الفصل التاسع و أربعين

صباح يوم جديد.

خرجت تمارا بنفس الملابس التى ارتدها بالأمس و سارت بخطوات ثابتة تجاه معرض الحاج شداد ببداية الشارع الذى تتواجد به تلك الشقه التى اعارها إياها.

لتلتقطها على الفور أعين علاء الذى يجلس داخل محل المجوهرات الخاص به و يهرول خلفها كالمجذوب بالضبط و قد تقاذفت ضربات قلبه.

يتجه خلفها سريعاً يحاول اللحاق بها ليعرف الى اين ستتجه يقسم ألا يفلتها من يده هذه المره.

و هى تسير بالطريق الى معرض الحاج شداد مرت من أمام محل الكشرى الذى تناولت به صحن الكشرى بالأمس مع صديقتها الجديدة نعمت.

ليقفز عطوة على الفور من مقعده تو ما رأها تمر من امامه و هرول بجنون يخرج من محل الكشرى الخاص به يسير خلفها عازما على أن يسلك اقصر الطرق و يتتبعها ليعرف الى اين ستتجه بدلا من أن يذهب ليبحث عن تلك الفتاه الدعوه نعمت ليسألها عنها.

فكان علاء يسير خلفها و لأمامه المعلم عطوه كل منهما مجذوب خلف.... حلاوة تمارا.

جمالها غير عادى... هادئ و برئ يجذبه لها بلا رحمه أو شفقه فظل عطوه يترقبها بعيناه و هو جالس على كرسى مكتبه فى محل الكشرى الخاص به.

و علاء سار خلفها مسلوب الاراده يتتبع خطواتها و كله عزم و إصرار على الوصول إليها.

إن يصل لبداية أى طريق قد توصله لها و الاهم حالياً هو أن يستطع الحديث معها.

ظل متتبعا لخطواتها كظلها يراها و هى تدخل مره ثانيه لمعرض الحاج شداد.

جعد ما بين حاجبيه مفكراً و هو يسأل نفسه لما أتت اليوم إليه ثانيه .

ف بالأمس حينما دلفت الداخل اعتقد أنها عروس أو جاءت لشراء بعض الأدوات.

لكن حينما خرجت مره ثانيه دون رؤية اى شىء معها قد ابتاعته ارتاح باله قليلا.

لكنه الآن لا يعرف لما دلفت لعند معرض الادوات المنزليه لليوم التالى على التوالى.

وقف فى مكانه و قد عزم الا يبرحه قبل أن يعرف من هذه و ماذا تفعل هنا.

فى نفس التوقيت كانت نعمت تسير فى طريقها إلى محل عملها تسير مشغوله بنفسها إلى أن التقطها أعين المعلم عطوه ف التمعت عيناه على الفور و نادى عليها بصوت متلهف جهورى : يا ست نعمت... ست نعمت.

التفت نعمت مستغربه تجعد ما بين حاجبيها بحيره و هى تتسائل كيف عرف المعلم عطوه إسمها و لما يناديها من الأساس .

وقفت ب محلها مثبته تراه و هو يقف عن كرسيه ويلتف من حول مكتبه بإستعجال و لهفه و قد نمت على شفتيه ابتسامه عريضه سمجه.

ظلت على وضعها بل كانت تزداد ريبة قلبها و هى تراه هكذا إلى أن اقترب منها و توقف أمامها يردد: صباح الخير يا ست نعمت.

بصوت مستغرب و مترقب ردت عليه تحيته : صباح النور يا معلم.

بنظره واحده منها شملت ملامحه كلها و سألت : خير يا معلم فى حاجه كفى الله الشر ؟

رد سريعاً بلهفه و قال: لأ لأ لأ كل خير كل خير ربنا ما يجيب شر ابدا.

صمت بحرج ضعيف ثم حمحم بارتباك و قال بعد ما استجمع شجاعته يردد: انا بس كنت عايز أسألك عن الغندوره إلى كانت معاكى امبارح.

ظهرت علامات الجهل الشديد على ملامح نعمت و سألت بجديه و أستهجان: غندوره؟! غندورة مين يا معلم مش واخده بالى و لا مؤاخذه.

بملامح وجه مشرقه ردد بسرعه: الغندوره الحلوه الى كانت معاكى هنا امبارح.

كانت نعمت لا تزال على وضعها تفكر في من يقصد بحديثه فعلياً فأكمل هو : الى جت معاكى إكلت كشرى و بعدها طلعتوا شربتوا عصير قصب.

كانت حدقتا عيناها تتسع شيئاً ف شيئاً تفهم و تستوعب ما يرنو إليه .
للحظه خافت و أشفقت على تلك الفتاه و هى ترى علامات الجوع و الطمع فى أعين ذلك الجلف ، ألا يرى انه متقدم عنها في العمر بل و متزوج من ثلاث نساء و هى فتاه صغيره خلفها ماضى الله وحده أعلى و أعلم به.

لذا ابتلعت رمقها بصعوبه ثم قالت بتشوش تحاول الكذب : بت.. بت مين... ااااااه قصدك الى كانت معايا امبارح... دى بت كانت تايهه من أهلها أصلها مش من هنا .

رفع عطوه حاجب واحد يشعر بها أنها تكذب و تتصنع محاولة تلفيق كذبه مناسبه فقال : ليه عيله صغيره إياك.

تلعثمت و تبحث عن رد ثم قالت : أحمم.. لأ.. لأ بس اصلها مش من هنا و كانت بتسأل على مكان معين ة بعدها تاهت و ما عرفتش تتصرف.

اعتدل فى وقفته و ردد بصوت مشتحن بعض الشيء : يا سلام.. همممم.. و لما هو كده هتاخديها أزاى و تيجى تقعدى تاكلى و تحكى و كمان بعدها تروحى وخداها و تشربوا عصير مش بتقولى تايهه و ما تعرفيهاش.
رفرفت نعمت بأهدابها تبحث عن رد مقنع و مناسب إلى أن اهتدت إليه سريعاً و قالت : أاا.. ما... ما..

انتفض جسدها و هو يصيح فيها متفززا: ما إيه بطلى مأمئه أنا عايز رد.

سبه نابيه رددتها بينها و بين نفسها تنظر له بسخط و غضب تراه متجبر و متبجح و يستحق ان تكذب عليه تفدى تلك الصغيره ف قالت: أحمم.. ايوه يا معلم ما.. ما هى صعبت عليا.. عشان... عشان فلوسها كلها ضاعت.

ردد عطوه بنزق و عدم اقتناع يقول: يا سلااام.

اجلت صوتها تحاول مدارة خوفها و أكملت ب كل تأكيد و ثقه : أي و الله زى ما بقولك كده يا معلم و أنا هكدب عليك ليه يعني .

نظر لها يضحك ساخراً كأنه يخبرها أن ما تقوله لم يمرؤ عليه فقالت : البت يا حبة عينى مش من هنا و لا تعرف لها حد هنا و لا مكان شافتنى و كأنها ما صدقت لاقت حد ، بتكلم معاها لاقيتها يل حبة عينى جعانه و عطشانه و مش معاها و لا مليم يا نضرى ، صعبة عليا و أول يا عينى ما عرضت عليها تيجى معايا أعزمها على أكل وافقت من كتر ما هى جعانه و عطشانه.

عض جانب وجنته من الداخل ينظر لها بتقييم يستمع حديثها و يعيده على أذنه و داخل عقله لكنه غير مرتاح و غير مقتنع.

توترت ملامحها و هى تشعر بنفسها فريسه لنظراته المفترسه التى تراقبها عن كثب و تدقيق .

حمحمت بإرتباك ثم حاولت إنهاء تلك الحرب الصامته و قالت تستأذن فى الرحيل : أاا...هههه .. طب فوتك بعافيه أنا بقا يا معلم.

تلاشت ابتسامتها المطصنعه سريعاً تهم كى ترحل لكنه قطع عليها تلك الفرصه و استوقفها يقول: أستنى عندك.

ابتلعت لعابها بصعوبه و ظهر عليها التوتر و هى تردد: خير يا معلم.

راقبها بتدقيق و كله عزم على الوصول لتلك الجميله التى شغلت باله و احتلت تفكيره طوال ليلته من مجرد مره رأها فيها و صنعت به كل هذا ، لذا لن يصمت او يهدأ له بال إلا بعدما يصل لأى شئ يوصله بها

ظلت تنظر له گ العصفور الذي يناظر غراب أسود ، و هو لم يكن غراب و إنما صقر بنظرات حاده تلتقط أدق التفاصيل يشعر بها تكذب.

لذا عاود السؤال بطريقة أخرى و ردد: يعنى أنتى ما تعرفيش عنها حاجه و لا هى منين او بنت مين او حتى أسم بلدها إيه.

على الفور و دون محاولة منها فى إظهار انها تفكر و تحاول التذكر قالت نافيه بسرعه: لأ خالص يا معلم.

تأكد أنها تكذب من طريقة حديثها و نفيها السريع ، أيضا الا منطقيه فى حديثها فهى لم تحاول حتى تصنع التذكر بل نفت من فورها سريعاً.

ف أبتسم بسخرية و ردد: يعنى عايزه تقولى لى انكوا قعدتوا اكلتوا و شربتوا و اتمشيتوا و كل ده لا عرفتى هى مين و لا منين و لا أى معلومه عنها .

صمت يضحك بنزق يراها و هى تبتلع لعابها بصعوبه ف أكمل : غريبه دى.. يعنى ده أقل واجب تعرفى إسم الى قاعدة قصادك و بتكلميها إسمها ايه.

ف رددت نعمت على الفور تنقذ نفسها بأى شىء و القت له الفتات تقول: لأ لأ انت صح.. عندك حق .. و دى تيجى يعنى.. طبعا عرفت إسمها..

سأل بلهفه: إيه هو؟
نعمت: تمارا يا معلم.. إسمها تمارا.

تغضنت زوايا فمه بضحكه معجبه يردد بوله و هيام: حلووو... إسمها حلووو.. زيها.

كانت نعمت تلاحظ طريقه حديثه المريبه بخوف منه على تلك الفتاه ، أجفلت على صوته و هو يسأل بترقب: تمارا إيه بقا.

رددت نعمت ببلاهه: هاا؟!

رفع عطوه حاجبه الأيمن و عاود طرح سؤاله بنزق : إيه ؟! بقولك إسمها تمارا إيه؟

عاودت ةابتلاع لعابها بصعوبه بسبب جفاف حلقها ثم قالت: مش عارفه.. مش عارفه و الله يا معلم.

لم تكن تحلف بإسم الله كذباً.. هى بالفعل لم تسأل تمارا عن إسمها كاملا ، فقط كل ما تعرفه عنها أن إسمها تمارا لم تهتم كثيراً بمعرفه إسم والدها.

فأحتدت ملامحه عطوه و على صوته حتى أنه جذب انتباه الماره فى الشارع و هو يصرخ عليها بصوت عال مرددا : يعنى إييييه.. لا تعرفى مين و لا من انهى بلد و لا حتى تعرفى إسم ابوها ، أمال أسأل و أجيبها أزاى أنا دلوقتي؟ فى ايه ما تفتحى معايا كده.

رفرفت نعمت بأهدابها خوف و خشيه من بطش ذاك البغل يرفع صوته عليها و جذب كل انتباه الماره و بدؤا يتجمهرون حولهما فقالت : جرى إيه يا معلم انت بتزعق لى كده بإمارة ايه.. سألتنى سؤال و جاوبتك و خلصنا .. لازمته ايه الصوت العالى و الصياح ده ، أنت راجل كبير... عيب انت مش صغير ، ما فيش داعى ابدا إنك تفىج الناس عليك بالطريقة دى..
صرخ بها عطوه: أعملك إيه ما أنتى الى بتحورى عليا و مش عايزه تيجى سكه و طريق مع أنى جايلك على الدوغورى و ع التكه و غرضى شريف كمان لكن أعلمك إيه بقا و انتى عماله من أول ما سألتك تكدبى و تلاوعى معايا .

صمت يفكر لثوان ثم قال بابتسامة جشع بعد ما سحب نفس عميق مرددا : طب بصى يا نعمت.. لو جبتى لى أى خبر عن البت الحلوه دي هحلى لك بؤقك و انتى عارفه بقا المعلم عطوه لما يوعد.

هزت رأسها تتظاهر بأن الطمع قد أعمى عيناها و هى تردد: لااا.. ما دام فيها حلاوه يبقى أنا عينى ليك يا معلم.

أبتسم عطوه يتنهد بارتياح يظن أنه قد استطاع إغرائها و ردد  بينما يحاول هندمة ياقة قميصه المشجر : أهو هو ده الكلام.

غمزها بعينه و قال: اقعدى كده إعصرى في دماغك و افتكرى يمكن فى حاجه نسيتى تقولى عليها ،ممكن معلومه سقطتت منك كده و لا كده.. و أول ما تفتكرى تعالى عندى و أنا عينى ليكى.

أشارت نعمت بإصبع السباله على كل عين على حدى و رددت: من عينى دى قبل عينى دى.. ده انا هعصرلك دماغى عصره بنت كلب.

ابتسمت بتوتر تغادر هاربه و هى تقول: فوتك انا ب العافيه بقا يا معلم.

أبتسم و تركها تفر مغادره من أمامه يقرر أنه سيتركها يومان تفكر ثم يعاود سؤالها من جديد فهو لم يصمت او يهنأ له بال إلا بعدما تحتوى ذراعيه تلك الجميله التى خطفت لبه و سرقت النوم من عينه.

بأنفاس لأهثه و جسد مرتجف فرت نعمت من أمام عطوه تسير بخطى واسعه ناخية معرض الحاج شداد تنوى قص كل ما حدث على مسامع تمارا لترى هى و تقرر أو يفكران معا.

لكن أثناء سيرها السريع المتعجل استوقها صوت ياتى من خلفها يناديها.

توقفت بإستغراب و جسد مرتجف ، تسأل ما هذا اليوم غير واضح المعالم من بداية على بكرة الصباح

اغمضت عيناها و قررت الالتفات لترى من يناديها و ما ينظرها.

جعدت ما بين حاجبيها و هى ترى علاء صاحب محلات الذهب ب المنطقة هو من يقف يناديها.

رفعت حاجبها الأيمن و هى تسأل عن سبب شهرتها هذه الأيام ، فى البداية المعلم عطوه و الآن علاء الجواهرجى.

زادت الريبه بداخلها و هى تراه يبتسم لها ب اتساع ... باتت تعلم تلك الابتسامة جيدا.

أنها تلك التى تسبق طلب سمج او مصلحه ، لكنها كانت ما تزال واقفه فى موضعها متخشبه تسأل عن ذلك الشئ أو المصلحه التى قد يحتاجها منها علاء الجواهرجى... دار عقلها كثيراً و طاف لكنه لم يصل بعد لأى نتيجه
زاد القلق ب داخلها حينما رأت الابتسامه تتسع على شفتيه ، لا بل و زاد الأمر سوءاً و هى تراه يتخذ هز المبادره و يقترب منها متخذا أكثر من خطوه تجاهها حتى توقف يقول:صباح الخير يا ست نعمت

صرخ صوتها الداخلى يردد بخوف و هلع: يا خراااابى ، علاء التنك بيضحك لا و بيمشى لعندى كمان ... استر يا الى بتستر.. لأ و بيقول لى يا ست نعمت كمان، خير يا رب.

حمحمت ب إرتباك فى محاولة منها لإجلاء صوتها المتحشرج ثم ابتمست بقلق و ترقب مردده : صباح الفل يا سى علاء.

لاحظ تغضن ملامحها ب القلق و سؤالها على الفور و سريعاً: خير يا أخويا فى حاجه كفى الله الشر؟.

حاول تهدئتها سريعاً يطمئنها بصوته و هو يشير لها بأصابعه : لأ خير خير.. كل خير إن شاء الله يا ست نعمت.

ضحك فى محاولة منه لتخفيف توتر الجو و ردد: ربنا ما يجيب شر ابدا..

نظر لها وجدها تنظر له بترقب تنتظر ما استوقفها لأجله.

فشعر بالإرتباك و التوتر ف حمحم بحرج ثم قال: أاااا.. أنا... أحممم.. انا كنت عايز أسألك عن البنوته الحلوه الى كانت معاكى امبارح.

أتسعت أعين نعمت و هى تحاول الإستيعاب تسأل داخلها عن تلك المصائب التى تتساقط على تلك الفتاه حتفا فى يوم واحد
ف بالبدايه كان عطوه و الآن استوقها علاء و كل منهما يسأل عنها.

اخذت تهز رأسها و هى لا تعلم ماذا تصنع و ماذا تفعل حقا.. فكل هذا كثير.. كثير حقا...

بينما هى هكذا تقف محتاره متوتره و علاء ينتظر رد منها كان خرج صالح من منزله و أخرج هاتفه يحادث صديقه مجدى .. ظل يدق عليه الهاتف أكثر من مرة إلى أن اتاه الرد.

فقال صالح : سنه عشان ترد يا بيه؟
أتاه صوت صديقه الرخيم و هو يردد: السلام عليكم الاول يا محترم يا متربى.

ضحك صالح على صديقه ثم ردد: يا سيدي السلام عليكم.. و هقولك ازيك عامل ايه كمان... هااا ؟! حلو كده؟
همهم مجدى يتصنع عدم الاقتناع و الاعجاب يردد : مش بطال .. يجى منك .. هعديها.. المهم سيبك من ازيك و عامل ايه ... إدخل على طلبك على طول.

ضحك صالح بقوه ثم ردد: هو انا مكشوف أوى كده؟

مجدى : أوى.
صالح: طب تصدق إنك صاحب نص كم عشان أنت مش بس بتقول لصاحبك كده لأ ده انت كمان نسيت مشوارنا النهاردة.

زم مجدى شفتيه بضيق ثم ردد : لأ هو لو فى حد نص كم فهو أنت فعلا عشان أنت الى نسيت اننا متفقين أن معادنا على ١٢ الضهر و أنا عندى شغل دلوقتي... كمان نسيت أنى رايح اشوف عروسه النهاردة و يمكن ربك يكرم.. ادعيلى.

تنهد صالح ثم قال: يا عم ربنا يكرمك يا عم بس انا دلوقتي عايز حد معايا.

مجدى: طب أهدى اهدى بس.. ليها حل إن شاء الله.

تنهظ صالح بضيق ثم قال: ولاا انت شكلك هتقل بأصلك معايا اقفل انا هتصرف.

مجدى بسرعه : يا سيدى لأ و الله.. بص روح انت خلص كل الإجراءات هيتفضل فى أخر اليوم الضامن و أنا هكون خلصت شغل و أجيلك انت أصلا عارف يوم الحكومة بسنه يعنى هتلف النهاردة لفه حلوه ف على ما تخلص أكون أنا مضيت فى شغلى ... هااا... قولت ايه؟

زم صالح شفتيه يتنهد بتعب ثم سأل : متأكد أنك هتعرف تعمل كده؟

مجدى: عيب عليك يا باشا.

صالح بتحذير : ولاااا.. اوعى تخلى بيا.
مجدى : لأ لأ جاى.

صالح: ولاا ... قول من دلوقتي عشان لو كده هكلم الواد حسين اخويا بقا و أمرى لله

مجدى ساخراً: حسين؟! مالقتش إلا حسين؟!

صالح: أهو هعمل ايه بقا ما أنا مش قدامى غيره.

استدرك صالح حاله و زجر صديقه بغضب: انت ياض أنت مش هتحترم نفسك؟ ماله اخويا ياض.

مجدى: يا سيدى إحنا أسفين .. حقك عليا انت و أخوك... و يالا إقفل بقا... سلام.
صالح : سلام.

أغلق معه الهاتف و مر من الشارع فى تقطع دخل هو من اتجاه و خرجت تمارا متجهه إلى معرض الحاج شداد من الاتجاه الآخر

بينما علاء يرمقها بنظرات وله و هيام لاحظتها نعمت بوضوح فنظرت له و هى تنوى الكذب كما سبق و ان فعلت مع عطوه منذ قليل ف علاء معروف عنه سوء أخلاقه و لعبه ب الفتيات .

لكن قبل أن تتحدث كاذبه قاطعها هو و كأنه يطلب منها الا تتحدث عنها بسبب إقتراب صالح منهما و قال بتلجلج : أااا.. طب حاضر يا يا ست نعمت أبقى هاتى الحلق و أنا هلحمه لك و ارجعه زى الأول بالظبط.

رفعت حاجبها الأيمن بترقب و تسأل لما فعل ذلك و أراد إخفاء الأمر عن صالح فهو يعتبر صديقه.

لكنها انتهزت الفرصه كى تفر هاربه قبل ما يغادر صالح مستغله إياه طالما أنه يخيفه و لا يريد إخفاء الأمر عنه.

لذا تحركت سريعاً مغادره و هى تردد: ماشى يا سى علاء تشكر.. فوتك انا بقا بالعافيه.

علاء : ماشى سلام يا ست نعمت و ما تنسيش  بقا هاا.

ابتسمت له بتوتر تفهم مقصده من جملته الاخيره عازمه على التهرب منه و فرت تختبئ داخل جدران المعرض.

بينما قال صالح لعلاء: هو فى ايه؟!
حمحم علاء ب إرتباك ثم قال كاذباً : ااا ... لأ و لا حاجة.. دى بس حلقها اتكسر و كانت عايزانى اصلحه ليها بتقول يعز عليها عشان بتاع أمها.

زم صالح شفتيه بلا إهتمام ثم قال: طيب ماشى.. بقولك ايه.. تعالى عايزك فى مشوار.

علاء: مشوار إيه؟

صالح : مشورا على السريع للسجل المدنى يالا بقا ما تبقاش ندل كده طول عمرك.

تحرك معه علاء على مضض عيناه على معرض الحاج شداد حيث دلفت الجميله و اختفت داخله ، يتحرك رغماً عنه مع صالح ليرى ماذا يريد منه.

________سوما العربي____________

أما عند مجدى

فقد وقف فى إحدى إشارات المرور وتتقدم فتاه صغيره من نافذتها المفتوحة تقول :مناديل يا ابله.

لتجيب هى:الله يسهلك حبيبتي.
الفتاه :والنبى يا ابله نفعينى بأى حاجة.

اخذت تبحث فى حقيبتها حتى وجدت بعض العملات المعدنيه واعطتها لها قائله :خدى حبيبتي.
حاولت الفتاه اعطائها النماديل لكنها رفضت قائله :لا خلاص اشتغلى بيهم وخدى الفلوس ليكى.

فتحت اشاره المرور وتقدم هو بالسيارة ليقف فى إشارة أخرى وقف شاب معه معطر سيارات يقول :معطر يا ابله.

اجابت بضيق:هعمل بيه ايه؟
الشاب:اديه هديه للبيه الحلو ده.
نطرت له باستنكار تردد:وانا اعرفه... ياعم الله يسهلك يا عم.

غادر الشاب يبحث عن سيارة أخرى تبتاع منه

لتتقدم سيده تلف رأسها بشاش ابيض قائله :حاجة لله يابنتى.

اغمضت عينها وهى على وشك البكاء تقول :مش معايا اقسم بالله.

السيده بصوت حاد رافض راجى بنفس الوقت :حاجة لله راضيني.

صرخت بجنون :يا حاجة والله ما معايا الله انا لعلمك شحاته زيى زيك انا بس الى بحب اطقم وانا نازله

السيدة بصياح اتسعت له أعين مجدى:ماتراضينى يا ابله بدل ما ادعى عليكى دعوه تجيبك الارض.

رددت الأخرى وهى تشير على نفسها :تدعى عليا تجبينى الأرض،لأ لا مش قادرة انا نازلالك.

اتسعت أعين مجدى يقول :انتى يا انسه انتى ولا يا مدام رايحه فين الإشارة هتفتح.

لكن على من؟! لقد فتحت باب السيارة وترجلت منها بل  نشب الشجار على الفور وبغمضة عين كان حول السياره عدد لا يستهان به يشاهد ويحول بينهم وهى تصرخ فى السيدة :قولتلها مش معايا عايزه تدعى عليا،  تدعى عليا ليه هو انا ناقصه.

إحدى الشباب تدخل :ياستى كنتى راضيها بأى حاجة عشان ربنا مانتى راكبه اوبر اهو ورايجه معاكى.

صرخت به تضع كف يدها أمام وجهه تقول بنفور:هو الاقر بقا عينى عينى عينك كده... طب وعهد الله لولا جايلى بون خصم ٥٠٪ على الرحله ماكنت ركبته... ولا انت مالك اصلاً بتتحشر مناخيرك ليه؟!

الشاب ببوادر غضب عاصف:احشر مناخيرى... تصدقى انك بت قليلة الادب وعايزه تتربى وانا بقا الى هربيكى.

صرخت به تشيح بذراعيها :انا قليلة الادب.. طب قلة أدب بقلة ادب بقا تعالى أ... قاطعهم مجدى الذى توسط العراك يقول بغضب وزهول: وحدوا الله وحد الله يا باشا.

اخرج بعض العملات المعدنيه من جيبه واعطاها للسيده سبب كل هذا وقال :خدى ياست نهارك ابيض.

السيده :ماكان من الاول.

صرخت به الفتاه تقول بمقت :ماصحيح كان من الاول بدل ما يحصل كل ده.

حدثها بغضب :ماعلش انا غلطانلك... انا محقوقلك.

تدخل الشاب الواقف وكان يتعارك معها يقول :لسه فاكر ياباشا.

مجدى وقد خرج اليوم وبسبب تلك الكارثه عن شعوره: يعنى انت ياباشا مش شايف العربيه التانيه واقفه جنبى فى الاشاره مش عارف افتح باب عربيتى.

الشاب بحرج:ااا... لا مؤاخذه ماعلش.. بس الانسه خرجتنى عن شعوري... اتكل على الله انت نهارك زى الفل.

مجدى بتمنى:اتمنى والله.

استدار ينظر لتلك القصيره سبب كل هذا يقول :اما انتى وبطولك ده  وواقفه ماسكه فى خناق كل دول!! امال لو طويله زى بقية خلق الله كنتى عملتى ايه؟!

نظرت له بمقت وغيظ تردد:لا بقولك ايه كله الا الموضوع ده.. انا.... قاطعها بنفاذ صبر يقول :بلا انا بلا انتى... يالا خلينى اوصلك انا ماسك اعصابى بالعافيه.

جعلها تجلس بالسياره تغلق الباب بقوه ليزمجر بغضب :براحه على الباب.

صمتت تقول :مش بتقول عايز تخلص. اتفضل خلصنى.

ضم أصابع يده بقبضه واحدة يردد:اللهم طولك يا رووح.

اخذ نفس عمييق وجلس خلف مقود السياره يتحرك بسرعه فى اتجاهه.

لتوقفه بعد دقائق قائله :استنى على جنب.

اخذ شهيق عالى يكبت غضبه وقال :بس مش ده العنوان.

تحدثت بابتسامة متسعه سمجه:لا ده انا عايزه انزل اشترى مايه من الكشك ده وارجع نكمل لسه كتير على مصر الجديدة.

مجدى :يا انسه انتى ولا اسمك ايه مايصحش كده.... قاطعته تبتسم باتساع معرفه عن نفسها بزهو:نسمه.

رفع شفته العليا مستنكرا يسأل :نعم؟!!

أشارت على نفسها تقول :نسمه.. اسمى نسمه.

توقف على حين فاجئه... حاول والله لكنه لا يستطيع امام كل هذا الكذب.. لم يتحمل حقا.

استدار بغضب فى مقعده يقول بهجوم :لأ ماهو بصى انا اكره ما على قلبى الكدب... اعدى اى حاجة فى الدنيا إلا الكدب... وانتى مستحيل يبقى اسمك نسمه.

تحدثت بغيظ عيونها مشتعله تقول بتحدى:ليه يعنى مالو الاسم ده خفيف وهادى.

مجدى بجنون:ماهو عشان كده عشان كده... ده اسم مش على مسمى خالص.

نسمه:يا سيدى نسمه اقسم بالله نسمه.

تنهد يقول :بطلى حلفان.. بصى.. انزلى اشترى الى عايزاه خلى الرحله الهباب دى تخلص.

امتعض وجهها.. اهانه لن تقبل بها فرددت باعتراض شديد:هباب... انت بتقولي فى وشى رحله هباب... اسحبها لو سمحت.

مسح على وجهه يحاول التحكم فى اعصابه فهو قاب قوسين او أدنى من قتل نفس.

يحاول قدر المستطاع التحكم في اعصابه والسيطرة عليها لكنها ملكة العالم فى الاستفزاز.

اخذ كمية كبيرة من الهواء ربما يهدأ وتحدث قائلا ببعض الحلم:سحبتها... اتفضلى هاتى الى هتجبيه من الكشك ولو تكرمتى ماتتأخريش ضيعتيلى اليوم.

تحدثت بكل ثقه وفخر:مش هتأخر طبعا انا مش من طبعى التأخير ولا المشاكل.

مسح على وجهه يردد:ابدا لا سمح الله... ابدا... اتفضلى... ولو تكرمتى براحه على الباب الحركه دي بتعصبنى.

تحدثت بروقان شديد تقول :انت كل حاجه كده بتعصبك.... اهدى كده ماتخليش اى حاجة تقصر عليك ولا تستفزك.. بص خليك زيى كده... هاااادى وكووول مش اى حد يعصبني.

اقل من دقيقة واستمع لتلك التى تتحدث عن الرواق والهدوء تصرخ باحدهم:هى مين دى الى مزه... ده انا هطلع تلاته عين امك النهاردة.

مسح على وجهه يعلم ان عليه الترجل الان من سيارته وفض ذلك النزاع.

ياخذ نفس عميق وهو يردد:هو يوم مش فايت انا عارف.

ترجل من سيارته يقف أمامها قائلاً :ولا كلمه.. على العربيه.

نظرت له بغضب فقال صارخا بحزم:يالا.

غبيه وعنيده.. لم تتحرك... تراه وهو يستدير للشاب الذى قال  يبادرمعتذرا :حقك عليا يا باشا احنا اسفين لخطيبتك.
تدخلت تنوى العراك تقول :خطيبة مين؟!

مجدى للشاب :ماشى يا كبير.. يومك زى الفل.

غادر يجرها خلفه عنوه وهى تقول :استنى اما اشوف ده بيقول ايه... خطيبة ايه وبتاع ايه.

ألقاها فى السياره واستدار يجلس قائلاً بتحذير:انسه كوارث انتى انا.. قاطعته بغيظ وصراخ :كوارث ايه اسمى نسمه ايه الى كوارث دى.

لم يهتم وتغاضى عن حديثها قائلاً :نسمه.. كوارث... براكين مش قصتى.. خلينى اوصلك عشان انا اقسم بالله ماسك نفسى بالعافيه.

نمسه :كوارث وبراكين طب تصدق مش هديك غير نجمه واحدة.

مجدى بنفاذ صبر:ماتحطيش خالص واسكتى بقا اسكتى.. تعرفى تسكتى... يا ستااار... اسكتى خلينى اوصلك واخلص

كتفت ذراعيها حول صدرها تقول بإباء:ياريت خلينى اخلص منك انا كمان.

نظر لها يبتسم بسماجه:ياريت تلمى لسان ساعدتك بدل ما اجى اقطعهولك.

امتعض وجهها تقول :ت إيه... تقتطع ايه؟

مجدى :لسانك يا فندم.

نمسه :تصدق انا.... قاطعها بغضب كبير :جرى ايه هنفضل طول اليوم نتخانق.. هتنزلى تاخدى تاكسي وتريحينى ولا تسكتى عشان اوصلك... اختارى.

نظرت من النافذه تقول :وصلنى.

اخذ نفس عمييق مجددا للمره المليون... يضبط اعصابه حتى يكمل معها الرحله... يدعو الله لمن يحيا معها بنفس البيت ان يعينه الله.

وصل أخيراً حيث العنوان يقول :اووف أخيراً... اتفضلى.

نسمه ببهوت وهى ترى المحل الذى قدمت لأجله مغلق :اتفضل فين.

مجدى وقد نفذ كل ما يملك من صبر:اتفضلى انزلى وخلصينى... العنوان الى كتبتيه فى الرحله الكوربه مصر الجديدة.

نمسه :المحل قافل... وصلنى شبرا تانى.

مجدى :نعم... شبرا ايه... انا أخرى بيكى هنا.

نسمه بتوسل:الله يخليك هروح ازاى مش شايف ده مافيش ولا تاكس او حتى توكتوك.

مجدى :توكتوك!  صبرنى يارب.

نظرت له باعين القطط تترجاه فقال :بصى يا انسه كوارث انتى هوصلك بش عارفه لو عملتى اى مشكله ولا مسكتى فى خناق حد تانى هعمل فيكى إيه؟

تحدث بوداعه تقول :لأ طبعا ربنا مايجيب مشاكل ده انا حتى مابحبهاش.

نظر لها بعدم اقتناع يردد:ربنا يستر.

بلا اى حيلة تحرك سريعاً  وهى كانت تتحدث فى الهاتف مع صديقتها بخفوت:ايوه يابنتى.. روحت للصاحبك الى قولتى عليه لاقيت المحل قافل.. اتصرفى هعمل ايه لازم عريس النهاردة ان شاالله حتى أجره بس يزق اليوم معايا... هعمل اي حاجه بس اخلص من ابن صاحب ابويا ده.. ده واد سمج وكلح ودمه تقيل... يارب.. يارب عريس يارب لمدة اربعه وعشرين ساعه.

لتصمت فجأه حين ورد اتصال لمجدى واستمعته يتحدث فى الهاتف مرددا :لا ماتخافيش ياست الكل هشترى الجاتوه واجى عشان نروح للعروسه انا قربت اخلص اهو وجاى... مع السلامة.

حدثت صديقتها باعين لامعه تقول :بت يابت.. شكلها فرجت... اقفلى انتى سلام.

اغلقت الهاتف بوجه صديقتها تقول له بابتسامه طمع، تتودد زياده عن اللزوم :احمم... وحضرتك اسمك ايه بقا؟؟

نظر لها عبر المرأه يرفع حاجبه ... طريقة حديثها وتحولها هذا غير مريح إطلاقاً وهو غير مطمئن ابدا.......

انتفض من مجلسه يقول برفض شديد واستنكار:اخطبك؟!الى هو إزاى يعنى؟ ايوه هو انا من اول ما شوفتك قولت مخك فيه حاجه.. قال اخطبك قال.. هو انا طايقك.

تحدثت بحلم تبتسم باتساع مردده:ولا انا والله طايقاك وشايفه انك ساقع وقلبك قاعد بس هنقول إيه مضطرين.

مجدى :ياستى من القلب للقلب رسول؟ وايه مضطرين دى انا مش مضطر لأى حاجة خالص.

اخذت وضع البكاء... تنظر أرضا تستجدى اى شفقه او تعاطف منه تردد:يعنى يرضيك!يرضيك البس فى الصول شوقى ده لآخر العمر؟!

مجدى:البسى ولا ماتلبسيش انا مالى وبعدين مش جايز يطلع راجل او حتى يلم... قطع حديثه غاضب من نفسه.. بعمره لم يتطاول على احد ولم يسب فتاه.

لكنها بارعه فى إخراجه عن شعوره... حاولت التغاضي عن كلمته التى فهمتها كى تنال جزء اكبر من التعاطف.. ماتريده ليس بهين.. لن تجد رجل يوافق على ماتريد ابدا.

تحدثت برجاء:الله يخليك توافق وانا هديك الى انت عايزه... بص انا كل الى الى احتكم عليه الف جنيه اول عن آخر.. خده والله يباركلك فيه.

نظر لها بزهول يردد :الف جنيه إيه؟!!

بمنتهى الهوجائيه رفعت يدها علامة الاستسلام تردد بصوت عالى:فتشونى ماتعرفونى ما احتكم على مليم.

مجدى بزهول منها ومن جنونها وهوجائيتها:يخربيتك ده انتى محتاجه إعادة تأهيل نزلى إيدك... فى بنت تعمل فى مكان عام كده.. ايه ده؟! ايه ده؟!

ستصمت.. فقط لتصل لما تريد.. ماتريده غير مقبول وهى تعلم.. لولا ذلك لجعلته يرى من هى نسمه على حق... لو فعل ما فعل او قال ما قاله فى وقت آخر بموقف اخر لجعلته عبره لمن يعتبر.. وجمعت عليه امة محمد كلها تراه وتسخر منه.

تصبر نفسها بأنه صبراً... فلتتخلص من عريس الهنا هذا وبعدها تتفرغ له.

اغتصبت ابتسامة على وجهها تتحدث بتودد كبير قائله :مانا اعمل ايه انا مش معايا غير الفلوس دى والله.

مجدى :مش عايز منك حاجه.. حد قالك انى بأجر نفسى.

ابتسمت ضاحكه تشير عليه :اما فكره والله. والساعه بألف جنيه والحسابه بتحسب... ده انت هتبقى اغنى من سويرس بذات نفسه.

اخذ نفس عميق يصبر حاله قائلاً :يارب.. الا قتل النفس يارب... اتحكم انت فى اعصابى عشان انا مش هعرف انت القادر على كل شيء

حاولت التركيز معه تردد:انت بتقول ايه.. سمعنى ماتخافش مش هعملك حاجة.

تهور مجدى.. بارعه فى استفزازه واخراجه من قوقعته الهادئه تلك يقول من بين أسنانه :بت انتى انا على اخرى.. سامعه... وبس بقى بدل ما ارجع فى كلامى انا مش طايقك أقسم بالله.

تهلل وجهها وصفقت بيدها تردد :الصلاة على الصلاه... وافقت.

نظر لها مشمئزا بنفور:إيه الى بتعمليه ده.. كان لازم حد يعرفك او يلفت نظرك إنك أنثى... إيه ده.

لمعة حزن مرت على عينها لمحها جيدا ونظر لها بشك.. للحظه شعر بالندم على ما قاله يسألها :انتى زعلتى؟!

جاوبت متصنعه الا مبالاه:لأ خالص... المهم.. وافقت؟

اخذ نفس عمييق يقول :ماشى.. بس نخلص عشان انا بعد ساعتين عندى معاد مع امى فلو سمحتى انجزى.

نسمه :ماتقلقش.. ساعه وكل حاجه هتكون خلصانه.

فى شبرا... عند الدوران تحديداً

جلس وسط مجموعه من الرجال مفتولى العضلات.. بشرتهم ما بين سمراء وحنطيه.

يقول له أحدهم :انت بقا مجدى الى شاغل عقل البت.

اتسعت عينيه.. ماذا افهمته تلك النسمه.. نسمة ماذا بل هى حقا كارثه... لم يتفقا على ذلك بتاتاً.

حاول الحديث يقول :هو انا اه مجدى بس... قاطعه الرجل مجدداً :قولتلى بقا انت مجدى... حلو.. فين بقا اهلك ولا انت جاى الدنيا فردانى.

مجدى محاولا تفسير اول نقطه :لأ بس هو الأول انا كنت عايز اقول لحضرتك انى.... قاطعه احد الرجال الحاضرين بتعقل:مش عيب يابنى... أما الكبار يتكلموا تسكت.

مجدى وهو فى موقف كبير عليه حقا.. وجد نفسه لا به ولا عليه يجلس وسط مجلس رجال كلهم مجتمعين عليه فى موضوع لا ناقة له ولا جمل.. هو بالأساس لا يعرف تلك النسمه.

حاول الحديث مجددا يشرح:ايوه حضرتك انا بحاول بس افهمه أن....
قاطعه والد نسمه يقول:تفهمنى ايييه... فين اهلك ياحبيبي.

لأول مرة بحياته يضطر للكذب.. كذب لأجل انسه كوارث وقال :والدتى فى البيت وتعبانه بس هى عارفه انى بخطب النهاردة.. حتى شوف.

اخرج هاتفه يفتحه على رساله يريه أيها من رقم مسجل بأسم "ست الكل"
تحتوى الرساله "ماتتأخرش ياحبيب امك.. والله وعشت لليوم الى اشوفك فيه عريس"

رفع والد نسمه رأسه وقد اقتنع مجدى ينظر له مرددا :اتاكدت بقا حضرتك.

والد نسمه:تمااام.. طب حيث انك مسوح بنتى وراك بقالها كذا سنه وعشان هى عيله بنت كلب اصلاً وانا عارفها فاحنا جو الخطوبات ده مايلزمناش... إحنا كتب كتاب على طول.

اتسعت أعين مجدى وهو يحاول فقط الاستيعاب الى اين آلت الأمور كان والد نسمه قد نادى اخيه يقول :يا مجاهد.... لافينى المأذون من جنبك.

مجاهد :حاضر وجاهز ومستف ورقه.. الف مبروك أن شاء الله.

مجدى وهو يشعر بحاله داخل دوامه يحاول فقط التقاف أنفاسه يسأل :لأ ثانيه ماعلش.. مأذون ايه والف مبروك لمين.. انا جاى على اساس خطوبه ربط كلام وامشى.

والد نسمه بهجوم:وتمشىى.. شوفت الى فى نيتك... بقولك ايه احنا جو الخطوبات والدخول والخروج ده مش من طبعنا.. جيت تخطب والست الوالده عارفه زى ما قولتلى يبقى كله تمام بس احنا بقا عندنا بكتب كتاب.

نظر المأذون بجواره يردد:يالا يا شيخنا... اعقد عليهم.

نظر مجاهد لمجدى يسأل :معاك بطاقه.
مجدى:هااا
مجاهد:معاك بطاقه.

زاغت أعين مجدى... وظل داخل داومته هذه يشعر بيده مشبكه بيد احدهم وفوقها منديل من القماش.

رجال كثيره متجمعه حوله. لو فر منهم الآن هل سيحدث شئ؟!

ابتلع رمقه بصعوبه.. لن يتركوه حى ابدا.

تفاجئ بالماذون يردد:بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

يشعر بهم يحتضنوه مهللين وفرحين... ووالد نسمه ينادى بعلو صوته :يا نسمه... ياعروسه.. هاه... تعالى ياستى جوزتك الى عليه العين والنيه اهو... عشان ماتقعديش تقولى عيلة بتاعت جيش وانت واعمامى منشفنها عليا اهو...شوفتى اهو... مالكيش حجه.

قدمت من الداخل على صوت والدها تحاول استيعاب ما يقوله وايضا المرسوم على وجه ذلك المسكين الذى جلبته بيدها تسأل :هو إيه الى حصل يابابا.

والد نسمه بعشم كبير:يالا تعالى يابت... قربى سلمى على جوزك يالا... يالا ماتتكسفيش ده بقا جوزك خلاص.

شهقت تضع يدها على وجهها تنظر له باسف شديد تسأل :جوز مين يا بابا؟!

مجاهد :اهو مالكيش حجه تقعدى تقولى اننا بنعاملك بنشوفيه والعيله كلها صبيان ومش عارف ايه اهو اظن مافيش دلع كده... جوزنالك الى انتى عايزاه اهو.. يالا قولى لابوكى شكرا.

كل هذا ومجدى يضع يده تحت ذقنه يشاهد مستقبله يحترق امامه آلان يستمع لوالد نسمه وهو يقول:يالا هيصى.. فرحكوا بعد اسبوع هاه.. يالا ان شاالله ماحد حوش.

صرح برعب:لااا... دى هتيجى معايا تبقى تحت عينى طالما بقت على ذمتى.

مجاهد :شوفوا العشق ياولاد... لأ طلع بيحبك بصحيح يا بت يا نسمه.

ومجدى على وشك البكاء.. عن اى عشق يتحدث... هو مصر على أخذها كى يأمن مصائبها وتصرفاتها الطائشه بعدما أصبحت زوجته حتى لو رغماً عنه.

_______ سوما العربي ________

جلس زاهر فى سيارته يستمع للحديث الدائر بين زوجته و ابنته مستاء جدا من الوضع الذى وصل له كل منهما...يسمع عزه تردد موجهه حديثها لأمها: يعنى البت لسه امها و ابوها ميتين ، يعنى مصيبه ما بعدها مصيبه ، يعنى فى غمضة عين بقت فى الدنيا لوحدها و يادوب بتحاول تستوعب و أنتى قاعدة تكركبى الدنيا فوق دماغها و تقولى لها ناويه على ايه و هتعملى إيه و صاحب البيت هيطردك .. مش ممكن كده.. الرحمه يا أمى.

أتسعت أعين زاهر و نظر لزوجته يسألها بعيناه المصدومه أن كان ما سمعه من ابنته صحيح أم لا .. لكن نظرات أعين فوقيه الغير مباليه او مقره بأنها فعلت شيئ خاطئ أكد له... هو بالأساس كان متوقع .. ف فوقيه أصبحت عريبة الأطول بعض الشيء و أصبحت لها أفعال جديده عليها و على شخصيتها بل جديده عليه هو شخصيا.

قديما لم تكن هكذا .. لا يعرف تحديدا ما الذى حدث معها ...يشعر أنها اصبحت أكثر عمليه و جديه بطريقه تثير الضيق فى النفوس.

ترى أن كل منهما قد كبر على أى علاقه بين الزوج و زوجته و أنه يجب و أن يكف عن تلك الأفعال المتصابيه كأنه يتوجب عليه دفن نفسه لان عمره فى شهادة ميلاده تخطت الخمسون.

و الآن يستمع بصدمه لما فعلته مع ابنتة صديقتها يستمع و هو يقود سيارته متجهاً الى بيت تبريرات زوجته الواهيه بعدما طال بها الحديث مع عزه فأكملا شجارهما فى السيارة.

يقود و هو ينظر أمامه مستاء جدا مما وصلت إليه، و كيف تحولت هكذا ، اين زوجته التى يعرفها.

أصبح يضيق ذرعا من كل شيء تفعله هذه الأيام و هى لا تبالي او تلاحظ حتى.

وصلوا للبيت أخيرا و صف زاهر سيارته يسير خلف منهما يسمع تبريرات زوجته المجحفه و التى تتصف ب العمليه البحته يسأل حقا متى و كيف تحولت لتلك السيده التى تنظر للحياه بعين قاسيه.

فلم تسلم حتى منها ابنة صديقتها و قامت سريعاً بتوجيه صفعات الحياه إليها دفعه واحده مره خلف اخرى مدعيه أن هذه هى الحياه.

تنهد بأسى و دلف للبيت خلفهما يصعدوا الدرج.. فتوقفوا على الدرج أمام باب الشقه المقابله لشقتهم يجدوا سيده جميله فى الثلاثين من عمرها تقف توليهم ظهرها و بيدها ثلاث حقائب تدق الجرس.

حتى خرجت لها جارتهم و شقيقتها تردد: دليله.. اختى.. مالك كفى الله الشر...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي