الفصل التاسع

"أيها الفتي!! كيف استطعت أن تدخل؟!"
صرخت وانغ ملقية غضبها الجامح على فينغ بينما ترمقه بنظراتها الحارقة. ناظرها فينغ دون أية تعابير تذكر ليردف بعدها أخيراً:
"لقد كنت جندياً لبضعة سنوات ولن يتمكن حراسك من الوقوف أمامي"
تقدم بضعة خطوات ليقف أمامها مكملاً حديثه:
"سأعطيك الثلاثمائة مليون يوان، ولكن لا تؤذي ريونغ"
أردف بثقة لتقهقه وانغ بسخرية بينما تناظره بانتقاص:
"لا تجعلني أضحك، إنها ثلاثمائة مليون وليست فقط ثلاثمائة، من أنت لتتفوه بهذا؟!"
لم تكلف وانغ نفسها عناء الحديث معه أكثر من ذلك، إن كان بالفعل لديه القدرة على إحضار هذا المبلغ أسيكون مظهره هكذا؟ يرتدي قميص من علامة تجارية مقلدة ؟!
"فينغ لقد تأثرت كثيراً بالمسلسلات، هل تعتقد إن هذا المبلغ طلب بسيط؟!"
تحدث تشوان بينما يجلس نافثاً الدخان من أنفه باستمرار لينطق قائلاً:
"أن جنيت ثمانية آلاف يوان في اليوم لن تتمكن من تدبير هذا المبلغ حتى إن بلغت مئة عام وأنت تعمل"
تحدث بمنطقية ليهز فينغ رأسه مهمهماً، ولكنه لم يهتم هو قال لهم بأنه سيحضرهم يعني سيفعل. حلّ الصمت على المكان وثقته البالغة لم تنزاح لتردف وانغ بروية:
"حسناً أنا أصدقك، إن أحضرت هذا المبلغ فلن أهتم بعملك"
ناظرهم تشوان مترقباً لحديث زوجته التي أجابها فينغ سريعاً بقوله:
"هل أنتِ موافقة؟!"
بدل فينغ نظراته بين السيدان شو لتهز وانغ رأسها قائلة:
"نعم، إن حصلت على هذا المبلغ فلن أهتم بعائلة سونغ بعد الآن.."
سعل تشوان مبعداً السيجارة من بين شفتيه ليومئ بدوره، فإن تمكن من الحصول على هذا المبلغ من فينغ فإن الربح المستقبلي لهم من الممكن أن يتضاعف ولربما يعلو عائلة سونغ!! فعائلة سونغ ترغب بأن تكون الأعلى ولن يسمحوا لهم باستثمار النقد دون خطة محكمة تضمن بقائهم بالأعلى دائماً!
وبما إن سونغ كيمينغ أغنى أفراد العائلة يريد أن يتزوج أبنتهم فالعائلة كلها داعمة لهذا الزواج فهم ليسوا بالأغبياء ليستفزوا أغنى أفرادهم.
نهض فينغ فجأةً بينما يقول: "حسناً هذا كل شيء"
انهى جملته القصيرة ليستدير مغادراً ولكنه توقف أثر صراخ وانغ
"توقف!"
أمسكت بكتفه من الخلف لتكمل "متى ستحضر المال هل سننتظرك لمئة عام أم ماذا؟"
استدار فينغ يبادلها النظرات ببرود ليردف: "أمهليني يومان وسأحضرهم"
ابتسمت وانغ لتردف بصوتها المستفز:
"حسناً إذاً ، إن لم تحضر هذا المال خلال يومان فيستحسن أن تنسى أمر ابنتي!"
أنهت حديثها لتجلس باسترخاء على الكرسي خلفها مناظرة فينغ ببرود. نهضت ريونغ بدورها سريعاً بينما تخاطب فينغ قائلة:
"فينغ انتظر سأعطيك المال!"
كاد الحارسان خلفها أن يمسكوها ليوقفهم تشوان قائلًا:
"ريونغ يمكنك التخلي عن مالك ولكن لن تذهبي معه"
تذمرت ريونغ بينما ترمقهم بحدة لتسحب فينغ من يده وتبتعد عنهم مغادرة، وعندما خرج كلاهما من القصر ناظرت فينغ بتعابيرها الجدية سائلةً إياه:
"هل قصدت ما قلته حقاً؟!"
بادلها فينغ النظرات مستفسراً:
"عن ماذا تتحدثين؟"
قلبت ريونغ عينيها بينما تضرب ذراعه بعبوس:
"أنت تعلم، لا يمكنك الحصول على ذلك المبلغ ، لذلك اقترحت ذلك مستعداً للهروب أليس كذلك؟!"
هي متأكدة من المستحيل أن يحصل فينغ على هذا المبلغ، كيف يمكن لشخص فقير لا يملك حتى مئة يوان أن يحصل على ثلاثمائة مليون بيومين؟!
قاطع شرودها حديث فينغ بينما يمد هاتفه الأسود لها: "لا لن أهرب، وبالمناسبة أعطني رقم هاتفك وعندما أحصل على طلبهم، دعيهم يتصلون بي"
ناظرته ريونغ بفراغ لتقول بقلة حيلة:
"هل أنت واثق حقا؟!"
رغم ترددها إلا إنها أخرجت هاتفها لتتبادل رقم الهاتف مع فينغ،
"لا تهتمي، ما وعدتك به سيحصل ، تذكري أن تخبريني بما يحصل معك لاحقاً"
لوح فينغ لها بيده ليغادر المنزل بعدها. وفي دقائق قصيرة غادر فينغ منزل شو وظل يسير على ضفة النهر كما فعل سابقاً، بقى يقلب في هاتفه يفكر بمن يتصل أول ماذا يفعل، كل الذين في هاتفه لم يكن ليرغب في أن يصبح مديناً لهم.
ومن كان على صلة بهم إن أخبرهم أين يقطن فسيغلقون بابه صباحاً بصخبهم دون فائدة. استدار عند سماعه لصوت ينادي باسمه قائلاً:
"سيد فينغ لين!"
تماماً من اعتقد، سار رجل في منتصف العمر بسرعة سالكاً طريقه إليه، وقد صادف اليوم أنه الأحد، ذات اليوم الذي التقاه به الأسبوع الماضي.
عبس فينغ مخاطباً إياه:
"لماذا لا تزال هنا؟!"
ابتسم الرجل مقهقهاً في مرح:
"أنا آتي إلى هنا في الصباح والمساء للتنزه وممارسة الرياضة!!"
كان قد سرد كذبة سريعة بينما يفرك رأسه، ففي الواقع هو دائماً ما يأتي لممارسة الرياضة صباحاً، والسبب في وجوده مساءاً هو لمحاولة لقاء فينغ لين مرةً أخرى، فهو قد أجزم إن هذا الرجل خبير حقيقي ومجرد معرفة اسمه لن يكفيه، عليه الحصول على وسيلة اتصال به على الأقل..
قاطع تيان شرود فينغ في هاتفه قائلا: "يبدو إن لديك هموم تفكر بها"
قرر تيان المبادرة في الحديث فـــــفينغ لا يبدوا من النوع المبادر على أي حال..
"لا شيء، مجرد ضائقة مالية مؤقتة"
لوح له بدون اهتمام بينما يستمر في التحديق بواجهة الأرقام في هاتفه ليفكر تيان، أيعقل إنه بحاجة للمال؟
لم يمنع ذاته من سؤاله ليشبع رغبته قائلاً:
"هل يفتقر سيد موهوب كفينغ إلى المال؟!"
ظلت تعابير تيان مندهشةً، فلا يبدوا فينغ كمن يحتاج أو يبالي للمال أصلاً. ما لبث حتى قابله تعبير فينغ الغاضب بينما يتمتم:
"أنت لا تفهم!"
بغضبٍ نطق بجملته وتخطاه مقرراً المغادرة ليقاطعه تيان سريعاً
"لا سيدي أنا أفهم!"
ابتسم له تيان يحاول تدارك الأمر بينما يتبعه كالملاحق. هو حقاً يفهم حالته الآن، يوجد الكثير من الأشخاص يتنافسون حتى يساعدوا كبار الشخصيات والأغنياء، وبالمقابل سيحصلون على ما يريدون ولربما سيقرضهم الأغنياء مبلغاً لطالما حلموا به، وهو اعتقد إن فينغ كذلك، ولكن ما لا يعرفه فينغ بنظره إنهم لن يرحموه عندما ينتووا استرداد المال، لذا قرر مساعدته.
وقف تيان بينما يتساءل قائلاً:
"كم تريد يا سيدي؟ لا داعي للاتصال بأحد لربما أستطيع مساعدتك"
ظل يقابله ليكمل: "كل ما أطلبه هو أن ترافقني للعشاء وإعطائي بعض النصائح.."
وضع فينغ هاتفه بجيب سرواله ليجيبه بصرامة مبادلاً إياه النظرات:
"أحتاج ثلاثمائة مليون يوان"
قطب تيان حاجباه متساءل في نفسه ماذا سيفعل فينغ بهذا المبلغ؟
"لماذا ولمن ستعطيه؟" تساءل تيان بحيرة.
ليشير فينغ بيده لاتجاه قصر عائلة شو " سأعطيه لعائلة شو"
أبتسم شو محدقاً بذلك القصر ليجيبه بقوله: " حسناً لأكون صادقاً عائلة شو تمتلك أكبر الشركات، لا أنصحك بالمزح معهم ولكن إن فعلت لهم شيئاً مميزاً لن ينسوه لك!!"
تيان يعلم إن عائلة شو من الأربع عائلات الكبيرة في هذه المدينة وثلاثمائة مليون ليس كثيراً جداً بالنسبة لهم، ولتكون قادراً على تكوين صداقات ومعارف مع مثل هؤلاء الناس قد تحتاج حتى أن تهديهم أشياء قيمة..
"هل أنت متأكد؟" تساءل فينغ.
"سيد فينغ أنظر، عائلة شو هي عائلة كبيرة ومهمة للغاية في جيانغ، إن أعطيتهم ثلاثمائة مليون سيقدرونك ويفعلوا من أجلك أي شيء."
تحدث تيان بلباقة ليكمل مبرراً : "إذا كنت لا تصدقني، فسأتصل بعائلة شو الآن وأتحدث معهم وستفهم ما أقصده"
كان تيان بدوره على صداد الاتصال ولكن فينغ أوقفه قائلاً:
"لم يفت الأوان بعد، دعني أقدم لك بعض النصائح أولًا ثم نهتم بمشكلتي"
لم يكن لينغ بالشخص المحب للديون فقرر مساعدته على الأقل كردٍ لجميله فالأخر يساعده دون مقابل، وأراد فعل شيءٍ من أجله على الأقل.
"جيد!"
ابتسم تيان بسرور فقد وافق فينغ أخيراً.
"إذاً لنتناول الطعام معاً لاحقاً!"
بلغه رغبته ولم يكن بوسع فينغ سوى أن يومأ له موافقاً، وما كاد يلتفت تيان راحلاً للمرة الثانية إلا بفينغ يمسك معصمه:
"حسناً لأكون صادق لقد لاحظت إصاباتك من المرة السابقة ولم تعالجها حتى الآن، ستستغرق نصف شهر حتى تشفى على الأقل، إن الأمر مزعج بالنسبة لي أن أرى إصابات لم تُعالج.."
ناظره تيان باهتمام ليقول بدوره:
"نصف شهر فقط؟"
أعتقد تيان إن إصاباته ستستغرق وقتاً طويلاً لعلاجها، فقد أُصاب بالعديد من الإصابات الخطيرة وكلما تمطر أو تنخفض درجة الحرارة ستلتهب نتيجة تهوره، كان يشعر بألمها في عظامه، لقد تم تعذيبه لعشرين عاماً كاملان وقد بحث عن أطباء وعلاج ولكنه لم يجد ما يحتاج تماماً.
هل سيستغرق هذا نصف شهرٍ فقط؟!
"هل يؤلمك هذا؟" ضغط فينغ بخفه على خصر تيان
ليبتسم له تيان قائلاً:
"سيدي إنها لا تؤلمني فدرجة الحرارة معتدلة ولا يوجد مطر، هي تؤلمني فالبرد"
وما كاد تيان أن يكمل حديثه حتى شهق صامتاً، إنه حقا خبير، أستطاع معرفة مكان إصابته أيضاً! فها هو يضغط على خصره بشده ويدفعه بقوه ليشعر تيان بالألم لثوانٍي قليلة ليسقط جالساً ولم تمضي دقائق حتى يشعر بأثار الألم تزاح من هناك.
"هذا …غريب !! لم أعد أشعر بالألم هنا!!"
ابتسم له فينغ بجانبيه ليطلبه قائلاً:
"أحياناً يمكنك تخفيف الألم بضغطه مناسبة أو حركة متقنة عليها، أترك لي معلومات الاتصال الخاصة بك سأتصل بك غداً!"
بادله تيان الابتسامة متحمساً:
"حسناً! " هو حقا يحترم فينغ كثيراً، يبدو كقدوة له!



عاد تيان للمنزل سعيداً على دراجته الكهربائية ليصفها بعيداً ذاهباً لوالدته التي وجدها تخرج القمامة بتفانٍ
"أمي سأطلب منك شيئاً"
ناظرته والدته بغضب عند سماعها لصوته فهي قد توعدت أن تقتله إن رأته مجدداً وقد عاد لعناده المستمر وتجاهله لكلامها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي