بحب خالص مرددا ياااه يا روح متعرفيش انا اتمنيت اللحظة دى قد اية عارفه من امتي

روح تهز راسها بلا في حين قال مصطفي ابتسم قائلا من ساعة لما شوفتك اول مرة لما ركبتي معايا

صمتت لبرهة باضطراب روح تنظر له بصمت ليقول مصطفى بصدق مشاعر ايوه هتسغربي بس دى الحقيقة انا لما شوفتك و بصتي في عيوني متعرفيش عملتي اية في خطفتي قلبي ولما عامر بصلك بس كنت عاوز اخزق عينه علشان بص عليكي بس ويكمل بحزن ولما جاء اتقدم ليكي كنت خلاص بموت لمجرد بس انك ممكن توافقي ويبتسم براحة بس الحمد لله بقيتي ليا في الاخر انا بحبك اوي يا روح

إبتلعت ريقها ببطء شديد روح وهي تنظر له بندم شديد أردف مصطفى بابتسامة عريضة وقال اية مش عاوزة تقولي حاجة انتي كمان

أسبلت روح أهدابها تبتلع غصة مسننة تكاد تشق قلبها وروحها معا وهي تستمع الي مصطفى يعترف بحبه لها فقالت بما لا تملك غيره وعيناها تدمعان اانا يعني مـ مش عارفه أقولك ايه بصراحه

ربتت مصطفى على خدها برقة ثم قال بمرح لتغير مسار الحديث طب اهدي انا عارف كل حاجة

احمرت وهي تعقد حاجبيها متمتمة وهي تجعد وجهها الشاحب بإمعان ثم قالت روح بصدمة قصدك اية

هز رأسه بهدوء مصطفى وقال ايوه يا روح عارف اتجوزتني لية

طال الصمت وهي معقود اللسان فتنحنحت هي مبادرة بخفوت وارتباك وعرفت اية ومين قالك

سحب مصطفى نفسا يزفره ساخنا فارتعشت عقد حاجبيه رفعت وجهها له بخوف واضح عليها فسمعته يهتف روح انا مش اهبل الموضوع باين

انتفضت قلب روح بذعر و يدق بشدة من الخوف مرددة بصوت مهزوزة مصطفى الموضوع مش ذي ما انت فاكر هو يعني

قاطعها مصطفى متمتماً بحزم الموضوع انك اتجوزتني علشان اهل جوزك صح

ردت عليه باستغراب وعدم فهم ااية

قال مصطفي بجدية علشان اهل جوزك يبعدوا عنك وعن ابنك صح

إرتبكت لا تعلم هل تصفع نفسها أم تصفع علي غباءها أو ماذا تفعل لتهرب من أمامه زفرت روح براحة كبيرة مرددة اانا اسفه

مصطفي بقاطعة ابتسم : بس انا مش زعلان ..ايوه لاني معناه كدة انك بتحسي براحة وأمان ومعايا ومتاكدة اني هحميكي مش كدة

اختقن روح وجهها الشاحب بعيد تنظر إلي الارض و تفرك يديها بتوتر أبتسم مصطفى علي منظرها كـ طفله صغيره يعقبها ليقول قلتلك مش زعلان خلاص بقي

أدمعت عيناها بحرقه تردده بوهن و ندم انا اسفة بجد يا مصطفي

عقد حاجبيه وهو ينظر لشفتيها يحاول التركيز في الحروف التي تخرج من بينهما لا حجم شفتيها الناعمتين ولكن عبثا فقال بعدم فهم وهو يرفع وجهها اية دة يا روح انتي بتعيطي انا قلت مش زعلان خلاص بقي

تنهد وهو ويمسح دموعها ويقترب ويهمس لها عارفه لية علشان متاكد انك هتحبني ذي ما باحبك انسي خلاص بقي

ويكمل بصوت خبيث قائلا وبعدين بقي اليوم كله هيضيع في الكلام ولا اية

توقفت روح عند البكاء ورفعت وجهها تنظر له بعدم فهم عاوز اية جعان يعني

لوي شفته بإحباط وقال مصطفى بضيق جعان اية بس وهو انتي جعانه متهالي خالتي عماله اكل وسيبه لينا

شعرت روح بأنها تفهم ولا تفهم في نفس الوقت لو فقط تخبره بما حدث تحديدا لارتاحتها هي لكنها آثرت الصمت بعجز لتقول لا مش جعانه

اعتدل واقفا من إستناده بعد لحظات وهو يقترب منها بخطوات بطيئة وشفتيه منفرجتين قليلا يزفر من بينهما نفسا لاهبا يحرق صدره أما عيناه فكانتا تحتويانها كلها بنظرات شاملة خاصة بروح فقط

نهضت هي الأخري سريعا وتهربت هي بنظراتها بتوتر تنظر لقميصه ببلاهة فلاحظت تضخم صدره بأنفاسه حتى شكت أن تطير أزرار القميص الأبيض في وجهها

وقف أمامها يراقب عينيها التي زاد إتساعهما و ظهر لونهما الأسود أكثر لامعا ووجهها كله محمرا بشدة ويدرك أنه إحمرار خجل لا مستحضرات تجميل أما شفتاها آه منهما مطليتان بنفس لون الدم الذي ينفجر في عروقه بعنف اللحظة بدتا أكثر اتساعا وظهر حجمهما الطبيعي بعد أن حددتهما وقد خلت من التشققات يستطيع تمييز نعومتهما بنظراته وكم تمنى لو يميز نعومتهما بحاسة التذوق لا البصر تنهد مصطفى براحة طب يا شيخة الحمد لله انك مش جعانه

عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة روح باستغراب الحمد للة اني مش جعانه لية

أردف مصطفى بلوم هتعرفي دلوقتي حالا

وقبل أن تتحدث أقترب مصطفى منها ليحملها إلي أحضانها بين ذراعيه لتصعق روح و تشهق بخضة اية

شعر بذبذبات وجودها بجانب قلبه تنتشر من حوله فتحفزت كل خلاياه تلقائيا بينما هو يطرق برأسه مغمضا عينيه يهديء من أنفاسها الساخنة وهو يدرك حقيقة أن اليوم ولأول مرة سيرى روح بين أحضانه كأنثى جميلة وملامح أنثوية خالية من التشققات والارهاق تمتم لنفسها يكاد يضحك مما يشعر بها ههه اتخضيتي يا روحي معلش

شهقت وهي تلتفت له بوجه أحمر من الخجل الذي لا يزال قائما بينهما وقالت بخوف مصطفى نزلني لو سمحت

هتف ناظرا لزوجته مبتسما لطفولتها الجميلة يهمس بجانب أذنها بنبرة مغوية تحمل مشاكسة وهو مازال يحملها انسي انا عمال اقول مستني اللحظة دي بقالي كتير

شعرت روح بـ دقات قلبها تتعالي بقوة داخل صدرها أنفاساها التى إزدادت تهدجاً و ضيقاً و هى تستشعر بالخطر يقترب منها طـ طب استتي بس عاوزة اقول حاجه

ضحك مصطفى يغمز بطرف عينه وهو يقول يحاول تهدئتها و يضعها علي أعلي الفراش ما احنا بقالني ساعة بنتكلم

تحركت روح وهي تبعد من أعلي الفراش مرددة بصوت مهزوزة ما انا اصل

جذبها مصطفى يقترب ويشدها عليه قائلا بحنان هششش هنتكلم كتير وهسمعك برحتك بس مش دلوقتي

كادت أن تتحدث لكنه هنا أقترب ويسكتها و بقبله رقيقه كادت ان تبعد لكن خافت ان يشك في امرها اغمضت عيونها بقوة وجسدها يرتعش بالكامل بقوة وترتجف بشدة ورغم ذلك حاولت اني تتجاوب معاه لكن لا تستطيع حاولت الضغط علي نفسها اكتر لكن لا تقدر التحامل اكتر من ذلك حاولت ان تبعده عنها لا تعرف فهو سابح في بحور عشقها و لا ينتبه لها حاولت بقوة اكبر علي ابعده عنها لكن هي لست بنفس حجم جسمه وهنا ظهرت تفاصيل اغتصبها امام عيونها بالكامل فهو نفس الضعف وهي اصبحت تكره ضعفها بشدة نزلت دموعها بغزايرة شديده وهمست بكلمات لا ابعد ..ابعد ..ابعد عني

وهنا أنتبه لها مصطفى وابتعدت قليلاً و نظر لها بدهشة مالك بتعيطي لية

لكنها لم تستطع النقطه ما بها لكنها ابعدته عنه بقوة وعنف عنها و قامت تستفرغ كل ما في جفنها اتسعت عيناه بصدمه مصطفى وقال بقلق روح مالك في ايه

شعرت روح به يقترب منها مره ثانيه لتصيح بجنون متقربش ابعد

وقف مصطفى ينظر لها بصدمة من صراخها وقال بعدم فهم طب اهدي بتصوتي لية

هتفت روح بهسترية ابعد عني متقربش

نظر لها مصطفى بخوف وهو يقترب منها بخطوات تضرب الأرض فلاحظ توتر جسدها بتوجس هاتف روح مالك انتي تعبانه فيكي اية طيب

تنهدت وهي تراقب نفسها لآخر مرة لكنها انتفضت وهي تسمع خطوات بسيطة نحوها التفتت هاتفه
وهي تشهق مذعورة ببكاء بحرقة مابتفهمش ابعد مش عاوزة اشوفك

توقف مصطفى مكانه هاتفا بصدمة طب انا عملت اية بس وبتعياطي لية ويحاول يقترب منها

أجفل فجأة وصوتها يعلو بحدة وهي تهتف بضراخ قلت ابعد عني

ابتعد عنها بخطوات سريعة مصطفى مرددا بقلق طب طب اهدي خلاص طب اندهلك خالتي رقيه

هزت راسها برفض هاتفه روح بانكسار بهسترية مش عاوزة حد ابعد عني

تأفف يهتف بنفاذ صبر مصطفى وقال بحده ما انا مقدرش اشوفك كدة واسكت هنده خالتي ماشي تبقي معاكي طالما مش عاوزاني

دمعت عينا روح بتأثر هي الأخرى لكن عقلها التقط شئ آخر لتصيح بقهر سيبني لوحدي مش عاوزة حد و اطلع برة

ترددت قليلاً ثم قال مصطفى بحزن طب ماشي انا خارج وهسيبك لوحدك زي ما انتي عاوزه

تحركت بخطوات بطيئة بعجز ونظر إليها نظره اخيره بحزن عميق وتحرك مصطفي ليرحل للخارج بينما هوت روح تجلس اعلي الارض و تحضنة نفسها وتبكي بهسترية وجسدها يرتعش بعنف

بالخارج أسند مصطفي رأسه أعلي الباب يستمع إلى صوتها ويتردد ويقول بحزن فيكي اية بس يا روح

كانت بداخل تحضنة نفسها بقوة وخوف وذكريات ما حدث معها من اغتصبها تاتي في ذهنه أغمضت عينها بقوه واستسلام تحاول ان تطرد هذة الزكريات وتضع يديها الاثنين علي راسها قائلة بهسترية كفاية كفاية بقي كنت خلاص قربت انسي لية ترجعي تاني
لتضرب راسها بديها بقوه وتقول بصراخ اطلعي من دماغه اااة

كان مصطفى في الخارج يسمعها صرخاتها بفزع ولا يعرف ماذا يفعل لها حاول ان يدخلها لكن ترجع تذكر انها لا تريده ويجلس بحزن شديد عليها بقله حيله

في اليوم التالي في صباح جديد تتقلب على جانبيها وهي تشعر بدفيء غريب تشتاقه يتسلل إليها ونعومة تلفها كالبلسم فتقلل من ذلك الألم الذي تشعر به في كل أنحائها وهواء كنسيم الربيع يتطاير من حولها أثار دهشتها فتحت عينيها ببطيء ترمش قليلا منزعجة من الأصوات التي تصل لمسامعها وذلك النور الذي يداعب جفنيها فيجبرها على الاستيقاظ

اصطدمت عيناها ما أن فتحتهما بسقف خشبي بلون الخشب البني الدافئ تتدلى منه ثرية صغيرة بشكل جميل لتعقد حاجبيها غير مستوعبة بعد ما هذا

ظلت تنظر للحظات للسقف ساكنة دون حراك لا تعلم إن كانت استيقظت أم لا تزال تحلم أم ماتت أم ماذا بينما تصلها أصوات همهمات بعيدة لا تستوعبها عقلها عندما تجد نفسها اعلي الفراش و المكان حولها منظف عكس الفوضى ليله امس

عقدت حاجبيها تعصر ذاكرتها في محاوله للتذكر عن أين هي فهذه غرفه منزل زوجها نعم زوجها الذي كان ليله أمس مصطفى! عصرت ذاكرتها أكثر وهي تغمض عينيها ببطء شديد وتشعر بالم في جسدها وصداع شديد في راسها وتنظر علي نفسها انها نائمه علي الفراش و ترتدي اسدال صلاه حاولت ان تستند علي نفسها وتنهض وفتحت الباب و خرجت تفاجات بـ

مصطفى نائم علي الاريكة في الصاله امامها وتذكرت ليله امس وما حدث تنهدت بحزن كبير و بندم علي ما فعلت بيه فكان من المفروض ليلة فرح وسرور ولكن انقلبت فوضى عارمه

ابتسمت بسخرية مُرة وهي تخبر نفسها بأن علاقتهما ليست منتهية فقط بسبب أنه ما حدث لها بل لأنها كذبت عليه مما سيجعله في كل الأحوال سيبعده عنها مما يجعل العلاقه في كل الأحوال بائسة، أغمضت عينيها من التعب وهي تدعو الله بصمت في قلبها أن يجد لها حلا يا رب

تقدمت من مصطفى اخذت تنده عليه بصوت منخفض لكن لا يسمع حاولت ان تعالي صوتها بصوتها قليلاً ومصطفى فتح عينا ونهض بفزع روح انتي كويسه فيكي حاجة

يتبع
خديجه السيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي