الساحرة الجميلة الجزء الثامن

و بعد تلك الجملة تركها و ذهب إلى مكتبه و كانت ريهام تقف مصدومة و سوف تحلق في السماء من كثرة السعادة و شعورها ب أن أمنيتها سوف تتحقق .. و في منتصف اليوم ذهب امير إلى بسنت ل يقول لها

امير : ايه يا بسنت ، فين اللي طلبته منك ؟
بسنت : والله يا مستر امير انا خلصته كله و حفظته على فلاشة كمان بس معرفش راح فين مش لاقياه والله
امير ب جدية : ده مش شغل بقى ده هزار
بسنت : طب ممكن من فضلك تديني فرصة بس هطلع الشغل كله من على السيستم و هطبعه و اجيبهولك لحد عندك ، نص ساعة بس
امير ب انفعال : نص ساعة ايه ؟! الراجل هيكون هنا كمان عشر دقايق ، و طلب التسهيلات ده عندك على الأقل بقاله اسبوع ، و طلبت منك أن كل الايميلات اللي تجيلك من الإدارة فيها الموافقات تطبعيها و تبعتيها لي و انتي مبتعمليش اي حاجة و مركزة بس في النميمة و الكلام على الناس و خلاص .. الشغل ده كل يتحول على ماليكة
بسنت : تحت امرك
امير : دلوقتي حالا ، اتفضلي

و ظل يقف أمامها حتى اخذت كل الاوراق و سلمتها إلى ماليكة أمامه و ذهبت و هي في غاية الحزن و كانت ماليكة تشعر ب الذنب اتجاهها ل يتجه امير نحوها و يقول لها

امير : متشغليش بالك ، احنا برضه جايين هنا عشان نشتغل مش جايين ننم ، انا متشكر اوي يا ماليكة انا مبسوط منك جدا

و ذهب امير إلى مكتبه ، و في الارشيف كانت ريهام تبحث عن ملف و فجأة سمعت صوت بكاء يأتي من مكانا ما في الغرفة ف اتجهت نحو الصوت ل تجد بسنت تجلس بعيد عن الأنظار و هي تبكي ل تقف أمامها ب ذهول و هي تقول لها

ريهام : ايه ده !! انتي بتعيطي ؟!
بسنت تنظر إليها ب دموعها : أيوة بعيط ، ولا انتوا فاكرين نفسكم بس انتوا اللي بني ادمين و بتحسوا و انا مبحسش ، مش انتوا بتقولوا عليا كده برضه ؟
ريهام تقترب منها ب اسف : طيب بس خلاص متعيطيش ، و على فكرة مفيش حد بيقول عليكي كده
بسنت : لا بتقولوا عليا عقربة من ورا ضهري ، و انا عارفة
ريهام : لا هي عقربة دي انا اول مرة اسمعها الحقيقة
بسنت : بجد ؟
ريهام ب مداعبة : اه ، بس انا بسمع عليكي حاجات تانية اكتر .. "بسنت تضحك" .. ايه ده ايه ده ايه ده ايه الجنان ده ؟! ضحك و عياط في نفس اليوم !! لا ده انا كده هنادي على البنك كله ييجي يتفرج عليكي بقى
بسنت : اتريقي اتريقي ، انا محدش حاسس بيا خالص
ريهام : طب انا اهو يا ستي حاسة بيكي ، مين بقى اللي قدر يعمل فيكي كده ؟
بسنت : مستر امير ، فرج عليا البنك كله ، و شمت فيا صحبتك
ريهام : يبقى انتي اكيد عملتي حاجة غلط
بسنت : انا معملتش حاجة ، صحبتك هي اللي عملت
ريهام : على فكرة ماليكة طيبة و غلبانة جدا
بسنت : اااه ، على فكرة بقى هي اللي بقت على الحجر و مش شايف غيرها
ريهام : عشان هي مجتهدة
بسنت ب حقد : مجتهدة ايه انتي عايزة تجننيني !! دي سحراله
ريهام : يا بنتي الكلام ده في دماغك انتي بس مفيش الكلام ده ، السحر ده ...
بسنت : أيوة ، السحر ده ايه اديكي وقعتي ب لسانك اهو ، اعترفي بقى أن هي ساحرة و مخاوية ، انتي عارفة كده كويس
ريهام : عارفة ايه و اعترف ب ايه ! الكلام ده في دماغك انتي بس ، هي بنت شاطرة و مجتهدة ، انتي بس اللي مش طايقاها من اول يوم و ده حالك مع اي حد ، انتي اللي متخيلة أن الناس كلها اعداءك و هياخدوا مكانك و دي مش حقيقة ، و بليز متتكلميش عن صحبتي كمان كده لان دي صحبتي قبل ما تكون زميلتك

بسنت تنهض ب غل و ترحل .. و بعد انتهاء اليوم كانت ماليكة و ريهام يذهبن سويا و هم يتحدثون و يضحكون و اوقفهم صوت امير من الخلف و هو يقول

امير : ماليكة
ماليكة تنظر إليه : أيوة ؟
امير : بقولكم ايه انا عربيتي في التوكيل و هستلمها كمان ساعة تيجوا نروح نتغدى
ماليكة تحاول إسكات ريهام : لا لا مش هينفع انا لازم امشي عشان ماما مستنياني على الغدا ف مش هينفع
امير : يا جماعة احنا مش هنتأخر ده المكان قريب من هنا جدا
ريهام ب سعادة عارمة : انا تمام موافقة
ماليكة : انتي تمام يعني !
ريهام : اه
ماليكة : يبقى انا كمان تمام
ريهام ب داعبة : اه احنا اصلا تمام
امير : طب اتفضلوا
ريهام : ياللا

و ب الفعل ذهبوا إلى مطعم راقي و قبل أن يجلسوا اخذت ريهام ماليكة إلى الحمام و قالت لها انها تريد منها أن ترحل و تتركهم وحدهم سويا و أنهم عندما يخرجون إليه تتحجج ماليكة ب اي شيء ل ترحل و ب الفعل ماليكة اعتذرت إليهم حتى ترحل و لكن امير كان يصر على تواجدها معهم و لكنا لا تريد مضايقة صديقتها و عندما نضهت حتى ترحل سمعت ما يدور في رأس امير و هو يقول ب استياء .. "هتمشي ليه .. خليكي" .. توترت ماليكة كثيرا و لكنها حاولت أن لا تبدي شيئا و همت ب الرحيل .. و تركت امير يجلس و هو حزين بسبب رحيلها .. و بعد خروج ماليكة من المطعم أخرجت هاتفها و اتصلت ر جدتها

ماليكة : الو ، أيوة يا تيتا
صافية : أيوة يا حبيبتي ، ايه مش هتعدي عليا النهارده ولا ايه ؟
ماليكة : لا انا النهارده هروح على طول ، اخيرا سيبت امير مع ريهام لوحدهم ، بس بقول لك ايه .. و انا ماشية سمعت حاجة غريبة اوي في دماغه و بعدين انا مفهمتش هو قصده ايه ، انا هموت و ارجع عشان اعرف هو كان عايز ايه
صافية : طب ما ترجعي عشان تفهمي
ماليكة : ما انا خايفة ارجع ف ابقى براشوت ، و بعدين انا خايفة اوي على ريهام من اللي انا سمعته
صافية : طب قولي لي ، قولي لي سمعتي ايه ؟
ماليكة ب تردد : بقول لك ايه ، انا هرجع و بعدين هبقى اكلمك تاني احكيلك اللي حصل ماشي
صافية : طيب ، باي
ماليكة : باي باي

و ب الفعل عادت ماليكة إلى المطعم و كان امير و ريهام يتناولون الطعام و يضحكون و يتحدثون و عندما بدأت ريهام ان تتجرأ مع امير نوعا ما ظهرت ماليكة أمامه ل ترتسم البسمة على شفاتيه و عيناه تلمع ب بريق الفرحة و تسمعه و هو يقول في عقله .. "رجعت ، الحمد لله ، يخربيتك قمر" .. و عند سماع ماليكة ل تلك الكلمات تعالت دقات قلبها و حاولت أن ترجع مرة أخرى و لكن لم تستطيع و اقتربت منهم و هي تقول

ماليكة : انا رجعت
ريهام تنظر إليها ب استياء : ايه ده انتي ايه اللي جابك ؟ هو انتي مش المفروض انك روحتي ل مامتك و كان عندك حاجات ولا ايه !
ماليكة ب توتر : لا ما خلاص يعني هي اتصرفت و قولت اجي اقعد معاكوا شوية
ريهام : طب كويس ، عشان الاقي حد اروح معاه بقى
امير ينظر إلى ريهام : بالظبط ، تشربي ايه يا ماليكة ؟
ماليكة : اي حاجة حلوة
امير في عقله : والله انتي اللي حلوة .. لو سمحت ممكن واحد كابتشينو بعد اذنك
النادل : تمام ، حاجة تاني ؟
امير ينظر إلى ماليكة : تحبي تاكلي حاجة ؟
ماليكة : لا لا انا شبعت خلاص مش عايزة حاجة ، شكرا
امير للنادل : طيب تمام كده شكرا
النادل : العفو

امير في عقله .. "طب ايه يا ريهام بقى مامتك مش عايزاكي في اي مشوار ؟!" .. استمعت ماليكة إلى تلك الكلمات و حاولت أن تنهي ذلك السحر حتى لا تستمع ل أكثر من ذلك و لكنها لم تستطع لأن امير نظر إليها و قال لها

امير : ماليكة ، هي مامتك فعلا هي اللي شايلة موضوع السوبر ماركت ده لوحدها ؟
ماليكة ب ارتباك : اه اهي اللي شايلاه لوحدها ، ليه ؟
امير : حاجة غريبة جدا ، اصل يعني بيتهيألي أنها شيلة تقيلة ، مفيش حد بيساعدها ؟
ماليكة : لأ ، اصل ماما يعني شخصيتها قوية اوي ف بتعرف تتعامل مع كل اللي حواليها ، و بعدين هو مش حاجة كبيرة اوي يعني هو حاجة صغيرة كده على قدنا يعني
امير ب ابتسامة : والله خلتيني عندي فضول اني اقابلها
ريهام ب استياء : اشمعنى ؟
امير : ست ناجحة و قوية و شايلة مشروع لوحدها ، و بعدين بنتها اهي زي الفل و شاطرة ف اكيد الواحد يحب يقابل الناس اللي زي كده
ريهام تحبس الدموع في عينيها : اممم عندك حق
ماليكة : اوعدك يوم كده بعد الشغل ابقى اخدك تتعرف عليها
امير : إن شاء الله

و بعد الانتهاء من الطعام و ذهاب امير كانت ماليكة تسير ب جانب ريهام و هي تقول لها

ماليكة : هو قال لك كده فعلا يا ريهام ؟ يعني هو قال لك كنتي فين من زمان و كده ؟!
ريهام : اه ، قال لي كده و انا هكذب عليكي يعني ولا ايه ؟!
ماليكة : لا مقولتش بتكذبي ، انا مستغربة بس
ريهام : بقول لك ايه ، هو انتي ايه اللي رجعك المطعم تاني يا ماليكة ؟
ماليكة : مفيش ، اصل انا سمعت حاجة في دماغه يعني و انا ماشية ف قولت ارجع اتأكد منها
ريهام : سمعتي ايه بقى ؟
ماليكة : ....
ريهام ب انفعال : لأ جاوبيني عشان انا من ساعتها و انا هتجنن
ماليكة : يا ريهام مفيش حد يستاهل انك تتجنني عشانه
ريهام : ماليكة انتي مش عايزة تساعديني
ماليكة ب انفعال و غرور : كل ده و مش عايزة اساعدك ؟! ده انا خليتك تقري أفكاره و خليته يقرب منك ، ولا انتي عايزة تفهميني كده أن هو انبهر بيكي فجأة ! لأ طبعا كل ده بسبب سحري يا ريهام
ريهام : حلو اوي يعني انتي صاحبة الفضل و صاحبة السعاده ، كملي جميلك بقى و خليه يقول لي أن هو بيحبني ب المرة و نخلص
ماليكة : مينفعش أجبره يقول لك انا بحبك ، يا ريهام خليه يفهمك و تفهميه ، مش ممكن لو فهمك ميحبكيش يا ريهام ؟
ريهام : ميحبنيش ! اومال يحب مين ؟
ماليكة : ....
ريهام : ايه ؟ فاكراني هبلة و مش واخدة بالي ؟!
ماليكة ب انفعال : ايه الهبل اللي انتي بتقوليه ده ؟!
ريهام : انا فعلا هبلة
ماليكة : أيوة هبلة ، و بعدين متتكلميش معايا تاني خالص
ريهام : فعلا !!
ماليكة : اه لحد ما تعقلي كده و تعرفي انتي بتقولي ايه
ريهام : يبقى بسنت كان عندها حق

ذهبت كل منهما و الدموع في عينيها ، و في صباح اليوم التالي في العمل اتجهت ماليكة نحو بسنت ل تقول لها

ماليكة : بسنت
بسنت : نعم ؟
ماليكة : انا بعت لك 3 عمليات ممكن تمشيهم لي
بسنت : اه حاضر بس اديني ربع ساعة بس عشان ريهام مستنياني عشان نفطر مع بعض ، تيجي معانا ؟
ماليكة ب حزن : لا ب الهنا و الشفا انتوا

و في مكتب مجدي كانت تجلس ريهام

مجدي : ايه يا ريهام فيه ايه ؟ ايه اللي حصل ؟ دي اول مرة عميل يشتكي منك و مش بس عميل واحد ده اكتر من عميل و في نفس اليوم
ريهام ب عصبية : ده مندوب عميل مستفز جدا ، عايز الدنيا كلها تخلص على مزاجه و بسرعة ، انا مش فاهمة ايه ده !
مجدي : طيب بغض النظر يعني ، بس احنا من امتى بنرد على العملا و مندوبينهم ب الأسلوب ده ، ده غير أن طريقتك معايا في الكلام فيها عصبية برضه ، فيه ايه ؟
ريهام ب تنهيدة : والله انا مش عارفة فيه ايه ، الدنيا عندي بس ملعبكة شوية
مجدي : طيب لو فيه اي حاجة اقدر اساعدك بيها يعني انا تحت امرك
ريهام : كتير خيرك يا مجدي ربنا يخليك ، انا تمام يعني هحاول ابعد مشاكلي الشخصية عن الشغل و هبقى تمام
مجدي : تمام تمام ، الا يعني لو فيه حاجة شخصية في البنك هنا يعني
ريهام : لا في البنك ايه، ! يا مجدي مشاكل شخصية يعني مشاكل عندي في الأسرة و في البيت يعني حاجات كده ، متقلقش كله هيبقى كويس و بعد شوية هرجع تاني و هبقى ريهام الطبيعية مفيش حاجة يعني
مجدي ينهض من مكانه : طب اوكيه ، ثانية واحدة بس ثانية واحدة .. تعالي معايا كده
ريهام : فين
مجدي يشير إليها على الكنبة : يا ستي خديني على قد عقلي بس و قومي معايا ، تعالي
ريهام تنهض : اقعد على الكنبة يعني
مجدي : أيوة اتفضلي ، خلينا نبقى اصدقاء كده مع بعض بعيد عن المكتب و كده .. ريهام انا كنت حابب أن أنا اسمعك ، البني ادم مننا بيبقى محتاج ان هو يتكلم و يفضفض و يطلع كل اللي جواه صدقيني هترتاحي
ريهام : ربنا يخليك يا مجدي ، انا بس يعني مش عايزة ازعجك ب مشاكلي يعني
مجدي : انا يا ستي حابب اسمع مشاكلك ، طب اقول لك على حاجة ، اعتبريني يا ستي الدكتور النفساني بتاعك ايه رأيك ها ، و مواريش اي حد غيرك و كل ما تضايقي تيجي تشرفيني على الكنبة الحلوة دي و تقعدي تفضفضي و تتكلمي براحتك مع الدكتور مجدي و مش هاخد منك كشف يا ستي
ريهام : مجدي معلش ، انا محتاجة اروح مكتبي ، هرتاح اكتر ، و ميرسي ربنا يخليك يا جميل

و تركته و ذهبت و عيناه مليئة ب الدموع ، ل يخرج هاتفه و يتصل ب امير و يطلب منه أن يتقابلوا ليلا حتى يأخذ رأيه في موضوع شخصي و أنه قرار أن يتزوج

و بعد انتهاء العمل كانت تخرج ماليكة ب مفردها في حين أن ريهام كانت تقف مع بسنت و زميلة أخرى و بمجرد أن رأتها بسنت اخذت ريهام من يدها و اتجهت بها نحو ماليكة و هي تقف أمامها و تقول ليه

بسنت : ماليكة
ماليكة : نعم ؟
بسنت : انتي مروحة لوحدك ولا مستنية حد ؟
ماليكة : لا انا مروحة بس عندي مشوار الاول كده هعمله و هروح
بسنت ب خباثة : اااه ، لازم بقى نقلة بسطرمة جامدة ولا حاجة
ماليكة : اه نقلة بسطرمة ، فيه حاجة ؟
بسنت : عموما لو تحبي نوصلك انا و ريهام من فيش مشكلة ، كده كده احنا رايحين نتغدى سوا ، تيجي معانا
ماليكة تنظر إلى ريهام : لا انا طريقي غير طريقكوا خلاص
بسنت : والله يا ماليكة كبرتي و بقيتي تعرفي تردي
ماليكة : اه كبرت ، شوفتي ؟
بسنت : عموما على كيفك ، انتي مش محتاجة تاخدي مواصلات ، انتي تركبي المقشة و تطيري زي الساحرة الشريرة ، قصدي الساحرة الجميلة اصل انتي احلى منها ب كتير

انهالت بسنت ب الضحك بعد ما قالت تلك الكلمات ، و ذلك جرح ماليكة كثيرا و جعلها تنظر ب حزن إلى ريهام ثم ترحل عنهم و تذهب .. و في المساء ذهبت ماليكة إلى جدتها و قصت لها ما حدث ل تقول لها جدتها

صافية : احسن ، عشان تبقي تسمعي كلامي بعد كده
ماليكة : تيتا انا باجي هنا عشان ارتاح ، انتي بتحرقي دمي ليه دلوقتي ؟
صافية : والله ما قصدي ، انا بس عايزاكي تبقي في احسن حال ، بس انتي اللي غاوية انك تحطي نفسك في حاجات غريبة كده
ماليكة : و ايه الغريب يعني في اني اشتغل في بنك ؟ على فكرة مليون الف حد يتمنى يكون مكاني
صافية : مليون الف حد عادي ، مش حد عنده قدرات خاصة ، بس انتي ...
ماليكة : انا ايه بقى ؟! على فكرة أنا نفسي اكون بنت طبيعية ، يعني اتعامل زي بقيت الناس
صافية : بت انتي ، انتي بتحبي الواد ده ؟!
ماليكة ب توتر : لأ ، و حتى يعني لو هو بيحبني انا مينفعش اعمل كده ، ريهام بتحبه اوي و ريهام دي صحبتي الوحيدة
صافية : أصيلة يا ليكا ، عموما انتي صغيرة لسه متستعجليش ، خلاص سيبيني انا امخمخ كده و افكر و إن شاء الله هلاقي لك حل

و بعد قضاء الليلة مع جدتها ذهبت إلى منزلها و خلدت إلى النوم في حين أن مجدي كان منتظر مكالمة امير ل يطلب منه التوسط له عند الفتاة التي يحبها و يفتتح معاها موضوع الزواج منها ل يرى إذا كانت تقبل به ام لا و لكنه لا يريده أن يفصح لها عن هويته حتى لا يحدث احراج إلى الطرفين .. و في صباح اليوم التالي كانت ماليكة تجلس أمام امير في المكتب و هو يقول لها

امير : والله براڤو عليكي يا ماليكة الله ينور ، كل اللي مطلوب منك بس انك تتابعي مع المدير المالي بتاعهم عشان بينسى
ماليكة : لا اكيد طبعا ، عن اذنك
امير : لا استني عشان عايزك
ماليكة : ايه ؟! اه موضوع المذكرة انا خلاص خلصته كله
امير : يا ماما ثواني ، عايزك في موضوع مالوش علاقة ب الشغل ، دي حاجة شخصية .. حاجة ب خصوص ريهام ، بصفتك يعني اعز صديقة ليها ف مش هلاقي حد احسن منك اتكلم معاه
ماليكة : هي ريهام يعني طيبة جدا و جدعة اوي و اخلاق و كده يعني و بصراحة مفيش حد احسن منها
امير : انا عارف ، بس أنا بصراحة خايف انها تفهمني غلط
ماليكة : ما هو على حسب الموضوع يعني ، هو ايه الموضوع ؟
امير : بصي ، انا ابن خالتي عايش في دبي و بيدور على عروسة و عايز بنت تكون كويسة و شاطرة في شغلها و مؤدبة و بنت ناس و جميلة و انا بصراحة شايف أن ريهام فيها كل المواصفات دي ، ايه رأيك
ماليكة ب راحة : بص هو انا رأيي أن الحب و الجواز مش بييجي ب الطريقة دي ، بس لو هو شبهك كده ... قصدي يعني لو نفس الباكيدچ بتاعتك كده ف هي ممكن توافق ، ايه رأيك نتقابل بكرة في الكافيه يعني عشان نرتب للموضوع ده ؟
امير ب ابتسامة : ياريت ، ريهام دي طيبة جدا
ماليكة : لا هي طيبة و اخلاق و تربية و كله ، بس هي يعني لاسعة شوية
امير يضحك : هي لاسعة فعلا
ماليكة : و هو مين فينا مش لاسع يا مستر امير ، كلنا لاسعين والله
امير : حتى انتي ؟!
ماليكة : ده انا السع منهم كلهم ، جرى ايه يا مستر انت مش شايف
امير : اه ده انتي مجنونة
ماليكة : لا مش للدرجة دي ، ده عشان هنرتب للموضوع بس

حينها كانت تقف بسنت في الخارج تستمع إلى ضحكاتهم سويا ل تذهب سريعا نحو ريهام و هي تقول لها

بسنت : انتي هنا مقضياها شغل و سايبة حبيبتك مع مستر امير مقضينها ضحك و فرفشه !
ريهام : و انتي عرفتي منين ؟!
بسنت : يا بنتي انا مفيش هفوة في الفرع ده بتعدي عليا ، ده صوت الضحك واصل لي
ريهام : و هو يعني الضحك عين ، ما تلاقيهم بيضحكوا في اي حاجة في الشغل عادي يعني
بسنت ب خباثة : عادي ايه بس يا بنتي ! هو انتي هتفضلي عبيطة كده لحد ما الساحرة الجميلة تخطفه منك ؟
ريهام : لا لا صعب
بسنت : لا صعب ولا حاجة ، و مش عيب تتأكدي
ريهام : طب اعمل ايه ؟!
بسنت : انا هقول لك تعملي ايه
ريهام : طب هاتي الكرسي و تعالي ..

و في المساء ذهبت ماليكة إلى جدتها و كانت تتحدث معها عن مشاعر امير اتجاه ريهام و كانت تقول لها

ماليكة: طب هو فيه سحر كده ؟ يعني فيه سحر ممكن انا اعمله و يخليه وحش في نظرها ف هي تبعد عنه ؟!
صافية : اه فيه ، بس مينفعش عشان ده حب و كره ، هو انتي واثقة أن الواحد مبيحبش صحبتك ؟
ماليكة : قولت لك مليون مرة مسموش واد
صافية : و انتي اتحمقتي اوي كده ليه !
ماليكة ب ارتباك : اصل هو يعني مديري و نائب مدير الفرع كمان ف مينفعش نتكلم عليه كده
صافية : شكلك وقعتي و لا حدش سمى عليكي
ماليكة : لا وقعت ايه !! انا بس بساعد ريهام في مشكلتها
صافية : لو انتي متأكدة أنه مش بيحبها يبقى لازم تقولي لها عشان متفضلش متعلقة في الحبال الدايبة
ماليكة : اهو هو ده بقى الكلام بتاع الناس كبار السن
صافية : كبار السن ده ايه !
ماليكة : قصدي يعني خبرة ، انتي خبرة
صافية : أيوة خبرة ماشي

و بعد مرور اليوم و في منزل ماليكة جرس الباب رن. ل تفتح الباب و تجد أمامها ريهام ف تنظر إليها ب عتاب و تقول لها

ماليكة : اخيرا عقلتي ؟!
ريهام ب تمثيل : سامحيني انا غلطانة
ماليكة ب ابتسامة : طب تعالي ادخلي
ريهام بعد دخولها و جلوسها : حقك عليا يا ليكا ، موضوع امير ده جنني و خلانا كنا هنخسر بعض
ماليكة ب سعادة : الحمد لله انك عقلتي ، بصي هي فيه حاجات كتير اوي فيتاكي ، بس الخلاصة كده انا و امير هنتقابل بكرة
ريهام ب صدمة : ايه ؟!
ماليكة : بصي برضه نفس الهبل اللي انتي فيه ، يا بنتي هو عايز يقابلني عشان عايز يقول لي على حاجة هتبسطك اوي
ريهام : و ميجيش يقول لي انا ليه ؟ و انا حوشته ! و بعدين انتي ليه بطلتي تخليني اسمع أفكاره ؟
ماليكة : مش احنا كنا متخانقين ، و بعدين يعني انا جربت كذا مرة كده اني اسمع أفكاره لاقيته بيفكر في حاجات كبار يعني عيب نسمعها انا و انتي
ريهام : أيوة بس هو برضه مش محتاج وسيط عشان يقول لي حاجة
ماليكة : خليني بس اقعد معاه بكرة و افهم كل حاجة ، المهم انتي وحشتيني اوي ، هاتي حضن

و في صباح اليوم التالي كانت تجلس ريهام مع بسنت و تقص عليها كل ما دار ل تبدأ بسنت في الاصطياد في المياه العكرة و تقول لها

بسنت : عشان انا اقول لك انها كلت ب عقل الزبون حلاوة تبقي تصدقيني ، بس حلو اوي اللي حصل ده ، هي كده فاكرة ان انتوا رجعتوا حبايب و نقدر نعرف كل تحركاتها ، بس هما هيتقابلوا امتى و فين ؟
ريهام :النهارده في نفس المطعم
بسنت : حلوووو اوي كده ، انا بقى هقول لك هنعمل ايه .. بس لسه فاضل هنا
ريهام و كأنها متخدرة : هنا في البنك ؟!
بسنت : البت دي لازم تخرج من هنا ب فضيحة ، يطردوها بقى و يفصلوها الحرباية دي
ريهام : لا مش للدرجة دي يا بسنت ، بصي مش عايزين نأذيها في شغلها هي حتى ماليكة مش بتستخدم السحر هنا في البنك
ماليكة : بس بس انتي مش فاهمة حاجة ده انا شوفتها ب عيني و هي بتسحر هنا في البنك و مسير كل الناس تشوفها على حقيقتها زي ما انا شوفتها

و في المساء في المطعم كانت تجلس ماليكة ب رفقة امير

امير : مبسوطة في شغل البنوك يا ماليكة ؟
ماليكة ب ابتسامة : و والله هو و انا في الجامعة مكنتش متخيلة خالص أن أنا هشتغل في بنك ، بس لما اشتغلت فيه اتبسطت اوي و عاجبني بصراحة
امير ب ابتسامة : ما هو ده باين أوي في شغلك ب صراحة
ماليكة : بجد ! طب الحمد لله ، هو احنا جايين هنا ليه ؟ يعني عشان نتكلم على نفسي ولا عشان نتكلم على ريهام و ابن خالتك ؟
امير : لا طبعا عشان نتكلم عن ريهام ، ها بقى هو احنا ممكن نكلمها في الموضوع ده ازاي ؟
ماليكة : هو انا ممكن يا مستر امير أسألك سؤال شخصي شوية ؟
امير : انتي تعملي اللي انتي عايزاه
ماليكة : يعني هي ريهام عمرها مثلا ما لفتت انتباهك أو نظرك ؟
امير : الحقيقة في الفترة الأخيرة مش هقدر اكدب يعني لفتت انتباهي فعلا و خصوصا انها بنت طيبة و كويسة و بنت ناس و شاطرة في شغلها و بتقرا اللي في دماغي كأنها قاعدة حولها بنت اللذينة ، بس انتي اكيد فاهمة يا ماليكة أن الموضوع ده بيحتاج قبول من الطرفين
ماليكة : أيوة اكيد
امير : يعني انا من جوايا لازم ابقى حاسس ب نفس اللي هي حاسة بيه و ده للاسف محصلش ، بس دي طبعا حاجة متعيبهاش انا لسه بقول لك انها بنت زي الفل
ماليكة : يعني انت قصدك أن ريهام عجباك كا شخص عادي بس مش قادر ترتبط بيها و عشان كده بتكلمني في موضوع ابن خالتك ولا ايه ؟!
امير : اممم تقريبا كده
ماليكة : اوكي
امير : ماليكة هو انتي ...
ماليكة : انا ايه ؟ قول ؟!
امير يسرح في عينيها : هو انتي متضايقة أن أنا يعني مش حاسس ناحية ريهام ب حاجة ؟
ماليكة : لا هي الحاجات دي يعني بتبقى قسمة و نصيب و بعدين من الكلام اللي انت قولته ده يعني اظن أن ريهام متنفعش تكون معاك اصلا
ريهام تدخل عليهم و معها بسنت : ها و ايه كمان ؟!
ماليكة مصدومة : ريهام !
ريهام : اه
ماليكة : انتي ايه اللي جابك ورايا ؟! انتي اتجننتي انتي بتراقبيني ؟!
ريهام : اه هو انا فعلا كنت مجنونة لما كنت مصدقة انك صاحبتي الوحيدة و انك جاية تساعديني
ماليكة : انا بساعدك من اول يوم عرفتك فيه يا ريهام
ريهام : بتساعديني ايه يا حبيبتي ده انتي جاية تظبطي نفسك ، انتي مش واخدة بالك ولا ايه ؟! انا اللي كنت غبية و كنت فكراكي صاحبتي و حبيبتي و هتساعديني ، لكن بسنت فعلا طلع عندها حق
امير : طيب يا جماعة بعد اذنكم انا مضطر استأذن عشان عندي ميتينج مهم جدا
بسنت : ثانية واحدة يا مستر امير ، قبل كده انا قولت لك ان ماليكة بتسحر و انت مصدقتنيش ، بس المرة دي بقى انا جاية و معايا الدليل .. ريهام ، صاحبتك بتسحر ولا لأ ؟
ريهام بعد تفكير : اه ساحرة و عيلتها كمان كلها كده ، و هي اللي خلتني اسمع افكارك عشان تقربك مني
امير ينظر إليها ب ذهول : ايييه ! انتوا بتقولوا ايه يا جماعة ؟! يعني ايه ؟!
بسنت : يعني مخاوية ، يعني ممكن تخليني امشي في الشارع اكلم نفسي زي المجانين بالظبط و تخليك انت خاتم في صباعها ، يمين يمين شمال شمال و تخطبها كمان و تحبها و ترقيها ، اقول لك على حاجة ، هي كمان ممكن تخليك تحت طوعها العمر كله

ماليكة كانت تجلس على الطاولة و تستمع إلى حديثهم و هي منهارة تماما و لكنها لم تستطع تحمل تلك الاتهامات الموجهة إليها ب منتهى الحقد و الكره ل تنفعل و تخبط ريداها على الطاولة و هي تصرخ فيهم ل يقع كل شيء من فوق الطاولة و ينصدم الجميع مما حدث و ينكشف سرها امام امير بالفعل .. و بعد انتهاء تلك الكارثة ذهبت ريهام إلى منزلها و كانت جالسة في غرفتها و هي تبكي ، لتدخل عليها شقيقتها و تسألها ب استغراب

سمر : ايه ده فيه ايه ؟! مالك ايه اللي حصل ؟!
ريهام : ....
سمر : يا بنتي اتكلمي فيه حد عملك حاجة وحشة ؟!
ريهام : محدش عمل ، انا اللي عملت
سمر : عملتي ايه و في مين ؟!
ريهام : في ماليكة ، عملت فيها عاملة سودا اوي
سمر : اترفدت بسببك ؟
ريهام : ياريت ، العن
سمر : ايه قتلتيها ؟!
ريهام : حاجة زي كده
سمر : يا ستي قولي ايه اللي حصل
ريهام : بصي هو الموضوع ده مينفعش اي حد يعرفه ، انا بس هحكيلك انتي عشان انا عارفة انك مالكيش في الكلام و فشي الاسرار و كده .. ماليكة عندها قدرات خاصة يعني تقدري تسميها موهبة ايا كان اسمها يعني ماليكة بتعرف تعمل سحر
سمر ب ذهول : طب والله العظيم انا كنت حاسة انها ليها
في شغل الدجل و الشعوذة ده
ريهام : لا دجل و شعوذة ايه ، بقول لك سحر
سمر : سحر ازاي يعني ! سحر بتاع ورق الكوتشينة و تطلع ارانب من البورنيطة و الحاجات دي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي