مدينة وير قود الفصل الخامس عشر، المتعارض

على طول الطريق أخذت "لي تشينغ مي" مِعصم "لين شياو" يتحدثان ويضحكان وهم وعائدون إلى المنزل، تعيش "لي تشينغ مي" في مُجمع غير بعيد عن المقبرة ونظراً لقربها الشديد من المقبرة فإن سعر المنزل أرخص بكثير من المناطق الأخرى. تُعتبر أسعار السكن في يان جينغ من بين الأفضل في العالم وأسعار الأحياء الجيدة بشكل عام حوالي عشرات الملايين.
على الرغم من أن الراتب السنوي لـ"لي تشينغ مي" يتجاوز المليون إلا أن هذا أيضاً شيء حديث لذلك لا يمكنها العيش إلا في هذا النوع من الأماكن.
وقفت "لي تشينغ مي" أمام الباب ودقت الجرس:
_ "مياو مياو" افتح الباب، لقد نسيت المِفتاح.
بعد فترة، فتحت الباب فتاة تبلغ من العمر سبعة أو ثمانية عشر من عمرها الباب بعينيها الحزينة، الفتاة لها وجهه جميل وبشرة فاتحة وشامة جمال في زاوية عينيها جمالها نادراً جداً.
فتحت الفتاة الباب على عجل قائلة:
_ ابنة عمتي، أنا جائعة لماذا عدتِ ؟
ابتسمت "لي تشينغ مي" قائلة:
_ قابلت "لين شياو" على الطريق واستغرق الأمر بعض الوقت وسوف أطبخ الآن.
عبست "مياو مياو" وبدت وكأنها تتعرف على الشاب الواقف خلف "لي تشينغ مي" في لمحة وكان وجهها مستاءً:
_ "لين شياو" ؟ ابن عمي هل أنت مجنون؟ كيف يمكن أن تقتل أباً ؟ لقد عاد القاتل الذي تولى العرش "لين رو" تطارده في جميع أنحاء العالم والآن إذا تم العثور عليه هنا فسيُقتل لا مفر.
على الرغم من أن "مياو مياو" كانت في الثانية أو الثالثة عشرة من عمرها إلا أنها تعرف الكثير من الأشياء.
عرف "لين شياو" هذه الفتاة أيضاً فقد كانت الابنة التي قَبِلها جدها وفقاً لأقدميتها وكانت تناديها خالتي بالطبع إذا لم يكن لديها علاقة جيدة مع "لي تشينغ مي" فإن مجرد الاعتماد على هذه الجملة لقتل والدها والاستيلاء على العرش سيكون كافياً لجعلها تشعر بأنها مختلفة.
قالت "لي تشينغ مي" بملامح غير سعيدة:
_ كنتِ مراهقة قبل خمس سنوات ماذا كنتِ تعرفين في ذلك الوقت، لا تتحدثي بهراء وساعديني في غسل الخضار. "شياو وير" لا تهتم أنت تعرف مزاج هذه الفتاة أيضاً.
ابتسم "لين شياو" بصوت ضعيف عندما سمع كلمات "لي تشنغ مي" وتجاهل كلمات "مياو مياو".
بعد دخول "لين شياو" إلى المنزل جلسَ ثم استقبلته "لي تشينغ مي" بصينية من الفواكه والشاي ثم بدأ في الانشغال بالأكل. كانت "مياو مياو" غير سعيدة بعض الشيء وهي تغسل الخضار وتعبس في فمها وقالت:
_ ابن العم، هل نسيت ما حذرتك منه "لين رو" في المرة الأخيرة ؟ كيف تجرؤ على العودة ؟
هَمست "لي تشينغ مي" أثناء صنعها للعصيدة:
_ "مياو مياو" أنتِ تبلغين من العمر ثمانية عشر عاماً لماذا لا تزالين جاهلة؟ أنتِ لا تعرفين من هي "لين رو" ؟ أليس هذا تأطيراً واضحاً ؟ عندما خرجت من الجامعة كان والد "لين شياو" يساعدني ولقد أصبحت على ما أنا عليه اليوم بفضله ولا يمكنني أن أنسى أنه أحد أقاربي، وكان "لين شياو" في الخارج لمدة خمس سنوات ولا بد أنه واجه الكثير من الصعوبات وإلا فلن يعود كيف يمكنني إبعاده؟
تابعت "مياو مياو" كلامها وتمتمت قائلة:
_ إنسِ الأمر بغض النظر عن ما أخبرك به فلن تستمعي إلي، سأخرج غداً لا أريد استفزاز "لين رو" بسبب هذا النوع من الهدر .
فجأة أصبح وجه "لي تشينغ مي" قبيحاً:
_ " مياو مياو" لا تقولي أي شيء أمام "لين رو" حتى لا تستطيع إيجاد "لين شياو" أنا سأقف معه.
عند سماعها هذا الكلام داست بقدميها بشكل رائع قائلة:
_ أنا لا أهتم لأمرك إذا كنت تريدين التواصل مع هذه القمامة.
بعد انتهاء الحديث سارت "مياو مياو" نحو غرفتها على عجل. يبدو أن تحيزها ضد "لين شياو" ليس عميقاً جداً ولكن في مخيلتها تعتقد أن "لين رو" محقة وأن "لين شياو" هو قاتل الأب ويمكنه القتل في أي وقت علاوة على ذلك فهي تدرس في جامعة "يين تشينغ" الدولية ودائرتها هي أطفال المشاهير من جميع أنحاء العالم أما بالنسبة إلى "لين شياو" فقد كان مجرد كلب هربَ لمدة خمس سنوات وعاد محرجاً من أجل التوسل والمأوى كان مجرد طفل رائع مع القليل من الدعم، الفجوة بينهما كبير جداً والاختلاف كبيرُ أيضاً …
لذا حتى لو قضيت يوماً مع "لين شياو" فسيكون ذلك وصمة عار لها..
مشت "مياو مياو" إلى غرفة المعيشة ثم نظرت إلى "لين شياو" الذي كان جالساً على الأريكة عندها أدركت "مياو مياو" أن "لين شياو" تغير بشكل كبير منذ السنوات الخمس الماضية.
إنه يرتدي بدلة سوداء منخفضة المستوى ووجهه قاسي ووسيم وعيناه المشرقة تحتويان على جاذبية لا نهائية والأنف المستقيم وحواجب سيف النجم وحركاته التي تبدو لطيفة لديه جاذبية تجعل الفتيات يذهلون به.
ظهرت الأفكار في قلبها وأصبح قلب "مياو مياو" أكثر استياء:
_ يبدو جميلاً لكن للأسف لا يبدو جيداً الآن فقط يمكنني أن أطلب من "لين رو" أن تأتي لأخذه من هنا، أنا أزدري من هذا النوع من الأشخاص.
ألقت نظرة على "لين شياو" دون أن تقول مرحباً ثم عادت إلى غرفتها. اختار "لين شياو" أيضاً تجاهل هذا وأخذ رشفة من الشاي.
بعد العمل في المطبخ لمدة ساعة قامت "لي تشينغ مي" بإعداد طاولة مليئة بالأطباق اللذيذة في لونها ونكهتها هذه الحرفية ليست أفضل بكثير من طاهٍ حائز على نجمة "مي تشي لين".
جلست "لي تشينغ مي" بسعادة مع "لين شياو" ووضعت أفضل الأصناف في طبق "لين شياو. بعد تناول قضمة من الطعام الذي أعدته بدا أن "لين شياو" شعر بالانتماء.
قالت "لي تشينغ مي" فجأة:
_ "مياو مياو" بالمناسبة، غداُ عطلة نهاية الأسبوع هل ستلعبين في الملعب ؟
أجابت "مياو مياو" قائلة :
_ يا ابنة عمي، لقد وعدتني الأسبوع الماضي أن ترافقيني للعب.
قالت " لي تشينغ مي" وهي محرجة:
_ هذا.. أنا أسفة لدي مهمة يجب علي القيام بها يجب علي إنهاؤها غداً وقد أضطر إلى العمل لوقت إضافي.
أصبحت "مياو مياو" غير سعيدة على الفور:
_ إنه أمر محبط للغاية، لقد حددتُ موعداً مع زملائي في الفصل.
قالت "لي تشينغ مي" فجأة:
_ لقد عاد "لين شياو" لذا دعيه يُرافقكِ غداً.
يبدو أنها أرادت أن تنتهز هذه الفرصة لجعل "مياو مياو " و"لين شياو" للذهاب معاً لحل الانزعاج الذي بينهم.
ابنة عمي … أنا …..
قالت "لي تشينغ مي" دون إعطاء فرصة "لمياو مياو" للرفض أو الاعتراض على ذلك:
_ حسناً لقد تقرر ذلك.
أرادت "مياو مياو" أن تقول شيئاً لكن قلبها إنهار في تلك اللحظة لكن عندما رأت "لي تشينغ مي" لم تتحدث لم تجد سبباً للرفض لذلك كان عليها الخضوع للأمر الواقع. بعد العشاء عادت "مياو مياو" إلى الغرفة بغضب.
بقى "لين شياو" في غرفة "لي تشينغ مي" وتحدث الإثنان وضحكا وتحدثا عن الماضي والمستقبل حتى وقت متأخر من الليل لكن في هذه اللحظة رن هاتفه فجأة:
_ " لين شياو" الجواسيس هنا للإبلاغ بأنه لا يوجد شيء في العشائر الكبيرة في الوقت الحالي لكن يبدو أن "لين رو" تكيد بعض المكائد.
قال "لين شياو" ببطء:
_ ضمن توقعاتي ؟
تساءل "شو خاو" قائلاً:
_ يبدو أن عائلة لونغ تقيم جنازة "لونغ إيري" هذه الأيام.
أجاب "لين شياو" قائلاً:
_ إنه أمر مثير بعض الشيء، الآن يمكنك الراحة أيضاً.
أجاب "شو خاو قائلاُ:
_ حسناً !
ثم قام "شو خاو" بإغلاق الخط.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي