الفصل العاشر

ابتسمت تانغ بسعادة بينما تومأ برأسها وقلبها ينبض بفرح، دينها البالغ ثلاثمائة ألف قد دُفع وستتمكن ابنتها من الذهاب لجامعتها دون خوف أو قلق، ستتمكن حتى من إيجاد وظيفة مناسبة لها وأخيراً.
"ما خطبك اليوم؟ تبدين في غاية السعادة ؟"تساءلت ابنتها المدعوة بكيان باستغراب بينما تبتسم، لقد كانت تانغ سعيدة جداً لدى هي تشعر بالسعادة تتدفق بقلبها أكثر لرؤية والدتها تبدوا مرتاحة البال فإن ابتسامة التي ولدتها ستبعد كل حزنها وحتى غضبها سينزاح بعيداً …
هي تكره والدها جداً، فهو عديم الفائدة، لا يعمل أو يفعل أي شيء فقط يعنف والدتها وينهرهم كثيراً ويمنعهم من أبسط حقوقهم، ولا يهتم بشأن المال فهو كثير الشرب والمقامرة وعندما كان يعود ثمل يضرب والدتها كثيراً..
هي لم تحزن عندما علمت إن والدها قد مات بل شعرت بالسعادة تتغلغل أعماقها، ذهبت إلى المركز الوطني للأسر وغيرت أسمها الأخير لأسم والدتها فوراً. هي حقا تشعر بالراحة الآن فقد مرت فترة طويلة منذ أن رأت والدتها تبتسم على هذا الشكل.
"عزيزتي لقد صنعت السمك المطهو والأضلاع، سأخبرك عندما يجهز العشاء لاحقاً"
لحقت تانغ والدتها وغسلت يديها لتتحدث قائلة:
"أمي لقد قلت لك لن أتناول العشاء!! عليّ أن أبدئ في حميتي لقد أكلت كعك كثيراً في العربة"
تذمرت لتسير ناحية الباب بشكل اعتيادي ناويةً إغلاقه وما كادت تفعل ممررةً يدها وإذ بها تتراجع بخوف عندما دفع أحدٌ ما الباب داخلاً ليتضح لها إنه ذات الفتى الذي سبب لها مشكلة في العمل، فينغ لين …
كان ناوياً الدخول مقترباً منها لتحدق به كيان دون فهم
" أيها الوغد كيف تجرؤ على اقتحام منزلنا!! سأتصل بالشرطة!"
ظلت تحدق فيه بحذر وغضب ليبادلها بصدمة عند رؤيته لها ما لبث أن يتكلم حتى بها تنادي والدتها بسرعة:
"أمي اتصلى بالشرطة!"
حاولت ضربه تزامناً مع صراخها ليتجنبها بسهوله ممسكاً بمعصمها
"أمي؟"
تساءل فينغ مطالعاً الفتاة أمامه أهي ابنة تانغ؟ تذكر عندما كانوا بالمقامرة وقد سبق أن ذكر الرجل إن لتانغ فتاة تدرس بالجامعة، بالإضافة إلى ذلك يتذكر إن والده قد أخبره شيئاً بشأنها فقد كان جارهما، ولكن لم يعتقد إنها إحدى الفتيات اللواتي عليه الاختيار منهن!
ظهر صوت تانغ وأخيراً وهي تقول:
"ما الأمر كيان؟"
غضبت كيان عند رؤيتها للمجنون كما تعتقد أمامها مستمراً فالوقوف لتدفعه بشدة لحظة شروده ليقع أرضاً، وضعت قدمها على صدره بعنف لتصرخ والدتها:
"كيان ما الذي تفعلينه!!"
كان تانغ مصدومة بينما تحدق بابنتها وفينغ لين على الأرض
"أمي هذا الوغد.."
ما كادت أن تكمل جملتها حتى قاطعتها والدتها سريعاً بينما تساعد فينغ على النهوض
"فينغ عزيزي هل أنت بخير؟"
ابتسم لها فينغ بصعوبة ليجيبها قائلاً:
" عمتي لقد كنت بخير، لكن ابنتك قامت بركلي وقاومت بصعوبة "
وقف تزامناً مع نطقه نافضاً الغبار من على ملابسه بهدوء. ضغطت كيان على أسنانها لتردف بحدة: "أمي! لقد حاول اقتحام منزلنا!"
صرخت تانغ عليها قائلة:
"أخرسي! إنه الشخص الذي أنقذنا ودفع ثلاثمائة ألف ليغطي ديننا!!"
صمتت تحدق بابنتها مؤنبةً إياها لتكمل توبيخها قائلة:
"لما تقفين بصدمة هكذا أعتذرِ فوراً!"
صمتت كيان بينما تحدق به بحيرة
"أنا..."
كانت الغضب يسيطر عليها فهي تكره نظراته المبتسمة والمتطلعة لاعتذارها لا سيما إنها ستعتذر للمرة الثانية !!
صمتت لتشد على يديها وتصرخ
"أنا أسفة!"
التفتت وركضت لغرفتها سريعاً تزامناً مع نطقها لتتنهد والدتها
"لا جدوى منها.."
انحت بعدها تانغ لفينغ بينما تتمتم لفينغ بأسف:
"أسفة عزيزي فينغ لم أعلمها جيداً كيف تحترم الأكبر منها سناً"
ابتسم لها فينغ مربتاً على كتفها بينما يتمتم "لا بأس"
ابتعد عنها ليغلق الباب خلفه دالفاً للمنزل
"هيا تفضل ، لقد صنعت طعاماً لذيذًا، فقط ينتظرك لتأكله"
قهقهت تانغ ممازحة ليبادلها فينغ بدوره لتسحبه تانغ إلى غرفة المعيشة، جلس فينغ على الأريكة الرثة لتقابله أواني الطعام أمامه
"نادي كيان لتأكل"
طلب فينغ لتنفي تانغ بدورها
"لا تهتم لها لقد تناولت طعامها!"
سكبت له تانغ الأرز في صحنه واستمرت في وضع الخضار له بسخاء.
بالنظر إلى الطاولة المليئة بالأطباق قد شعر فينغ بالخجل عن الذي هو مقبل عليه، هو أتى لهنا من أجل إلقاء التحية لكنه قرر استغلال الأمر بإعلامه على نيته في الانفصال وفسخ الخطوبة فابنة تانغ إحدى خطيباته المزعومات كما ذكر والده فحاول ترتيب الحديث في عقله.
'فالحقيقة أنا هنا لإخبارك بشيء، أرغب في الانفصال عن ابنتك'
تنهد عندما فكر فالجملة تبدوا لئيمة ليفكر بواحدةٍ أخرى
'أنا حقاً أقدر ابنتك ولا أقصد الإساءة، ولكنها لا تناسبني لدى أرغب في الانفصال.."
فكر في مدى سوئه في هذا لذى أخبر نفسه بعدم التفكير في جملة أخرى، فإن فعل سيعتبر تنمراً على أشخاص طيبين وفقراء بالفعل..
قرر ألا يذكر هذا الأمر في الوقت الحالي، فعلى أي حال لا تزال كيان شابة في مقتبل العمر ولا بأس إن تأخر في إعلان الانفصال.
"فينغ من هي الفتاة من ذلك اليوم؟ من تكون لك؟"
تساءلت تانغ بصوت منخفض بينما تأكل بهدوء.
ناظرها فينغ بهدوء ليجيب بقوله مع ابتسامة صغيرة على شفتيه:
"إنها صديقتي .. العزيزة"
ابتسمت تانغ عند سماعها لهذا لتردف بارتياح:
"هذا جيد! اعتقدت إنها زوجتك!!"
تناولت طعامها لتكمل قائلة:
"بالحديث عن هذا، أنت وابنتي يجب أن تتزوجوا سريعاً!"
كانت كيان تقف خلف الباب بينما تمسح دموعها متنصتة وعند سماعها لهذا شهقت بصدمة، هو لم يكذب إنه خطيبها حقاً! اعتقدت إنه أخذ موافقة والدتها للزواج مقابل ذلك المال من أجل الدين، ولكن هي تتذكر الآن إنه طلب منها إلغاء هذا الزواج!!
نفخت فمها بضيق لتخرج وتسير ناحية الطاولة جالسةً عليها معهما، اعتذرت مجدداً لتحدق بفينغ بعيون حمراء متمتمةً بابتسامة مصطنعة:
"أمي لما لا أعلم إن لدي خطيب؟!"
لم تكلف كيان نفسها النظر إليه أكثر لتناظر والدتها التي ابتسمت قائلة:
"أتذكرين العم الذي كان يسكن مقابلنا؟ هذا ابنه فينغ"
نظرت كيان لها بذهول متمتمةً "العم لين؟!"
هي قد تذكرت بعضاً من المواقف مع العم فينغ بالفعل لتردف بغضب
"ابن العم فينغ ، لابد من إنه على شاكلةِ والده"
"كيف تجرئين على الحديث هكذا!" عبس فينغ بغضب عند سماعه لحديث كيان، وقد ندمت هي بالفعل لقولها هذا والإساءة لوالده أمامه فهو قد ساعدهم، ومن لن يغضب إن تحدث أحد ما عن والده بسوء؟
كانت على وشك الاعتذار عند سماعها لحديث فينغ ، ولكن والدتها قاطعتها قائلة بتأنيب:
"كيان سأغضب منك حقاً إن تحدثت هكذا مجدداً!!"
صمتت قليلاً تستجمع كلماتها لتكمل:
"فينغ وعمك لين هم المحسنان لنا، كسرت ساقي سابقاً ولم أكن أملك المال لعلاجها وقد ساعدني السيد لين ولم يطلب المال!"
تذكرت تانغ إحسانه لها وقتها وعدم طلبه للمال وأوضح لها لاحقاً إنه يرغب بابنتها كزوجة لابنه في المستقبل.
وهي قد قابلت فينغ من قبل بالفعل، وقد وافقت على تزويجه ابنتها فقد رأت إنه شاب صالح، فبالطبع لن تعطي ابنتها لشخص لم تتأكد منه ومن أخلاقه.
أخذت كيان كأس ماء ومدته لفينغ بترقب، إن كان هذا صحيحاً فهم مدينون لهم بالفعل، فالمبلغ ثلاثمائة ألف وهو ليس بالمبلغ الصغير قط!
نظرت له لتردف بهدوء: "لما قررت الانفصال الآن؟" تساءلت مفاجأةً الحضور بجانبها ولا سيما تانغ التي اختنقت بطعامها..
تنهد فينغ ليزيف ابتسامة بينما يبرر قوله: " أخشى إني لن أكون جيداً، لا تزالين شابة عليك ألا تتقيدي بي"
وبسماع هذا شعرت تانغ بالحزن الشديد، هي تدري إنه لم يعجب بابنتها عن رؤيته لها فشخصيتها حادة وجسدها ليس بالجيد.
ولكنها لم توضح هذا وحاولت تانغ أن تبتسم قائلة " فينغ لا بأس إن كنت متحكماً قليلاً" نظرت له بينما تضع له بعض الخضار:
"كل قبل أن يبرد الطعام!"



بعد أن تناولوا الطعام ذهب فينغ للغرفة المقابلة واستلقى على الأريكة مخرجاً الصور من جيبه يحدق بهم واحدةً تلو الأخرى ، أي واحدة يجب أن يختار؟!
"فينغ افتح الباب"
جاء صوت كيان من الخارج بينما تناديه بهدوء ليضع الصور جانباً لينهض لفتح الباب.
قابلته كيان تحمل لحافاً وتقول: قالت أمي إن اللحاف بالغرفة لم يغسل منذ فترة لدى أحضرت هذا.."
شكرها فينغ بينما يحمل اللحاف منها واضعاً إياه على الأريكة المبعثرة.
لمحت كيان الصور لتعلق قائلة : "لمَ لديك كل هذه الصور"
ناظرها فينغ ببرود بينما يدفعها خارجاً
"ليس من شأنك، أخرجي سأستحم" كان يدفعها استعداداً لطردها لتوقفه بقولها بينما تستدير:
"أعرف شخصاً بتلك الصور!"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي