عشق المنتقم

Shimaa7789`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-18ضع على الرف
  • 22.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصلالأول

الفصل الأول
في أحد القصور الفخمة التي تتدل ع الثراء الفاحش ولكنه ليس قصر كباقي القصور ولكنه يشبه تحفة فتية من حيث براعة التصميم فيشبه منتجع سياحي كامل ولكنه ليس منتجع ولكنه هو قصر عائلة النجار ولكن الأجمل ف ذلك المكان هو حمام السباحة التي يزينه فهو يشبه حمام السباحة الخاص بالأولمبياد وما يجعله أكثر جمالا تلك الموجات الصناعية التي تزينه وتشعرك أنك جالس أمام البحر، لم يترك هو ذلك المكان هادئاً، بل في هذا المكان أو قل مملكته يجدف بزراعيه وكأنه يصارع تلك الموجات يسبح بكل مهارة وحرفيه لتعلن تلك الموجات استسلامه أمام قوته نعم فهو آدم النجار الابن الأكبر لهذه العائلة، انتهى من سباحته وكانت الساعة لم تصل إلى السادسة صباحاً بعد، توجه إلى جناحه، ومن ثَمَ ارتدى ملابسه متجهاً إلى مكانٍ لم يفارق الذهاب إليه قط حتى لو أضل طريقه، وعجز عن تحديد وجهته فهو الملاذ له
يقود سيارته في اتجاه الشركة الخاصة به، يسير في الطرقات ولا يدري أي طريق عبره، فقد كان عقله مشغول به يحدث في نفسه، النيران التي أضمرت داخل فؤاده حتى جعلته يأن ألماً لا يدري إذا كان سينتهي أو لا، عيناه تلع ببريق خاطف، عيون ظهر فيها السواد رغم أنه لم يكن لونها الحقيقي أبداً، ذكريات من الماضي تستحل عقله ولا يعلم إلى أي مكانٍ سوف تأخذه، فقد مل كل شيءٍ في حياته حتى ملا نفسه، توقفت السيارة في منتصف الطريق بعدما عجز ذهنه على أن يكمل في وعيه حتى يُكمل الطريق، هبط من سيارته وقد دار خلفها، ذلك الدوران لم يجعله أحسن حالا بل أصابه بلعنةٍ أكبر مما كان يتوقعها، شعر وكأن هناك نيران اشتعلت في نفسه أكثر من ذي قبل، نيران حقيقية ارتسمت أمامه، وصوت صراخ عالٍ ظن أنه نساه ولكن ذكراه قد عادت له من جديد، لا يعلم ماذا يمكن أن يفعل حتى ينسى تلك الذكريات البغيضة التي عجز عن محوها قط، بل استطاعت أن تقيم بداخله مقامٍ مذموم ألا وهو الرغبة في الانتقام، بل الرغبة في تحقيق العدالة لنفسه، لسنوات عمره الفانية، لحبيبته التي لا يعلم أين أراضيها، أو هل هي بالفعل تتذكره أم كان لها أضغاث أحلامٍ تمر مرور الكرام، هبط بقدميه على الأرض الرملية أعلى جبل المقطم، الساعة السادسة صباحاً وليس هناك أحد، فأخذ يصرخ حتى شعر وكأن حبال صوته قد نُهكت ولن يقدر على الحديث مرة أخرى، لم يشعر أن ما يفعله ضعفاً، إنما هو قوة، صراخ غاضب، لو كان خارقاً وصوته ناراً لكانت أحرقت العالم بأسره من شدة غضبه، نهض من مكانه بعدما أفرغ مكنونه الغاضب، ووقف يُطالع شروق الشمس الحامية، ظل يتأمل لفترةٍ السماء الصافية التي احتلتها ملكة النهار بكل راحةٍ، تمنى لو يقدر على أن يكون بمثل الراحة التي تحتل السماء الآن، ظل على حاله هذا كثيراً حتى لم يشعر بأن الوقت مضى وقد تخطت الساعة الثامنة صباحا، ساعتين يقف دون أن يشعر بأن الوقت قد مر، كاد أن يتحرك ولكنه أوقفه صوت الهاتف، أخرج هاتفه من جيبه، وجد صديقه المزعج هو من يرن عليه، فتح هاتفه وردد جملة واحدة دون أن يسمع باقي حديثه:
_أنا قادم سيف.
توجه إلى سيارته وقد قادها بقوةٍ أكبر حتى يُسرع إلى شركته، فهو في صدد صفقة هامة لشركة الالكترونيات خاصته، قاد السيارة ولم يترك حديث نفسه الغاضبة بعيداً ولكنه قد أقام لها داخله مقاماً لن يُهدم أبداً إلا أن استطاع تحقيق انتقامه الذي يرجوه من الله، تحرك بقوةٍ من على الجبل حتى اصدر صوت احتكاك عجلات السيارة أزيز مزعج لو سمعه أحداً.
*************************
في شركة A G للإلكترونيات.
كان يقف هو في غرفة مكتبه يتحرك بغضبٍ شديد، صديقه الأبله دوماً ما يفعل معه هذه الحركة البغيضة دائماً، رغم أنه دوما ما يخبره بأنه يكرهها إلا أنه يصر دائما على فعلها حين يُغلق الهاتف في وجهه، جلس على المقعد بحجرة مكتب رفيقه ينتظر قدومه، يحترق حتى يأتي لكي يلكمه، ولكن ضحكة ماكرة قد صدرت عنه، وأقر في نفسه حقيقة أنه لن يقدر على فعل أي شيء من هذا، زفر أنفاسه و أغمض عيناه يستمتع بنسيم هواء الصباح الذي قلما ما يظهر في حرارة أغسطس المرتفعة، أخذ يطلق صفيراً وكأنه يدندن حتى يسليه، وقت قليل مر حتى شعر بأحدهم يفتح الباب ويدخل، لم يفكر قط في أن يفتح عيناه ليدرك من الذي دخل، ولكنه بالتأكيد يعلم من دخل إليه، فقد شعر بالريح الغاضبة التي هبت عليه، ظل مغمض عينيه يستمتع بغضب صديقه الذي يعلمه حتى و إن لم يراه، ظل على وضعه البارد هذا حتى سمع صوت أصابع تطرق على مكتبه بكل هدوءٍ، قرر أن يحرر نظره الحبيس أسفل جفنيه المُطبقين على بعضهما، وبالفعل فتحمها و وجه بصره صوب صديقه، رآه يضع جاكيت بذلته خلفه على كرسيه الذي يدور وبالفعل يتحرك يميناً ويساراً، وعيناه العسلية قد اشتد غضبها حتى أوشكت أن تبعث نيران إليه كشمس توجه إلى الأرض موجة شمسية حارقة.
أجلى صوته ونظر إلى صديقه وأمعن النظر به، رأى بريق مظلم خلف بريقه العسلي، يدرك أنه يصارع نفسه كثيراً، حاول أن يكسب صوته بعض المرح وقال:
_لما تأخرت يا آدم، تعلم أن هناك صفقة مهمة ولابد من تواجدك لمراجعة العقود.
نظر له دون أن يُجيب، رفع يده التي تعانقها ساعة يده الأنيقة، نظر لها وابتسم بتهكم، وقال بصوتٍ متذمر:
_انظر في ساعتك سيد سيف، كم الساعة.
أجابه بكل برودٍ:
_إنها الثامنة والنصف.
سأله:
_وما موعد العمل في الشركة؟
_الساعة التاسعة.
صرخ في وجهه بصوتٍ غاضب:
_إذن لما الإزعاج سيف، غير ذلك العقود تم مراجعتها بصورة نهائية، لما تلك الغلبة إذن سيف.
نحى رحه بعيداً، تحدث بصوت بدا عليه حزين وهو يرمق عيناه الحزينة، همس بصوتٍ شجي:
_ماذا تريدني أن أفعل آدم وأنا آرك تُضيع حياتك هباءً منثوراً، نار عيناك المشتعلة بالانتقام أخشى عليك منها، أخاف أن يحرقك غضبك آدم، أخاف عليك يا صديقي.
نظر له بأعين قد كساها الحزن لفترةٍ قصيرة ثم عاد لجموده مرةٍ أخرى وقال:
_أنا لا أخاف الحق سيف، أنه حقي ولابد من أن أتي به، لا تبرد ناري إلا إن فعلت، أنت لا تدري ما الذي أشعر، إنها نار لا أظن أنني قادر على إخمادها إلا بالحق سيف.
أدرك صاحبه ما يدور بنفسه بل هو مدرك بحقٍ، ويدرك أنه على حق، فأنه حقه، حياته التي سُلبت منه ولابد أن يستردها، ولكن ماذا هو بفاعلٍ مع رجلٍ لم يعرف الرحمة بقلبه قط، إنها حرب غير عادلة أبداً، ندين كل ندٍ فيها رُغم قوته، لكن لكلٍ منهما نقاط ضعفٍ، وبتلك النقاط يكون هو الطرف الأضعف في هذه الحرب الباردة بينهما، زفر أنفاسه وهو يراقب قتامته، ولكن قد فُزع كلاهما، وخرجا كلا منهما من شروده حينما سمعا صوته يتردد في المكان بمرحٍ:
_لقد أتيت، ولكن لما تبدوا وكأنكما لا تجد ما تأكلوه، أو أنكم تخططون لحرب قاتلة.
وجه بصره بالفعل إليهما وقد وجد أن نظراتهما تزداد قتامة، ابتلع ريقه الذي شعر بأنه جف فجأة، وأخذ يتراجع في مكانه حتى شعر بالباب خلفه، توقف في مكانه ينظر لهما، رسم ابتسامة على شفتيه وردد:
_ما بكما تنظران هكذا ألا تحبان أن يمزح أحد معكما.
لم يردد عليه أحد بل نهض سيف مكانه وأخذ يقترب منه، شعر وكأن الذي يتقدم صوبه ذئب ماكر سوف يبتلعه، فأخذ يبتسم ببلاهةٍ مجدداً، اقترب منه سيف وجذبه حتى جلس قبالته وقبال آدم الذي ردد فور أن جلس الآخر:
_ما تلك الدخلة الصبيانية يوسف؟ وماذا تريد؟
رد عليه ببرودٍ:
_طرقت الباب أكثر من مرةٍ ولكن لم يأذن لي أحد، وحينما دخلت وجدتكم وكأن أحد قد مات، هل مات أحدهما آدم؟!
نظر له بعينيه الصقرية ولم يجيب عليه، فرفع الآخر حاجبه وقال:
_إن لم يكن هناك شيء مهم أخرج، وأنت كذلك
وأشار إلى سيف بحاجبه للخروج معه وتركه بمفرده، سمع تأفف من كلاهما ولكنه لم يعطي أياً منها أية اهتمامـ، راقبها وهما يخرجان، نكس رأسه يُطالع الأوراق التي أمامه ويستعيد نفسه للعمل وهو يضع انتقامه خلف ستاره المُظلم من جديد.
***************************

على شرفات القصور، تقف الطيور تغرد بحنين، الصباح قد حل، و السماء أشرقت بمصابيح النهار الجلي، ذلك الضوء الذي يبعث الأمل في نفوس الكثير من ساكني الأرض، الشمس تخترق النوافذ الحسناء، تداعب جفون الكثيرين، أما تمنحهم بسمة الأمل لذي اكتسبته من ضوئها، و إما تمنحهم ألم هم في غنى عنه
تسلل شعاع الشمس الذهبي يخترق نوافذ أحد القصور الكبيرة، في غرفة باللون الوردي مرسوم ببهجة اللون، رسوم كرتونية، صدقا إنها تليق بفتاة جميلة، أخذت الشمس تلاعب وجهها الناعس، أخذت يدها تفرك في عيناها و وجهها، مازالت مغمضة العينين، تحرك يدها يمينا و يساراً و كأنها تقول للشمس اذهبي، لا أود الاستيقاظ، و كأنها تبغض حياتها، و تبغض ذلك النور الذي يتسلل لها يؤرقها، ويورق من أحلامها الوردية التي تصنعها في مخيلتها.
نهضت من على فراشها على غفلةٍ منها، فتلك اللصة سرقت منها نومها وأحلامها الصغيرة، تأففت بصوتٍ مسموع حينما دق المنبه هو الآخر يُعلن عن أن الساعة قد دقت التاسعة صباحاً، نفضت النوم عن نفسها، وجلست نصف جلسةٍ صغيرة على فراشها، تُراقب غرفتها الزهرية، راقبت الرسومات الطفولية التي تُزين غرفتها، لمعت عيناها الزرقاء، ونهضت من فراشها فأنسدل شعرها على كتفيها وتحركت بسرعةٍ صوب نافذة غرفتها، تُراقب الفراشة الزاهية ألوانها التي تقف على شرفتها، يميزها اللون الأزرق كعينيها مدموج مع اللون الزهري، وكأنها جاءت بما تحب كي تمنحها أملاً كافي لها، توجهت صوب مرحاضها، ارتدت ثيابها وأعدت عدتها للذهاب إلى الجامعة، ومن ثم صلت فرضها وتوجهت للهبوط إلى الأسفل.
خرجت من غرفتها وجدت التؤام المشاكس يمزحا معاً في الممر الذي بين الغرف والدرج، اقتربت منهما تعبث في شعر نورسين وقالت:
_أيها المشاكسان ماذا تفعلا؟ ألن تكفا أبداً؟
حركت نورسين حاجبيها بمكرٍ وقالت:
_وإن جلسنا صامتين مثل جدران هذا البيت من سيمنحه الروح الجميلة لي لي
ضحكت ليليان بصوتٍ مرتفع وأقرت بحديثها:
_معكِ حق أيتها الشقية الجميلة، هيا نهبط للأسفل فأبي بالتأكيد ينتظرنا.
حاوطت أخويها الصغيرين، وهبطوا إلى الأسفل يمزحون، وصوت ضحكاتهم يتردد في المكان يُعطيه روحٍ مبهجة لا محال من ذلك أبداً، توجهوا صوب غرفة الطعام بعدما لم يجدوا والدهم بغرفة الصالون.
اتجهوا صوب المائدة وجدوه يجلس على رأس المائدة ينتظرهم، وفي يده جرنال يقرأه، اقترب ثلاثتهم منه، وقبلوا وجنته على غفوةٍ منه، عندما شعر بهم ضحك ضحكةً مرحة، وقال بصوتٍ ضاحك:
_أهلا بأشقياء منزل الشهاوي.
ردد ثلاثتهم معاً:
_صباح الخير يا أبي.
_صباحكم سكر. هكذا أجابهم وهو يبعث له ابتسامة هادئة، جلسوا جميعهم على الطاولة يتناولون طعام الإفطار، لكي يتوجه كلا منهم إلى وجهته، انهت ليليان طعامها أولا وقالت:
_أنا شبعت، سوف أذهب إلى صديقتي لأقلها معي للجامعة.
وقبلت وجنة أبيها واتجهت صوب رفيقتها، وكان خلفها إياد ونورسين للذهاب إلى الدرس، فهما في الصف الثالث الثانوي، وخلفهم رفعت للذهاب إلى شركة الاستيراد والتصدير الخاصة به، بعدما خرج على المعاش بعد أن كان لواء بالداخلية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي