الفصل الرابع

تسلل الذهول إلى قلب وانغ تشين من ما تنطق به ابنتها من جنون على الهاتف، هي تعرف ريونغ أكثر من أي أحد، إن عزمت على شيء ستفعله ..
صرخت وانغ بالمقابل تُلقي اللوم على فينغ فإبنتها تغيرت في زمن زهيد للغاية
"فينغ لين! اغرب عنا الآن!"

تداركت ريونغ الموقف ولم ترد أن يسمع الرجل بجانبها سلسلة سخرية والدتها الغير متناهية لتغلق الخط سريعاً
"أمي! سأغلق الخط الأن وسأحدثك لاحقاً."
نظرت ريونغ إلى فينغ بوضوح وثبات، تحدق به بصمت كما لو إنها تنتظره أن يبدأ الحديث..

"أولاً أطلب منك أن تهدأ، لابد من إنك مؤخراً تواجه بعض المشاكل والخلافات أليس كذلك؟ تزوجني تعبيراً عن غضبك ولا تفكر، أنت لن تندم على ذلك."
بدأت بالحديث مطالبةً إياه بالزواج كما لو إنه أسهل الأمور وجوداً، ليمسك فينغ بالجزء الخلفي من رأسه بكلتا يديه، وانحنى على المقعد الخلفي، ناظراً إلى ريونغ بينما يتمتم بلا تصديق:

"أنتِ حقا تبدين ممتعةً وغريبةً"
والمثير للدهشة أن بعد التقاط رويينغ لهذه الكلمات أظهرت ابتسامة صغيرة تكاد لا تُرى بعدما استوطن البرود كُل ملمحٍ فيها.

لم يكن فينغ ليفوت هذه الابتسامة الباهتة كونه شخصٌ شديد الملاحظة، ليجد نفسه يتأمل هذه الابتسامة الجميلة ليعم الصمت بينهم فجأة.

قطعت ريونغ الصمت الذي ساد بينهم بقولها والذي لم يُعجب فينغ
: "أعلم، أنك أقل مكانةً منا" تسللت الحروف من بين شفتيها بعدما أخذت نفساً عميقاً تُرتب به جملها القصيرة، ليحل الصمت بعدها مجدداً.

هُو لا يفهم أين ترى هي وعائلتها عقدة النقص خاصته أو مكانته المتدنية ؟ ظلت علامات الاستفهام تجوب عقلة بتزامن.

"......."
لم يستطع أن يبادلها الحديث فلأول مره يُقلل أحد من مكانته واحترامه في حياته الطويلة هذه التي عاشها.

لم تصمت ريونغ عندما تلقت الصمت من الفتى بل أكملت سرد معتقداتها غير أبهةً بما يفكر:
"أنت تعتقد أنك لا تستحقني، وسننفصل يوماً، لذلك لفقت كذبة الصور المزيفة لتخبرنا أن لديك العديد من الخطيبات حتى تستطيع حفظ ماء وجهك عندما ننفصل.."

سخر فينغ بداخله عندما أدرك إنها تفكر حوله بهذه الطريقة.
وبدون شعور كانت رويينغ قد قلدت طريقة جلوس فينع ، وأرخت الجزء الخلفي من رأسها على الوسادة، وهمست بصوتها الثقيل قائلة:
"سأعتبر صمتك هذا موافقة "

عندما اكتشفت ريوونغ حقيقة كيمينغ، كانت قد فكرت كثيراً في طريقة للانسحاب، ولا طريقة مُثلى أمامها سوى فينغ حالياً.
قد يكون فينغ فقيرا، ولكنه على الأقل رجل صادق.
تستطيع أن تجزم هذا..
وقد شعرت بأنه شريك جيد كذلك ، لأنه انسحب عندما استوعب فارق المكانة بينهم، يبدوا إنه يفكر في شريكه قبل نفسه وكم أعجبها تقديره هذا.
أي رجل أخر ما كان ليفعل ذلك..

على الرغم من أن عائلة شو ليست بالعائلة الكبيرة، إلا انهم انضموا لنوادي المليون دولار.

ناهيك عن ثروتهم! لديك جمال يسيطر على جيناتهم.
ريونغ جميلة ومثالية للغاية..

كم من الرجال يحلمون أن يكونوا أغنياء ولديهم زوجة جميلة أيضاً؟
ورغم كل ذلك !! قد رفض فينغ الزواج منها وقد أيقنت إنه شخصٌ صعب المنال بدوره.

لا تنكر مميزاته هو الأخر، فقد كان فينغ صادقا ووسيما.
إن تزوجا في المستقبل تستطيع أن تؤمن على نفسها معه لا شك بأنه سيعتني بها جيداً..

وبعد كل هذه الأفكار التي دارت كالحوار الصامت بينهم قرر فينغ أن يقطعه مترجلاً من السيارة
"يمكنك أن تفكري كما تشائين، ولكن خطيباتي كلهم حقيقيات"
فتح فنغ لين الباب واستعد النزول؛ سيستمر على قراره وهو أنه سينفصل عن هذه العائلة تماماً ولن يتراجع.

وبالنظر إلى طريقة كلامه وثقته المفرطة قد علمت ريونغ إنه صادق.
لا تعلم كيف ولكنه صادق.

كان بدوره يخشى أن تكون بعض النساء في الصور مطيعات وطيبات للغاية ويريدونه فهو ليس بالشخص الذي سيكسر القلوب..
نساء يافعات في ذروةِ شبابهم لم يرغب فينغ في تعطيل حياتهم أو جرحهم...

"توقف!" احتضنت رويينغ ذراع فينغ مانعةً إياه من الترجل لتقول في اندفاع: "لا يمكنك الذهاب !! أنا أعتمد عليك، إن لم توافق على الزواج وسأتبعك أينما تذهب!"
تنهد فينغ عند شعوره بيديها تُحيط ذراعه ليستعد لدفعها بعدما أمسك معصمها بقوة.

ولكن في هذه اللحظة، تغير تعابير وجهه فجأة لتحل عليهم الصدمة.
تلك العلامة على يدها جلبت له ذكريات قديمة للغاية..

"ما بك؟"
استغربت ريونغ نظرات فينغ لتسأل مقطبةً حواجبها
أغلق فنغ لين باب السيارة مرة أخرى، وسأل بوضوح: "هل قرصتك نحلة على مؤخرتك عندما كنتِ طفلة"

"كيف تعلم بهذا.... أكان أنت أيها الوغد الذي سخر مني وضربني؟"
احتل الاحمرار معالم وجه رويينغ الجميل فجأة، لتضرب فينغ بإحراج.
لقد مر وقتٌ طويل على هذا الحدث وبالكاد تتذكره.
في ذلك الوقت كانت تبلغ من العمر ست أو سبع سنوات فقط ، ولا تتذكر جميع التفاصيل بوضوح فقد مرت فترة طويلة بالفعل..
تتذكر فقط أن جدها قد أخذها إلى قرية للعثور على طبيب.
كان لدى الطبيب طفل يبلغ من العمر ذات عمرها تقريبا، وقد تشاجرا كلا الطفلان وتقاتلا بعنف.
دفعها الطفل لتسقط على الأرض وقام بقرصها وضربها بشدة
وتتذكر إنها بكت كثيراً من شدة الألم ولم يستطع أحد أن يهدئها..
وبما إن الطبيب كان والد فينغ ، فقد سيطر على الأمر وأصلح الأمر وجعل الطفلان يتصالحان.

"سأسألك شيئاً !" عبس فينغ وسألك بصوته العميق بينما تحاوطه ذكريات الماضي الأليمة وفي أبرزها والدتها التي حازت على الركن الأكبر من تفكيره طوال سنين حياته، اعتصرته قلبه بشدة لينطق أخيراً:
"هل تعلمين إلى أين ذهبت والدتي"
تساءل متأملاً فقد اختفت والدتها تمام كما لو إنها لم تُخلق من قبل بعد علاج والده لريونغ بأيام قليلة.
كانت كما لو أنها تبخرت ، لذا أخذه والده وسافروا يجوبون العالم باحثين عنها ولكنهم لم يجدوها لعشرة سنوات متواصلة من البحث..
وقد فقد كلاهما الأمل آنذاك، أحدهما فقد والدته ونبع حنانه والأخر زوجته وحبيبته ولكن ها هي شمعة الأمل تضيئ روحه مجدداً.

نظرت ريونغ لتعابير فينغ لين وتذكرت قليلاً ما حدث وقتها عندما ضربها طفل ما وبقت تبكي
تذكرت أنها رأت امرأة جميلة قد أرضتها ولاعبتها لابد من إنها والدته..

"هل تريد أن تعرف؟"
ضاقت عيون شو رويينغ الجميلة بينما تناظره بثبات

أومأ فنغ لين برأسه متأملا لتكمل حديثها:
"إذاً عدني بشيء واحد، وسأخبرك."

بدأت رويينغ بقيادة السيارة بينما تنتظر إجابته.

لم يتوقع فينغ بأنه سيجد والدته بعد كل هذا الوقت فقط ولأنه فسخ خطوبته المزيفة!!
والمفتاح للوصول لوالدته هي ريونغ التي التقاها لمرةٍ واحدة!!
يبدو وكأنما الأمر مقدر.

طلب روينغ كان بسيط للغاية بالنسبة له ، إنها تريد الحصول على وثيقة الزواج، وسيكون زواج مزيف.

وقالت بأن باستطاعته الانسحاب في المستقبل.
وبالطبع فينغ لن يهتم إن انفصلا أم لا كل ما يفكر به هو والدته..
يمكنه محو سجل زواجه بشو روينغ بمكالمة واحدة.
وهذا سيدل على أنها لا تزال غير متزوجة وليست مطلقة.

أحاط فينغ ذقنه بكفه الكبير ونظر إلى شو روينغ بعناية، أيمكن أن تكون فتاة مسترجلة بهذا الجمال؟

تبادلوا النظرات المباشرة بينما ترتكز عينيها في جحر مقلتاه ولم تكن لتأبه لهذا
ولكنها على غير العادة تشعر بالراحة لسبب ما عندما يحيطها بدفء نظراته..

لا تستطيع كتم ابتسامتها عندما تتذكر إنه الفتى الذي تنمر عليها مسبقاً!!
، سترد له تنمره بالتأكيد في المستقبل القريب!



ذهب الاثنان إلى مكتب الشؤون المدنية وخضعا للإجراءات اللازمة لهذا الزواج.
دخلوا للسيارة مجدداً بينما يحدقان بالدفاتر بين أيديهم
لقد تم تسجيل زواجهم..
لم يكن بالأمر الكبير على الاثنين لتقود ريونغ بإتجاه قصرهم مباشرةً


دخل كلٌ من فينغ وريونف ليجدوا إن الجدال حول فينغ لا يزال يعم الأجواء بين الزوجين، ومع ذلك فازت وانغ تشين واضطر زوجها شو تشوان إلى تقديم بعض التنازلات.

عائلة سونغ هي أحد العائلات الأربع الكبرى في جيانغشي بالفعل، ولا يمكنهم الانسحاب من اتفاقهم معهم فجأة.

فكر شو تشوان وقرر إعطاء فينغ بعض المال حتى يتمكن من العودة إلى منزله والعثور على زوجة أخرى.
يمكنه اعتباره صلحاً بينهم لربما يرضى عنه والده فلا سبيل لتحقيق وصيته..

فُتح باب القصر بتأني لتدخل ريونغ أخيراً بينما تجُر فينغ خلفها.
"صبي كريه! أترك ابنتي!"
تسلل الغضب لقلب وانغ مجدداً عندما رأت كلا من ريونغ وفينغ معاً بينما تتمسك ريونغ بيده بإحكام.

زفرت ريونغ بغضب لترد مخاطبة والدتها:
"أمي! ،لقد أخذنا وثيقة الزواج، لذا لا توبخ زوجي بعد الآن"

أخرجت شو رويينغ كُتيباً صغيرا من حقيبتها تزامناً مع نطقها، وقرأت لهم وثيقة الزواج تلك لتتسع أعين وانغ بازدراء وتشير بإصبعها المرتجف ناحية إبنتها ذات الملامح الباردة:

"أنتِ تريدين أن تقتلني!"
ظلت وانغ ترتجف بينما تُخرج كلمات عشوائية من فمها ليتدارك زوجها الموقف منظفاً حلقه لينطق:


"حسنا!"
عبست ملامح شو تشوان، وأخرج سيجاره من جيبه، ليشعلها أخذاً نفسا عميقاً منها "فينغ لين، ألم تكن تنوي فسخ الخطوبة ؟ ما الأمر الآن؟"

نظر فينغ لين إلى رويينغ وقال بابتسامة: "لقد غيرت رأيي، ما الخطأ في الزواج من امرأة غنية؟ في المستقبل سيكون لديك الكثير من المال بدون حتى أن تفكر في العمل."

"أيها الحقير! أنت تحلم!" صرخت وانغ تشين بغضب.

ليزفر شو تشوان بينما كان يحمل سيجارته، "أتذكر أنك كنت من القرية. سأعطيك مليونين. المال يكفيك للاستمتاع بالحياة كلها في القرية. لذا أترك ابنتي."


.

شددت ريونغ على الإمساك بيد فينغ بإحكام، انتابها القلق من أن يتراجع بسبب المال، فكما قال والدها، عائلة فينغ لين فقيرة جدا بالفعل وبالتأكيد ستكون مليونين مبلغاً خيالياً بالنسبة لهم..

أتذكر أنه عندما رافقت جدي في ذلك الوقت، كان الأشخاص في القرية يعيشون في منازل من الطوب، وكان منزل فينغ لين لا يزال منزلا ارضياً قديم الطراز.

في القرية بإمكان هذا المبلغ أن يجعلك تتزوج من فتاة جميلة ويمكنك من شراء منزل وسيارة بي إم دبليو ومرسيدس بنز كما وسيبقى لديك الكثير من المال..
هي حقاً تخشى أن يوافق فينغ!!

استمرت الشرارات تخرج من أعينهم الغاضبة بين يتبادلون النظرات ليقاطع تلك الأجواء صوتٌ مرح أتٍ من خارج القصر:
" هل ريونغي في المنزل؟ أنا شياو!"

تسللت ضحكات الرجل من الخارج لتسخر أخيراً وانغ من فينغ للمرة المليون وتسرع لفتح الباب بابتسامة:
"سونغ شياو أهذا أنت وأخيراً؟ أسرع بالدخول من فضلك".


تسللت ضحكات الرجل من الخارج لتسخر أخيراً وانغ من فينغ للمرة المليون وتسرع لفتح الباب بإبتسامة:
"سونغ شياو أهذا أنت واخيراً؟ أسرع بالدخول من فضلك".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي