الفصل الثامن

تسببت كلمات فينغ في شد انتباه الجميع من حوله .
"سيد لانغ ماذا تعني بكلامك هذا؟! أنا فزت بنزاهة وتلوموني على ذلك !!"
شد لانغ على قبضته ليقول فوراً:
"لقد فقدت مائة ألف معك هنا! لا يمكنني تحمل الخسارة مثلك!!"
نظر له فينغ بحدة ليتمتم بدوره بصرامة:
"هذا نظام اللعبة وينطبق على الجميع، ما المميز فيك عن الأخرين ؟! هل تضمن منافسينك المستقبلين دوماً!!"

هو تحدث منزعجاً فليس جميع المقامرين مسالمين أو عديمي الخبرة ليقعوا في شباكه خاسرين أموالهم. طوال الوقت الذي كان لانغ يلعب به لم يفز أحد غيره أبداً، بل كان جميعهم غارقين في الديون، ولكن الآن أخيراً عندما جاء فائز لا يريد إخلاء سبيله!!
يا له من منافق من سيأتي ويلعب معه مجدداً!!
قبض لانغ على يده بقوة وبدأ يتنفس بحدة ليبتلع غصته بصعوبة. هو لا يريد أن يخسر جميع المنافسين والأعمال مقابل المائة ألف يوان هذه.
لوح بيده لأحد رجاله ناطقاً بحده:
"دعهم يذهبون!"

ابتعد جميع الرجال من حولهم ليغادر أخيراً أخداً بيد ريونغ معه، لتربت بدورها على صدرها بينما تستنشق الهواء براحة
"لا أصدق إننا نجونا ، كنت خائفة حد الموت"
ابتسم فينغ بينما ينظر إليها من طرف عينيه "لطالما قلت لكِ إن حظي جيد"
أكمل حديثه بينما يخرج الوصل الخاص بالدين ويسلمه إلى تانغ
"عمتي خذي أحرقيه أو افعلي به ما شئتِ"

ابتسمت تانغ بينما تمسح عبراتها التي تنجرف على وجنتيها دون توقف
"فينغ بني.. أنا حقا لا أعرف كيف أشكرك"
لقد أنقذ عائلتها بالكامل، هي ممتنة له للغاية، فكما يقول المثل أقاربك ليسوا بروعة جيرانك!!
وبينما كان فينغ يتحدث أخذت ريونغ المال ووضعت عشرين ألف في جيب بنطالها وعشرين أخرى في معطفها ووضعت البعض في ملابسها ليسألها فينغ بحيرة :
"ماذا تفعلين"
ابتسمت له ريونغ بسعادة بينما تجيب
"أصادر المال، من غيري لما فزت كما كنت تقول أنا الجالبة للحظ"
عانقت ريونغ ذراعيها وقالت بدرامية مقهقهة ليدحرج فينغ عيناه على أفعالها
"ألديك الجرأة على قول ذلك، تعالي إلى هنا"
قالها بمرح بينما يسير خلفها لتتبعه تانغ بشرود. ظل فينغ يسير خلف ريونغ لتحدق به تانغ في حيرة من أمرها، لابد من إن المرأة التي معه تكون حبيبته نسبةً لطريقة معاملته لها، ألم يخبرها فينغ بنيته في الزواج ؟ عائلته قررت تزوجيه في القريب العاجل..

بعدما غادروا أرسل فينغ رسالة لبعض عمال التنظيف مرسلاً لهم موقع المنزل، وصلوا أخيراً ليفتح فينغ الباب بمساعدة تانغ ولم يأخذ منهم الأمر الكثير من الوقت حتى أصبح المنزل نظيفاً للغاية مقارنةً لما كان عليه قبلاً.
اتصلت ريونغ بزيينغ تخبرها بما حصل معها طالبةً منها المساعدة وإحضار لها بعض الأشياء لها على الأقل.
ذهبت بعيداً عن فينغ بينما تُحادث صديقتها على كل ما مرت به ليقرر فينغ الخروج والحصول على شيء ما ليأكلوه، فسيحل الغروب قريباً وهم لم يأكلوا شيئاً بعد.
ظل يمشي على الطريق في القرية بينما يموضع يديه بجيوب بنطالة ليلمح عربة كعك على بعد قريب منه ليتجه نحوها فوراً.
وقف أمامها لترحب به العاملة قائلةً:
"مرحباً سيدي ، أتفضل الكعك النباتي أو الذي يحتوي على اللحم"
ناظرها فينغ لين بلا مبالاة، كانت فتاة جميلة ترتدي ملابس رياضية وذات شعر صحي قصير يكاد يصل إلى كتفيها، كانت تقف أمامه بابتسامة ليقف فينغ مقابلاً لها بذات تعابيره الغير مبالية مما تسبب في تقطيب الفتاة لحاجبيها.
"مرحباً!!"
صاحت في وجهه تحاول شد انتباهه فهو يناظرها بتعابير غير مبشرة وكأنه يرغب في قتلها.
"انتظري لحظة"
تحدث فينغ بدوره سريعاً وكأنه تذكر شيئاً ما لتوه مخرجاً عدة صور من جيبه مقلباً إياهم ليتوقف حالما وجد صورة لسيدة ذات شعر قصير. بدل نظراته بينهم بترقب، هي بالفعل نفس الفتاة!
مدت تشيان يدها بسرعة عندما لمحت صورتها بين يداه تحاول خطفها منه لتصيح قائلة:
"من أنت! ولمَ لديك صورة لي!!"
تجنبها فينغ بسهولة يناظرها بهدوء
هي لم تكن نوعه المفضل أصلاً وأيضاً وجسدها ليس بذلك الجسد الذي يفضله، فهو لا يستصغي الأجساد التي تشبه أجساد الأطفال، هو لا يرغب في الزواج منها ليكون صادقاً.
حاول ضبط صوته ليقول: "أمل ألا تتحمسي لما سأنطق به"
تنهد ليكمل ما بدأ به:
"في الواقع ، أنا خطيبك"
أعاد فينغ بقية الصورة ما عاد صورتها إلى جيبه تزامناً مع نطقه، لتنظر تشيان يسارها ويمينها بينما تعتلي وجهها ملامح السخرية الممزوجة بعدم التصديق لتشير إليه قائلة بحدة: "أخرج قبل أن أتصل بالشرطة"
أغمض فينغ عيناه محاولاً السيطرة على أعصابه ليتحدث قائلاً:
"اسمعي أنا خطيبك حقاً لكن لا أعتقد إننا مناسبون لبعض لننسى أمر هذا الزواج!"
ابتسم فينغ بتكليف ليتراجع للخلف بينما ينطق:
"هل حقاً تعتقدين إن لدي الوقت كي أمزح معك في هذا؟"
ناظرته تشيان لتلتقط الهاتف ضاغطة على رقم ما سامحة لفينغ بالنظر إلى الرقم الموجود عليه.
قاطعها فينغ قائلاً "أريد كعك اللحم"
هو حقاً جائع ويرغب في تناول الطعام أولاً. حدقت تشيان به ببرود ولكن بعد كل شيء هذا عملها وعليها تحمله. أخذت وعاء من الكعك لتضعه ببرود أمام فينغ مديرةً رأسها للمغادرة. وفي هذه اللحظة دخل رجل في منتصف العمر وقد ابتسم عند لمحه لفينغ لين "هل هذه فطيرة اللحم"
ناظره فينغ ليسأل بهدوء " هل أنت رئيس هذا المكان؟"
أومئ له الرجل محافظاً على ابتسامته ليقول :
"نعم أنا هنا منذ أكثر من عشر سنوات"
نظر فينغ له ليقول دون مبالاة:
"الكعكة طعمها جيد ولكن العاملة ليست كذلك، كنت في مزاج جيد لكنها جعلتني غير مرتاح"
نظر فينغ إلى تشيان أثناء تناوله للطعام دون تعابير تذكر
"أنت!!"
أشارت تشيان إلى فينغ تناظره بحده ودون تصديق
قطب المدير حاجباه ليخاطبها سريعاً:
"تشيان ما خطبك!! لا تخلطي بين مشاعرك الشخصية والعمل ، أعتذرِ حالاً!"
أخذت تشيان تتنفس بحدة بينما تقبض على يديها لتقول:
"أنا..."
سارت إلى فينغ بينما تتبادل النظرات الحادة معه لتكمل بغير مبالاة :
"أنا أسفة"
قطب فينغ حاجباه غير راضٍ على نظراتها التي تقتله بمجرد النظر إليها
"أيها الرئيس أنظر إلى نبرتها!!"
أشتكى مرةً أخرى مناظراً إياها بحدة والتي كانت تبادله بكره شديد.
ناظرها الرئيس بينغ مستاءاً من تصرفاتها العدوانية " تشيان عليك أن تعلمي إنني وضفتك فقط من أجل والدتك التي طلبت مني هذا!!"
نفخت تشيان وجنتيها بضيق ، فهي بالفعل ممتنة له لتوظيفها ، فهي تذهب للمدرسة وتأتي على الخامسة والنصف تقريباً ولا تبقى إلى للساعة السابعة أو الثامنة مساءًا ، تعمل سعتين فقط في متجر الكعك رغم إن في وقت الإفطار سيكون مزدحم ولا يوجد من يساعد الرئيس..
ورغم ذلك لم يتدمر بينغ وقد وعدها بإعالة عائلتها..
"لقد كنت مخطئة، أنا حقاً أسفة"
أجبرت نفسها على الابتسام لفينغ الذي لوح ليده غير مهتم
"إنسي الأمر أنا لست بذلك السوء"
ابتسم لها بينما يربت على رأسها ليكمل تناول الكعك
أجبرت تشيان نفسها على الجلوس أمامه لتفعل وبعد انتهاء فينغ من تناول الطعام أخرج بعض المال واضعاً إياه على الطاولة ليقول قبل خروجه:
"تذكري أن تخبري عائلتك إننا انتهينا من هذه الخطوبة"

...

بقى فينغ يتجول بالقرية قبل عودته للمنزل وعندما عاد رأى سيارة بي إم دبليو تقف أمام منزلهم لتخرج منها تلك الفتاة من القطار، زيينغ
وعندما رأته هرعت راكضة له لتقول سريعاً :
"فينغ لين ، أركب بسرعة"
ناظرها بتشويش ليتساءل قائلاً:
"ما الخطب؟!"
لم يعرف فينغ ما يجري ولكنها قاطعته دافعه إياه من الخلف إلى السيارة
"لتقم بلومي على هذا لاحقاً "
ضربت عجلة القيادة بغضب لتنطلق مغادرة سريعاً.



تنهد فينغ واضعاً يده على خده ، هو قد علم من زيينغ إن عائلة ريونغ قد جمدت كل ما لدى ريونغ من أموال، وأرسلوا شخصاً يراقب زيينغ أيضاً، فهم يعلمون بأن ريونغ ستلجأ لزيينغ في نهاية الأمر لطلب المساعدة..
وعندما ذهب فينغ للسوق قد تعقبت عائلة ريونغ زيينغ أثناء قدومها ودخلوا إليها قصراً أخذينها إلى للمنزل.
وفي ذات الوقت كانت ريونغ تجلس على الأريكة بتعابير مظلمة بينما يقبع خلفها حارسان مستعدين على إخضاعها في أي وقت..
"ريونغ! قولي الحقيقة ماذا حدث!!"
نفث تشوان دخانه بينما يتحدث بتعابيره الجادة ، هو يعلم إن ابنته لن تقدم على أمر كهذا دون سبب..
لم تتحمل ريونغ الضغط الذي كانت به لتخبرهم بكل ما رأته ليحدق كلا والديها ببعضهم البعض بحيره

"أتفهمان الآن! إنه فقط يلعب بي ويسخر مني!!"
نطقت ببرود وغضب لتبادلها وانغ بانفعال:
"وماذا في ذلك ! لا يهم من يكون ولكن إن تزوجته سيعطينا المال الذي طلبناه!!"
صمتت قليلاً لتكمل بصوتها العميق: " وأيضاً ليس بإمكاننا تحمل غضبهم وأموالهم ، إن أسأنا إليهم ستنتهي عائلتنا!!"
نظرت لها ريونغ بغير تصديق لتصرخ قائلة:
"هل أنتِ حقاً أمي"
نطقت والدموع تتدفق من عينيها ، ليلتفت جميعهم لصوت الباب الذي فُتح فجأة
تقدم فينغ سريعاً ليقف أمامهم قائلاً:
"طلبتم ثلاثمائة مليون أليس كذلك؟ سأعطيها لكم!"
تحدث بينما يحدق بهم مموضعاً يديه في جيوب بنطاله بتعابير غير مبالية كالعادة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي