الفصل السابعاحبك

أنهي حديثه بقبلة خفيفة طبعها على شفتيها برفق وابتعد أما عنها فكانت حالتها لا تحسد عليها انصهرت من الخجل تنظر أرضاً لا تقوى على النظر بوجهه، يرقص قلبها فرحا لما يقوله فهو اعتراف واضح بأنه يبادلها مشاعرها فهي لم تصدق يوماً أن هناك من يغرم شخصاً ما بالآخر بنظرة واحده دون سبب أو سابق معرفة ولكنها الآن تؤمن به وبشده فهي اغرمت به وهامت به عشقاً من النظره الأولى، نهضت بإرتباك تعدل منوضع ثيابها بخجل حاولت التحدث اكثر من مره ولكن لا يسعفها لسانها فقد انعقد ولم تقدر على قول كلمة واحدة نظرت إليه بغضب مصطنع وهتفت توبخه بتلعثم :

- ماذا فعلت؟، كيف تجرؤ على الإقتراب مني ولمسي بتلك الطريقة كيف تجرؤ يا هذا

- لقد ظننت أنه قد أعجبك الأمر، حتى أنك لم تقاومي او تمانعي ذلك

أجابها بعبث ونظراته الخبيثه تخترق روحها من الداخل لترتجف بخجل قبل أن تردف بتوتر :

- لقد صدمت فقط، الأمر لم يعجبني لا تحاول لمسي مره اخرى هل فهمت

اشتعل غضبه منها فتقدم نحوها ينظر إليها بغضب مكتوم قبض على يدها بقوه يجذبها إليه يسألها بغلظة وفكرة واحده استوطنت عقله وهو أن يكون هناك شخص بحياتها أو مغرمة بشخص ما، تذكر ذلك الفتى بالمطعم كيف كانا ينظران إلى بعضهما البعض وابتسامتهما العريضة والتي كانت تؤكد على علاقتهم الودوده هزها بعنف يسألها بغضب :

- لماذا هل لديك حبيب، هل هناك أحد ما بحياتك أهو ذلك الغبي الذي كان معك بالمطعم يوم أمس هو حبيبك أليس كذلك

نفضت يده بغضب شديد ونظرت إليه بإستنكار ودمعت عيناها بصدمه مما يقول اهكذا يفكر بها هل يعتقد أن رفضها للمسه لها أنها على علاقة بأخر، لما لا يفكر بأنها تحترم نفسها وترفض لمسه لأنه لا رابط شرعي بينهم والاكثر دهائا من ذلك فهي لم تتأكد من هويته وديانته الحقيقية اتسعت عيناها بصدمه فهي قد انتهبت الآن لتلك النقطه فماذا لو كان ليس مسلماً يا الله على تلك المشكله التي أوقعت نفسها فيها نظرت إليه بحده متسائلة بغضب :

- ومن أنت لتتحكم بحياتي وتسألني إذا كان لدي حبيب أم لا فإن كان لدي وإن كان رافي بالفعل حبيبي ما شأنك أنت

تقدم نحوها بغضب يقبض على عنقها بيديه يضغط عليه بقسوه موجعه بينما اختنقت أيلا واحتقن وجهها بإحمرار شديد أثر اختناقها بفعل يديه حاولت التقاط أنفاسها ولكن لم تستطيع فكان يضغط عليه بقوه تمنع مرور الهواء إلى رئتيها أخذت تضربه بصدره بقبضتها الصغيره ليبتعد عنها ويحرر عنقها ولكنه أبى الانصياع لرغبتها ورفض تركها مقرباً وجهها أمام وجهه يفح لها من بين أسنانه بغضب حارق وقد تحولت عنياه الرمادية لأخرى دمويه لا رحمة بها وقد اشتعل جسده بالكامل بغضب حارق يهدد بإحراق الأخضر واليابس فهو كان يخاف عليها من نوبة غضب كتلك يعلم بأنها لن تكون على قدرة كافيه من التحمل والصبر لتجاريه في نوبة غضبه هذه حاول التحكم بغضبه ولكنها بقولها أن لا شأن له بما تفعله وتعترف أن لديها حبيب ببجاحة يقسم أنه سيقتله ويقتلها :

- أنتي ملك لي أيلا، لا أحد سواي يملك الحق بالتحكم بحياتك وكل ما يتعلق بك، حبيبك ذلك لن تتذكريه أو تذكري إسمه بعد اليوم عليك نسيانه وإلا أقسم لك بأنني سأجعله يتمنى الموت بكل لحظة بحياته ولا يجده

دفعها للخلف بقسوه محرراً إياها لتسقط على الأريكة خلفها تشهق بحده تلتقط أنفاسها بصعوبه بينما تسعل بقوه وقد ظنت بأن تلك آخر لحظة بحياتها والتي ستنتهي اليوم على يده أخذت تشهق ببكاء مرير وهي تمسد عنقها بيدها تشعر بألم حاد يعصف به فألمه يكاد يمزقها، التوت أحشائه ألما عليها وهو يرى علامات أصابعه المرتسمه على عنقها بقسوه محل قبضته عليه أقترب منها قليلاً ليقبض على ذراعها برفق يحاول جذبها لتنهض وتقف أمامه ولكنها وفور لمسه لها انتفضت بذعر زاحفة للخلف تنظر إليه نظرة قتلته وجعلت روحه تحترق من الداخل ويتطاير رمادها في الهواء حتى غادرته تماماً ولم يبقى منها شيء، نظرتها له وكأنه وحش مفترس تخشى اقترابه منها ولما لا ما كان يظن أن يكون رد فعلها غير ذلك فهو بالفعل كان وحش مفترس انقض عليها بقسوة وكان سيقتلها لولا أنه تحكم بنفسه وغضبه في آخر لحظة حاول النطق بأي شيء ولكن انعقد لسانه عن الحديث ولم يجد في نفسه قدرة على التبرير لتصرفه الاهوج والهمجي من وجهة نظره، تمالكت نفسها قليلاً مسحت على وجهها بيديها كالأطفال قبل أن تنهض وتقف أمامه تواجهه بقوه وقد إتخذت قرارها بأنها لن تكون ضعيفه وتسمح له بأذيتها بتلك الطريقه فمن يكون هو ليفعل بها كل ذلك يقول بأنها ملكه فقط منذ متى فهو لم يرها سوى مرتين واليوم الثالثه، تعلم بأن هناك تجاذب وإعجاب مشترك ولكن ليس لحد التملك المجنون ذلك اشهرت سبابتها بوجهه واردفت بكلماتها بعنف وقسوة لم تكن عليها يوماً :

- أسمع إذن أنا لست ملكك ولا ملك لغيرك، وهذا لا يعني أن لدي حبيب رافي مجرد صديق لدي لا أكثر وبخصوص بأنك الوحيد الذي يحق له الحكم فيما يتعلق بي وبحياتي فأنت مخطئ من يملك ذلك الحق فقط الله عزّ وجل هو من يقرر مصير كل امرئ على وجه الأرض ومن بعده والداي ومن بعدمهما أنا، أنا فقط من أقرر ما أفعله بحياتي وأنت ليس لك وجود بحياتي ولا حق بها هل فهمت ذلك

- اسمعي أنا أحاول السيطرة على غضبي والهدوء، لا تجبريني على فعل شيء لا أريده أهدئي ودعينا نتفاهم

أجابها بهدوء لا يشعر به عندما اختتمت حديثها التافه من وجهة نظره محذرة إياه ومقره بأن ليس لديه الحق عليها مجنونه تلك الفتاه هكذا استهزء بحديقها بداخله، انتفضت بمكانها وقد اشتعل غضبها هي كذلك لتنظر إليه تتابع بحده :

- لماذا؟، ما الذي يجبرني على التفاهم معك وبما سنتحدث لقد كدت تقتلني الآن من أعطاك الحق لتفعل ذلك لقد جننت وجرأت على لمسي وبعد ذلك حاولت قتلي والآن تقول لي هلا تفاهمنا، أنا حقا لا أعلم ما الذي يجعلني اقف أمامك حتى الآن رحل لا أعلم عنه شئ سوى إسمه ووظيفته التي لا أعلم إذا كان بالفعل شرطي أم يكذب والأهم من كل ذلك لا اعلم ديانته أهو مسلم أم مسيحي أم يهودي، لا أعلم كل ما أعمله أنني سأغادر من هنا بلا عودة وأنت لن تعترض طريقي مره أخرى لا أريد رؤية وجهك ثانية

وقبل أن يجيبها انطلقت متجهه نحو غرفتها راكضه بذعر وكأن هناك شياطين تلاحقها أسرعت بخطواتها عندما شعرت بخطواته من خلفها لتدلف إلى الغرفه وتغلقها سريعاً ولكن بأخر لحظة وصع قدمه بالباب يعيق إغلاقه ويحول دون ذلك دفع الباب بقوه لتتراجع للخلف بفزع وفقدت توازنها حتى كادت أن تسقط على الأرض ولكن تمالكت نفسها وقبضت على حافة الفراش تستند عليه وعيناها مسلطة عليه برعب وهو يتقدم لداخل الغرفه ببطء شديد لتجده يجلس على المقعد بجانب الباب يضع قدم فوق الأخرى بعجرفة كان ينظر أرضاً عدة لحظات ولكن فجأة رفع عيناه ينظر إليها بهدوء وغموض لم تكتشف ما بداخل تلك العينان انتبهت إلى صوته الرخيم عندما أردف بهدوء وجدية تراها لأول مرة في حديثه ولكن ما صدمها وجعل الصدمه تعقد لسانها عندما سمعته يتحدث بالعربية بطلاقة وسهوله كبيره حتى شكت أنه عربي بالفعل متخفي في صورة رجل أجنبي :

- أولاً أنا بالفعل ضابط شرطة ويمكنني إثبات ذلك ببساطه إذا اخذتك الآن وذهبنا إلى مركز الشرطه حيث مقر عملي ولكن بذلك الوقت سيكون عليك تحمل النتائج والسجن حتى انتهاء مهمتي السريه والتي لا يجب أن يعلم بها أحد حتى تنتهي ومن يعلم بها وللحفاظ على سرية الأمر إما أن يتم قتله أو سجنه وهذا يعتمد على من علم بالمهمة عدو أو شخص عادي مثلك، وإما بخصوص ديانتي فأنا مسلم من أب عربي مسلم وأم مسيحية هولندية وأظن أن هذا واضح من إتقاني للغة العربية ولأثبت لك أيضاً بأنني لا أكذب بخصوص ديانتي

استوقف حديثه لينظر بداخل عينيها يحدجها بنظرات ذات معنى لرؤيته الذعر المستتر بعينيها ليبدأ بالبسمله وأخذ يتلو بعضاً من آيات القرآن الكريم بخشوع وتجويد وأحكام صحيحه فقرائته للقرآن الكريم بتلك الطريقة وذلك الاتقان أكدت لها بأنه مسلم فلا يمكن أن يكون هناك شخص غير مسلم يتقن القراءه بذلك الجمال وسحر الصوت والأهم خشوعه ومشاعره المتدفقه والتي تشعر بها تنبثق من بين حروفه، دمعت عيناها فالاهم أنه مسلم وحتى إن كان به عيوب البشر أجمع فيكفيها أنه مسلم وعندها ستكون قادره على تحسينه وترميم أخلاقه الفاسقه كما تعتقد

نهض من مكانه واقترب منها قليلاً ليقبض على ذراعها برفق يجذبها نحوه حتى اصبحت أمامه لا يفصلها عنه سوى انشات قليله سألها بهدوء :

- هل هناك ما ترين معرفته عني غير ذلك

نظرت إليه بتيه فلا تعلم ما الذي عليها فعله او قوله في الوقت الحالي لتتذكر معاملته القاسيه لها فقررت عقابه والأخذ بثأرها منه رفعت رأسها تنظر إليه مباشرةً داخل عينيه تردف بحده ولا مبالاة :

- لا يهم ما قلته، لا أريد معرفة أي شيء عنك لا يهمني ولا اكترث لأمرك فلتكن ما تشاء ما شأني أنا بذلك أنا سأغادر وهذا الأمر محتوم ومؤكد بالنسبة لي

نظر إليها عدة لحظات بخيبة أمل كبيرة فكان يعتقد أنه بتأكيده لها هويته ساطمئن ولا تتركه وتغادر ولكن على عكس ما أراد هي ستغادر تألم قلبه وألتمعت عيناه بالدموع سيعود للوحده من جديد ولن يكون قادراً على التحرر مما هو به ألتفت ليغادر سريعاً عندما شعر بدموعه تسيل على وجهه لا يريدها أن تراه ضعيفا ذليلا بتلك الطريقه، ولكن قد فات الأوان فهي رأت دموعه قبضت على ذراعه بقبضتيها قبل أن يخطو خطوة بعيداً عنها وقد تمزق داخلها حسرة على حاله فما الذي يخفيه ولما هو متعلق بها هكذا فهناك ملايين الجميلات ببلدته وبالكبع هو وسيم بل مهلك ليرتبط بمن يريد لما هي بالتحديد تدمع عيناه لرحيلها، حاولت جذبه ولفه ليواجهها ولكن لم يتحرك فألتفت هي حوله تنظر إليه فأبعد وجهه عنها يزيك دموعه بغضب مكتوم نائب من شعوره بذلك الضعف المخزي أمامها، نظر إلى عيناها بضعف ورغماً عنه تساقطت بغض القطرات الغبيه من عينيه حاول إزالتها واكنها منعته وما كان منها إلا أنها ارتفعت على أطراف أصابعها تضع جبينها على جبينه تهمس له بعتاب وألم :

- كدت أن تقتلني بلال

ازدادت دموعه غزاره وتساقطت من عينيه بلا هوادة لترتفع ذراعيه يضمها إليه بقوه بينما غص حلقه ببكاء ليسمح لنفسه بالضعف والبكاء بين ذراعيها ليس لما حدث اليوم فقط بل لما مر به في حياته كلها فلم يكن يسمح لأحد برؤية ضعفه ولا يسمح لنفسه بالبكاء ولكن اليوم تحديداً يريد البكاء يريد أن يبكي كما لم يبكي من قبل كطفل بعمر شهران يبكي دون وعي أو رقابة دون حساب لأنه بكى، ضمته أيلا بقوه تمرر يدها على ظهرها والأخرى تعبث بخصلاته بحنان تهدأه وهي تهمس بأذنه بكلمات مطمئنه حنونه تاركه إياه ليفرغ ما بقلبه وبعدها ستعلم منه سر هذا الإنفجار فيبدو أن هناك ما يخبئه بداخله أكبر بكثير من قدرته على التحمل وما حدث اليوم بينهما كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير وهذا ما جعله ينفجر بتلك الطريقة، بعد مرور بعض الوقت استطاع تمالك نفسه وقد هدأ بكائه وتوقف فأبتعد عنها يقبض على وجهها يقبل جبينها بحنان قبل أن يهمس لها معتذرا بندم :

- آسف صغيرتي، أنا حقا آسف لن أكررها أقسم لك ولكن لا ترحلي لا تتركيني رجاء أعلم أنك ستشعرين بالغرابة ولكن أقسم لك بالله العلي العظيم أنني وقعت بغرامك قبل أن أراك ومنذ أن رأيتك أول مره هنا شعرت بقلبي كاد أن يتوقف من السعاده أنا لا اعلم كيف تصرفت هكذا ولكن فكرة أن يكون هناك شخص ما بحياتك ويملك الحق بك أحرق روحي واشعلني من الداخل حتى لم أعد أشعر بما أفعله فأنا أحبك أحبك أكثر من أي شيء بهذا العالم

تضخم قلبها سعادة بما يقول هل قال أنه يحبها هل اعترف للتو بذلك يا الله سيتوقف قلبي من الفرح بتلقائية مضحكه رفعت يديها لتحركها امام وجهها كالهواية اليدوية مما جعله ينفجر بالضحك ليضربها بخفه على جبينها هامسا بعبث بينما يمسك بأطراف قميصها :

- هل تشعرين بالحرارة، دعيني أساعدك

ابتعدت عنه تضرب يده بغيظ تجحدجه بنظرات ناريه تحذره من التمادي قائله بغضب مصطنع :

- أبتعد لا أريد مساعدتك، توقف عن وقاحتك تلك لقد تماديت كثيراً فلتعلم ذلك

ضحك بشده ومال عليها مقبلاً رأسها بحنان لتبعد رأسها بغيظ وهي تنظر إليه بإستنكار وكأنها تقول له ألم تسمع لما قلته منذ قليل همس أمام شفتيها بعبث :

- وهل هناك أجمل من تلك الوقاحه، ثم أنك تأثرتي بما أفعل وبحركتك تلك اثبتي أنك بحاجة للهواء هل انصهر قلبك أم ماذا حدث

- اتمزح؟! هل أسمع كلمة أحبك كل يوم بالتأكيد سوف اتأثر

أجابته بعفويه شديده ليبتسم بإتساع قبل أن يسألها برفق وعيناه تلتمع بالأمل والتفاؤل :

- إذن هل نحن حبيبين الآن، أقصد هل تقبلين مواعدتي

صدمت مما يقول وكان تهم بالرد تنفي ذلك الأمر ولكن نظرة الأمل والسعادة التي تملأ عيناه والرجاء الذي قرأته بينهما جعل لسانها ينعقد وتعود أدراجها تفكر بهدوء ولا تتسرع بالرد فهي أيضاً تحبه لا تعلم لماذا ومتى حدث ولكنها بالفعل تحبه وتتقبله وتشعر بالراحة معه حتى أنها تشعر وكأنها ترعرعت أمام عينيه وتعرفه منذ زمن بعيد ولذلك لن تضيع تلك الفرصة من يدها فحسمت قرارها ورفعت عيناها تنظر إليه بخجل حقيقي فهي بموقف لا تحسد عليه، ابتسمت قليلاً قبل أن تومأ برأسها إيجابياً هامسه بخجل وتلعثم :

- نعم اق.. أقبل فأنا أيضاً أحبك

صاح بصوت عالي فرحا بإعترافها بحبها له وقبض على خصرها بين ذراعيه يضمها بجنون يتنفس رائحتها العبقه قبل أن يرفعها ويدور بها بسعاده وسط ضحكاتها الرنانه التي اخذت تصدح بالمكان لتصرخ بعد ذلك بفزع عندما وجدته يلقي بنفسه على الفراش وهي بين ذراعيه لتصبح مستلقيه أسفله تعلقت عيناهما ببعضهما البعض بعشق جارف قبل أن تنخفض نظراته إلى شفتيها فمال عليها ينوي تقبيلها ولكنها منعته ووضعت يدها على صدره تدفعه برفق هامسه بخجل :

- بلال أرجوك

زفر بإحباط ونظر إليها بحنق قبل أن يدفن وجهه بعنقها يشم عبقها المثير لحواسه فلم يعي بنفسه إلا وهو يلثم عنقها بشغف وشوق بينما يمرر يده بجرأة على منحنياتها يشعر بإستجابتها للمساته ولكنه توقف عندما همهمت برفض هامسه له بأن يتوقف عندما تجاوزت لمساته حدودها، رفع رأسه ينظر إليها بحنان وحب فخجلت منه ودفنت رأسها بصدره العضلي فأبتسم بسعادة لفعلتها مرر يده على ظهرها وجسدها بحرية وكأنها ملكية خاصة به ويحق له العبث بجسدها كما يشاء رفعت رأسها تنظر إليه بحنق قبل أن تدفعه قائله بنزق :

- يكفي ذلك أبتعد الآن على الذهاب

انتفض جالساً وقلبه يقرع بخوف نظر إليها بقلق شديد قبل أن يسألها بحزن ولهفة وقد أعتقد بأنه ضايقها دون وعي منه لذلك أعتذر دون لحظة تردد :

- إلى أين؟، ألم نسوي الأمر بيننا ما الذي حدث الآن هل ازعجتك دون قصد مني أنا آسف لن اضايقك أبداً ولكن...

قاطعته أيلا بضمه بين ذراعيها برفق تهمس له تطمئنه بلطف وقد أدركت أنه يخشى فقدانها وابتعادها عنه :

- على رسلك يا رجل، لم تزعجني أبداً أنا ذاهبة للجامعة فقط لدي بعض المحاضرات المهمه وسأعود من العمل عند الساعة الثامنة لا تقلق حسنا

اومأ لها بهدوء واستلقى من جديد على الفراش يغمض عيناه بتعب فنظرت له بتعجب متسائلة بقلق :

- هل أنت بخير بلال، ما بك أشعر بأنك لست على ما يرام

نظر إليها بحنان يهز رأسه نافياً ثم أردف بحب وصوت خافت أقرب للهمس :

- لا أنا بخير صغيرتي، أنا فقط أود النوم قليلاً

- حسنا إذن أراك مساءاً

اقتربت منه بمبادرة لطيفة منها وقبلته على وجنته بحب رفع يده يطوق خصرها بحنان ولكن وقبل أن يحكم قبضته عليها ويودعها بطريقته كانت قد ابتعدت وهي تخرج له لسانها بطفولية محببه إلى قلبه تابعها وهي تخرج من الغرفه بمرح وسعاده امعة الحياة التي تلتمع بعينيها تشرق أيامه، عاود الاستلقاء على الفراش يفرد ذراعيه يبتسم بحب ولكن لم تدم سعادته تلك سوى بعض الثواني المعدودة قبل أن تحتد نظراته وهو يتذكر حقيقته وأنه مخادع كاذب يخدعها ويتلاعب بمشاعرها والتي بالتأكيد عندما تعلم حقيقته وما يخفيه عنها ستكرهه وتشمئز من نطق إسمه ولكن عليه أن يستمر في تلك اللعبه، هي ليست مكيدة بالكامل فهو بالفعل يعشقها بشده ولكن لا يستطيع المخاطرة والاعتراف بالحقيقة الآن يجب عليه الوصول الفعلي لقلبها ويتوغل عشقه بين ثناياها، شعر بحركة غريبه بداخل الحائط الذي يجاوره فنظر نحوه وما هي إلا لحظات وانشق ذلك الحائط ليكشف عن بوابة دائرية الشكل سوداء اللون يخرج منها دخان أسود كثيف ومن بينه يظهر ظل كائن ما شيئاً فشئ حتى اتضح أخيراً أنه خادم تلك اللعينة التي بالطبع تريد رؤيته وبعثت ورائه ولكنه لن يكون بلال إذا نفذ أمرها تلك المره وذهب إليها استقام بحده يقف أمام ذلك الكائن القصير ذو الوجه البشع فكانت له عين واحده تأتي بالطول وفم واسع يصل ما بين أذنيه الطويلة والمفصوله إلى نصفين وكانت أسنانه طويله جدا ومنفصله كل منهما على حدا بينما يرتدي جلباب أسود له غطاء للرأس مخروطي الشكل، انحنى الخادم أمامه قائلاً بهدوء واحترام :

- سيدي، لقد ارسلتني سيدتي جارين لإعلامك بأنها تريد رؤيتك في الحال وطلبت مني أن أصطحبك بنفسي إليها

نظر إليه بلال بغضب فتلك الشريرة قد تجاوزت الحدود معه فمن تكون هي لترسل إليه خادم ليصطحبه كيف لها أن تتخيل بأنه سينفذ أمرها الغبي ويذهب إليها مع ذلك الخادم تحدث بحده وأمره قائلاً :

- أذهب لسيدتك وقل لها أن بلال لن يأتي لرؤيتك وإذا اردتي رؤيته فأخرجي أنتي وسأكون بإنتظارك

- ولكن سيدي أنت تعلم بأنها....

تلعثم الخادم بحروفه عندما أشار إليه بلال بالصمت مقاطعا إياه عن إكمال حديثه قائلاً بلا مبالاة وتحدي فهو يعلم بأن جارين لن تستطيع مغادرة عالم الجان فمنذ أن لعنته بتلك اللعنه وحتى تتحقق لعنتها وتقيده كان يجب عليها التضحية بحريتها فأصبحت هي أيضاً مقيدة بذلك العالم لا تستطيع الخروج منه إلا عند زواجه من انسيه ويكون قد كسر عهده معها وبذلك يجب عليها الخروج للأنتقام وهذا قانون بعالمهم من ينكس العهد يطبق عليه عقاب نكس العهد وهو أن تفصل رأس المخالف عن جسده وتأخذ كتذكار شرف لعالم الطرف الآخر حتى وإن نكست هي بالعهد سيطبق هو عليها ذلك العقاب ولكنها لا تريد الخطأ كم يتمنى أن يفصل رأسها عن جسدها حتى يشفي غليله منها على ما فعلت به :

- افعل كما قلت لك، اذهب واخبرها بذلك

انحنى الخادم بطاعه ثم عاد من حيث أتى عبر تلك البوابة الضبابية ليعود بلال ويجلس ع الفراش ينظر إلى الفراغ بلا هدف وعقله يدور في دوائر فارغه يفكر فقط في خطوته التاليه وهي ما ستعرض تلك اللعينة على الخطأ والخروج من ذلك العالم وبذلك تنكس العهد ويمكنه حينها أن يقتلها ويتخلص من لعنتها، زفر بغضب قبل أن ينهض ويغادر الغرفه مقرراً الذهاب إلى المطعم الذي تعمل به أيلا ويراقبها كما يفعل كل يوم دون وعي منها لوجوده وكم يستمتع وهو يراها تتحرك هنا وهناك بسعاده وابتسامه رائعه ولكن ما يشعله ويجعله يرغب بشق فمها إلى نصفين هو نظرات هؤلاء الشباب الصغار إليها ورغم وسامته إلا أنه كان يخشى أن يستطيع أحد منهم التأثير عليها والارتباط بها قبل أن يفعل هو ويوقعها في شباكه، وصل إلى المطعم ليتوقف قليلاً حتى تأتي الفرصة المناسبة للدخول حتى لا يلاحظه أحد بالأخص هي ويبدو أن الحظ يحالفه فهناك مجموعة كبيرة من الشباب متجهون نحو باب المطعم اندس بينهم ودلف إلى الداخل دون انتباه أحد عليه

ولكنه وبمجرد جلوسه على طاولته المفضله بذلك الركن المنعزل والمتوارى خلف أحد الأعمدة الضخمه رأى ما جعل الدماء تتجمد بعروقه رآها هي حبيبته صغيرته تحتضن رجلاً آخر غيره تطرقه بإحدى ذراعيها وتدفن وجهها بصدره ويدها الأخرى تقبع تضمها يده إلى صدره وذراعه الآخر ملتف حول كتفها يربت عليه بحنان نظر إليه بغضب فهو ذلك الغبي رافي والتي أخبرته بأنه مجرد صديق لها هل كل أصدقائها تحتضنهم بتلك الحميمية اشتدت قبضة يده حتى ابيضت خلاياها وظهرت عظامها بوضوح اشتعلت عيناه بنيران غيرته العمياء وتوعد لها بالعقاب اندفع إلى خارج المطعم يتجه نحو المنزل ليكون بإنتظارها هناك وداخله مقتد بغضب شديد يهدد بإحراق الأخضر واليابس والأهم من ذلك سيحرقها هي ويدمرها إذا لم يعجبه تفسيرها لما رآه يحدث امام عينيه

________________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي