شعر تشانغ يي أن حياته رائعة.
أقام حفلته الفردية الثانية والثلاثين في الشهر الماضي.
قبل عدة أيام تمت دعوته إلى العشاء من قبل الأمين العام للأمم المتحدة
وبالأمس، تمت دعوته ليكون القائد لأفلام الخيال العلمي ثلاثية الأبعاد بهوليوود "Railway Guerrillas" وبصفته فنان متميز، كان لديه مشاعر مضاربة.
هل شعر بأي ندم في حياته؟ لا، بل كانت حياته مثالية. إن عادة التفاخر تلك هي لعادة السيئة الوحيدة التي لم يتمكن من التخلص منها.
لحظة …. إن كل ما ذكر سابقاً كان هراء.
في الواقع، كان تشانغ حديث التخرج. فهو شخص عادي جدا في هذا العالم. وحلمه أن يصبح من المشاهير، سواء كان مقدم برامج أو مغني أو مؤلفاً، فقد أراد أن يصبح مشهوراً بأي شكل. كان هدفه عالياً جداً. لم يكن يطمح أن يكون نجم مشهور فقط، بل أفضل نجم في العالم.
وكان هذا هدف حياته، ولم يتخلى عن تلك الفكرة أبدا، غداً سوف يُجري مقابلة في محطة إذاعية ولكنه لا يزال يفتقر إلى الثقة ولم يكن متأكد مما إذا كان سينجح أم لا.
ربما بسبب نومه متأخراً الليلة الماضية، هو يحلم أثناء الليلة أثناء نومه بأنه داخل لعبة وكلمات تومض في مخيلته.
(جاري تثبيت اللعبة...)
(مصادقة اللاعب...)
(تم تثبيت اللعبة، أنت اللاعب الوحيد، هذه لعبة تساعد اللاعب على تحقيق أحلامه، تم التحقق من أحلام اللاعب وأهدافه، اكتمل إعداد اللعبة، اكتملت اللعبة – الهدف – ساعد اللاعب على أن يصبح أكبر نجم في العالم)
(مستوى الصعوبة: الحد الأقصى)

(أرجو الانتظار، اختيار حزمة مساعدات لاعب جديد عشوائيا)
(الجائزة "تغيير خلفية العالم الحالي بشكل عشوائي")
(بدأ العد التنازلي ...5 ...4 ... 3… 2 ... 1... بدأت اللعبة)
…
تغير العالم
بكين
في صباح اليوم التالي، في منزل تشانغ استيقظ تشانغ للتو ولكن مازال يتساءل عن حلم الليلة الماضية، قام بتشغيل التلفزيون لمتابعة الأخبار، ثم أدرك فجأة أنه يوجد خاتماً فضياً في خنصره الأيسر، ومن الواضح انه لم يكن له، حاول بأقصي ما عنده أن يخلعه ولكن دون جدوى.
وأثناء فرك سطح الخاتم ظهرت فجأة شاشة افتراضية قابلة للمس، كتب عليها بنفس حجم الخط الذي كان في حلمه "خاتم اللعبة جاهز، حزمة مساعدات جديدة للاعبين"
جاري تجهيز خلفية العالم الحالي بشكل عشوائي.

وبدء العد التنازلي ..

ثلاثون ثانية…

ثانيتين…

ثانية واحدة…

تم زيادة حزمة المساعدات…

بعد ذلك رأى تشانغ مشهداً ينذر بالخطر.

بدأ هاتفه ماركة HTC الذي القاه على السرير بالتغير المستمر في شكله حتى تغيرت كلمة HTC إلى TCC، ولم يلاحظ كل تلك التغيرات التي حدثت من حوله، حيث أن العديد من الأشياء داخل منزله أصبحت تخضع للتغيير.

وأكثر ما ازعج تشانغ هو التغيرات التى حدثت للتلفاز وتحولت العلامة التجارية من Changhong إلى Feitian العلامة التي لم يسمع عنها من قبل، وليس ذلك وحسب بل تغير المحتوى الذي يتم بثه على التلفزيون أيضا!

　　"برنامج المنوعات الجديد 'تلفزيون مانجو' يحطم نسبة مشاهدة 1%"
　　
　　"أحدث أفلام يوو يانغ فلم 'الفتاة العذراء' حطم 500 مليون في شباك التذاكر"

　　"فشلت الأغنية الجديدة للملكة الملائكية زانق يانقي مرة أخرى، ستركز على صناعة السينما من الآن فصاعداً"

　　"بالأمس بيعت أعمال الفنانة العالمية الشهيرة 'بلو سكاي' بالمزاد العلني في أمريكا"

　　"خصص العديد من المقيمين في دائرة الترفيه، أغاني للملك الأكثر تأثيراً في الأفلام في القرن العشرين، الذكرى العاشرة لحفل تشن ويشي"

نظر تشانغ إلى كل هذا لفترة عشرة دقائق في حالة من الصدمة، وما زال لا يفهم ما يحدث معه، كيف غير التلفزيون والهاتف علامتهم التجارية؟

الملكة الملائكية زانق يانقي!

متى كان هناك ملكة ملائكية تدعي زانق يانقي؟!

حفل الذكرى العاشرة؟!

من أين جاء تشن ويشي هذا؟!

كيف لم أسمع به؟

هل يكمن أن تكون زانق زييِّ قد غيرت اسمها المسرحي؟!

أي نوع من الأفلام فلم الفتاة العذراء!

هل كان فيلم قام بأداء البطولة فيه "باي يانيونغ"؟!

متى تم بدأ تصوير الأفلام؟!

نهض تشانغ مفزوعاً من السرير، وذهب لفتح الستائر ورأى أن كل شئ تغير فى الخارج، اختفت الشجرتان القديمتان على جانب الطريق وتم استبدالهم بزهرة، وتحول مبنى شاهق على مسافة بعيدة إلى مبنى أقصر ولم يتبق منه سوء سته طوابق، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، بل تغيرت الوان المباني وتغيرت مواقعها بمهارة، بل تغير أيضاً لون الدرج إلى اللون الأبيض المائل إلى البني.


صوت ما صدح بجانبه: تم الأنتهاء من زيادة المساعدات!

ثم أضاف الصوت: ملاحظة؛ تم تغيير خلفية العالم الحقيقي إلى توازن نظري.

توجه تشانغ بوجهه الشاحب لألتقاط الهاتف المجهول ونظر إلى التاريخ والوقت وكانا صحيحين، كان اليوم هو اليوم الذي بعد تخرجه بشهرين من الكلية. وبعد تقليب بضع من الصفحات في جهات الاتصال اتصل عن قصد بعدد قليل من الأشخاص. وكان أصدقائه المقربون على حالهم ولكن كيف يمكن تفسير التغييرات في البيئة المحيطة به؟ وما هذا الخاتم الموجود في إصبعه؟ هل غير خاتم اللعبة الحقيقة حقا؟

لم يستطع تشانغ تصديق ذلك وذهب إلى جاز الحاسوب الخاص به للتحقق من الإنترنت، وكلما تصفح أكثر كلما زاد خوفه.

لقد تغير!
لقد تغير كل شيء حقاً!

لم يكن هناك أشخاص من مقدمي البرامج مثل "هي زونق" أو "كسو نا"، ولا مغنين مثل إيسون تشين أو جاكي تشيونغ، كما لم يعد هناك ممثلين في صناعة السينما مثل زوجانق أو فيق سن هوقل.

ولم يعد هناك رسامين مثل كي باشي أو بابلو بيكاسو في الصين أو غيرها من الدول الأجنبية.

　　أغاني بورتربيد؟
　　روايات مو يان؟
　　مقطوعات موسيقية لبيتهوفن؟
　　فيلم المتحولون؟
　　لوحة المونا ليزا؟

لقد ذهبوا جميعاً!

تساءل تشانغ كيف تغيرت كل تلك الأشياء عشوائياً بواسطة اللعبة الغير معروفة تلك، وهل هو اللاعب الوحيد؟ ورغم كل ذلك كيف أصبح الواقع داخل اللعبة؟

وما نوع هذه اللعبة؟
"كونترا" أم "سوبر ماريو"؟
هل هذا ما يحدث حوله مثل تلك الألعاب! أن يستخدم رأسة لتحطيم الحائط، ويأكل الهدايا مما يجعله أكبر؟

بالطبع، كانت هناك أشياء لم تتغير مثل الشخصيات التاريخية والبيئة الأجتماعية والمواد الأستهلاكية مثل مكرونة سريعة التحضير، وبعض العلامات التجارية مثل علامة LV، والعديد من الأشياء التي لم تعدل بعد، هل هذا يسمى عشوائية؟


حدث شىء خارق للطبيعة!
يا ألهي ما الذي يحدث؟

في تلك اللحظة، سمع تشانغ شخص بالخارج يطرق الباب بضربات عالية جداً ويطرق الباب بقوة كبيرة؟
خمن تشانج من بالباب وتظاهر بعدم سماعه؟
بعد أن طرق الشخص الباب عدة مرات، سمع صوت طقطقة المفاتيح وفُتح الباب فجأة!

نظر تشانج إلى الشخص الذي دخل، كان يعتقد أنه على الرغم من أن العالم يتغير من حوله فإن الأشخاص لم يتغيروا بعد.
بدأت تخطوا أمرأة في الثلاتين من عمرها. وكانت جميلة جداً ولكن وصف كلمة جميلة جداً لا يصف جمالها بالمعنى الصحيح، أو يعطي حق جمالها. يبدو أنها انتهت من غسل شعرها للتو وكانت رأسها لاتزال ملفوفة بمنشفة بيضاء، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع إخفاء جمالها الذي يطيح بالعقول، وكشفت عن بشرتها الناعمة.

ومع ذلك لا يمكن لأي أنسان أن يفهم خبث تلك المرأة إلا من خلال التعامل معها بصفة دائمة لبضعة أيام. فإذا لم تكن كذلك، فكيف يمكنها أن تظل غير متزوجة في هذا العمر؟

عندما رأت "رو ايمين" تشانغ داخل المنزل ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت " عزيزي، هل تحاول لعب الغميضة معي؟ لماذا لم تستجيب عندما كنت أطرق الباب؟

أصبح تشامج محرجاً قليلاً "يبدو أن صاحبة اللعبة أتت"
جلست رو في مؤخرة غرفة المعيشة. وصدمت الآلة الحاسبة على الطاولة ظن أنها تحطمت، شاهد تشانغ الآلة الحاسبة خاصته وكانت من علامة تجارية Casio ولكنها تحولت أيضاً إلى علامة أخرى لم يعرفها تبدأ بحرف K.

وتحدث إلى نفسة 'لماذا لم تخبرني بسبب وجودها هنا؟'

"أنا هنا لتحصيل الأيجار!"

بدأت تكتب على الآلة الحاسبة بطريقة ماهرة جداً وقالت: "لم تقم بتسليم إيجار هذا الشهر، فبعد إضافة مرافق الشهر الماضي يصبح الإجمالي 2582. لقد ذكرتك عدة مرات لا يسمح بأقل من سنت واحد!، لقد سمحت لك يا صغيري أن تدفع الإيجار شهرياً لأنك من بكين، واسأل من حولك ما المكان الذي لن يطلب منك دفع تأمين لمدة ثلاثة أشهر؟ لتعرف ما مقدار المعاملة الخاصة التي قدمتها لك؟"

ابتسم تشانغ بسخربة: "من فضلك أعطني بضعة أيام أخرى ليس لدي أي نقود في متناول يدي الآن. بمجرد أن أجد وظيفة سوف أعطيك الإيجار"

أشارت رو بأصبعها قائلة: "إذا لم يكن لديك أموال فأخرج الآن؟"

ترجاها تشانغ وقال لها: "أنتِ تعلمين وضعي المالي، إن الذي قدمته لك سابقاً كان كل المال الذي لدي، إذا كنت ستطردينني بعيداً سوف أعود إلى والداي، ولكني أخبرتهم أنني سأتخرج وأكون مستقلا بمجرد تخرجي. كيف أعود اليهم بهذا الوجه؟"

ثم تنهد وأضاف: "سيدتي انظري إلى المبنى جميع الشقق السكنية والتجارية هي ملك لك، ثروتك لا ينقصها هذا المبلغ القليل من المال! وكما أن لدي مقابلة في محطة تلفزيون بكين بعد ظهر اليوم، إذا أصبحت مذيعاً فسأعطيك الإيجار بمجرد حصولي على راتبي."

نظرت إليه رون وقالت بإزدراء: "أنت؟ تصبح مذيع! أنظر إلى مظهرك، من سيلتفت إليك ضمن حشود الناس؟ أنت تحلم فقط بأن تصبح نجماً طوال الوقت، هل تعتقد أنه من السهل أن تصبح مشهوراً؟ إذا كنت تستطيع أن تصبح مذيعاً بهذه السهولة لكان هناك اشخاص قبلك قد فعلوا ذلك."

لم يجبها فأضافت: "سأخرجك من الشقة في احتفال مهرجان الربيع غداً؟!"

قال تشانغ: "امهليني بضعة أيام أخرى، أنا …"

تجاهلته رو: "مستحيل"

قال تشانغ: "ألا تري أنني لم أتناول وجبة الأفطار على الأطلاق خلال الأيام القليلة الماضية، ليس لدي ما يكفي من المال حقاً"

"لا أهتم أن كنت تأكل أم لا" قالت رو ذلك بتعبير غير أنساني.

وبعد حديث طويل تمكن من إقناع صاحبة المنزل بالمغادرة. ولكن بعد عشر دقائق عادت رو مرة أخرى ولم تطرق الباب ولكن استخدمت المفاتيح على الفور لفتح الباب.

اعتقد تشانغ أن رو أتت إلى هنا للمطالبةب أموالها مجددا وقال: "سيدتي، أنا ..."

القت رو وجبة فطور على المنضدة وقالت: "لم استطع تناولها بمفردي يا فتى، لقد حالفك الحظ. دعني أخبرك، على الرغم من أن الوظائف ليست سهلة هذه الأيام فأنت لاتزال حديث التخرج من كلية الأعلام، كيف لا يمكنك الحصول على وظيفة لتغطية نفقاتك؟ توقف عن التعلق بشجرة واحدة حتي لا تسقط"

تفاجأ تشانج ورد مسرعاً: "شكراً لك، لقد فهمت"

ادارت رو وجهها الجميل وغادرت ثم أغلقت الباب بقوة،
شعر تشانج بدفء في قلبه ونظر إلى الأفطار على المنضدة كان لا يزال ساخنا، من الواضح أنها لم تكن بقايا طعام من رو.
'إنه بالتأكيد شيئاً نزلت لشرائة بشكل خاص بعد أن سمعت ما قلته لها أني لم أتناول وجبة الأفطار لبضعة أيام.'

عرف تشانغ أن رو كانت انسانة طيبة من داخلها ولكن وجهها لا يظهر ذلك. لقد فهم ما تعنية الأخت رو.
كان تشانغ يحلم بتحقيق حلمه منذ الصغر أراد أن يقف على خشبة المسرح أمام الجمهور، ولم يفكر في القيام بوظائف يكون بها خلف الكواليس.

خرج تشانغ من شقته وركب المصعد إلى الطابق السفلي ثم إلى الخارج.

نظر تشانغ في الشارع إلى كل مكان، أدرك أن الطريق مألوفاً ولكنه غريب في نفس الوقت، كانت الإعلانات التجارية على لوحات الإعلانات لمشاهير لم يعرفهم. كانت المحلات التجارية تعزف الموسيقى الشعبية المشهورة والتى لم يسمع بها تشانغ من قبل. وعلى الرغم من السير في ذلك الشارع إلا أنه لم يستطع التكيف مع العالم المتغير من حوله ويمكن القول أن العالم لم يكن كما كان من قبل.

إنه شهر أغسطس ولا يزال الهواء ساخناً ومزعجاً.

فرغم كل هذا، فإن تشانغ خريج جامعة مرموقة وبالطبع لم يقبل تلك التغيرات في الواقع بسهولة، لم يعد المجتمع اليوم يؤمن بالخرافات إنما يؤمن بالعلم المادي وكونك مؤمن بالخرافات لا يجلب سوى الأذى، كان هذا يعلمه كل طالب في المدارس الأبتدائية جيدا، وعلى هذا النحو سحب تشانغ عملة يوان واحدة ورمي بها في الهواء ليعلم إذا كان هذا العالم تغير في اللعبة أم ماذا؟

ولكن العملة هبطت على الأرض!

اتسعت عين تشانغ، لم يكن الأمر مزيفا كل شئ كان حقيقي هنا!!