الفصل الثالث أنا لست شخصًا جيدًا؟

لم يرغب هاو رن في الكشف عن الوشم الغريب عليه فسحب يده على الفور

وفجأة، مددت الفتاة الجميلة يدها مرة أخرى ووضعتها على معدة هاو رين كما لو كانت تحاول أن تشعر بشيء ما

هتف هاو رن وهو يحاول إبعاد يدها عنه ولكنه لم ينجح في الأمر فقال :
نحن في الأماكن العامة، هل من الضروري حقًا أن تلمسي معدتي ؟

في هذا الوقت لم يختف الحشد تمامًا بعد. وما يزال الكثير ينتظرون حدوث المزيد بالنسبة لفتاة صغيرة في هذا العم ، فإن استخدام مثل هذه التدابير المذهلة للعثور على شخص ما في الجامعة هذا الآمر يجعل الآخرين يفكرون في جميع أنواع الأشياء.

هتف أحد الأشخاص :
أنتما الاثنان، أياً كانت مشكلتكم قوموا بحلها في مكان آخر

ولم يكن تشاو جيايي قادراً علي تفريق الحشد بالكامل  حاول إيجاد طريقة أخرى لمساعدة هاو رن على الخروج.

هتف تشاو جيايي :
أيتها الفتاة الصغيرة لقد وجدت هاو رن الآن، أعتقد أنه هناك سوء التفاهم بينكما، هو هاو رن وانتي ما اسمك ؟

أجابته الفتاة :
أولاً لا تناديني بفتاة صغيرة اممم وهل هو شخص جيد؟ لا أعتقد أنه يبدو كشخص صالح ولو قليل!
وحين ألقت الفتاة الجميلة نظرة علي هاو رن،
صرخت به :
انت لن تغادر حتى تعيد لي ما هو ملكي

(تذكير، نطق "هاو رين" يشبه إلى حد كبير نطق "شخص جيد" في اللغة الصينية الماندرين.)

أمسك هاو رن الفتاة الجميلة من معصمها وتحرك بها ناحية المبنى الأكاديمي وهو يقول :
حسنا حسنا. فلنتحدث في مكان آخر !

بما أن الإثارة والاهتمام قد تلاشى، لم يحاول أحد ملاحقتهم بعد فترة قصيرة من الركض
ترك هاو رن معصم الفتاة الصغير الرقيق وقال :
أوه من فضلك، لماذا فعلتي هذه الضجة الكبيرة ؟ أنا حقا لم آخذ أي شيء منك 

هتفت وعينيها مُعلقة علي هاو رن ولم يبد تعابيرها هذه أي إشارة على رغبتها في الاستسلام :
مَن تحاول أن تخدع ؟ كيف تفسر الأنماط على معصمك ؟

يجب أن يكون هذا ما يسمى بالفجوة بين الأجيال ، بالنظر إلى هذه الفتاة الصغيرة غير المعقولة التي يبدو أنها أصغر منه بأربع أو خمس سنوات شعر هاو رن أنه لا توجد طريقة للوصول إليها وقال بعصبية :
أولاً لم آخذ أي شيء من أشيائك. ثانياً أنقذت حياتك بالأمس  ليس فقط أنك لم تكوني ممتنة لذلك بل قومتي بضربي. ثالثًا لقد نبهتي المدرسة بأكملها وقومتي بتسبب ضجة كبيرة لأيجادي
كيف لي أن أعيش هنا بعد ذلك؟

واصلت الفتاة التحديق في هاو رن وهي تعيد بعناد : أعيد فقط هذا الشيء إلي وكل هذا سيختفي

تكرارها المستمر لنفس الطلب دفع هاو رن إلى الجنون.

هتف هاو رن وهو يحاول الهروب من الفتاة :
أي ... أيا كان. أنا سأذهب لتناول الطعام
أنهى كلماته ثم اتجه إلى كافتيريا كلير ستريم التي كانت الأقرب إلى المنطقة الأكاديمية.

ومع ذلك، تابعته الفتاة الصغيرة الجميلة عن كثب وحافظت على تعبير وجهها المستمر

بعد دخوله الكافيتريا، وقف هاو رن في طابور لشراء الطعام ومع ذلك الفتاة الجميلة الصغيرة كانت تمسك به مثل حلوى النوغة، وتتبع كل خطواته.

حتى عندما أخرج هاو رن بطاقة المقهى المدفوعة مسبقًا ليطلب الأوردو ، كانت هي عينيها ملتصقتين به.

بعد أن أخذ هاو رن بطاقة المقهى مسبقة الدفع قام مرة أخرى بإعطائها للرجل ثم قال وهو ينظر إلى الفتاة :
أنا حقاً لا أعرف ماذا أفعل معكِ

تنهد هاو رن ، ثم تحدث إلى الشيف قائلا :
من فضلك طلب إضافي واحد من لحم البقر

وبينما كان يحمل صينية الطعام إلى الطاولة ، حملت الفتاة الصغيرة أيضًا صينيتها وتحركت خلفة مباشرة

عندما جلس هاو رن جلست هي في الجهة المقابلة له.

كانت تقلد كل تحركاته تأخذ قضمة من الطعام إذا فعل هو، وعندما يتوقف هو عن تناول الطعام تفعل هي مثلة

لم يستطع هاو رن إلا أن ينظر إليها بلا حول ولا قوة وبعجز فهو بالتأكيد لم يتوقع أن تنشأ هذه المشاكل من محاولته إنقاذ حياتها ثم هتف بهدوء:
الأخت الكبرى سأدعوكِ الأخت الكبرى، ما رأيك؟ أنا  حَقًّا لم آخذ منك أي شيء

أصرت الفتاة الصغيرة ورفضت أن ترفع عينيها عن هاو رن لثانية واحدة وقالت :
وشمك يقول عكس ذلك إنه أفضل دليلا على ما أخذته

ولما ذلك؟ سأل هاو رن.

هتفت الفتاة بجدية :
حسناً، لا أستطيع أن أشرح منطقي معك
على أي حال، أنا أعلم أن لديك خرزتي في أي جيب وضعته؟ يجب أن تكون قريبة من معدتك صحيح؟ من الأفضل ألا تجعلني أفتشك وأكد ذلك

ألقى هاو رين عليها نظره غير راضية ثم واصل تناول طعامه.
تفتشني؟ كيف يمكن لفتاة صغيرة أن تتحدث بهذه الطريقة ؟!!

يبدو أيضًا أنها جوّعت نفسها أثناء انتظار هاو رن هذا الصباح حيث إنها التهمت وجبتها بسرعة.

أستغل هاو رن فرصة انشغالها بالطعام ورفع هاو رأسه وراقبها بهدوء. وجد أن القميص الأبيض الذي  ترتديه لم يكن قميص أبيض شائعًا على الرغم من أن القميص يشير إلى أنها طالبة في المدرسة المتوسطة بشكل عام  إلا أنه كان قميص بأسلوب قديم كانت عقدة الدانتيلا على صدرها تشبه الفراشة وتزين جسدها الصغير بشكل مثالي.

أيضا كان الجزء السفلي من قميصها مدسوسًا في الجينز الخاص بها، مما أظهر محيطًا لطيفًا لخصرها النحيف جنبا إلى جنب مع حذائها الخشبي المزخرفة بنمط الزهور المثالية  كان هاو رن مقتنعا بأن هذه الفتاة يجب أن تكون من عائلة غير عادية

على وجه الخصوص، بالنسبة لشخص في المدرسة الإعدادية فإن إيماءها غير الرسمي المتمثل في التخلص من 500 يوان كان بلا مبالاة بالتأكيد ليس إيماءة شائع بين طلاب المدارس المتوسطة العاديين.

وفي هذه اللحظة، رفعت الفتاة الصغيرة فجأة رأسها يبدو أنها لاحظت أن هاو رن كان يتفحصها
أما هاو رن خفض رأسه سريعا لإخفاء اهتمامه وأفكاره

ولا غني عن قول أن ظهور مثل هذه الفتاة الصغيرة الجميلة في كافتيريا الجامعة قد جذب انتباه الكثير من طلاب الجامعة.

طمأن هاو رين نفسه وهو يهتف بداخله :
لا بد إنهم يظنون أن هذه أختي الصغيرة

نظر هاو رن إلى الفتاة وقال بهدوء :
من الأفضل إن تغادري بمجرد الانتهاء من تناول الطعام بما أنك قطعتِ كل هذه المسافة إلى هنا بمفردكِ، فلا بد من أن والديك قلقان عليكي

رفعت الفتاة عينيها ونظرت إلى هاو رن ثم تحدثت فجأة بطريقة هادئة وناعمة :
طالما أنك ستعيد لي ما هو ملكي، فسأتمكن من العودة للمنزل بسهولة وأنا أحذرك إذا اكتشف والدي ما فقدته وقرر المجيء إليك بنفسه فستكون في مشكلة خطيرة جدا

ومن الواضح أن كلماتها ألمحت إلى التهديد الصريح

هذه المرة تسببت كلماتها في انهيار هاو رن بصراحة لم يكن لديه أي فكرة عما  تتحدث عنه.
فالأولاد في هذا العمر مهما كانت الأمور الصغيرة التي يواجهونها يحبون دائمًا إشراك والديهم حتى يختبئوا خلفهم بسهولة ومع هذا القول  إذا تدخل والدها في هذا الأمر سيصبح العمل صعباً للغاية بالنسبة لهاو رن والعديد من الأفكار تطارده بعقله ولا يدري كيف يتخلص من تلك الفتاة !!!

وهاو رن لا يعتقد أنه أخذ أي شيء منها لقد خرج بلا أي شيء بالأمس وبعد اللقاء معها كان كل ما أحضره إلى المبنى مجموعة بطاقات فقط

أما الخرزة التي تثرثر بها، فقد كان هاو رن يرتدي بيجامة بلا جيب وزوج من النعال في ذلك الوقت. كيف يمكن أن يكون قد جلب معه أي شيء ؟ لا بد أنها أسقطته في مكان آخر

أما بالنسبة لجولة الأنماط الخضراء على جلده  فقد كانت رد فعل تحسسي ناتج عن استهلاكه المفرط للمأكولات البحرية منذ فترة من الزمن حسب أخبار الطبيب له.

وبالحكم من شخصيتها العنيدة كان يخشى أن تعتقد عائلتها أيضًا أنه أخذ شيئًا منها وفي ذلك الوقت  لن تكون هناك طريقة له لتوضيح لعائلتها. عند التفكير في هذا ،شعر هاو رن أنه يعاني من صداع خفيف بسبب المتاعب التي أقحم نفسه فيها من محاولة إنقاذ شخص ما.

وقف هاو رن وهتف بنفاذ صبر وهو يمسك الصنية :
توقفي عن ملاحقتي قلت لكِ أنني لم آخذ منكِ أي شيء وهذا يعني أنني لم آخذ أي شيء وحتى إذا جعلتي  والدك يأتي معك،  فسوف أقول نفس الشيء

تحرك من أمامها وأعاد الصنية وخرج من الكافتيريا ولكن عندما أدار رأسه وجد أن الفتاة الصغيرة ما زالت تلاحقه.

قرر هاو رن التوقف عن الاهتمام بها ومشي إلى داخل مبنى المكتبة
اخرج بطاقته ثم وضعها أمام جهاز رسم بطاقة الطالب.

أصدر الجهاز إنذارا بأنه تمت الموافقة على التحقق من قبل قارئ البطاقة
ثم تم فتح باب مدخل الممر.

وأرادت الفتاة الصغيرة أن تتبعه إلى الداخل ولكنها مُنعت من الدخول لأن الباب أغلق بسرعة.

وقف هاو رون على الجانب الآخر بالداخل، ثم لوح لها خلف الباب المغلق وسار في بهو المكتبة دون أي تردد. شعر بالارتياح لأنه تخلص منها في النهاية


قالت الفتاة الصغيرة بثقة وهي تتحرك خارج الممر :
سوف تأتي إليّ بنفسك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي