الفصل السابع لياقة بدنية مفاجئة

الفصل السابع

لياقة بدنية مفاجئة
الشخص الذي تحدث هو شنغ زهي؛ طالب في الصف 12 الفصل 6، ذو جسم طويل ونحيف سمح له البروز في سباق 3 أمتار. منذ التحاقه بالثانوية لم تواجه الأخير أي مشكلة في مواصلة تحطيم الأرقام القياسية والفوز المتتالي في سباق ال3 أمتار. على ما يبدو فان جامعة يان جينغ الرياضية قد أصدرت استثناءً ووافقت على تسجيله مسبقا.
رغم نظرته بازدراء نحو لينغ يون بازدراء إلا أنه جد فخور لعدم تنمره عليه بصفة متكررة. في نظره من تنمر على خنزير فهو خنزير مثله أو أسوء من ذلك.
كانت معاملة شنغ زهي للينغ يون مشابهة لمعاملة شا غوكسينغ. فكلاهما يحاولان إغاظة لينغ فقط ليتخلصوا من روتين حياتهما اليومية لكنهما لا يتماديان أبدًا.
"أنا أبحث عن السيد ما، أين يمكن أن أجده؟" طرح لينغ يون سؤاله من دون أن يعيره أي اهتمام.
"أنت تبحث عن السيد ما! هل سمعي صحيح؟ كنت تختبئ منه كلما رأيته في التدريبات أثناء حصة التربية المدنية والآن أنت تبادر بالبحث عنه؟ هل أخذت نزلة برد ليلة البارحة حين عدت نصف عاري وارتفعت حرارتك إلى أن احترق دماغك؟" صدم شنغ زهي من لينغ وحتى أنه لمس جبهته من أجل تحسس حرارته.
عقد لينغ يون حاجبيه وأبعد يد شنغ زهي بهدوء قائلا:
"أنا هنا لأستعير كيس من الرمل"
"كيس من الرمل!؟" استغرب شنغ زهي من طلب لينغ. يبدو أن لينغ أعجب بالقوة التي تمتع بها ليلة البارحة أمام زملائه. هل يفكر في أن يصبح ملاكما؟ ضحك شنغ باستهزاء ثم قال: " مهلا! لم عليك إيجاد السيد ما من اجل كيس من الرمل!؟ سأجد واحدة لك الآن"
"وانغ لي! تعال معي إلى غرفة المعدات الرياضية"
أثار هذا اهتمام شنغ زهي و أراد أن يعرف ما الذي سيفعله لينغ يون بالكيس.
عندما أوشكت الحصة الثانية على الانتهاء حوالي الساعة 9:30 صباحا، علت أصوات التعجب والحيرة في الرواق أسفل السلالم أعقبها ضجيج عالي.
كان تلاميذ السنة 12 كلهم في الطابق الرابع، وطلاب السنة 11 في الطابق الثالث. سرعان ما سادت الفوضى في الطابق الرابع بسبب صرخات من الطابق التحتي.
"يا الهي! تعال انظر، لقد رفع ذلك الأبله كيس الرمل بالكامل!"
جذب هذا انتباه جميع التلاميذ وشتت تركيزهم عند الدرس كليا.
في كامل أرجاء ثانوية كوينغ شو لم يطلق على أي أحد وصف 'الأبله' عدا لينغ يون.
هل تمزح معي! إنه يحمل كيس رمل؛ أخي كان ملاكم وأعرف أن وزن الكيس أكثر من 25 كلغ. لا أظن أنه يرغب في العيش كثيرًا، إلى جانب محاولة اغتصابه لحسناء الثانوية ليلة البارحة فقد أبرح زملاءه ضربًا والآن هو يتهرب من دروسه من أجل الركض مع كيس من الرمل مثل المختل!
تمتعت تشاو شانشان بسمع قوي ولم تفتها أي كلمة من الكلام الذي قيل؛ رفعت حاجبيها وتوسعت حدقت عينيها من شدة الغضب.
خطف زانغ لينغ نظرة على شانشان قبل أن تحول نظرها نحو النافذة الخارجية؛ أرادت أن تعرف حقا ما الذي يحصل هناك.
في ساحة المدرسة
كان شنغ زهي مصدوما مما يراه! لم يستطع إغلاق فمه من الذهول "يا ويحي! لابد من أنها مزحة، أليس كذلك؟ هذا الرجل غير معقول…" لم يقتصر الأمر على شنغ زهي بل كل الرياضيين توقفوا عن التدريب وحدقوا بـــلينغ يون وأفواههم مفتوحة على مصراعيها حين رأوا لينغ يحمل كيس الرجل ويجري به.
صدم كل من كان في ساحة المدرسة! توقف لاعبو كرة القدم عن اللعب وتركت كرة القدم ثابتة وحيدة على العشب، كما توقف لاعبو كرة السلة عن نشاطهم. نظر الجميع إلى الرجل السمين وهو يحمل كيس الرمل ويجري كما لو كانت احتفالية إعلام. تتبعت نظراتهم ظل لينغ وهو يجري ببطء.
وضع ذلك السمين كيس رمل على كتفه اليمنى و ثبته بيده؛ لم يكن يركض بخطوات سريعة و لكن كل خطرة يخطوها ثابتة وحازمة. ركض على طول الملعب كما لو كان يتبع إيقاع ما.
اهتزت الدهون في جسد لينغ يون مع كل خطوة يخطوها وكانت تلك الدهون تحترق بمعدل كبير. بعيون مليئة بالإصرار كان الإيمان يتزايد في قلبه ببطء أيضا.
"إنسان قوي، كيف للمريء أن يصبح قوياً حقا؟ يجب أن يجد طريقة تدريب قوية ومجنونة من أجل التعويض عن نقاط ضعفه"
"عندما أبدا الركض، لا أحد يستطيع إيقافي حتى كل الصعاب التي ستواجهني لن تستطيع إيقافي. فقط أنا من أقرر متى أتوقف. عندها فقط سأستطيع تغيير حدود تحمل جسمي وأستطيع الوصول إلى اللياقة البدنية المطلوبة"
لم نحرك نظرات السخرية والأحكام المسبقة وأصوات الدهشة من حوله ساكنا عند لينغ يون؛ هدفه واضح وهو أن يصبح قويا مجددا. و مع ذلك كان الأمر متعبا حقا، غمره العرق بعد الركض لعشرات الأمتار وبدأ يبحث عن الهواء وهو يلهث، شعرت قدميه بثقل مع كل خطوة يخطوها.
كان من الصعب جدا على شخص يزن اكثر من 100كلغ أن يركض بتلك الطريقة فما بالك لينغ يون الذي يحمل 25كلغ إضافية فوق كتفه؛ بطبيعة الحال لن يكون الأمر سهلًا. إلا أنه كان يدرك إمكانياته جيدًا، لقد تم تطهير هذا الجسد وتجديده بالطاقة الروحية الخالدة وقت الحادث الخطير كما أنه تخلص من جميع الأمراض الخفية، ناهيك عن الكم الكبير من الطاقة الروحية التي امتصها من عشبة شيشيو الليلة الماضية. إما بالنسبة لخط هيل الماريديان فقد شفي بنسبة 70% ولا يواجه معه أي مشاكل. بالنسبة للإنسان العادي، يجب أن يكون هناك خلل وإرهاق في الجسد، أليس كذلك؟
مع أنه كان مرهقا إلا أن ذلك لن يعقه، كان هدفه استنفاذ الطاقة الروحية التي امتصها ليلة البارحة من عشبة شيشيو باي طريقة حتى يستطيع العودة مجددًا وامتصاص المزيد.
"آه لو كنت أستطيع امتصاص الطاقة باستمرار من كل الأشياء الموجودة بين السماء والأرض، لكنت استغرقت فقط شهر بدل شهرين من أجل الوصول إلى المرحلة القصوى"
لسوء الحظ، لا يملك هذا المكان البائس الكثير من الطاقة الروحية. لهذا كان يتوجب عليه اتباع الطريقة الصعبة والشاقة وهي أن يمر خطوة بخطوة على جميع التدريبات البدنية لكسر أغلال الجسد وتحسين أوضاعه من كل جانب.
عند انتهاء الحصة الثانية في الصباح، يأخذ التلاميذ استراحة 20 دقيقة قبل بدأ الحصة الثالثة. نفذ صبر تلاميذ السنة 12، مع قول الأستاذ أن الحصة قد انتهت تسابقوا جميعا نحو الباب الخروج ونسو السماح الأستاذ بالخروج أولًا احتراما له. أرادوا معرفة ما الذي يحصل في ساحة المدرسة.
تسارع تلاميذ الصف 12 قسم 6 إلى رؤية ما يحدث لانهم عرفوا أن السمين الذي يركض بكيس الرمل هو لينغ يون، زميلهم في القسم.
جلس تشاي هانلين في المقدمة بسبب قصر قامته واندفع بكل قوته إلى خارج القسم عند انتهاء الحصة. صدم هانلين من المنظر "يا الهي! إنه حقا لينغ يون"
تابع زملاءه في دهشة أيضا "إنه لينغ يون بالفعل، لابد من أنه مجنون"
بينما صاحت بعض الفتيات "هل أشرقت الشمس من المغرب! هل ما نراه حلم!؟"
"أما أنني فقدت عقلي أو أن هذا العالم قد جن، كيف لذلك الخنزير أن يقوم بشيء مذهل كهذا!؟"
كانت شانشان تحاول جاهدة للحفاظ على رباطة جأشها و تسوية الأمور مع الخنزير لينغ يون، إلا أنها لم تستطع ذلك لعدم حضور لينغ إلى الحصص. الآن بعد أن صار موضوع حمل لينغ لكيس الرمل على كل لسان، أرادت شانشان الانضمام إلى زملائها ورؤية ذلك الغبي يحرج نفسه. رغم ذلك، في اللحظة التي رفعت خديها المستديران واستدارت لرؤيته، رجعت إلى مكانها مخلطة.
نظرت زانغ لينغ إلى القسم بأكمله فلاحظت أنه لم يتبق سواهما هي وشانشان، خاطبتها "شانشان، إنه ذلك الأحمق حقا. دعينا نذهب ونلقي نظرة"
"يمكنك الذهاب اذا أردت، فأنا لا أريد رؤية ذلك الأحمق يحرج نفسه" في الحقيقة أرادت شانشان أن ترى كيف يزلق ذلك الغبي ويسقط إلا أنها أصرت على عنادها.
"ألا تريدين معرفة السبب الذي دفع لينغ للقيام بهذا التغيير الهائل؟ ألا تريدين معرفة كم سيتحمل هذا الغبي بعد وهو الذي سبب لك الكثير من الإحراج والمعاناة؟" لم تعتقد زانغ لينغ أن شانشان ستصمد لفترة أطول.
"حسنا آنستي الرقيقة، الآنسة شانشان، سترافقينني الآن" لاحظت زانغ لينغ أنها أقنعت شانشان لهذا سرعان ما سحبتها من مقعدها نحو باب القسم.
"نصف دورة، إنها 200 متر! ومازال يركض!" انتشرت هذه الكلمات في الهواء وسمعها كل الموجودين. "هذا الغبي سيتوقف قريبا، انظر إلى خصره! بالرغم من أن سرعته ثابتة إلا أن خصره بالكاد يستطيع أن يبقى مستقيما" قال زميله من القسم بعد ملاحظة دقيقة لركضه.
عندما وجدت شانشان و زانغ لينغ مكانا لرؤية ما يحدث، رأت كلاهما صورة لينغ يتحرك بشكل ألي وغير ثابت، أصابتهم الصدمة! شعرت شانشان بقلبها سيتوقف.
مع هذا الجسم الضعيف والوزن الزائد، مازال يركض وهو يحمل كيس الرمل الثقيل! لقد ركض بالفعل لمدة طويلة، ما الشيء الذي يحفز هذا الأحمق من أجل هذا التغيير الجري!؟
مجرد شاب يحمل كيس من الرمل ويركض في ساحة المدرسة سبب فوضى عارمة في كل أنحاء الثانوية، هناك من سخر وهناك من ضحك وهناك من استمتع، لكن جميعهم كانوا ينتظرون متى سينزلق لينغ يون ويسقط على وجهه في الأرض. ماعدا شخص واحد فقط، شخص وقف بهدوء في الممر، متكئة على الدرابزين، ثبتت نظرها على ظله الضخم الذي كان يجري في الملعب والذي كان يثابر رغم التعب الشديد. حاولت التراجع والانسحاب إلا أن دموعها لا تزال تنهمر على خدودها.
كانت فتاة فاتنة، جمالها لا يشبه جمال هذا العالم أبدًا. لا يشبه جمال أي شيء أو أي شخص من هذا العالم الفاني. وقفت على علو 1.7 متر مقارنة بالآخرين؛ بالطبع برزت من بينهم. لا داعي لذكر جسمها النحيف والمثالي، وملامحها الرقيقة والجميلة إلى جانب بشرتها الفاتحة والناعمة. مقارنة مع شانشان فقد كانت مثل زهرة الأوركيد المنعزلة في الجبال البعيدة، غير ملوثة بهذا العالم. في مشهد من النعيم وأجواء خيالية، كانت مثالًا للجمال في هذا العالم البشري.
كانت تضع شريطًا احمرًا بسيطًا حول شعرها المصفف كذيل الحصان، طغت عليها ملامح الجمال مثل بشرتها الصافية ورقبتها النحيلة وفكها الرائع، عينيها المستديرتين المملوءتان بالدموع؛ سيشفق أي شخص عليها اذا رآها في تلك الحالة.
كانت نينغ لينغ يو، من السنة 12 القسم 1 أول من خرج من قسمها، في اللحظة التي رأت فيها لينغ يركض في الساحة وهو يحمل كيس الرمل كالمجنون، انهمرت الدموع من عينيها.
"لينغ يون! أخي! كنت أعلم أنك لن تخذلني، كنت متأكدة أنه يمكنك فعل ذلك… كانت أمي على حق، لن تخذلنا! أنت حقا لن تخذلنا، أخي!"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي