21ج2

الفصل الحادي والعشرون الجزء الثاني
______________________

هزت رأسها قائلة بتوتر مولمه أهلي

قست عيناه وهو يقول بجفاف اه اهلك اللي كنتي عايشه معاهم في عز بس بغبائك ضيعتي كل حاجه

خفق قلبها وقد أحست بالخوف مما ستسمعه فقالت روح بضعف اسكتي خالص انتي مش فاهم حاجه

نظر إليها ببرود شديد قبل أن يقول بصوت أثار داخلها رجفة غريبة لا فاهم يعني العيل اللي جوه ده ابن حرام

أمسكت أذنيها وهي تهز رأسها قائلة بألم بزعيق بس اوعي تقول عليه كده تاني

لاحظت بان وجهه رغم صرامة ملامحه قد شحب قليلا وهو يقول مصطفى بزعيق هو الاخر مش دي الحقيقه

سالت دموعها بغزارة سرعان ما تبعها نشيج عنيف  بكت هذه المرة حزنا على ما سببه كل منها إليه من ألم دون أن يدرك بوجع لكنها قد طفح الكيل فلم تستطع الصمت أكثر لتقول بمرارة حقيقه ايه بس عاوز تعرف الحقيقه حاضر هقول اسمع الحقيقه اني مش ذنبي اني ابويا اتجوز امي في السر و بعد موتها اروح اعيش مع اخوتي و مرات ابويا والمفروض انهم يتقبل كده و انا كمان الحقيقه اني ليه اعيش في ذل واهانه وليل ونهار وأنا بسمع اوحش كلام علي امي والمفروض اني اسكت

انهارت باكية بعنف وقوة هزت كيانه تصيح حتي اخوتي لما يحولوا يتكلموا معايا بس كانت مرات ابويا تزعق فيهم وتقولهم دي مش اختكم ولا عمرها هتكون اختكم دي واحد امها خطافه رجاله ابعدوا عنها عارف يعني ايه طفله عندها 12 سنه تسمع كده

مصطفى بحزن: بس ده مش مبرر للعملتيه يا روح

تجاهلت حديثه وصرخت به بجنون وهي تقول بقهر الحقيقه اني علشان مرات ابويا مش طايقني بعد موت ابويا في القصر علشان بفكرها بي الماضي اقترحت تجوزني مش مهم انا بقي موافقه ولا لا المهم تخلص مني واخويا ماشي وحاضر ماهي امه و انا ولا حاجه 

خنقتها الدموع مما جعل عبارتها الاخيرة ترتجف  أمسك مصطفى بذراعيها وهزها بقوة وهو ينظر إلى وجهها صائحا بغضب كفايه يا روح مش عاوزه حاجه حتي لو اتعذبتي في حياتك قولتلك مش مبرر انك تغلطي مع واحد وتحملي منه في الحرام!.

هتفت به بثورة روح ببكاء بحرقه انت بتقول انا ذنبي ايه انا كمان سالت نفسي السوال ده انا ذنبي ايه اني واحد حيوان اغتصبي من غير رحمه وشفقه

هزته كلماتها وصدمته وجعلته يشعر باضطراب
من بشاعة كلماتها جعلته يشحب من جديد عن أي اغتصاب تتحدث؟.

اغمضت عينيها بألم شديد وحسره تتذكر
مظهرها وهي ملقاة على الأرض مضرجة بالدماء وممزقة الثياب وذلك الحقير يهم باغتصابها ارتجفت روح وقد انتابتها تلك الذكري إلا أنها كانت تفكر بشيء مختلف تماما تمتمت بصعوبة ذنبي ايه اني طلعت حامل بعد ما اغتصبني عارف اهلي اللي بتقول عليهم دول عملوا ايه معايا حبسوني في مخزن علشان الفضيحه علشان محدش يعرف بحملي

أخذت تتنفس بصعوبه شديدة وهتفت بمرار كاني كلب عندهم و خدي اكل وشربك و خلاص علي كده انا بقي فين من كل ده ولا فارق معاهم والمفروض بعد كل ده اقول حاضر ونعم طب ذنبي ايه في كل ده شوفت اهل اللي انتي بتقول عليهم عملوا معايا ايه بقيت لوحدي في ضلمه و اربع حيطان مش عارف اكلم مين ولا اعمل ايه

أغمضت عينيها بألم شديد والدموع تنهمر من عينيها بغزارة بس هو كان موجود معايا من البدايه مختش بالي منه غير متاخر في وجعي معايا في حزني معايا في عذابي معايا هو اللي كان حاسس بيه علشان كده قلت عمري ما اسيبه هو كمان مظلوم زيي علشان كده سميته نور

نظرت إليه متحدثه بحسره وألم انت بتقول اعيش ازاي بعد وجع قلبي عادي انا لو وصفتلك اد ايه شوفت العذاب والقهر و وجع قلب مش هتصدق بس عايشه عادي اهو صحيح عملي ذي اللي روح من غير جسد بس عايشه عرفت ايه هي الحقيقه بقي انا همشي و ولله ما كان قصدي اعمل مشاكل ولا ادخلكم معايا .بس حط نفسك مكانه واحد عندها 19 سنه وفجاه لقيت نفسها مسئوليه عن طفل كانت اي حاجه تيجي قدمي طالما هتنقذني انا وابني اوافقه عليها من غير تفكير اسفه بجد اه انت مش بتحب اقولك اسفه بس انا معنديش حاجة اقول غيرها

قالت دون أن ترفع رأسها ودون ان تتوقف عن البكاء
وهتفت بتوسل سبني امشي وكفايه كده ولو كنت عاوز تاخد حقك مني فاانا قدامك اهو بس انا خلاص انتهيت

واكملت حديثها وقالت بصوت ضعيف بأنفاس مرتعشة وانا ولله العظيم انا انسانه ذي ذيك ووليا قلب و بحس و ارحموني بقي

كانوا يقفون كلا من مصطفى و رقية بيسمعوا ومصدومين من اللي بيسمعوا وساكتين مش عارفين يقولي ثم تفقد روح الوعي فجاه

بعد مرور نصف ساعه كانت نائمه روح اعلي السرير فاقده الوعي داخل منزل مصطفى بغرفتهما فـ  مصطفى حملها بسرعه عندما فقدت الوعي و ذهب بها إلي منزله قاصداً ذلك حتي بعد آفاقها يتحدث معها براحه وبعد أن ذهب الطبيب الذي أحضر مصطفى واعطي إياها حقنه مهدي ومنوم حتي ترتاح و أوصي براحه التام لها

اقترب منها مصطفى بجانبها ينظر لها ويتذكر حديثه القاسي معها ويقبض علي يده بغضب يلعن نفسه علي تسرعه كان يجيب عليه أن ينتظر يسمع منها من البدايه الموضوع بواضوح حتي لا توصل لذلك الحال

كي يدرك بان روح الذي عرفها لأشهر روح الذي جماها وحمى عائلتها الصغير والذي اعتنت بخالته الذي منحها حبه وحنانه وصبره لا يمكن أن تكون كما وصفها عرفان لها عرف بانه قد أساء الظن بها لكن هي من البدايه وأنها لم تمنحه أي شيء من الثقة في الوقت الذي منحها الكثير عرف أيضا بانه يحبها إلى حد يدفعها لمسامحته على كل أخطاءه معه ومنحها فرصة جديدة لبناء ثقتها به من جديد عرف بانه لو تجرأت منذ البداية على البوح له بشكوكها ومخاوفها . لوفرت على كليهما كل هذا العذاب والالم والشعور بالوحدة عرف بأنه قد فضل تصديق رجل مريض وغير متزنة على تصديق المراه الذي يحبها ويحتاج فلم يحتمل كل هذه الحقائق وعينه كانت بها حزن كبير عن كل ما حكته من العذاب المريرة الذي شاهدته لوحدها ولماذا لم تخبره بكل هذه المعاناة والوساوس
من البدايه ياليتها اخبرته نظر مصطفى تجاه رقية وقال خالتي روحي انتي وخدي نور معاكي

هتفت رقية بقلق متمتماً ليه انتي ناوي علي إيه

قال مصطفى بصوت شارد متخافيش بس عاوز اتكلم معاها لوحدي كفايه كده روحي انتي

هزت راسها له بالايجابي بقله حيله وقالت رقية بتنهيده ماشي يا ابني ربنا يهدي الحال يارب

رحلت رقيه للخارج بينما و بعد مده بدأت تفوق روح لتشعر بألم حاد في جسدها اقترب مصطفى بلهفه وقال روح انتي سامعاني

فتحت عينيها ببطء شديد ترمش عددا مرات بتعب وإرهاق استفاقت مرددة بصوت مهزوزة آآآ اه دماغي

اعتدلت روح في جلستها علي الفراش بمساعده مصطفى الذي هتف بقلق معلش تلاقيها من الحقنه اللي ادهلك الدكتور دلوقتي هترتاحي

رفعت نظراتها له بعدم فهم وقالت روح بتعب حقنه ايه

ححم مصطفى قائلا وهو يتذكر السبب في حالتها ذلك لولا تهمها بقسوة شديدة ولم يعطيها الفرصه للحديث وظل يضغط عليها بعنف على أعصابها حتي انهارت تماماً ليقول الدكتور اللي كشف عليكي قال عنك انهيار عصبي حاسي بي ايه دلوقتي في حاجه بتوجعك

تنهدت بخمول و روح تهز راسها بـ رفض ليقول
مصطفى برتياح طب الحمدلله انك بخبر

صممت قليلا لحظات ثم انتفضت بذعر روح تفتكر طفلها الصغير وتنفض من مكانها مرددا نور ..نور فين
ابني فين

قال مصطفى بسرعه بلهفه مهدئ اهدي يا روح مع خالتي

لكنها لم تصدق حديثه بل أيضا اعتقدت أنه فعل إلي طفلها الصغير شئ سئ حتى ينتقم منها علي كذبها لتقول روح بجنون لا انت وديتوا لي عرفان علشان تنتقم مني صح بتضحك عليا ابني فين

انصدم مصطفى بشده من اتهامها وقال بدهشه نعم اللي بتقولي ده يا روح وانا هعمل كده ليه

صاحت روح بمرارة منفعل ما غيرك عمل ما جتش عليك

ضغط علي يده بغضب مكتومة وقال مصطفى يغمض عينا بالم قائلا بس انا غيرهم يا روح انا مستحيل اعمل كده  متخافيش عليه ولله العظيم مع خالتي

أدمعت عيناها بحرقه تردده بوهن بجد ولا بتضحك عليا

تنهد مصطفى بضيق شديد وقال بصبر ولله العظيم مع خالتي يا روح مش بكدب عليكي انا مستحيل اعمل حاجه زي كده في طفل ولا عاوزه انتقم منك بالطريقه دي وابعد طفل عن امه

ابتلعت ريقها بصعوبه شديدة وتوتر و ارتاخت عضلات جسدها وروح تهز راسها برتياح بينما قال
مصطفى باستغراب وبعدين و هما عاوزين العيل يعملوا بي ايه أصلا ده طفل صغير

إجابته روح بكل هدوء وبساطة يقتلوا

اتسعت عيناه بعدم تصديق وقال مصطفى بصدمه  نعم ومالك بتقولها عادي كده يقتلوا مين

نظرت له وهي تكبت ألما كبيرا داخلها وتجبر نفسها على عدم التعاطف مع مرارتها تمتمت مش مسالت بقولها عادي بس دي الحقيقه

نظر لها بأعين مصدومه وقال مصطفى بعدم تصديق  ايوه بس ده طفل ما لوش ذنب معقول في ناس كده

أحس بها تأخذ نفسا عميقا وكانها يستنشق طويلة فارتجفت وسرت في جسدها موجة تهتف بالنسبه ليهم فضيحه عاوزين يخلصوا منها وبس

هز مصطفى رأسه يفهم وقال يعني هما كل ده بيدور علشان يقتلوا الطفل ايه الجبروت دة وانتي يا روح هيعملوا فيكي ايه

إجابته روح بعدم اهتمام وقالت مش عارف ممكن يقتلوني انا كمان

اهتز مصطفى جسده بعنف شديد و أرتجف بخوف عليها بينما هي حاولت النهوض ليقول مصطفى بسرعه انتي ريح فين

تنهدت روح بضعف قائله بصوت خافت همشي كفايه كده وياريت تطلقني بهدوء واسفه علي كل حاجه عملتها معاك انت و خالتي بس عاوزيك تصدقني انا
عمري ما كان في نيتي وحشه سوا انت او خالتي

أجبرها على النظر إليه وقال لها مجددا بصوت حازم ومين قالك اني هطلقك

عقدت حاجبيها روح باستغراب وقالت بعدم فهم يعني ايه عاوز تخليني كده علشان تنتقم مني برحتك مش فارق معايا

قال مصطفى بغضب مكتوم اللي انتي بتقولي دة لا طبعا مش ده تفكيري

صمتت لبرهة باضطراب وقالت روح بحيره اومال مش عاوز تطلقني ليه اكيد مش هتسبتي علي ذمتك بعد ما عرفتوا عني كل حاجه

صمت ثواني وهو مصطفى ياخد نفس عميق بصي يا روح انا مش هضحك عليكي واقول مسمحك علي انك خبيتي عليا  آآ بس يعني ممكن احاول اسمحك علي اللي عملتيه بس هي حاجه واحد عاوز اعرف عنك كل حاجه ممكن

تجمدت مكانها بذهول روح تنظر له بدهشه ليه

قال مصطفى بتنهيده قلت لك هاقولها تاني  علشان بحبك يا روح واللي بيحب يا روح مستعد يسامح اللي بيحبوهم مهما عمل

تطلعت فيه بعيون دامعة بعدم تصديق وقالت
روح بضعف انا كمان هقول ذي كل مره انا ما ينفعكش يا مصطفى

ارتسمت التعاسة التامة في عينيه وهو ينظر إلى عينيها الدامعتين الشاخصتين إليه بعدم تصديق  فأحاط وجهها بيديه وقال بصوت أجش بجديه انا اللي احداد تنفعي ليا ولا لا احكي يا روح عاوز اسمع كل حاجه حصلت ليكي من أول ما الحيوان ده اقرب منك

تغلغلت كلماته القوية إلى داخل كيانها وهزتها حتى الاعماق نظرت إلى وجهه الوسيم بصمت إلى عينيه الصادقتين وعرفت بانه يقول الحقيقة فتجرأت أخيرا على ان تنطق بالكلمة وهمست روح باستسلام وتبدا  تحكي كل شيء حدث ليها منذ موت والدها

صمت مصطفى بيسمع ومش مصدق ليقول بذهول  مش معقول في حد ممكن يعمل كده ازاي كنتي مستحمله كل ده يا روح

ابتسمت روح بسخرية مريرة بحلقها وقالت بقهر مكنش عندي اختيار اقبل ولا ارفض

شعر بحزن والعطف والاسي تجاها ليقول مصطفى بتردد طب يعني اللي اغتصبك ده ما شفتهوش مره تاني

اهتز جسدها بعصبية واشتمزاء وقالت بصوت قاسيه لا ويا ريتني ما اشوفه

صاح مصطفى بغضب شديد بس انا بقى يا ريتني اشوفه علشان اربي الكلب ده

شهقت ببكاء بضعف قائله بقهر خلاص يا مصطفى اديك عرفت كل حاجه عني ممكن امشي بقي

نظر لها بضيق وقال مصطفى بتعصب قلت مش هتمشي ماشي

كادت أن تتحدث روح بالرفض المستمر فهي لا تريد أن تجذب وتتسبب إليه بالمشاكل مره ثانيه لكنها صمتت لبرهة عندما سمعت صوت شئ يقع بقوه قادم الصوت من الخارج هتفت باستغراب ايه الصوت ده

نهض مصطفى وقال بقلق الصوت جاي من عند خالتي

انتفضت روح بانتباة وذعر لتصيح برعب نور

ونهضت من أعلي الفراش تركض بخطوات سريعة و مصطفى خلفها وصلت روح أمام منزلها لتتفاجئ بـ المنزل مفتوح الباب لتدلف المنزل رقية لتجدها في الارض ممده جسدها بتعب لتجري عليها بقلق خالتي انتي كويسه

تقدم مصطفى يركض علي رقية هو الآخر مرددا بخوف خالتي انتي كويسه

نظرت رقية إلي روح بتعب وقالت بقلق انا كويسه ولله يا بنتي حولت امنع ياخدوا بس مقدرتش

أرتجف جسدها بعنف وقالت روح بخوف قصدك نور

اتسعت مصطفى عيناه بصدمه وقال بحده مين دول يا خالتي

هزت راسها له رقية برفض قائله بصوت خافت معرفش هما اتنين وسمعت واحد بيقول يالا يا عرفان بسرعه

نهضت روح بعدم تصديق وبدأت ببكاء بضعف مرددة
روح بخوف لا لا نور هيقتلوا

و ركضت للخارج بخطوات سريعة هتف مصطفى بانفعال استني يا روح ما ينفعش تروحي لوحدك ليهم

أمسك بيده رقية وقالت بخوف روح معاها انا كويسه

نظر لها بتردد ثم مصطفى يهز رأسه لها بامتنان وبجري يلحقها هو الأخري                             

في الشرقيه بداخل قصر عزمي كانوا
عزمى والهام جالسون علي أعصابهم ينظرون عرفان جابر وفجاه يسمعون صوت طفل صغير بيكي بحرقه و يدخل عرفان و جابر معاهم الطفل نهضت إلهام بفرحه مفتعلة وهي تقول ايوه كده أخيرا فلاحتوا في حاجه جدعين

لكن عزمى لم يفرح ليقول بحده: و روح فين

ابتلع جابر ريقه بارتباك ليهتف احنا لقينا العيل بس وهي ما كانتش موجوده خالص في الشقه

هزت راسها إلهام بعدم مبالاة هاتفه بصوت حزم مش مهم دلوقتي هتاجي عزمي يالا

نظر لها عزمى بعدم فهم وقال متسائلا باهتمام يالا ايه

جزت علي أسنانها بغيظ وقالت إلهام بضيق  يالا علشان تقتل الواد زي ما اتفقنا انت هترجع في كلامك ولا ايه

صمت ثواني ثم قال عزمى بتردد دلوقتي طب نستني لما روح تاجي الاول

هزت راسها برفض قائله الهام بقسوه ماهي جت او مجتش هنقتل العيل يبقي نستني ايه يالا

إبتلع ريقه بتوتر بشكل ملحوظ وقال عزمى بقلق أيوه بس

صاحت الهام بلهجه امر عزمى يالا مضيعش وقت الولد ده لازم يموت النهارده بلاش تضيع وقت زي المره اللي فاتت وتنفذ اللي في دماغك وفي الاخر لبسنا في الحيط وهربت هي والولد ايه عاوز تعيدوا ثاني ولا ايه يا عزمي

تنهد يزفر نفسا ثقيلا مغمض العينين يحاول السيطرة على أعصابه المتوترة ثم قال
عزمى بستسلام حاضر

ابتسمت له بتهكم مرددة الهام بجمود انزل في المخزن وخلاص بسرعه

هز عزمي رأسه بهدوء وقال عرفان هات الواد

أقترب منه جابر بعدم رضي واعطي الطفل الصغير وأخذه عزمي بصمت وتحرك ليرحل
يهبط تحت ويداف المخزن الذي كانت تجلس به روح حين حملها به و يضع الطفل أعلي الأريكة و يطلع مسدس بتوتر لكنه غير قادر علي فعلها وقتل روح بريئه ليس لها ذنب و ببطء يرفع المسدس موجهة تجاه الطفل و يظل كذلك لمده خمس دقيقه غير قادر علي فعلها ليرفع المسدس بسرعه بضيق شديد من نفسه لحد ما يتنهد يقنع نفسه ان ذلك الصحيح ولازم يعمل كده ويرفع المسدس مره ثانيه وفجاء يتفاجئ بـ نور الطفل بيضحك إليه ويبتسم بسعاده ويلوح له بيده كـ مداعبة يستغرب عزمي منه وأنه أليس كان يبكاء منذ قليل و الحين بيضحك له وهو يريد قتله!. 

في الخارج أمام قصر عزمي كانوا يجلسون جابر و عرفان بانتظار خروج عزمي بعد قتل الطفل ليلاحظ جابر سياره تصف ليقول باستغراب مش دي ست روح و مين اللي معاها دة

رفع عرفان عينه بقلق عندما لاحظ أنه ذلك الشاب ليس وإلي مصطفى ليقول ده اللي جابه ده هنا

نظر له جابر بتعجب متسائلا باستفهام وهو مين دي

هتف عرفان بتوتر ده الجدع اللي علي طول لازق فيها هو اللي ضربني المره اللي فاتت

ركضت روح بخطوات سريعة تدلف إلي القصر بخوف و مصطفى خلفها حتي وصلت إلى
إلهام وهتفت بأنفاس لاهثه نور فين ابني فين

ابتسمت إلهام بثقه علي نجاح خطتها وقالت ببرود نور مين اه قصدك ابنك معرفش مش هربتي بيه ما حدش يعرف لك مكان جاي تدوري عليه هنا

اقتربت منها روح بترجي شديد وقالت بنبرة مهزوزة ابوس ايديك انا عارفه ان انتم اللي أخذتوا علشان اجي وانا اهو بس بلاش هو
اعملوا اللي انتم عاوزينه فيا

رفعت الهام نظراتها نحوه مصطفى و قالت بسخرية يا بجاحتك وكمان جايه بي لحد هنا

نظر لها مصطفى بغل و يتذكر حديث روح عنها وما فعلته بيها ليقول بغضب ممكن تقولي الواد فين بدل ما انتي عماله تتبردي كده ولا يهمك اعصابها اللي سابت علي ابنها

نهضت إلهام بحده تهتف بعصبية نعم يا خويا انت جي بيتي وتزعق كمان صحيح البجاحه ليها ناسها

هزت راسها روح بتعب وإرهاق ثم تحركت تتجاهل حديثها وتذكرت شئ و ركضت إلي الداخل و مصطفى نظر إلي الهام بغيظ و ذهب وراءه روح

وصلت روح تقف امام المخزن تغمضعيونها بالم وتذكرت كل اللي حصلها هنا ودموعها تتساقط
بحسره وألم أقترب منها مصطفى بقلق مالك يا روح انتي كويسه

هزت راسها له بالايجابي لتقول روح بضعف  مفيش

وقبل أن تتحدث وتكمل حديثها روح سمعت
صوت ضرب مسدس لتصرخ روح بصوت مقهور نورررررر

و ركضت إلي الداخل المخزن و انصدمت عندما وجدت عزمي يقف مثل الصنم و نور أعلي الفراش ساكن ولم يتحرك علي فراشها اللي كانت بتنام عليها و ركضت علي عزمي تمسك فيه وتقول بانهيار ليييه لييه يا عزمى حرام عليك

آفاق مصطفى من الصدمه الآخر و ركض علي الطفل بتحسس قلبه وقال روح لسه في
نبضه

تركت روح عزمي و ركضت علي نور تهتف بامل بجد اومال مش بيتحرك ليه

أردف عزمى بهدوء انا ضربت في الهواء ممكن يكون اتخض من الصوت

نظرت له روح لبرهة بعدم تصديق و
مصطفى يحمل نور وقال بجدية لازم يروح المشتشفي بسرعة
           
بعد فترة قصيرة صف مصطفى سيارته أمام المشتشفي و نزل منها يحمل الطفل و روح خلفه و دخلت روح تصيح بعصبية و انهيار بتوسل أن أحد يلحق ابنها من الموت.

بعد مرور نصف ساعه كانت روح تقف امام الغرفه برجه شاحب اللون كـ الأموات بخوف وتوتر وبتدعاء ربنا ينجي نور طفلها ومصطفى واقف جنبها بخوف علي نور هو كمان

بينما أقترب الاثنين منه عندما يخرج الطبيب قائلا باسف للاسف جاتوا متاخر مفيش نبض القلب وقف

اتسعت عيناه مصطفى بصدمه وقال بعدم تصديق ايه

هتفت روح بهدوء غريب كداب طبعا نور وعدني ان مش هيسبني وهيفضل معايا

نظر لها الطبيب بأسف وقال انا اسف بس دي الحقيقه يا مدام الطفل توفاء

كانت تستمع اليهم بضجر لكن فور سماعها كلماته الاخيره تلك تلتف اليهم تتطلع اليهم باعين متسعه تندلع منها شرارات الغضب بقولك كداب

مصطفى يقترب روح يحاول يهديها روح اهدي انتي مومنه بالله ده قدر ربنا

انتفضت روح هاتفه بغضب وقد اندلعت نيران الغضب بصدرها شاعره بالاحتراق بداخلها فور تخيلها فراق طفلها في ايه انت كمان هتصدق كلام الاهبل ده .طب هثبتلك أنه كداب

وتركض بخطوات سريعة الي الغرفه الذي بها نور لتجد الممرضه بتشيل الاجهاز اللي موصل بنور وتركض عليها و تجذب اياها بعيد و تشيل الغطاء وتقول بجنون انتي بتعملي ايه انتي اتجنينتي

أقترب منها مصطفى بحزن و قال روح ماتعمليش كده علشان خاطري اهدي

لتصيح بغضب و حده روح بصراخ بس انت كمان

واقتربت علي فراش نور و تهز فيه بجنون تردد نور افتح عيونك دول مجانين مش فاهمين انك عمرك ما هتسبني مش فاهمين يعني ايه وعد بيني وبينك

لكنه لم يجيب عليها ولم يفتح عينيه قفزت فوق الفراش واضعه يدها فوق كتفيه تهزه بقوه روح بانهيار لااا لااا متعملش فيه كده انا مقدرش اعيش من غيرك انا من غيرك ولا حاجه نور افتح عيونك علشان خاطري

انتفض مصطفى فازعاً علي الفور من مظهرها هاتفاً بهلع بينما يرفرف جفنيه بعدم استيعاب  تصعب عليه ودموعه تنزل روح كفايه بقي

اردفت بوجه محتقن هتفت بلهفه و قد شحب وجهها بصراخ وجع مريرة بس انت وتهز في نور مره ثانيه هو مش هيسبتي صح يا نور يالا افتح عيونك يالا علشان خاطري

وتكمل بانهيار عصبي لاااااا لااااا نورررررر

يتبع
خديجه السيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي