الرابع

الفصل الرابع
في مبني أمن الدولة
يقف اللواء أمجد بهيبته
وهو يقول لذلك الصقر الجارح

أمجد في التليفون للصقر: تعالي على مكتبي بعد خمس دقائق
وبعد خمس دقائق وقف شخص طويل ولديه عضلات بارزة وهو يقول: صباح الخير يا فندم
أمجد: صباح النور بعد أن رد له التحية العسكرية

الصقر قائلا: خير يا فندم حضرتك طلبتني
أمجد: أكيد افرح يا صقر اللي كان نفسك فيه تحقق، والقضية سوف تفتح من جديد
الصقر بتنهديه قويه: يا آه لقد كنت اقترب أن أيأس، ولكن وحياة أبي لكنت سآتي بحقي وحقه وحقها منه
أمجد قائلا وهو يربت على كتفه: أهدأ وكف عن الجنان، واترك الحكاية تسير قانوني

الصقر بغضب:
لو لم أكن أسير بالعقل سيدي لما كنتِ سأصبح بمثل ذلك العذاب الذي أحيا به، ولكني أثرت الصبر حتى أتلذذ بالنصر، أستمتع حينما يفقد هو متاع الدنيا، ويكون هو أسير خلف القضبان، بل وهو ينتظر موته بالبطيء.
أمجد ببسمة له:
شد انت من همتك وأجمع أدلة ضده
الصقر بإيجاب: أكيد يا فندم
وخرج الصقر بعد أن أدي التحية العسكرية
وقال ف نفسه:
_أخيراً أتي الوقت الذ سأنتقم منك يا ابن الشهاوي، أخيرا سآتي بحقنا جميعاً فلتنتظر وترى.
*************************
صوت التلفاز قد ذيع في كل مكانٍ، المذيعون على شاشات التلفاز يبوحون كم أن الأمر أصبح فوضوي وخطير داخل محافظات الصعيد، ضيوف الحلقات التليفزيونية يخبرون كم أن الأمر أكثر سوءاً من الواقع، وعلى أشرطة الأخبار والصحف كُتب
"إن الصعيد المصري هو من اكثر الأماكن التي تجد فيها الأمان والراحة والسكن بين طيبة الأهالي، بين نسيم رائحة الأراضي، والطبيعة التي تتغنى بخضارها المعتاد، ولكن اليوم أصبح الصعيد واحدة من الكوارث على الإطلاق، فقد تم توزيع أعداد مهولة من الأسلحة لا ندري من أين أتت، وهناك شبه حرب أهلية تُثار وتحاك بكل عدائية هناك، نرجو من المسؤولين سرعة الحركة والتصرف، فنحن على وشك حرب أهلية في شدة الخطورة"
قالت المذيعة ذلك الخبر، ثم وجهت الحديث إلى الضيف الموجود معها قائلة:
_وما رأيك في هذا يا سيدي.
أجابها بملامح مبهمة:
_كل الذي قلتيه معكِ كل الحق فيه، نحن الآن بصدد حرب أهلية بالطبع، وخصوصاً أن أهل الصعيد يتسمون بالحمية والعصبية.
وكثر الضيوف وكثر الحديث، وكل واحد لا يملك في الأمر شيء يُجيب الحديث ولا يقوى على الفعل قط، الجميع يرى أن الموضوع كارثي، نظروا إلى مكانٍ بأنه هو مصدر البلاء أو الحرب التي هم بصددها، ولكنهم لو يوجهوا أي حديث إلى أشخاص معنين قد يفعلون ذلك طلباً للتكسب، ولكن هناك الأكثر جرأة الذي تحدث في أحد البرامج قائلا:
_أعتذر من الجميع، المُشكلة ليس ف الصعيد نفسه، ولا في الحمية التي يتسم بها أهل الصعيد، المشكلة الكبرى في الأشخاص الذين يستغلون الطيبة والحمية لأجل تحقيق مصالحهم الشخصية، ألا تفكري يا سيدتي أن ما يحدث من حرب قد يدفع كل شخصٍ فينا ثمن ما يحدث، أود أن أبوح حقيقة، بأن هناك أشخاص بعينهم يتعاونون مع المافيا لجلب السلاح وتوزيعه داخل الأراضي المصرية لزعزعة الاستقرار، وهذا ما لم يجرأ أحداً على قوله، وآخر ما أود قوله، لا تحكموا على النتيجة قبل أن تسيطروا على الفعل.
وانهت المذيعة الحلقة مع الضيف
******************
على الجانب الآخر من الحقيقة في صعيد مصر بعد أن نشبت حرب اهليه في الصعيد بين عائلتين من أكبر عائلات الصعيد فالجو هناك أصبح مشحون بالدم والثأر والاتجار بالسلاح وكأنه مستنقع ممتلئ بالقاذورات ولا يوجد أحد لا يحمل سلاحا ف يديه حتي الطفل الصغير وها هم تجار السلاح الذين يريدون القضاء علينا
في منطقة مهجورة في الصعيد يقف رجلان لعملية تسليم السلاح
الأول قائلا: سلم تستلم
أجاب الثاني:
_تمام تأكد من نقودك
الأول:
_ مئة قطعة سلاح
الثاني:
_متى الباقي؟
الأول:
_هذا ليس عملك، لقد استلمت الدفعة الأول، أما البقية سنُحدد موعدها غير ذلك ليس لك حق به.
التاثي بذعر:
حاضر يا فندم
****************************

في قصر الشهاوي، كان يجلس رفعت على مقعده في غرفة الصالون في فيلته يقبض بين أصابعه على سيجارة، نفث دخانها في الهواء حتى يرتسم في الفضاء رسمة ضبابية ربما تُعبر عما يدور في خلده، مر عليه وقت وهو جالس بمفرده يرسم داخل عقله ما يود أن يفعله، وفجأة دخل عليه شاب عريض المنكبين، بوجهٍ بشوش، لم يتجاوز السادسة والعشرون بعد، ولكن بفضل مهارته استطاع أن يكسب صفاً بجوار سيدهن ويكون مصدر ثقة له ولكل أعماله، اقترب منه حتى جلس إلى كرسي مجاور له بعد أن أذن له، فقد كان يلهث بقوة، أخذ يلتقط أنفاسه لفترة قصيرة حتى سأله رفعت:
_هل وزعت الدعوات؟
أجاب مازن عليه:
_نعم لقد تم كل شيءٍ كما تحب.
تأمله قليلاً وتذكر شيئاً يود قوله فسأله:
_وماذا عن الدعوة الخاصة التي طلبت منك أن ترسلها إلى آدم النجار.
هز مازن رأسه قائلاً:
_نعم سيدي لقد كان لك ما طلبت، إنها الآن على مكتبه.
وعندما فرغ رفعت مما في جعبته أمره بالانصراف، في حين نزلت ليليان من على الدرج تتهادى بمظهرٍ ناعس حزين، حتى جلست على المقعد المجاور له، استدار لها يُطالعها، تجاهل مظهرها الحزين الذي علم سببه وسألها:
_ليليان، هل تجهزتِ إلى الحفلة؟
ليليان بجواب:
_نعمن ولكني لا أحب تلك الأجواء.
ضحك بخفوتٍ على حديثها هذا وقال:
_عالم الأعمال مجامل يا لي لي، إذن كيف تودين أن تصبحي سيدة أعمال.
ضحكت ليليان بخفوت على حديثه وقالت:
_لو هكذا إذن أنا جاهزة ولكن دون مجاملة أنا لا أعرفها.
ضحك عليها وهز رأسه في يأساً منها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي