الفصل الثاني عشر

الابن الأكبر في عائلة "سونغ"..
من أرمق عائلات "جينغاشي"..
"سونغ فان".
كما إن "سونغ كيمينغ" يكون شقيقة الأصغر!

وبالمقارنة بكلا الشقيقان فإن "فان" أكثر تفهماً وإدراكاً ، ودوماً ما يعارض تصرفات شقيقة الطائشة ، والتي تنبع عن الجهل التام ولذلك قد كلفته عائلته بالحصول على قلب "رو" والزواج منها
فعائلة "لان رو" هي أيضاً من أرمق العائلات.

وفي الحقيقة عائلتان من أصل أربعة لم يبدو ثروتهم البالغة من العمل والتجارة، فمثلاً "تشو تيان" بدأ ثروتهم من عمله الطبيعي ؛ وهو أستاذ للدفاع عن النفس ناهيك عن كونهم من "جيانغشي" فأغلب سكانها ذو ثروات كبيرة..

وبالنسبة لعائلة "لان" فهي الأكثر قوة، لأن أباهم الأكبر هو سياسي مهم متقاعد، وقد كان لديه ثلاثة أبناء وتوفي اثنان منهم بساحات المعركة خارج البلاد.. وسبب قوة العائلة هي صلتهم بكبراء البلاد ، وبالتالي تبقى لعائلة "لان" إبن واحد وهو والد "لان رو" بالطبع، ويمكنك الأن تخيل كمية الفائدة التي ستعود على من سيتزوجها!!
تحدث "سونغ" سابقاً إلى جدها وقد أخبره الجد إنها مفضلته ولا يطيق من يجرحها، وأخبره أيضاً بأنها مخطوبة من شاب يدعى "فينغ لين" وهو لم يتوقع أنه جاد بهذا أبداً!!



دخل "فينغ" سيارة "لان رو" لتقود بدورها سيارتها الحديثة محلية الصنع ذات الدفع الرباعي، اعتقد فينغ إنها ستكون أكثر تباهياً كونها نائبة عميد الجامعة وغنية وتوقع إنها سترتاد سيارة من نوع فاخر "كبي ام دبليوو" أو "أودي" ولكن تواضعها زاد من إعجابه ناحيتها!
تمتمت سائلة بعدما أغلقت "رو" باب السيارة لتقول:
-هل رأيت جدي؟!
نفى لها "فينغ" هازاً رأسه:
-ليس بعد، كما إن هذه المسألة بيننا لا أرغب في أن يتدخل طرف ثالث..
أومأت له "رو" بتفهم لتحمحم قائلة:
-اسمع "فينغ" بصراحة أنا لا أرغب في الزواج بالوقت الحالي..
ابتسم "فينغ" مطمئناً إياها ليقول بدوره:
-لا بأس
وسعت "رو" عينيها فلم تتوقع موافقته بهذه السرعة
-حقا؟!!
وقد حاولت إخفاء تفاجأها لتقول :
-أنا تقليدية للغاية.. قبل أن أفكر في الزواج علي تقبل أن يقوم أحدٌ بإمساك يدي أولا!
قهقهت ليبادلها فينغ بينما يتمتم:
-قلت إنني أركز على الشخصية فقط، باقي الأمور لا تهمني حقاً.
عاش "فينغ" بالخارج لفترة لا بأس بها لأداء بعض المهمات التي تخص الجيش وقد تعايش مع العديد من النساء من مختلف الأشكال والأنواع هناك، فمن ناحية المظهر "رو" تبدو بغاية الجمال مقارنة بهم!
وليكون صادق فـ"رو" هي نوعه المفضل الذي ولطالما رغب به..
جميع من ذهب معهم لمهمات كانوا أنثويات للغاية ولكنه يفضل اللطيفات بدوره..



وبكل حرف يصدره "فينغ" تزداد صدمة "رو"، بل عجزت عن الكلام أيضاً!
هي لن تضيع رجل مثله لتتخذ قرارها وتردف:
-هل يمكنك أن تترك لي رقم هاتفك؟ أرغب في دعوتك للعشاء بيوم ما
تحدثت بخجل يطغي على حروفها ليبتسم "فينغ" مخرجاً هاتفه، هو يشعر بأنها المرأة المعهودة بالفعل.
إن اندمجت شخصيتها مع "ريونغ" فسيتمكن من حل الأمور وإيضاحها لها ومن ثم يتزوجان على الفور.
-لدي بعض الوقت الآن، إذاً لنخرج لتناول الطعام
أخرجت هاتفها لتمرره "لفينغ"، هي حقاً ترغب في التعرف على ذوقه..
حكّ "فينغ" مؤخرة رأسه ليردف قائلاً:
-في الحقيقة لا أملك الكثير من المال..

بعد أن تبادلوا أرقام هواتفهم، أخرج "فينغ" قطعتين من النقود من جيبة ليردف ماداً إياهم للفتاة أمامه:
-في الحقيقة لا أملك سوى هذه العشرين يوان، لا أستطيع إنفاق تلاثون على وجبة الإفطار حتى..

-لا تستطيع إنفاق ثلاثون يوانا...
تمتمت "رو" بصدمة، تعتقد بأنها سمعت بشكل خاطئ، فكيف يمكن أن لا يملك تلاثون يواناً!! هي ليست صعبة الإرضاء ولكنها تستنكر هذا ..
نفت بدورها "لفينغ" لتنطق بابتسامة:
-لا زال بإمكاننا تناول فطور بعشرين يوانًا، أنا لم أتناول طعام إفطاري على أي حال
-هذا رائع إذاً، يمكننا العثور على مطعم معكرونة! فالطبق الواحد لن يتخطى العشرة يوان، سيكون هذا كافياً.
أرجع "فينغ" المال لجيبه مبتسماً ومن أجل أن تتستر "رو" على إحراجها، عدلت نظارتها بلطف قائلة: -حسناً أعرف مطعم يبيع هذا
وبعد فترة وجيزة من الزمن أجرت "رو" مكالمة هاتفيه بتعابير غير مبشرة..



قادت "رو" سيارتها برفقة "فينغ" قاصدين مطعم معكرونة، كان المطعم فارغاً فكلٌ من الطلاب والموظفين مشغولين بهذا الوقت.
دخل كلاهما لتحط أقدامهم بأراضي المطعم ليتخلل صوت "فينغ" أرجاء المكان:
-أعطنا وعاءان من معكرونة اللحم البقري
صاح مخبراً العامل لتردف "رو" بصوتها الرقيق
-أرغب في طبق صغير
أومأ لها "فينغ" ليخبر العامل بدوره:
-وعاء كبير وأخر صغير من فضلك
سجل العامل طلباتهم وسار لداخل المطبخ ليجلس كلا "رو" و"فينغ" على الطاولة متقابلان، حل الصمت بينهما لتقطعه "رو" بينما تحدق بـ"فينغ" بابتسامة:
-بالمناسبة هل لابأس إن سألتك عن عملك؟
بادلها فينغ الابتسامة ليردف:
-لا أعمل فالوقت الحالي، لقد تقاعدت لتوي من عملي كجندي
أجابها ليحل الصمت مرة أخرى لتقطعه هي مجدداً:
-ومنزلك..
ما كادت تكمل حديثها حتى دوى صوتٌ خشن بأرجاء المطعم:
-أيها السيد أعطنا ثمانية أطباق من معكرونة اللحم البقري
نظر "فينغ" و"رو" لمصدر الصوت ليلاحظوا رجلاً ذو لحية بيضاء يحيطه العديد من الرجال الضخام.
نبس أحدهم بينما يحدق بـ"فينغ" بحدة:
-ما الذي تنظر إليه يا هذا؟!

أشار له المتحدث ليجتمع جميع الرجال حول طاولتهم ليقول ذات الرجل بحدة
-أيها الشاب النتن!! كيف تجرأ على النظر إلى الزعيم؟!!
صاح أمامهم الشاب ذو الشعر الأصفر ليرفع ساقه بوقاحة مموضعاً إياها أمام "فينغ" على الطاولة ليعبس "فينغ" بغضب، من الواضح إن الذين أمامه يبحثون عن المتاعب عمداً فهو لا يتذكر إنه أساء لأيٍ منهم من قبل..

احتل الخوف ملامح "رو" لتبتسم بتوتر ناطقة:
-أيها الإخوة نحن أسفين لم نقصد ذلك..

-لا تخافي أيتها الامرأة الجميلة والتي تعرف كيف تتحدث نحن لا نقصدك
قال بوضوح مشيراً "لفينغ" بإصبعه ليتابع:
-إنحني لي تلاث مرات وسأدعك تذهب

-لا يبدوا هذا سيئاً! هل عليا فعلها هنا أم بالخارج؟ لا أريد أن يراني أحد!
قال ساخراً بصوتٍ جهور بينما تحط ابتسامته المستهترة على شفتاه، هل أخيراً التقى بفتاة جيدة ولا يرغب في التهور أمامها.
-لا تجرأ على أن تصرخ أمامي ولا سأقطع لسانك!
تحدث الرجل بقسوة وهنا خمنت "رو" من سماعها لهذا إن هؤلاء الرجال من طرف "سونغ فان"، هي لم تختلط بالذكور كثيراً سوى مرة بسبب العمل تناولت الطعام مع زملائها العاديون ولكن هؤلاء الرجال تقابلهم لأول مرة وهم بهذا العنف، هي تعلم أن "فان" يحبها..
ورغم ذلك لم تنبس "رو" ببنت شفه فقط أرادت أن تراقب لأي مدى ممكن لشجاعة "فينغ" أن تذهب.

وبما إنه لا يوجد مال سيكسبه من هذا فإنحناءه لهم هكذا سيجعلها تشمئز هو بالتأكيد لن يكون رجل يعتمد عليه إن فعل
حدق الرجل بـ"فينغ" بغضب ليتمتم:
-أتعتقد إني أمزح؟! أيها الرجال دمروه!
ولرؤيته لم يتحرك قد استفزه ليؤمر رجاله بذلك ملوحاً بيده
-توقف انتظر لحظة!
صرخ "فينغ" فجأة ليصمت الجميع مناظرين إياه
وبسماعها لهذا شعرت "رو" بخيبة الأمل تتغلغل قلبها فظنته يخشاهم وسيفعل ما طلبوا، ولكن على كل حال عليها أن لا تهتم بهذا فعلى أي حال هي لم تخطط للموافقة على عرض الزواج خاصته..

ابتسم الرئيس بازدراء ليردف بسخرية:
-عليك أن تكون مثيراً للاهتمام، إنحني تلاث مرات بطريقة فريده أريد سماع ضوضاء رجالي
قال ماداً ذراعيه بازدراء

ابتسم "فينغ" إليه ليبدل ناظراه بعدها مطالعاً "لان رو"
-لقد أسأت الفهم
تقدم منه ليكمل قائلاً:
-رغم اني لا امتلك المال حالياً ،إلا اني طبيب سأجني المال سريعاً وستحب ما يمكنني تقديمه لك ودعمك به..
كان فقط يستفزه بقوله بينما يسخر عميقاً.

-هل أنت طبيب
سألت "رو" مرتبكتاً قليلاً، فلما يقول هذا الآن أسيتعاون معهم ؟

-نعم أنا طبيب قديم متخصص في بنية العظام البشرية
وضع "فينغ" يده على ركبة الآخر أمامه تزامناً مع حديثه ليضغط بقوة هناك وما لبث حتى صدى صوت صراخ الرجل بأرجاء المكان

"ما هذا ؟!"
صرخ الرجال بعدما صدى صراخه العالي بالمكان لتبلغ الدهشة الجميع دون استثناء ليسقط الرجل أرضاً بقهر
وما لبث حتى نهض "فينغ" بابتسامة عريضة تشق وجنتاه ليتقدم من الرجل المتألم أمامه ممسكاً بكتفيه ويضغطتان متتاليان دوى صراخه الحاد المكان مجدداً، فقد بلغ الألم حده بجسد الرجل لينهال في نوبة صراخ حاده بينما تكاد عيون الناس تخرج من محاجرها لرؤيتهم هذا !!

أي نوع من الأشخاص هو "فينغ"؟
يكسر العظام بمجرد ضغطه من يده

لم يأخذ منه الأمر سوى ثوانٍ قليلة ليشهد على خلو المكان وهرب الجميع وكان آخرهم ساقطًا على الأرض من هول الذي أراه ولم يستمر الوضع كثيراً فها هو الآن يذهب مسرعاً ..

لم يتبقى سواهم في المطعم لتحدق "لان رو" بـ"فينغ" بشكل لا يصدق..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي