الفصل الثالث عشر

وبالرغم إن "رو" ليست طبيبة إلا إنها على علم بالأساسيات البديهية، العظام والمفاصل قوية للغاية !! كيف استطاع خلعهم وكسرهم بمجرد الضغط! هذا غير طبيعي أبداً.

أمسك "فينغ" برقبة المتألم ليديره ناحية "رو" مطالباً أن تلتفت له
-راقبي هذا
أومأت بدورها دون وعيٍ هازةً برأسها، لتلمح الرجل المتألم خاشياً "فينغ" بينما تملئ وجنتيه الدموع المالحة.

أمسك "فينغ" بالذراع اليسرى مرةً أخرى ضاغطاً عليها لتصدر صوتاً واضح، ولحظات حتى به يتمتم قائلاً:
-ألم تعد تؤلمك؟

ناظره من احتلت الدموع حواف عيناه سابقاً من شدة الألم، ليقول بتفاجئ:
-هاه؟ لم تعد تؤلمني.
كان التفاجؤ يحيط به، ولم يعتدى الأمر دقائق حتى به يضغط عليها مجداً خالعًا إياه، ليصرخ الأخر بدوره:

نظر "فينغ" لـ "رو" بابتسامة جانبيه، ليوجه أنظاره للمتألم أمامه:
-هذا ممتع أليس كذلك؟

ترجاه الأخر بيأس بينما يتمتم:
-أرجوك أعفي عني يا أخي لقد كنت مخطأ! دعني أذهب وسأفعل ما تريد، سأنحني لك!!

تزامن نطقه لأخر حروفه بالانحناء أمام أقدام الأخر، ليطأطئ رأسه تلاث مرات مثيراً للشفقة.
ومع ذلك لم يرف جفن "فينغ" ولازال على قسوته كاملاً
قاطع "فينغ" تصرفاته الغريبة ليقول متسائلاً:
-من الذي أمرك بإزعاجي؟!
وصلت النبرة الحادة لمسامع الرجل ليجيبه فوراً بدوره
-إنه ابن عائلة "سونغ"! أعطاني عشرة آلاف يوان وطلب مني إزعاجك وإهانتك أمام هذه السيدة الشابة، سأرجع له المال رجاءً دعني أذهب
أكمل ركوعه على الأرض باكياً ليعانق قدم "فينغ" بينما يترجاه:
-أخي أرجوك دعني هذا مؤلم

ما كاد "فينغ" أن يتمتم بنيته حتى بـ"رو" تقاطعه:
-"فينغ" أنسى أمره وأتركه لقد لقنته درسه
أومأ "فينغ" برأسه لها ليمسك بمفاصله التي خلعها ضاغطاً عليهم ليختفي الألم الحاد من جسد المصاب وكأنه سلط عليهم بسحرٍ ما!
ورغم إن المصاب لا يزال يشعر ببعض الألم إلا إنه يستطيع التحرك.

انحنى تكراراً مبدئياً شكره:
-أنا أسف شكراً لك أخي، شكراً!
أخرج من جيبه مئة يوان واضعاً إياها على الطاولة ليقول:
-خذها أرجوك والآن سأغادر
لم ينهي حديثه حتى واختفت طلته من الجوار هارباً

جلس "فينغ" بابتسامة مشيراً للنقود
-لدينا المال الآن، لدي لنأخذ وجبة جيدة
ابتسمت له "رو" بينما تعدل نظاراتها قائلة:
-إنسي الأمر الآن، لنأكل المعكرونة
هي تشعر بأن الأخر مثيراً للاهتمام وجداً، ترغب في الغوص فيه بشدة
قررت إنها ستسأل جدها عنه حالما تصل للمنزل..


بعدما تناول كلاهم الطعام معاً ودعت "رو" "فينغ" قائلة بأن لايزال لديها عمل، وأخذ "فينغ" المال واستغرق الأمر منه أكثر من ساعة للوصول للنهر الصغير بالمنطقة الشرقية من المدينة، ليقرر عندها الاتصال بـ "تيان"، وطلب منه المجيء، اليوم الطقس جيد ويمكنه البدء في علاجه باستخدام الأدوية بالطبع!
ولم يستغرق الأمر سوى دقائق حتى توقفت سيارة "بنتلي" سوداء أمامه
فتح "تيان" الباب لينزل مهرولاً لـ"فينغ" بينما يتمتم:
-سيدي لقد جعلتك تنتظر!

نفى له "فينغ" بينما يبرر بدوره:
-لقد وصلت للتو، سأحاول علاجك الآن وسأصف إليك الدواء، تناوله بانتظام لمدة أسبوع وعد إلي
قال تزامناً مع ضغطه الشديد على خصر "تيان"
كان "تيان" سعيداً بعثوره على شخص كـ"فينغ"، سيساعده في الاستقرار بشخصيته المضطربة.

أخرج "فينغ" هاتفه وكتب رسالة ما وأرسلها لـ"تيان" والتي تتضمن وصف الدواء الذي سيستخدم لعلاجه.

وعند رؤيته لهذا تذكر "تيان" أمراً ليصرخ مخاطباً "فينغ":
-سيدي المال جاهز من الأمس، ثلاثمائة مليون كما طلبت

ابتسم له "فينغ" بامتنان ليردف:
-حسناً أرسل شخص ما ليأخذ المال لمنزل "شو" وعليه تسليمه لـ"ريونغ"، تذكر لـ"ريونغ" فقط لا لشخصٍ أخر!!
أوما له الأخر ليقول بدوره:
-حسناً سأفعل هذا
نظر "تيان" للرسالة التي وصلته بعدما انتهى الأخر من علاجه ليبتسم لـه قائلاً:
-حسناً سأرحل الآن

أومأ له "فينغ" ليقول بلطف:
-رافقتك السلامة
انسحب بدوره ليتصل بـ"ريونغ" والتي أجابته بعد مدة وجيزة:
-"فينغ لين"، ماذا حدث معك

تنهد "فينغ" ليقول:
-لا تتحدثي بصلابة هكذا! لقد أحضرت المال وسيصلك قريباً!
أغلق الهاتف بدوره حالما انتهى ليذهب مهرولاً لمنزل "شو" والذي لم يكن بالبعيد على أية حال
تنهد بتذمر طوال الطريق يفكر في الطلاق منها والمغادرة
فهو بشكل غير متوقع قابل "لان رو" وعليه الطلاق من "ريونغ" بأسرع وقت.. ويخطط في الإرتباط رسمياً "برو"..
—-

في قصر "شو"

أغلقت "ريونغ" الهاتف ليبتسم "تشوان" بدوره مخاطباً إياها بنبرةٍ تملؤها السخرية:
"لقد أغلق الخط سريعاً، يبدوا إنه سئم منك ويخطط للهروب!"
وافقته "وانغ" لتبتسم ذات ابتسامته المزدرية لتقول بتعالٍ:
-لقد قلت لكم من البارحة إنه سيهرب

تنهدت "ريونغ" على استهزاء والديها بها لتقول ببرود:
-لقد أسئتم الفهم، لقد قال بأنه حصل على المبلغ وسيأتي إلينا على الفور
حاولت إن تغمر الثقة بصوتها ولكنها لم تكن واثقه بنهاية الأمر، تتمنى أن لا يخذلها "فينغ"..

صدح صوت قهقهة "وانغ" أرجاء المكان لتردف مجدداً:
-يا الهي "ريونغي" هل تصدقين ما يقول!

ما كادت تكمل جملتها القصيرة حتى بحارس المنزل يتقدم إليهم بثبات ليقول:
-سيدي، هناك شخص من عائلة "تشو" أمام البوابة ويدعو أنسة "ريونغ" للقدوم

اندهشت "ريونغ" لتنهض على الفور بينما تتمتم:
-عائلة تشو ؟! أيعقل أن يكون!!

نظر "تشوان" لزوجته "وانغ" التي تبادله باندهاش ليتبادل كلاهما بعض النظرات وما لبثا حتى تقدما بسرعة
نظرت "ريونغ" للرجل ذو القامة القصيرة رفقة الشعر الأقصر والذي يُوحى بأنه في متوسط العمر، استقبلته على عجل لتردف:
-يا الهي إنه أنت سيد "هاي"!
"هاي" المعروف بالقوة البالغة والنفوذ المسيطر، والمال العريق،
كما إنه معروف بكونه رئيس مدينة جيانغ.
عُرفت عائلة "هاي" بكرههم للتجارة والأعمال ولكن خبرة "هاي" وحكمتهم أدت لجعلهم أغنى أغنياء البلاد!
فقط في بضع سنوات ارتفعت أسهمهم بشكل لا يصدق!

أحتلت الصدمة ملامح "تشوان" وزوجته، لم يتوقعوا بحياتهم رؤية شخصٍ كهاي أمام منزلهم ويطلب رؤيتهم، قطع لحظاتهم المصعوقة ليردف بصوته الأجش:
-سيدة "ريونغ"، لدي أمانة ثلاثمائة مليون لكِ هنا، أمر سيدي بذلك من أجلك فقط
قال مزيداً من صدمة العائلة أمامه ليحمل أوراق ووثائق سارياً أمامهم بابتسامة
-سيدي ؟ أنت "هاي تيان" حقاً؟!
لا تكاد "ريونغ" تصدق عينيها
"فينغ" حقاً لم يخذلها وأحضر مالاً كهذا لها!!
و جعل عائلاتها على وثاق مع عائلة "هاي" أيضاً!!

-تفضل بالدخول سيد "تيان" من فضلك
كان "تشوان" متحمساً للحديث معه ودعاه على عجل



وحتى بعد توقيع الوثائق واستلام عائلتها للمال رسمياً لازال الذهول يطغي على وجه "ريونغ"
فبعد مغادرة "هاي" لا تزال تجلس بمكانها تحدق بالفراغ
وبعد وقتٍ لم يكن بالطويل أضاء هاتفها معلناً على مكالمة لترد سريعاً

-حصلتِ على المال أليس كذلك؟
لم تهتم لحروفه لأنها شعرت بظله يقف خلفه لتلتفت فوراً بينما تناظره يحمل هاتفه بابتسامة
-"فينغ"!!
صرخت بعدما رمت هاتفها لترتمي بين يداه تحتضنه
أبتسم فينغ" بينما يبادلها العناق الدافئ ليناظر إلى "وانغ" تالياً :
-لقد وفيت بوعدي، الآن دورك

نظرت له بشك لتردف سريعاً:
-هل أنت حقاً من فعلت ذلك، لربما تكون "زيينغ" من فعلت هذا!!
أعتقد "تشوان" أيضاً بأنها من الممكن أن تكون صديقة ابنتهم هي من فعلت، فهي ابنة "تيان" بالفعل

أخبرها "تشوان" ملمحاً من قبل عن رغبته في التعارف مع عائلتها أكثر من مرة
وقد طلبت "زيينغ" من والدها أن يحقق رغبة والد صديقتها ولكنه رفض لسبب غير معروف

ولكن هذه المرة لربما إلحاح "زيينغ" هو ما جعل "تيان" يوافق
قاطع شروده صوت فينغ المتقدم بينما يتخلله بعض الغضب:
-بغض النظر عن من أرسل المال هو قد وصل لكِ بالفعل لدى عليك أن توفي بوعدك!

نظر له "وانغ" باستخفاف لتردف دون مبالاة:
-هذه لا تحسب، أنت لم تحظر المال بل "زيينغ" لدى أحضر غيره

عانقت ذراعيه بينما تقول باستحقار ليردف "فينغ" بينما يرص على أسنانه بحمق:
-لا تختبري صبري! لا يمكنك أن تخدعي الناس بحيلك الملتوية!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي