الفصل الرابع عشر

-الصبر؟ وما هو مقدار صبرك؟ لا تضحكني، صبي فقير من قرية نائية يعتقد نفسه بالغ الآن ويتحدث
حادثه "وانغ" باستحقار، لتشير إليه بازدراء تام مكملة:
-عليك أن تعتمد على نفسك وقدراتك في الحصول على المال، والا إنسي أمر ابنتي!

صرخت عليها "ريونغ" بقهر بينما تجتمع الدموع في عينيها
-أمي لقد أسئت الفهم حقاً ! ولما تعاملينه هكذا ألا تشعرين بالعار من نفسك ؟! فقط تركضين وراء النقود!!

قطبت "وانغ" حاجبيها بانزعاج بينما تمسك بذراع زوجها "تشوان" وتقول مدعيةً القهر:
-أنظر إلى ابنتك التي ربيتها كيف تتحدث معي!
تنهد "تشوان" بدوره بعمق، ففي الواقع لم يتوقع أيٌ منه أن "فينغ" سيحصل على المال بالفعل.

تحدث جميعهم حول الموضوع بالبارحة، وقد اتفقوا على نسيان أمرهم فكان من المستحيل أن يحصل على هذا المبلغ بهذا الوقت
وكانوا يعتقدون بأنه سيغتنم الفرصة ويهرب..

قاطعت "ريونغ" الصمت المتواجد في المكان لتردف:
-"فينغ" هيا بنا لنذهب! لا أريد التواجد في منزل كهذا أكثر، لا يعرفون معنى العائلة!

لقد كُسرت "ريونغ" بشدة بالفعل، كونها الفتاة المدللة التي لطالما حصلت على حب الجميع والتي تنكسر الآن بقوة بعدما أدركت إنها مجرد فائدة لعائلتهم سيبيعونها في أية لحظة جعلها تنهار

عائلتها ستفعل أي شيء من أجل المال، هي أدركت هذا بالفعل
كما إنهم باعوا "سونغ كيمينغ" فوراً من أجل المال والذي كانوا يدعون حبه الشديد..

جرت "ريونغ" "فينغ" وراءها من يده، وقبل خروجه تابعاً إياها لم ينسى أن يلقي بنظراته الكارهة اتجاه من يدعون الأبوة

لقد خيبوا أمله كثيراً



استقل كلاهما الحافلة مستعدين للمغادرة، لينظر "فينغ" لـ"ريونغ" التي لا تزال الدموع تهاجم عينيها، أقترب منها واضعاً ذراعاه حول كتفيها مبتسماً ليقول:
-الناس الجميلون يبدون في غاية الجمال حتى بملابس المنزل الرياضية السوداء

غمز لها نهاية حديثه يقصدها لتخجل "ريونغ" بدورها بينما تنفخ خديها وتمسح دموعها
"لا تخجلي"
قهقه على لون خديها اللتان تحولتا إلى الأحمر القاتم وبينما كان على صداد إزعاجها أكثر صدح صوت هاتفه الأجواء ليسحبه وقد وجد المتصل "رو"

-مرحباً!
أجابها "فينغ" باعتياد ليداهمه صوتها المتسائل

-"فينغ" لقد سمع جدي بأنك أتيت لـ"جينغاشي" ويرغب في رؤيتك، متى ستكون متفرغ؟
سألت "لان رو" ليجيبها بدوره

-لدي بعض الوقت هذه الأيام

ابتسمت "رو" بدورها لتقول بهدوء:
-حسناً أرسل لي عنوانك وسأقلك بعد ظهر اليوم

وافقها "فينغ" ليردف متمتماً:
-حسناً أنسة "لان رو" أراك لاحقاً
أنهى "فينغ" مكالمته مغلقاً الهاتف لتتمتم "ريونغ" متسائلة :
-لان رو؟
تغيرت نظرات "ريونغ" بالكامل إلى القاتمة ذات البرود القاتم ليستغرب "فينغ" وما كاد يعلق حتى تساءلت مكملة:
-هل تعرفها؟

أجابها "فينغ" مومئاً:
-نعم إنها أيضاً خطيبتي، إنها امرأة طيبة
قال "فينغ" بصراحة فبعد كل شيء علاقته بـ"ريونغ" مجرد صفقة
وعندما تتخلص من "كيمينغ" بالكامل ستنتهي مهمتهم

شخرت "ريونغ" لتخطف هاتف "فينغ" بينما يديها متفحصةً جهات الاتصال لتتحقق من أخر رقم وقد كان مألوفاً بالفعل!

الشخص الذي حادثه "فينغ" كان "رو" بالفعل
هو صادق حقا!

-أنت، أنت ولا..لان رو ماذ..ماذا تقصد "فينغ"
أخفضت "ريونغ" رأسها لتتساقط دموعها من جديد للمرة الثانية على التوالي

انجذبت أنظار الركاب إليهم بالفعل، وخلاصةً الرجال منهم متسائلين من جعل هذه الجميلة تبكي

-ما خطبك؟
تمتم بخفوت متوترا فهو لم يستطع أن يفهم ما بها لتجيبه بحده محاولتاً السيطرة على دموعها
-أنا و "رو" لدينا عقد زواج معك الآن، أنت وعدتني أن تبقى معي ووعدتها أن تذهب إليها! هل تقول إني لست كافية وأقل شأناً منها؟!!"

مسحت دموعها بعنف لتردف متظاهرتاً بالبرود:
-أنا لا ألومك هذا طبيعي للغاية ! فكيف يمكن أن تقارن بين عائلتي وعائلتها أصلاً!

-لا علاقة لعائلتك بالموضوع، قلت لكِ فقط إني أحب النساء الكبيرات اللطيفات
شرح لها "فينغ" لتقاطعه هي بصخب وكانت تبدوا كالمجنونة لحظتها

"النساء الكبيرات؟ يا الهي هذا مضحك"

دحرج "فينغ" عيناه بقهر، ولكنه ارتاح لسماعه قهقهاتها على الأقل:
-هل جننتي ؟! تارة تضحكين تارة أخرى تبكين ما خطبك؟"

"نكتتك مضحكة للغاية" أردفت تقهقه بخفه لتكمل قائلة:
-كما إننا درسنا معاً من الابتدائي حتى المدرسة الثانوية، لقد دخنت وشربت وفعلت كل شيء ولا تزال تنعتها باللطيفة؟!

هي حقاً لم تتحدث عن أحد هكذا من قبل ولا تعرف ما خطبها
هي لا تحب "رو" من الأصل والآن كرهتها أكثر ولا تستطيع تفسير الأمر لنفسها حتى..

عبس "فينغ" بغير رضى ليتمتم:
-"ريونغ"! هذا خاطئ لا يمكنك أن تشوهي سمعة الأخرين حتى وإن كنتِ لا تحبينهم!

وسعت "ريونغ" عينيها فـ"فينغ" يبدوا حقا معميًا حولها
-أنا أشوه سمعتها؟! إن كنت لا تصدقني يمكنك أن تساءل "يينغ" فقد كنا ندرس مع بعضنا لفترة طويلة، لقد كانت "رو" متنمرة وعادة ما تجلب "يينغ" طعامها معها فتمسك بها رو وتأخذه منها!

كانت "ريونغ" تتحدث بحدة ويبدو عليها الغضب، هي لا تهتم بماضي طفولتها بالمدرسة الابتدائية ولكن مواقف "رو" لا يمكنها أن تنساها وتنسى بطشها
وفي المدرسة الإعدادية نالت "ريونغ "الترتيب الأول بالامتحان وبمجرد حصول "رو" على الثاني داهمتها هي ومجموعة من الفتيات بالحمام وقاموا بضربها، ومع ذلك كانت "ريونغ" ذو شخصية قوية ولم تخف منهم إطلاقاً
وبالنسبة للمدرسة الثانوية كانوا جميعهم قد بلغوا ولم تحصل العديد من الخلافات.

نظر لها "فينغ" وابتسم بغير تصديق، لا يمكن لـ"رو" اللطيفة أن تكون هكذا

التفت إليه "ريونغ" بينما تطالعه بحدة لتقول:
-"فينغ"، دعها تواجهني الآن!
قالت ببرود ممتزج بالغضب لينفي "فينغ" بدوره
-لا لن أفعل ليس من الجيد أن تقابليها لا أريد أن يحدث سوء فهم الآن
قال هازاً رأسه لتقهقه "ريونغ" بسخرية

-أنت!
صرخت به بحدة لتكمل:
-من المستحيل أن أتركك نحن متزوجين!

قطب "فينغ" حاجباه مذكراً إياها:
-إنه زواج مزيف

ناظرته بغضب لتكمل:
-ومن قال ذلك؟ لقد حصلت على جميع الوثائق والشهادات وإن لم أوافق على أن أطلقك لن تكونا معاً أبداً!!"
رفعت وجهها الجميل تحدق به بانتصار

"هذا صحيح ولكن"
ناظرها "فينغ" بسخرية مبادلاً إياها ليقول مكملاً
"تعدد الزوجات أصبح قانونياً الآن، إنه خيارٌ جيد!"
نظر "فينغ" لوجهها المصعوق الذي يوحى عليه الغضب
ليكون صريحاً "ريونغ" أجمل بمراحل من رو

استدارت "ريونغ" بعصبية تطالع النافذة لتردف:
-يا لك من حقير وقح!

...

عاد كلاهما لمنزل "فينغ" ولم تكن "تانغ" بالمنزل المقابل فقد قالت بالصباح إنها ستبحث عن وظيفة لتعيل عائلتها الصغيرة

فتح "فينغ" باب المنزل لتدخل "ريونغ" مرميةً بنفسها على الأريكة بتعب
أخبر "فينغ" "رو" بالعنوان وبقى ينتظرها

وفي الظهيرة قد قرر "فينغ" أن يذهب لمتجر الكعك حيث تشتغل "كيان" إبنة "تانغ" مقرراً شراء المزيد فمذاقها جيد وبها العديد من اللحوم.

أما "ريونغ" بقت جالسة على الأريكة تقلب هاتفها وتفكر في خطوتها القادمة
وقد تخلل أذنها فجأة صوت سيارة بالخارج ولكنها لم تهتم لذلك ولم تمضي عدة ثواني حتى دخلت "رو" بأناقتها الكاملة مرتديةً تنوره سوداء ونظارة ذهبية اللون.

-المعذرة أيعيش "فينغ" هنا؟
اعتدلت "ريونغ" بجلستها بينما تتمتم

-لقد خرج "فينغ" لشراء الغداء
لم تكمل "ريونغ" أجابتها حتى تصمت مصعوقة ويتغير لون وجهها
هذا الصوت مألوف للغاية..
ركزت بها وقد شعرت بأنها امرأة مألوفة للغاية تقف عند الباب

-"لان رو" إنها أنتِ حقاً!!
أشارت "ريونغ" لها بحدة بينما ترمقها بكراهية

قطبت "رو" حاجبيها لتردف:
-لماذا أنتِ هنا؟؟!

ناظرتها "ريونغ" ببرود لتردف باستهزاء:
-أنا هنا لفضحك يا لك من حقيرة تخدعين "فينغ"، سأوقفك بالتأكيد أيتها الغبية

تقدمت "رو" لتخلع نظارتها وقد تغير مزاجها بالكامل لتردف بحدة بينما تطالعها بغضب:
-يا الهي إنها "ريونغ" العصبية خذي نفس عزيزتي
لطالما كانت شخصية "ريونغ" موضوع سخرية "رو" من أيام الطفولة، هي كانت تكن لها الكثير من الكره والحسد ولازالت تفعل..


لم تكن "ريونغ" تهتم لنقص "رو" ولا تفعل حتى الآن لتردف بسخرية وبرود بتعابير غير مبالية:
-أنصحك بالخروج وعدم الحوم حول "فينغ" مجدداً فهو لديه شخص بالفعل وهو أنا

تظاهرت "رو" بعدم المبالاة لتقول:
-مثير للاهتمام.

هي بالفعل مضطربة ناحية "فينغ" كل يوم يزداد غرابة أكثر بالنسبة لها، وتحاول أن تكشف أي نوعٍ من الشخصيات هو..

هي تشعر بالغيرة و الحقد الكبير اتجاه "ريونغ"،والتي عُرفت ببرودها والذي لطالما أزعج الأخرى.

صدح صوت "فينغ" الأرجاء ليدخل قائلاً:
-هل الأنسة "رو" هنا؟

وعندما سمعت "رو" صوته فركت عينيها على الفور بينما تدعي البكاء لتقول:
-توقفي لما تقولين هذا لي؟!
وسع "فينغ" عيناه ليتقدم سريعاً مناظراً "رو" التي تحيط عيناها الدموع ليردف بغضب موبخاً :
-ماذا فعلت لها "ريونغ" ؟! هل جننتي!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي