إبنة البليونير

Mikaella`بقلم

  • أعمال الترجمة

    النوع
  • 2022-11-22ضع على الرف
  • 20K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

أيمكنك الابتعاد عني؟!"
عبست المرأة ذات القبعة الكبيرة بامتعاض يرتكز على ملامحها الجميلة. كانت ترتدي فستانًا أسود أنيق، وشعرها الأسود طويل مسدول بطريقة عشوائية جميلة.
تبدو جميلة ومشرقة كنجمة على التلفاز، نظر لها الرجل ذو الشعر المجعد مطولاً ليجيبها قائلًا:

"هذا قطار والمقاعد من الطبيعي أن تكون كبيرة وممتلئة للغاية، لماذا لا تستقلين طائرة إن كنتِ تكرهين الازدحام لهذه الدرجة؟!"

شعرت تشو زيينغ بالغضب يتخلل أوصالها، فاصطكت أسنانها بحنق، حديث الرجل الغير مبالي ازعجها، بينما هو يلتصق بها حرفياً من شدة الزحام.

مشكلتها لم تكمن في المال كما حال أغلب المسافرين هنا، ولكن اللهفة التي تتخلل أوصالها والحماس الذي يسيطر عليها جعلها ترغب في الوصول إلى المنزل بأقصى سرعة. لم ترغب في شراء تذاكر لطائرة، لأن شراء التذكرة قد يستغرق منها بعض الوقت ولا صبر لديها لذلك.
أعجبت سابقاً بمظهر الرجل الذي يجاورها، فهو وسيم ومثالي للغاية كعارضي الأزياء، طوله فاره والذي تجزم انه تجاوز المئة والثمانين سنتيمتر. حدة فكه تكاد تقسم انه سيجرحها إن لمسته، حتى عضلاته الصلبة كانت تتوزع على جسده بطريقة جذابة ومثالية للغاية.
لم يمر الكثير من الوقت حتى بها ترى الرجل الوقح بنظرها يخرج مجموعة مختلفة من الصور ولم يمنعها فضولها من اختلاس بعض النظرات تجاههم.
نظرت باستغراب احتل ملامحها، فجميع الصور كانت لـ نساء طغى الجمال على ملامحهم، وقد كان الرجل يحمل صوراً لفنانات مشهورات كذلك.
شعرت بالازدراء يكبر داخلها تجاه هذا الرجل البائس، ورددت في نفسها:
"لا بد من أنه يعاني من خطب ما !!"

"أنت! ما لذي تفعله بهذه الصور!"
قالت تشو زيينغ، لم تستطع منع صوتها الحاد من الخروج بينما ترمق الرجل بغضب،هم سيصلون قريباً على أية حال فلا ضرر في شجار معه

نظر فينغ لين إلى تشو زينغ الجالسة بقربه ببرود لينبس قائلاً:
"يفترض أن أتزوجهم فقد اتفقت معهنّ جميعاً ولكن لا يمكنني أن أتزوج إلا بواحدة منهن لذا سأتخلى عن البقية"

زفرت تشو زيينغ بعدم تصديق لِما ينبسه المجنون أمامها لتبتسم بسخرية فهو يبدوا مرتاحاً لما ينطقه من هراء،

اختفت ابتسامتها فجأة عندما رأت صورة صديقتها تقبع بين يديه، وقد كانت ترتدي بدلة عمل سوداء، والمثالية تطغوا على ملامحها كالعادة لتخطفها سريعاً من بين يداه ممسكةً بها لتسأله بحدة:
"هل هي ضمن خطيباتك السخيفات أيضاً؟"

أومأ فينغ لين باعتيادية ليردف قائلاً:
"نعم لكنني تجاهلتها، لمَ تنظرين لها كما لو أنها تدين لكِ بمبلغٍ من المال؟"

نظرت له تشو زيينغ بحدة لتردف بدورها:
" هذه الفتاة التي بالصورة هي المديرة العامة لمجموعة شركات عائلة جيانغشي شو، والتي بلغت ثروتها أكثر من مئة مليون يوان، يمكنها تدميرك بالكامل بإشارة من إصبعها فقط!"

لم تهتم تشو زيينغ بأحد سوى صديقتها المقربة، فقد كبرتا سوية وعاشتا طفولتهما معاً منذ يومهما الأول بالمدرسة، ولن تسمح لذاك الرجل باستغلال صديقة طفولتها.

اتسعت أعين فينغ بتعجب ليتساءل قائلاً:
"هل تعلمين من هي؟"

"بالطبع أعلم! هل ستعترف الآن بكذبك ؟! يا الهي لكم أنك مثير للشفقة!"
ضمت زيينغ ذراعيها بضيق لتناظره بازدراء فمقتها يزداد له في كل دقيقة.

أمسك فينغ بيد زيينغ بحماس تخلله فجأة ليعبر عنه ناطقاً:
"هذا رائع لقد أنقذتني ! كنت سأبحث عنها، خذيني إليها وسأتراجع عن هذا الزواج"

"أنت !! اتركني لن آخذك إلى أي مكان يا لك من مجنون!"
صفعت زيينغ يده بقسوة لتلتف بعيداً عنه بضيق، فهي لا ترغب في رؤية وجهه حتى، بينما زمّ فينغ شفتاه بضيق ليتنهد معيداً أنظاره للصورة متأملاً جمالها الخلاب.
لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصل القطار إلى وجهته أخيراً لتنهض تشو زيينغ مغادرةً بدورها، ولكنها توقفت فجأة لتلتفت ملقيةً بكلماتها على فينغ الذي سرح بأفكاره بعيداً:

"يا لك من مثير للاشمئزاز، عليك الذهاب للمستشفى سريعاً ومراجعة حالتك العقلية "

حدق فينغ بالصورة بشرود ليبادلها قائلاً بثبات:
"على العكس عليك أنتِ الذهاب للمستشفى لمراجعة الأدوية خاصتك، سيحدث خطأ طبي مجدداً عاجلاً أم أجلاً!"

اتسعت عينيها بتفاجئ، بينما تتسائل " كيف يعلم كل هذه الأشياء؟ أهو ساحر أم مشعوذ ما ؟!

ضيقت زيينغ عينيها لتقترب منه خاطفةً الصورة من بين يداه وغادرت بعدها سريعاً ناحية الحشد. ما كاد فينغ أن يستوعب ما أقبلت عليه هذه الفتاة بينما ينظر لمكان الصورة بيده لينهض بسرعة واندفاع يصرخ قائلاً:
"أعيدي لي الصورة!"




حاول فينغ أن يتتبعها بخطوات سريعة ولكنه فشل فكل ما يراه الآن مجموعة كبيرة من الناس يسيرون في الأرجاء. وضع يديه على ركبتيه يحاول التقاط أنفاسه المسحوبة ليرفع رأسه يناظر اللافتة أمامه وقد كتب عليها؛ مدينة جيانغ. زفر بضيق بينما حاول التحلي بالصبر وتقبل الأمر فقد ذهب القطار عنه بالفعل.

يتذكر إنه كان يدرس مرحلته الثانوية بالكامل هنا، وقد مرت عليه العديد من الذكريات في هذا المكان بالفعل، والفتاة من القطار قد قالت أن خطيبته المزعومة تعيش في هذه المدينة وفي منزل تشو، لربما سيحالفه الحظ أخيراً ويعثر عليها.



لطالما تمنى والد فينغ أن يرى ابنه يتزوج وينجب له أحفاداً، هو طبيب وأنقذ حياة الكثيرين وكلما رأى فتاة جميلة تخيلها زوجةً لابنه، ومؤخراً قد اتصل به وأخبره انه لم يتبقى له الكثير من الوقت ليعيشه ويبدو أنه سيموت قريباً.
وقد فزع فينغ حينها وعاد سريعاً للمنزل بقلق ينهش أوصاله ولكنه أدرك عندها أنها تمثيلية قام بها والده ليستدرجه للمنزل. أعطاه والده صور عديدة لنساء كثيرات وأمره باختيار زوجة فهو لا يطيق صبراً لرؤية حفيد له، وعلى غير العادة لم يغضب فينغ بل شعر بالتقصير اتجاه والده والذي لطالما حلم بحفيد صغير، وقرر أن يوافق على مطلب والده ولربما يستطيع إسعاده بهذا.
وظن هو كذلك أنه الوقت المناسب ليستقر أخيراً وينظم أُموره.

هز رأسه مخرجاً هذه الأفكار منه ليخاطب ذاته محفزاً إياها
"هيا بنا"



المنطقة الشرقية
هي منطقة القصور والمنازل الفخمة في جيانغ.
كل الناس الذين يعيشون هنا فاحشي الثراء ومرموقي المكانة.

وتحديداً في قصر تشوجيا.
كانت زيينغ تجلس على طاولة رخامية متموضعةً على عشب الحديقة الضخمة بينما تقابل صديقتها العزيزة ووالدتها ، التي وبالرغم من تقدمها في العمر إلا إنها كانت ذات جسد ممشوق وممتلئ وشعر مجعد طويل تبدو كشابة جميلة بالفعل.
أما صديقتها ريونغ كان شعرها مربوط كذيل حصان وملامحها جذابة وتحمل البرود بين طياتها.
مثالية من رأسها لأخمص قدميها، تبدي هالة قوية وجذابة ذات جسد ينافس جمال أجساد عارضات الأزياء.

"ريونغي، ما قلته لكِ صحيح! انظري لهذه الصورة لقد أخذتها منه!"
وضعت زيينغ الصورة على الطاولة بينما تبتسم باتساع

"هل هذا صحيح ؟ إنه لا يليق بكِ أبداً ريونغ!!"
تحدثت والدتها وانغ تشين بغضب يتخلل صوتها فهي تريد ابنتها مع شخص ينافسها مكانةً.

"أمي لما الغضب من الواضح أنه قد أخد الصورة من الإنترنت"
تحدثت شو ريونغ بينما تهز رأسها بانزعاج فهي حقاً لا تهتم لأمور الرجال

"وأيضاً لديه العديد من صور الفنانات ويقول إنهن خطيباته أيضاً"
ضحكت تشو زيينغ بسخرية، لتبادلها وانغ تشين مقهقة
لقد اعتقدت أنه مهووس بابنتها، يمتلك صوراً لها، ولكن اتضح عكس هذا ..
أي نوع من الأوغاد هذا يعيش في خياله ويرغب في ابنتها زوجةً له!
فكرت وانغ تشين منزعجة
هي حتى اختارت زوجاً لابنتها شو ريونغ منذ فترةٍ طويلة..
لطالما حرصت على صورة ابنتها المثالية ولا سيما من ستتزوج لاحقاً!


وفي هذه اللحظة تقدم رجل طويل في منتصف العمر ذو ملامح صينية عريقة مبتسماً.

"عمي!"
وقفت زيينغ مبتسمةً بينما تحيي الرجل امامها.
والد شو ريونغ
شو تشوان.

"زيينغ أنتِ هنا يا ابنتي؟ "تقدم تشوان بابتسامة عريضة ليكمل قائلاً: "عن ماذا تتحدثون ؟ سمعت أصوات ضحكاتكم من هناك، تبدون في غاية السعادة"

لم تستطع وانغ أن تكتم ضحكتها لتتحدث ولم تنسى أن تري زوجها الصورة الموضوعة على الطاولة الحجرية:
"اليوم عزيزتنا يينغ يينغ استقلت قطار ورأت رجل أحمق يزعم إن ابنتنا هي خطيبته"

وبالتقاط أذنيه لما نطقت به زوجته لم يبتسم وظل وجهه جدياً بعض الشيء ليردف بحزم تخلل نبرته العميقة:
"بالحديث عن ذلك ريونغ لديها خطيب بالفعل"

"ماذا!!"
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم في صدمة احتلت ملامحهم بذات الوقت، حلّ الصمت الثقيل وكأن الوقت قد تجمد بينهم.

تحدثت زيينغ أخيراً محاولةً تلطيف الجو الذي ثقل فجأة وضحكت قائلة:
"عمي لم أكن اعتقد إنك جيد بالمزاح أيضاً"
زفرت كل من ريونغ ووانغ وكأنهم استوعبوا المزحة السخيفة الآن لتردف وانغ بينما تقلب عينيها:
"لا تمزح هكذا مجدداً"

تنهد شوان ليردف بذات الجدية التي احتلت معالم صوته:
"أنا لا امزح، والدي أوصى بأن يتم هذا الزواج، والفتى يدعى فينغ لين"
قال تشوان ما لديه بجدية ليأخذ بخطاه لناحية القصر وقبل دخوله التفت مخاطباً إياهم من مسافة:
"أتذكر أن هناك بعد الصور في الألبوم له سأبحث عنهم لاحقاً"

"يا الهي من هذا الرجل ..أهذا صحيح؟!"
نطقت زيينغ بصدمة احتلت صوتها بينما تنظر لظهر تشوان المبتعد، هزت ريونغ كتفيها دون اهتمام لتردف بدورها
"لابد من انه يمزح ، تبدو كصورة من الإنترنت ، كيف يمكن أن يكون خطيباً لفنانات مشهورات أيضاً؟! لاشك في إنه كاذب"

"لقد قال إن لديه العديد منهنّ بالفعل"
أومأت تشو زيينغ موافقة
وفي هذه اللحظة تقدم حارس المنزل متحدثاً برسمية واحترام يتخلل صوته العميق

"سيدة وانغ تشين وآنسة شو ريونغ هنالك شخص يرغب برؤيتكم"
أمسكت وانغ تشين بكوب الشاي خاصتها لترتشف منه بروية بعدما تساءلت قائلة
"من؟"

ليجيب الحارس بينما يوجه ناظراه للأسفل احتراماً:
"لقد قال إن اسمه فينغ لين وهو خطيب الآنسة شو ريونغ"

صوت حطام صدح بالأرجاء ولم يكن سوى صوت كأس الشاي الذي تحطم إلى قطع على تلك الطاولة الرخامية...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي