الفصل السادس والعشرون

لم يكن اختياري
الفصل السادس والعشرون
للكاتبة ندى محسن|White Rose

كان اسلام يشعر بالتشتت يشعر انه عاجز عن التصرف لا يصدق انها نهت كل شيئ بتلك الطريقة... كل شيئ انتهى!!
خرج وهو لا يعلم الى اين يذهب حتى لم يجد نادية علم انها ذهبت ابتسم بتهكم وماذا كان ينتظر منها فهو الوحيد من كان غبي... صعد لأخوتها دق الباب وفتحت ريهام ابتسمت بتعجب
-ما الأمر!! هل تريد شيئ يا اسلام
نظر لها وقد بدى الحزن على وجهه شعرت انه على وشك البكاء لأول مرة
-ارجوكي يا ريهام ساعديني انا بحاجة ماسة للمساعدة انا عاجز عن التصرف عاجز عن فعل اي شيئ ارجوكي يا ريهام... ارجوكي...
شعرت بالقلق واقتربت منه
-ما الأمر يا اسلام ما الذي حدث هل اسلام بخير؟
اجتمعت الدموع بعيناه لا يصدق انه فقدها وما زاد حالته سوءً عندما علم ان حياتها بخطر هذا الحمل من الممكن ان يقضي عليها
-اسماء تركت المنزل اسماء تركتني وانا عاجز عن التصرف هي معها كل الحق لكني احبها انا لم احب احد مثلما احببتها لقد كنت غبي كثيرآ كنت شخص سيئ لكنني احبها انا سأمحي كل شيئ سأحاول ان اعوضها عن كل شيئ لكن ساعديني في ان اجدها...
شعرت ريهام بالخوف عليها
-ما الذي حدث وكيف تركتك هي لم تتحدث بشيئ معي والى اين ستذهب وهي حاامل وليس لديها مكان قريب تذهب اليه؟
نظر اسلام لها برجاء
-اخبرتني عندما ارسل لكم ورقة الطلاق ستعلم وستعود لا اعلم ما الذي قصدته لكن ارجوكي ساعديني في ان اجدها...
انفعلت ريهام وهي تنظر له
-كيف وصلت لتلك المرحلة هي ليست من ذلك النوع ما الذي فعلته انت لها جعلها ترحل وحتى لا تلجأ لي او لأخاها ما الذي فعلته يا اسلام؟
تردد اسلام من اخبارها لكنه حسم امره لعلها تستطيع ان تجدها معه
-انا كنت... كنت سأتزوج بنادية فلم يكن لديها احد وهي من اتت بها لتجلس معنا...
هزت نادية رأسها بعدم تصديق
-ماذا تعني انت اتت بها لتجلس معكم لفترة انا اعلم هذا... لكن انت تريد الزواج بتلك الفتاة؟ كيف وهل كانت اسماء تعلم؟
تأكد ان اسماء لم تخبرهم شيئ وقد استحقر نفسه كثيرآ
-انا اسف انا كنت غبي فكرت بشكل خاطئ لكني تراجعت ربما تأخرت لكني رجعت عن كل شيئ انا لا اريد غيرها انا لا اريد فتاة اخرها
انفعلت ريهام وصرخت به
-انت كيف تكون بهذا التفكير كيف تفعل هذا بها منذ متى وانت تقرر هذا ومنذ متى وهي تعلم! هل لهذا السبب هي تغيرت معنا بل تغيرت كليآ هل هذا بسببك انت! لا اصدق حقآ لا اصدق اننا لم نشعر بها وانك...انت استغللت طيبتها انت دمرتها يا اسلام ان حدث لها شيئ ستكون انت السبب تفهم لن اغفر لك ان حدث لها شيئ...
احكمت وضع حجابها فوق الأسدال ذهبت اتت ببعض المال وهبطت ليتبعها اسلام
-الى اين ستذهبين يا ريهام؟
نظرت له وهي غاضبة وتستحقره
-لدينا عمة قريبة في القاهرة ربما ذهبت اليها سأذهب لأتأكد ما الذي تريده انت
شعر اسلام بالأمل في ان يجدها
-سأوصلكي ارجوكي لا تمانعي فأنا لا اتحمل اي شيئ اخر لنجدها ونتحدث في اي شيئ تريدينه بعد ذلك...
نظرت له وهي تشعر بالغضب ولكنها استسلمت في النهاية لحديثه فعليهم ان يجيدوها قبل اي شيئ وبعد ذلك يمكنها معاتبته...
صعدت بسيارته وهو قادها بسرعة بعد ان اعطته العنوان تمنى ان تكون هناك.. دعى الله من قلبه وندر ان وجدها لن يسيئ معاملتها حتى لو تشاجرا لن يكون ذلك السيئ ابدآ...
نظرت ريهام له لاحظت حزنه والمه لكنها لم تتعاطف معه فلقد كسر اختها وتسبب في حزنها ان تترك المنزل لم يكن ذلك هين ابدآ ولم تقوم به الا وهي قد تعبت ووصلت لقمة غضبها...
اخذت نفس عميق وبدأت تذكر الله سرآ ان تراها بخير لم تخبر سامر ولا تريد ان تقلقه لا تريده ان يغضب ولا تريد الأمور ان تزداد سوءً  ولكن ان لم يجدوها مؤكد ستضطر ان تخبره وستزداد الأمور سوءً...
-هل هذا هو المنزل؟
اومأت له بعد ان انتبهت لوصولهم لا تعلم كيف سهت كل هذا الوقت ام انه كان سريع اكثر من اللازم!
هبطت بسرعة وهو اغلق السيارة وذهب خلفها دقت الباب وفتح ابن عمتها كان شاب فارع الطول عمره خمس وعشرون عامآ
-ريهام هذه انت كيف الحال؟
ابتسمت له بقلق
-بخير... اظن ان اسماء قد اتت لهنا..
اومأ لها واتت عيناه على اسلام
-اجل هي هنا
تنفس اسلام اخيرآ اخذ نفس عميق شعر ان حمل كبير قد زال عن صدره شعر ان قلبه عاد لينبض من جديد بعد ان كان على وشك التوقف استأذنت ريهام بسعادة
-حسنآ يا خالد اخبر عمتي ان اسلام سيدخل
ذهب للداخل واسلام وريهام ساروا كانت اسماء بغرفة اعطتها لها عمتها لم تتحدث معها بشيئ فلقد كان يبدو الألم عليها...
-هل يمكنني ان ادخل لها اذا سمحتم اريد التحدث معها
وقفت ريهام امامه
-اسلام انا لا اريدها ان تمرض كفى ما حدث لها لا اريد ان يحدث شيئ سيئ لها اتفهم؟
اومأ لها بضيق
-اجل... افهم انا لن اجعلها تمرض ولن ازعجها فقط اريد التحدث معها ارجوكي..
ابتعدت عن طريقه بضيق وعدم رضا ليبتسم بإمتنان ودله خالد على غرفتها كان اسلام يشعر بالضيق والغيرة من رؤيته لهذا الوسيم الذي لم يراه من قبل ربما في الفرح لكنه لا يتذكره..
دلف لها وجدها جالسة على السرير بسكون تعبث بهاتف لا يعلم من اين اتت به ظنت هي ان عمتها من دخلت لكن تغيرت ملامحها عندما رأته لتقف بعدم تصديق
-انت... هذا انت...
اومأ لها ببعض الحزن
-انا اشتقت لكي... لم يمضي اليوم لكني اشتقت لكي كثيرآ..
اقترب منها لتبتعد بنفور ملحوظ
-ابقى مكانك... ان اقتربت خطوة واحدة سأصرخ ابتعد وابقى مكانك..
وقف مكانه دون حراك بينما هي كانت ترتجف بعض الشيئ وهي تبتعد وبصعوبة تأخذ انفاسها
-انت ما الذي اتى بك لهنا لماذا تريد ان تصعب الأمر
هز رأسه بنفي
-لم يعد هناك داعي لكل هذا صدقيني... اسماء انا احبكي ولا اريد غيركي صدقيني انا قبل ان استمع للتسجيل او ارى الكارت انا نهيت كل شيئمع نادية عندما دخلنا للغرفة لم تكن سوا النهاية اخبرتها اني لا يمكنني هذا اخبرتها اني احبكي واني لن اتخلى عنكي كنت اريد ان اقول هذا لكي لكنكي لم تكوني موجودة
صرخت اسماء به
-توقف عن هذااااا توقف... ما الذي تريده مني بعد كل هذا تريدني ان اعود لك وكأن شيئ لم يكن. انت خائن يا اسلام انت لم تكن جيد كل هذا كان مجرد هراء لقد رأيتك على حقيقتك انسان بشع انسان حقير ولا يوجد لديه اي انسانية انا اكره كوني زوجتك حتى اكره كوني كامل بطفلك.. لماذا علي ان اقول طفلك بأي حال انت لم تعترف به انت لم... لم تفعل...
تساقطت دموعه بألم ليكره نفسه
-اسماء انا حقآ احبكي واعدكي ان كل شيئ سيتغير لقد قطعت وعد على نفسي اما الله اني سأتغير كثيرآ لن تجدي ذلك الشخص مجددآ فأرجوكي... ارجوكي اعطيني فرصة اخيرة
نظرت له وهي تمسح دموعها وهي تنظر له بغضب شديد
-لا اريد ان ارى وجهك مرة اخرى لا اريد ان ابقى زوجتك لا اريد شيئ ليربطني بك... اينكان قرارك انت ستتزوج بتلك الفتاة ام لا هذا لا يخصني ما يخصني ان تطلقني... ان ابتعد عنك للأبعد ان لا تربطني اي علاقة بك هل هذا واضح يا اسلام؟
اخذ نفس عميق وهو يعلم ان الأمر لن يكون سهلآ لن تسامحه بتلك السهولة ولن تغفر له كا حدث عليه ان يحاول عليه ان يبقى يحاول...
-اين ستبقين؟
نظرت له وهي تستمر بمسح دموعها لعلها تتوقف
-ليس لك شأن ما شأنك انت اين سإبقى انت فقط طلقني ودعني وشأني..
حاول ان يبقى هادئ لا يريد ان يفسد كل شيئ
-حبيبتي سؤالي منطقي هل ستبقين هنا مع شاب كهذا؟ حتى لو كان ابن عمتكي فلا يصح هذا!
ابتسمت بتهكم وهي تنظر له
-ماذا بك اسلام من المتحدث الأن الشيخ اسلام ام ذلك الشاب الذي يقترب ويجلس ويقبل فتاة ليست من محارمه ما الأمر! لماذا يتغير حديثك فجأة..تتحدث بالكثير وتفعل عكسه انا لست بحاجة لحديثك هذا لأني اعرف حدودي جيدآ اعرف ما الصحيح وما الخطأ ولن يتحكم بي الشيطان مثلك...
كان حديثها قاسي عليه وهي تعمدت هذا تعمدت ان تؤلمه مثلما المها هو فلقد كان يظن ان هذا الأمر هين لكنه كان مخطئ لقد اخطأ بحقها كثيرآ...
ابتلع ما بحلقه وتجاهل الرد على حديثها
-اسمعي اسكاء ان اردتيني ان اترككي ستعودين للمنزل
ابتسمت بتهكم وهي تنظر له
-هل تراني غبية حتى اصدقك؟ الم تفعل هذا من قبل؟ الم تكذب علي وتجعلني اعود معك لتتحكم بي ولكن هذه المرة انت كنت على علاقة بفتاة اخرى..حتى انك شككت بأخلاقي ظننت ان الأمر مر اليس كذلك؟ لا يا اسلام لم يمر شيئ انا فقط تجاهلت الأمر لأني لن ابقى معك لقد اتخذت قراري واعطيتك الكثير من الفرص حتى تتراجع قبل عيد مولدك لكنك لم تفعل بل ظللت تطعن بي اخبرني هل اتيت لي بشيئ؟ لقد مر عيد مولدي ومرت الكثير من المناسبات انت لم تقل لي شيئ حتى بل هناك مناسبات قد مرت علينا وانت تضربني وتجعلني انام باكية.. لأتفاجأ بطريقتك مع نادية لقد كنت تظهر لها الكثير من الحب وتتغاضى عن افعالها هل كان الخطأ مني انا؟! لقد اتيت لها بالكثير من الأشياء والفساتين بينما كنت تخبرني ان عملك قد تدمر وعلي ان اتدبر بالمنزل وانا كالغبية كنت احاول الوقوف معك ومساندتك حتى تعود لتعمل... علمت انك لا تستحق اي شيئ جيد مهما حدث ومهما فعلت انت... لن تستحق اي شيئ جيد... انا اكرهك يا اسلام اكره ذلك اليوم الذي اصبحت به زوجتك هل تفهم انا اكرهك كثيرآ... ليتني لم افعل ولم اتزوج بك ليتني لم اصبح زوجتك يا اسلاااام...
ابتلع اسلام ما بحلقه بصعوبة واقترب منها قام بضمها ببعض القوة حتى لا تبتعد
-لن اتعرض لكي لن افعل اعدكي لكن عودي لمنزلكي انا سأتركه وابقي انتي به علينا التحدث في الكثير من الأمور قبل ان تحددي ما الذي تريديه حقآ
دفعته بقوة وهي لا تريد ان تتأثر بحديثه حنانه ودفئه ابتسمت بتهكم
-كنت تحدثها بتلك الطريقة هذا ليس غريب عليك... ليس غريب على شخص مثلك يا اسلام...
نظر اسلام لها وقد ظهر الألم على وجهه....

#يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي