فريدة، مختلفة.. ملكي!

Hader Elsayed`بقلم

  • أعمال الترجمة

    النوع
  • 2022-12-29ضع على الرف
  • 16.5K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

( سيلينا )

هل شعرت يومًا بأنك لن تستطيع أبدًا الهروب؟ هل شعرت يومًا انه لا يوجد أحد من أجلك؟ هل شعرت يومًا أن العالم كله ضدك بينما كل ما تريده هو أن تبتعد وتصبح حرًا؟ هل شعرت يومًا انك غير صالح للحب أو الإعزاز؟
حسنا، تلك هي حياتي ببساطة
فأنا أشعر بكل تلك الأشياء مجتمعة، ولا يستطيع المرء أن يغير ما في جعبة القدر لأجله، ولكن أحيانًا، اتمنى أن أكون فقط حرة وأعيش حياتي بشكل طبيعي، فأنا لم أتمكن من تحقيق ذلك لتسع سنوات كاملة
فمنذ ان لقى أمي وأبي مصرعهما عندما كنت في السابعة من عمري، وأنا أعيش وحيدة مع قطيعي اللعين
لا أشعر بأي نقص او ندم تجاه موت أبواي؛ فقد قضيت كل لحظة من كل يوم برفقتهما، ورغم ذلك لم أرهم يومًا يتجادلان، لم يكن هناك أي خلافات كبيرة فيما بينهما وقد كنا جميعًا كأسرة نحب بعضنا البعض بشكل كبير
ربما تتساءل لماذا ألومهم على ما يحدث لي، أليس كذلك؟
حسنًا،أنا لا أفعل، فانا بالتأكيد لا ألوم أبواي الراحلان على ما لا ذنب لهما فيه، ولكني وبكل تأكيد ألوم قطيعي على كونه بلا قيمة، غير عادل، غبي ولئيم
تفكير طفولي؟ أعلم، ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن كل ما قلته صحيحًا، حتى آخر تفصيلة، كل صفعة، كل جرح، كل عظمة مكسورة، وكل دليل على إساءاتهم البدنية او النفسية لي يدعم تلك النظرية
فمنذ أن رحلا والداي وأنا عبدة للأشخاص الذين أدعوهم بقطيعي، أطبخ، أغسل، أنظف، أنظم وأقوم بكل شيء من أجلهم، أراهم يلقون بالأموال هنا وهناك وكأنها لا تعني لهم شيئًا، تمامًا كما لا يلقون بالًا بمن هم أدنى منهم مكانة،
شخص مثلي
كل الذئاب في قطيعي رائعي الهيأة، بفراء إما بني أو أشقر، ويمتلكون مزيجًا من الأعين الزرقاء، الخضراء، البنية، أو سوداء تقريبًا،
في حين أن امتلاك أعين زرقاء أو خضراء صافية يعد أمرًا نادرًا.. يمتلكون أجسادًا نحيفة أو عضلية مع طول مثالي، أكثر طولًا من البشر،
ولسوء الحظ هذا الجمال مقترن بغرورهم المرير وقلوبهم الجليدية المتحجرة
لقد كان أبواي يماثلونهم شكلًا ولكن بالطبع ليس طباعًا، فقد كانا طيبان ومراعيان، دومًا يضعون الآخرين قبل انفسهم، ارى انه لم يكن عليهم أن يكونا جزء من هذا القطيع في المقام الأول،
الشيء المضحك هو انني لا أشبه أبواي أو أي من أفراد القطيع في شيء، فعوضًا عن شعر أشقر أو بني أنا امتلك شعرًا حالك السواد ينسدل باستقامة حتى أسفل كتفيّ، عينان باللون الذهبي اللامع الذي فقد بريقه منذ سنوات عديدة خلت، حيث أن لونه الآن بدرجة فاتحة من درجات الوحل، شفتاي تقريبًا حمراوان وللغرابة بشرتي شاحبة، لا أعلم لماذا، ولكن المستذئبين عادة يمتلكون بشرة جميلة داكنة أو لفحتها الشمس، أنا أيضًا أقصر قليلًا من الجميع، ولكني امتلك كذلك ذلك الجسد المتناسق الذي قد يموت الشخص من أجل الحصول على مثله، من وجهة نظر والداي، كونك مختلفًا هو ما يجعلك مميزًا، وما يجعلك مميزًا هو ما يجعلك فريدًا
لم أصدق تلك النظرية على الرغم من ذلك، كل ما ترتب على صفاتي تلك هو انها جعلتني محط سخرية واحتقار الجميع، كل ذلك بسبب كوني " مميزة " و " فريدة ".. لطالما كان الوضع كذلك، حتى عندما كان والداي على قيد الحياة، لقد كانا يقولان دومًا أن الناس في قطيعي يشعرون فقط بالغيرة من جمالي الواضح، الجمال الذي أنا غافلة عنه على ما يبدو!
شيء آخر.. عندما أتممت عامي السادسة عشر، حرصت على أن أكون بعيدة عن بيت القطيع ( منزل الألفا ) على مشارف حدود المقاطعة، والسبب؟
لقد كنت اتحول، لم أشأ منح أحد الشعور بالرضا لرؤيتي أتألم، ومشاهدة كل عظمة في جسدي تُكسر الواحدة تلو الأخرى سيكون مصدر سعادة و رضا لم أشأ منحه لهم.. وأستطيع ان أقول بصدق أنها قد كانت أكثر التجارب المؤلمة التي عايشتها في حياتي، رغم أني قد عايشت الكثير مما لا ارغب حتى في تذكره
عندما تحولت، اكتشفت ان ذئبتي ببياض الثلج، بدون أي لمحة ولو خاطفة للون آخر يشوب بياضها الناصع، لقد شعرت حينها بالذهول، فأنا لم أرى أبدًا ذئبًا أبيض اللون، حتى ذئبيّ والدتي ووالدي كان فرائهما باللونين البني والأشقر المعتاد، لقد حذراني دومًا من ان أدع أحدًا يرى ذئبتي عندما أتحول، إلا إذا كان ذلك الشخص يحظى بثقتي الكاملة... حسنًا لا أحد يفعل!
لا أعلم ما الذي يعنيه أن يحظى أحدهم بذئب ناصح البياض، ولكن ما اعلمه يقينًا هو انني بالفعل مختلفة، وعلى الرغم من ذلك، بشكل ما، أظنني استطيع ان اكون ملائمة بين أفراد قطيعي، فأنا في النهاية قد حصلت على ذئبتي مثلي مثلهم أليس كذلك؟
عندما عدت في تلك الليلة تلقيت ضربًا مبرحًا بسبب غيابي الغير مبرر معظم اليوم، ونتيجة ذلك تمثلت في عدم حصول أفراد قطيعي الكسالى على وجبتيّ الإفطار والغداء، في تلك الليلة وكجزء من عقابي كان علي إعداد وجبة مكونة من ثلاثة أطباق بدلًا من الطبق الاعتيادي، كما كان علي كذلك أن أنظف المنزل حتى يصير نظيفًا تمامًا، دعونا فقط نقول انني ظللت مستيقظة لفترة طويلة بعد منتصف الليل
لم أذهب للركض منذ.. حسنًا، لقد كان ذلك منذ ثلاثة أسابيع مضت، ذئبتي مازالت تعوي في رأسي دون توقف لذلك السبب، مما يشعرني وكأن عوائها الداخلي يمزق أحشائي إربًا.. أريد بيأس أن ادعها تخرج، ولكني خائفة جدًا، فأنا لا أريد أن يتم ضربي مجددًا
لقد اخبرتني ذئبتي أن أهرب العديد من المرات، وانا بالفعل كنت أضع ذلك في الحسبان منذ أشهر الآن، واليوم هو اليوم المنتظر، سأهرب، سأترك ذلك المكان الغبي وأرحل بلا عودة، وعندما أخبرت ذئبتي بقراري هذا كانت تقفز عمليًا من فرط السعادة
***

أنا أعد العشاء الآن، على الرغم من أن هذا القطيع قد عاملني كما لو انني لا شيء، إلا انني سوف امنحهم شيئًا يتذكروني به، وإن كان ذلك يعني الطعام.. اذن فليكن
قررت أن أعد أحد أطباقي المفضلة، كمقبلات، أعددت بروشيتا مع كوكتيل الجمبري الصغير، كطبق رئيسي أعددت اللازانيا مع خبز الثوم ثم للتحلية ما أفضله شخصيًا، كعكة الشيكولاتة مع الكريمة المخفوقة والأيس كريم والفراولة المغطاه برقائق الشيكولاتة، لو تُرك الأمر لي لتجاهلت المقبلات والطبق الرئيسي وذهبت مباشرة الى التحلية،
اعددت الطاولة من أجل القطيع وبمجرد ان انتهيت من وضع الطبق الأخير من المقبلات بدأ أفراد القطيع في التوافد عبر الباب الرئيسي، فور استنشاقهم للرائحة الزكية أسرعوا لداخل الغرفة ثم عكفوا على تناول الطعام بدون " شكرًا " أو " هذا جميل " تمامًا كالمعتاد
دومًا ما احتفظ بقطعة صغيرة من التحلية لنفسي بعد غ انتهي من اعداد الطعام لأجلهم، لذا بينما كان افراد القطيع منهمكين في تناول الطعام شرعت في تناول قطعة التحلية خاصتي، على الأقل يدعوني آكل.. تقريبًا
عندما سمعت صوت الجرس خرجت لأجمع الأطباق الفارغة ثم عدت بهم مجدداً إلى المطبخ، لكي ادعهم يهضمون قليلًا بينما أقوم بجلي الأطباق ومن ثم أضعها في المجفف
عدت مجددًا مع آخر الأطباق الرئيسية وبينما كنت على وشك العودة للمطبخ من جديد قامت تينا عاهرة القطيع بمناداتي فجأة

: سيلينا
التففت ببطء واضعة ذراعاي خلف ظهري برأس منكس، انا ارتدي الزي الصحيح لتقديم العشاء بينما شعري معقوص للخلف في ذيل فرس.. الهيأة التي أُمرت ان أظهر عليها أمامهم، لذا انا لست واثقة مما تريده، فكلما ناداني أحدهم في العادة هذا يعني انني في مأذق
: لماذا كل ذلك الطعام الفاخر؟ هل هناك مناسبة خاصة لتلك الوليمة؟ دعيني أخمن.. هل هذا من أجل عيد ميلاد دايمون؟ هدية صغيرة من قبلك لأجله؟
رمقتني بسخرية استطعت حينها أن استشعر النظرات التي التفتت باتجاهي، ولكني حافظت على انحناءة رأسي بطاعة، دايمون هو الألفا الوشيك للقطيع وسيتم الثامنة عشر خلال أربعة أيام، انه لأمر جلل ان يفترضوا انني قد قمت بالطهي لأجل تلك المناسبة لذا قلت بتهذيب
: اظن انك تستطيعين اعتباره كذلك، هذا اذا تكرم الألفا بقبول هديتي بالطبع
أجبت بصوت خفيض، لقد تم اخباري منذ البداية أن أدعو دايمون بالألفا ولا شيء غير ذلك، على العكس من باقي أفراد القطيع الذين من حقهم مناداته باسمه المجرد
حل الصمت على الغرفة بينما التفت الأعين باتجاه دايمون الذي يجلس الآن على رأس الطاولة الكبيرة، نظرت من خلال أهدابي السوداء الطويلة كي أرى وجه دايمون، لتقابلني تعبيرات وجهه التي يبدو وكأنها تعبر عن كونه يضع الأمر في الاعتبار، هذا قبل أن يوميء برأسه موافقًا وهو يقول
: قبلت هديتك، واتوقع هدية أكبر وأكثر ملاءمة في عيد مولدي الفعلي، هل تفهمين؟
قال بصوته المفعم بالقوة والهيبة
: نعم ألفا، أفهم
قلت باحترام ثم عدت الى مكان وقفتي السابق برأس منكس
: جيد، اذهبي
صرفني وبمجرد أن دلفت للمطبخ وصلتني صوت ضحكاتهم وسخريتهم من خلفي، مما جعلني اسيطر على رغبتي الملحة في البكاء بشق الأنفس، لقد ذرفت الكثير من الدموع بسبب هؤلاء القوم عديمي الرحمة، ولكن ليس بعد

بعد قليل انهوا وجباتهم وقد حان وقت التحلية، لقد انهيت خاصتي الآن لذا ذهبت لوضع اطباقهم بوجه خال من التعبيرات، تناولوها ثم بحلول الوقت الذي انتهى فيه الجميع شرعوا في الحديث، بعد أن جمعت الأطباق عن الطاولة واغتسلت
دلفت من جديد لغرفة الطعام ثم وقفت في مكاني المعتاد بجوار باب المطبخ، كل ليلة قبل ذهابي للفراش، اما أن يتم ضربي أو لا شيء مقابل الطعام الذي اعددته، ونفس الأمر بالنسبة لوجبتي الافطار والغداء، وأي وجبة أخرى يتناولوها، وبينما هم يخرجون تباعًا من الغرفة، البعض دفعني والبعض الآخر تجاهلني كليًا، الأمر الذي يعني انهم قد اعجبوا بطهيي، تينا على الصعيد الآخر قامت بصفعي على وجهي، ربما تظن ان ما فعلته ذلك قاسيًا ولكن ذلك لا يعادل دفع شخص آخر غيرها بقوة بدنية اكبر، لذا تخيل صفعة شخص آخر، دعني اخبرك انه ليس بالمشهد اللطيف
كان دايمون آخر من غادر ولكنه لم يغادر مباشرة كما فعل البقية بل توقف أمامي، بفضول رفعت وجهي لأحدق في عيناه التي هي مزيج بين اللونين الأزرق والأخضر، وجهه خاليًا تمامًا من التعبيرات، كما خاصتي، حدقنا ببعضنا البعض للحظة قبل أن يرحل تاركًا لي وحدي في الغرفة التي عليّ ترتيبها من جديد
لطالما كنت معجبة سرية بدايمون منذ أن كنت في العاشرة من عمري، على الرغم من معاملته لي كشخص بلا قيمة، إلا أن شعره البني وعيناه الجميلتان هم العوامل الأساسية التي تجذبني انا والعديد من المستذئبات نحوه، لم يجد رفيقة روحه بعد مما يعني أنه متاح، ولكنه على الرغم من ذلك لن يفكر في أن يتقرب مني، ليس لمليون عام قادم، فأنا مختلفة كثيرًا
ذهبت للفراش في وقت مبكر من الليل، فالقطيع لا يحتاجني فيما بعد السابعة والنصف مساءًا، لذا أؤمر بالذهاب مباشرة للفراش، الأمر الذي اطعه على الفور كي لا يتم ضربي، لازلت الى الآن امتلك ندبات في كامل انحاء جسدي بسبب أسوأهم
الشيء المحزن في الأمر! هو انني أصدق كل شيء قالوه افراد قطيعي عني منذ وفاة والداي، انني لست جميلة بل قبيحة، بأنني لست فريدة ولكني مختلفة، انني لست فردًا من عائلتهم بل عبدتهم.. تنهدت بإرهاق وأنا أدلف لغرفتي المؤقتة، إنها خالية، إلا من نافذة كبيرة تسمح لضوء القمر الفضي بالعبور من خلالها، فراشي لا يعدو عن كونه مجرد مفرش رث يعلو قالب اسمنتي صلب يؤلم جسدي خاصة حين أكون قد عوقبت سلفًا، أرض خشبية، كما أن وسادتي ما هي إلا غلاف وسادة محشو بورق الجرائد
أنا لن انام هنا اليوم على أية حال، ليس مجددًا، وليس ابدًا
***

بعد أن تيقنت من أن الجميع قد أوى لفراشه وعم الصمت ارجاء المكان جمعت ممتلكاتي القليلة في جوال، زوج من الچينز المهتريء، كنزة مثقوبة شديدة الاتساع، تنورة، كنزة أخرى بدت لي نظيفة، وزوج من الجوارب، بالمناسبة؛ انا لا أمتلك أية أحذية  بحسب أوامر الألفا لذا اكتفيت بما لدي
أمسكت قطعة المجوهرات الوحيدة التي أمتلكها اقلبها بشرود بين أناملي، انها قلادة أمي الفضية، التي تتدلى منها حلية على شكل قلب محفور عليه اسميّ والدي ووالدتي، الحلية يعلوها رمز الين واليانغ ولكنه مصنوع من بلورات سوداء وبيضاء، تنهدت بحنين ومن ثم وضعت القلادة في جيب كنزتي ثم تحركت باتجاه النافذة الزجاجية
فتحتها وبدون النظر للخلف أو إعادة التفكير في الأمر قفزت، قفزت الى حريتي وحياتي الجديدة التي آمل أن تحمل لي ما هو أفضل من سابقتها،
تحولت الى ذئبتي ناصعة البياض بعد أن تأكدت من عدم وجود أحد في الارجاء ثم ركضت وأنا أحمل الجوال الذي يحوي كل ممتلكاتي في فمي، لا أعلم وجهتي، ولا أعلم حتى إن كان بإمكاني النجاة مما قد يواجهني خلال رحلتي صوب الحرية، فانا وعلى الرغم من كل شيء، مجرد ذئبة حديثة التحول في السادسة عشر من عمرها

ما أنا موقنة منه حقًا هو انه لم يعد علي أن أرى افراد قطيعي مجددًا ابدًا، هذه الفكرة فقط كانت كافية بجعل ابتسامة راضية تعتلي ملامحي وأنا في هيأتي الذئبية، ركضت وركضت يلفني الصمت المريح الذي يعني انه حقًا لم ينتبه أحد لي، ربما كان ذلك ليزعجني في السابق؛ قبل اعوام سئمت من عدها، عندما كنت مجرد طفلة ساذجة تأمل أن يعتبروها يومًا فردًا من أفراد عائلتهم وليس مجرد عبدة، ذليلة تقضي حوائجهم دون حتى كلمة شكر لجميل صنيعها، تبيت لياليها وهي تلعق جروح جسدها كما كبريائها المهدر تحت أقدام من ظنتهم يومًا عائلتها الكبيرة، ذئبة لم تأمل يومًا سوى في الشعور بالانتماء، بدفء الوطن، ودعم العائلة لأبنائها، لم يعد كل ذلك مهمًا الآن على أية حال، وبينما أنا أعبر حدود المقاطعة أطلقت ذئبتي عواء مفعم بالسعادة والفرح
نحن أحرار.. أنا حرة

ليس علينا أبدًا مواجهة قطيع ضوء القمر من جديد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي