المُشرده ١

انني امشي علي الطريق اخطو تلك الخطوات ،، اريد الانتقام .

امشي وامشي .. ولا يوجد حولي من يوقفني غير عجزي وكسلي عن الانتقام ..
تلك الحياه التي لست راضيه عنها
ظلمتني منذ البدايه ..
انا تلك التي نشأت في ملجأ للايتام
لا يوجد لدي قلب حنون ام عطوف تحنو علي .. وليس لي اب مكافح يساندني ويرفع عني اعباء الحياه ..

انني انا التي تحملت من التعب ما لا يطيقه طفل في عمرى

انا تلك التي اصبحت مراهقه ومرت بابشع صور المراهقه التي قد تعيشها فتاه مثلي دونا عن ارادتها
انها انا .. انا الفتاه المكلوبه التي اضطرتها الحياه واخضعتها لتسلك سبلا ليست سبلها ...

لحظه !!
لا اعلم هي سُبلي ام لا .. حقا انا لا اعلم هل هذه الطرق طرقي !!
ام انني لا انتمي لتلك الطرق .. هل هي نصيبي وقسمتي ..
ام هل هي خطأ في حقي وحق انسانيتي ..

يا الله استغفرك لما في نفسي واقوله .. احبانا اكون ساخطه بشكل يغضبك عني .. لكن عسي المي وحرماني وتعذبي يشفعُ ..
انا فتاه في ال ٢٠ من عمرها ...
ساحكي لكم اين انا ذاهبه !!
ولماذا اخطو تلك الخطوات ... ومن من اريد الانتقام ..

اتدرو انني اسلك تلك الخطوات وانا جائعه .. اكاد اسمع صوت امعائي الفارغه ..
تكاد تلك الامعاء ان تلتف حول بعض وتنشف حتي انني لا اجد الماء ...

انا الان اقف امام زجاج هذا المطعم .. الذي يبدو ان به اكلا لذيذا جدا ... ذلك المطعم المليئ بالفتيات والشبان ...
كل منهم انيق ولديه من النقدو ما يكفيه لياكل الطعام ويفيض عن حاجته ايضا ..
لا تظنون انني حقوده الان او انني اريد ما ليس لدي
او انني احسدهم ..
لا ابدا ولكني الوم ذلك القدر وتلك الحياه البائسه المره المريره

التي اعطت لهم ما فوق حاجتهم .. وسلبت مني كل شيئ
حتي شعور الشبع سلبته مني ..
اقف انظر من خلف الزجاج عليهم .. اكاد اقع ارضا من شده الجوع والالم ..
اقسم لكم انني الان لو وضع امامي فضلات حيوانات لاكلتها

هكذا الجوع في زمن لا يسال فيها اخ عن اخاه ..
ولا اب عن ابنه او ابنته ..
زمن مختل بكل مقايسه ..
يتزوجون او بخطأون ثم نقع نحن ضحيه تلك الاخطاء
وضحيه هذا الانفصال وتلك الغلطه العابره ..
نرمي نحن في الملاجئي يتم تعذبينا نفسيا ..
تسرق منا طفولتنا ..
تسرق منا انسانيتنا .. حتي اسامينا .. حتي ذلك النسب الحقير يسلب من بعضنا .. بعضنا لا يعرف له اباً او اماً
مثلي انا .. امامكم مثالٌ حي علي هذا ..


اقف الان اترقب الفتاه تاكل وتلك الدموع علي خدي تنهمرُ

لاجد الفتاه تنظر هي ومن حولها ..
نظره اشمئزازٍ وشعور بالقرف .. لتقول لمن حولها ..
من هذه الفتاه المشرده لماذا تنظر الينا هكذا ..
ليرد اخر سطحي لا يفهم معني الحياه ..

" من الاكيد انها تشعر بالغيره منكن الا ترون ملابسها وملابسكم وشكلها وشكلكم .." فهذا طبيعي ان تشعر بالغيره وتنظر هكذا ..

لتقول لهم اخرى ..
انها شعرت بالقرف الشديد من منظرى وبشاعتي وان معدتها
بدات تالمها من منظرى وثيابيي الباليه وشعرى المنعكش ورماد الطريق علي وجهي ..
لتترك حلمي الكبير جانبا علي الطاوله .. اجل هذا الساندوتش هو حلمي الكبير الان .. لتقول انها لم تعد لها شهيه بعد الان لتاكل ..


يالك تعلمين قيمه ما تركتين عندي .. ويالك تعلمين ان شكلم وثيابك اخر اهتماماتي ..

انتي حلمك مختلف عني وانا حلمي مختلف عنكي ..
تلك الكلمات كادت تقتلني ..
لكن جوعي كان اقسي علي بكثير منها .. كان هذا الجوع اكبر من وجع تلك الكلمات والنظرات ...

حتي انني لا ارى الان ...
لا ارى شيئا
الاشياء تتداخل مع بعضها البعض ، ورؤيتي تختل واتزاني
افقده ..
وها انا ذا استفيق علي يد رجل عجوز وامراه كبيره في السن
تسقيني المرأه كوب من العصيىر ..
ارتشفه ككلبٍ يلهث من شده العطش
لتنظر المرأه الي الرجل ....
ولا اعلم اتلك النظرات نظرات عطف ورافه بي وبحالي ..
ام هي نظرات شفقه ام استعجاب علي حالي ولماذا وصلت الي تلك الدرجه .

ولكني الان لا اري الا بعض الاحداث .. كانها اضغاث احداث

عيناي مشوشه لا اري جيدا



__ اي دا يا ابو علاء البنت دي شكلها مكلتش ولا شربت من زمان ..

__ الله اعلم يا حاجه ام علاء اي حكايتها وايه الي وراها ..

هي شكلها كدا مغم عليها انا هجبلها دكتور ..

_ مفيش مشكله هكلملها الدكتور ايهاب يجي يشوفها ..


وبيتكلم ابو علاء مع الدكتور ايهاب وبيقوله انه محتاجه يجي
لان في بنت تعبانه اوي ومغم عليها وعاوزينه يشوف فيها اي ..

والدكتور ايهاب بيكون شخصيه محترمه جدا ومتزنه ...وخلوق وشاب في التاسع والعشرين من عمره
ناجح ومثقف وغني وطموح .. ووسيم جدا والجميع يحبه
ليه احترامه وهيبته وسط اهله واصحابه ومعارفه .

وبيسارع طبعا بالمبارده بالمساعده لانه بيكون بيحب الحاج ابو علاء جدا
خصوصا انه والد احمد صاحبه .. وكمان احمد بيكون دكتور
بس دكتور معالج نفسي ..

وبيروح الدكتور ايهاب لحد البيت عند الحاج ابو بيعلاء ..
بعد ما بيكون الناس ساعدوهم في انهم يطلعو البنت للبيت ...


اتفضل يا دكتور ..
اتفضل حضرتك ..

ازي حضرتك ياعمي ، بيرحب الدكتور ايهاب بوالد صديقه ووالد صديقه بيرحب بيه .

اتفضل تعالا يا دكتور ايهاب ..

وبيدخل الدكتور ايهاب للغرفه التي توجد بها الفتاه ..

وبيكشف عليها ..
وبيتالم دكتور ايهاب لحاله تلك الفتاه وما هي قد آلت اليه ..
فقد شعر وكانها تعاني كثيرا ومرت بالكثير من الصعاب التي تبدو اكبر من عمرها بكثير لان رغم ماهي فيه الا انها فتاه في غايه الجمال ..
رغم ان ثيابها باليه والتراب يغطي وجهها هذا الطريق ترابه يغطيهااا ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي