الفصل الثاني

شحب وجه ريونغ وهي تحاول استيعاب من التقطته أذنيها للتو.
فقد قال والدها إن الرجل يدعى فينغ لين كذلك!
خطيب؟!
هي حتى لم توافق عليه!

قاطع سلسلة أفكارها صوت والدتها وهي تخاطب زيينغ بتوثر:
"ما اسم الرجل الذي قابلته في القطار؟"
توثرت زيينغ لتردف متمتمةً:
"لا اعلم ، لكن اجزم بان لديه مشكلة عقلية فهو غريب الأطوار ووقح!"
زيينغ كذلك كانت في حالة من الذهول.
أيعقل انه هو؟!

تنهدت وانغ بضيق لتقف مخاطبة الحارس الذي يقابلها
"دعه يدخل"
أومأ لها الحارس على عجل ملبياً أمرها بقوله:
"حاضر سيدتي!"



كان فينغ يمشي ذهاباً وإياباً خارج البوابة بملل يسيطر عليه ليتوقف عندما تقدم له الحارس قائلاً:
"سيدي تفضل بالدخول"
أومأ له فينغ ليدخل بهالته الرجولية الجذابة وقد قابلته النساء الثلاثة في الحديقة
ومن بينهم تلك الفتاة من القطار ليرفع حاجبه باستغراب فهم يبدون مقربون للغاية.

"انه هو بالفعل"
تمتمت زيينغ بذهول لتحتد ملامح وانغ بينما ترمقه بانزعاج،
ملابسه رخيصة عمليه ، ولا يبدو انه يهتم بما يرتدي ، ولكن رغم ذلك كان وسيم وجذاب جداً.

ومع هذا من المستحيل ان يكون زوجًا لابنتها ، فهو لا يناسب عائلتهم أبداً!
وأيضاً هي قد اختارت زوجاً لابنتها بالفعل، وهو سونغ غونجي إبن عائلة سونغ ، والتي تعتبر من أرقى اربع عائلات في جيانغ!
وهو يحمل مشاعر عميقة لابنتها التي تستلطفه بدورها..

"أأسمك فينغ لين؟"
تساءلت وانغ ولم ترتجل الحدة من أحبالها الصوتية ليومئ لها الرجل بدوره
"نعم أنا خطيب شو ريونغ ، وقد أتيت حتى.."
ماكاد يكمل جملته حتى قاطعته وانغ بحده قائلة بنبرتها العالية:
"لا تتكلم! فقط اجب عن اسئلتي!!"
حاولت السيطرة على غضبها لتزفر مكملة:
"ماذا تعمل؟"
نظر لها فينغ باستغراب ليردف قائلاً:
"اعمل؟ أنا لا أعمل حالياً"


هي تعلم إن أبناء العائلات الغنية لديهم الكثير من المال ، لدى ليسوا مضطرين للعمل..
ولكنها حافظت على حدة ملامحها ليكمل مردفاً:
"والدي طبيب.."
رفعت حاجبها لترد عليه بذات النبرة
"وهل فتحت عائلتك مستشفى خاص؟"
نفى برأسه ليقول
"لا فقط فتحت عيادة"

تعجبت وانغ من شجاعة هذا الرجل أمامها وردوده الثابتة، وتساءلت عن مدى الجرأة التي يمتلكها حتى يستطيع المجيء لبيتهم ببساطة والحديث عن الزواج من ابنتها ، وهو لا يعمل ولا خلفية واضحة لديه وكل ما تمتلكه عائلته هي عيادة!

أشارت له بإصبعها بسخط لتنطق بحديثها قائلة:
"اخرج من هنا ، ألا تعي أنك لا تناسب ابنتي؟! أتريدها أن تتزوجك لتعاني معك!!"

ما كادت تكمل سلسلة سخريتها حتى قاطعها صوتٌ حاد سرى بينهم:
"اصمتي!!"
خرج صوت تشوان من مسافة متوسطة بينما يسير نحوهم بثبات ويحمل صورة صغيرة بين طيات يده.
رفعها ليقارن بينها وبين الرجل أمامه ولا شك إنه هو
فقط الذي بالصورة كان بالعاشرة من عمره أما الذي أمامه فهو رجل بالغ..

"أنا لست مهتماً بالأنسة شو، ولا أرغب في الزواج منها"
صرّح فينغ أخيراً عن رغبته التي صدمت الجميع وبما فيهم رييونغ.
هل استسلم سريعاً ؟
الزواج بأحد أفراد عائلة شو يعني إنك لن تقلق أبداً على ما ستأكله وتشربه طيلة حياتك ، ثروتهم لا تمزح!

كانت الصدمة الشديدة والازدراء يعلو وجه وانغ ولم يفكر الأخر حتى بتبرير الموقف ليقول بذات البرود الذي بدأ به:
"سأرحل الآن، لازال لدي العديد من الوعود والخطبات التي عليّ إلغائها"
تنهد بضيق ليأخذ بخطاه مغادراً وما كاد أن يلتف راحلاً حتى بصوت شوان يتخلل أذناه مانعاً اياه:
"توقف!"

تقدم تشوان ليمسك كتف فينغ من الخلف وينطق قائلاً:
"أنا موافق على زواجك من ابنتي، عليكما أن تتزوجا سيد فينغ"
وبصوته الزين قد أردف بكلماته لتعترض وانغ عند سماعها لكلماته بصوتها الحاد
"تشوان! لا نستطيع فقد اتفقنا مع عائلة سونغ، سوف نسيء لهم بفعلتنا هذه!"


استمر الجدال بين تشوان وزوجته وانغ وحتى بالمعنية بالحديث تصرخ بغضب قائلة :
"هذا يكفي ! أنا لست طفلة حتى تتشاجروا عن من سأتزوج، سأختار الشخص الذي أريده بنفسي ولا حق لأحد في التدخل!"
عبرت عن ما بداخلها من حمق لتمسك بيد زيينغ وتجرها خلفها

"يبدوا أن ابنتك ليست مستعده بعد"
أبعد فينغ يد تشوان وابتسم براحة قد تخللت قلبه ليخرج من المنزل أخيراً
هو لا يرغب في مناقشتهم أكثر والفتاة بقولها قد اختصرت عليه الأمر.


غادر فينغ المنطقة الشرقية بالكامل
وبينما كان يمشي في الطريق أمسك بالصور متنهداً يحاول اختيار واحدة منهم.

عبس قليلا وقال ساخراً:
"يا لها من طريقة زواج رائعة أبي العزيز!!"


توقف ناظراً الى الشارع بجانبه وقد لمح سيارة بي ام دبليو بيضاء والتي تعود الى زيينغ والتي كانت تجلس بداخلها رفقة ريونغ

" هل خرج؟"
نظرت زيينغ إلى الشارع الصغير الصغير أمامها لتتنهد بثقل ، علمت أن السيارة لن تستطيع الدخول على الإطلاق حتى يستكملوا المطاردة لتزفر بضيق
"انسي الأمر ، لنذهب".
لم تستجب لها ريونغ لتضغط بقوة على المحرك موقفة الاخرى
"انتظري"
هي عازمة على ما تفعل

نظر لهم فينغ باستغراب ليتحرك مكملاً طريقه دون اهتمام
"إنساهم لقد قطعت علاقتك معهم بالفعل"
خاطب ذاته بينما يتخطاهم ذاهباً.

"انظري ريونغ! انه سونغ كيمينغ!!"
أشارت زيينغ إلى باب الفندق بعدما فتحت نافذتها قليلاً

ليظهر الرجل أخيراً مرتدياً بدلة راقية يحيط خصر امرأة ذات شعر بني جميل متعلقة.
ضيقت ريونغ عينيها بينما تقبض على يديها بغضب
"يا لك من حقيرة يا سونغ تشاو!"

صعد الرجل برفقة المرأة للسيارة المصطفة بجانبهم وبهذا استطاعت ريونغ من سماع حديثهم الكامل بوضوح

"لا تهتمي، خذي وقتك في الاتصال بهم لنخرج معا مجدداً"
ابتسم سونغ كيمينغ مخاطباً المرأة أمامه لتجيبه بصوتها الرقيق قائلة
"كلهم يشتكون منك وحالياً ظهرت ريونغ لدى عليك أن تنساهم"

ربتت على صدره بخفة لتقول بغنج
"احب مطاردة الفريسة وعندما ألعب لن اهتم بشيء آخر"

ابتسم سونغ كيمينغ بجانبيه ليرفع ذقنها بأصبعه ويقول
"لا أزال معجبا بك وبمهاراتك"

عندما حطت هذه الجملة على مسامع ريونغ شعرت بثقل رأسها واضطراب نبضاتها
لا تستطيع أن تصدق أنها قد أُعجبت برجل مثله!
"حقير"
تمتمت ريونغ من بين اسنانها بحقد غليل، لتزفر زيينغ بغير تصديق لما داهم أذنيها لتباشر بفتح الباب ناوية تلقين الحقير أمامها درسه ولكن ريونغ أمسكت بذراعها مانعةً إياها لتحاول بدورها تهدئةِ نفسها قائلة:
"لا تذهبي ، فقط خذيني للمنزل"

"ريونغي"
نظرت زيينغ لصديقتها بدموع تحيط مقلتيها لتومئ لها بصمت موافقه..
ما يؤلم صديقتها يؤلمها أيضاً.



خرجت ريونغ من السيارة بعدما رست أمام بوابة منزلها الضخم لتلوح لزيينغ محاولةً إعطائها ابتسامة صغيره:

"يينغ يينغ ، عودي مجدداً عندما تمتلكين الوقت"
ابتسمت زيينغ بخفه لتلوح لها بدورها

هي تعلم إن ريونغ معجبة بسونغ كيمينغ ولكنها تقليدية للغاية.

لن تعبر عن مشاعرها أو تصرح بما يخالجها إلا أن تأكدت العلاقة وأصبحت تحت مسمى ما.

لطالما أعجبت زيينغ بهذه الصفة في ريونغ ، فهي تبدو لها كنقطة قوة
فلن يتمكن أحد من قراءتها أو خداعها بسهولة.



دخلت ريونغ للمنزل بثقتها و أناقتها المعهودة ،
حيث ما يزال تشوان و وانغ يتناقشان حول فينغ ، والحدة كانت تسيطر على أصواتهم
يبدو أنهم تشاجروا..

نظرت ريونغ لهم بهدوء لتقول بصوتٍ يتخلله البرود
"لدي شيء لأقوله لكم"

ما لبثت حتى أعربت عن نيتها قائلة:

"أريد ان أتزوج فينغ لين".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي