الفصل الرابع كوخ بجانب الشاطئ

بعد التخلص من الفتاة الصغيرة الغامضة ذهب هاو رن إلى الطابق الثاني من المكتبة للبحث عن بعض المعلومات. وفي النهاية استعار بعض الكتب التي وجدها ذات صلة بما يريده وخرج من المكتبة.

كما كان متوقعًا، لم تكن الفتاة الصغيرة موجودة عندما خرج من المكتبة

نظر هاو رن إلى السماء القاتمة وما زال يفكر في هذه الحادثة بأكملها التي تتعلق بالفتاة الصغيرة وتساءل عما سيحكم عليه بالأسبوع المقبل.؟

إذا جاء والدها حقا لرؤيته سيكون ذلك مزعجا كان خطأها تمامًا لفقدان الشيء الخاص بها ومع ذلك  ألقت اللوم عليه، فقط حتى تتمكن من التخلص من أي مسؤولية خاصة بها.

عندما عاد إلى غرفة النوم كان جميع زملائه مهتمين بقضية الحادث وبعده ومع ذلك كل ما أخبرهم به هاو رن هو أنه تم حله بسلاسة ولم يدخل في أي تفاصيل لم يكن يرغب في جر رفقاء غرفته إلى شيء مزعج ومزعج للغاية.

تنهد تشاو جيايي بـ إعجاب وهو يربت على كتف هاو رن ويحاول مواساته :
الفتاة الصغيرة جميلة للغاية. فقط امنحها بضع سنوات ستصبح بالتأكيد الفتاة الأكثر شعبية في أي مدرسة.

بالتأكيد جميلة، لكنها  أيضًا مثيرة للمشاكل لذلك فإن الشيء الذكي الذي يجب القيام به هو تجنب أي اتصال معها.

سأل تشاو جيايي هاو رن باستغراب :
ألم يكن عليك الذهاب إلى المنزل هذا الأسبوع؟ هل انتهيت من البحث عن جميع المعلومات التي تحتاجها؟

وضع هاو رن الكتب التي استعارها من المكتبة على المكتب وأخرج حقيبة ظهر فارغة وقال :
نعم، أنا أستعد للذهاب إلى المنزل الآن

ربت تشاو جيا يي على كتف هاو رن وقال وهو يغرس رسالة تذكير ودية :
عد غدا باكراً، حتى نتمكن من لعب الورق في المساء

هتف هاو رن بلطف :
بالتأكيد سأفعل شكرا لمساعدتكم اليوم.
ثم لوح بيديه وغادر المكان

استقل هاو رن الحافلة وتحركت به إلى المنزل لم يستطع هاو رن إلا أن يشدّ كُمه ليفحص معصمه مرة أخرى.

كانت العلامات الخضراء تشبه إلى حد كبير حراشف التنين. بفضل الحكة القوية خفف اللون كثيرًا

تخيل لو أن جدته رأت هذا،  ستظن بالتأكيد أنه كان يتسكع مع الحشود الخاطئة في المدرسة وحصل على وشم

قام هاو رن بفتح النافذة هبّ عليه نسيم بارد داعب وجهه قليلا. فخلد إلى النوم تدريجيا.

عندما استيقظ هاو رن كانت الحافلة قد سافرت بالفعل لأكثر من ساعة وكان قد قارب على الوصول إلى المنزل
فأمسك بحقيبة ظهره وهو ناعس ثم نزل من الحافلة
وبدأ المشي على طريق خرساني واسع.

من وقت لآخر كانت هناك سيارات باهظة الثمن وفخمة تسير بجانبه، بدا هاو رن بائسا بعض الشيء وهو يحمل حقيبة على ظهره ويمشي على قدميه.

استغرق الأمر منه ثلاثين دقيقة بالضبط ليمشي إلى منطقة حيث توجد المنازل.

إذا كان زملاء هاو رن قد رأوا ذلك فسيكونو مذهولين بالتأكيد. يقع منزل هاو رن في الواقع في منطقة الميناء التي تتمتع بأجمل إطلالات على المحيط في مدينة شرق المحيط.. علاوة على ذلك، كان منزله جزءًا من مجموعة المنازل الريفية وكان منزله يبدو كوخًا من طابقين  ويبعد 200 متر فقط من الشاطئ.


وحين شعر هاو رن بالارهاق قليلا، صاح وهو يدفع بوابة حديدية منحوتة :
جدتي

خرجت شيخة لطيفة وحميدة من المنزل واستقبلت هاو رن بابتسامة :
رن، لقد عدت !

ثم تساءلت باستغراب :
لماذا أنت متأخر جدا اليوم؟

ابتسم هاو رن وقال :
لدي مهمة مستحقة الأسبوع المقبل، لذلك كان علي البحث عن مزيد من المعلومات قبل أن أتمكن من المغادرة


وبعد دخولهما إلى المنزل، سأل هاو رن :
كيف كان أسبوعك يا جدتي ؟

أجابت الجدة بضحكة :
العمل كالمعتاد القيام ببعض التنظيف حول المنزل، والمشي على الشاطئ والاعتناء بالزهور والقيام ببعض تداول الأسهم
والعم وانغ في إجازة هذا الأسبوع هيا دع جدتك تكمل طبخها

سأل هاو رين بلطف :
تجارة الأسهم؟ كمْ ربحت هذا الأسبوع؟

شرحت الجدة  لهاو رين وهي تدخل المطبخ :
إنه ليس عملًا حيث يمكنك فقط كسب المال كل أسبوع. في الواقع فقدت 6000 يوان هذا الأسبوع لكن كما تعلم  ليس هذا ما تهتم به الجدة في الوقت الحاضر في الواقع  كانت هناك أخبار من النرويج  والديك على وشك الانتهاء من بعثتهما وقد يتمكنان من العودة إلى المنزل الشهر المقبل.

تبعها هاو رن إلى المطبخ للمساعدة وقال :
أوه ، الشهر القادم؟ هذا قريب

في الواقع لقد استأجروا طباخ وهو العم وانغ كان ذلك حتى يتمكن شخص ما من الطهي من أجل الجدة ويبقي بصحبتها هنا في الكوخ بما أن والدي هاو رن كانوا في الخارج واضطر هاور رن للذهاب إلى المدرسة خلال الأسبوع  فـ أصبح الأمر مُمِلًّا بالنسبة للجدة.

اضطر العم وانغ إلى العودة إلى منزله في نهاية هذا الأسبوع بسبب بعض الأعمال العائلية. لذلك رغم ان هاو رن لم يكن لديه الكثير ليفعله في البيت ولكن كان عليه ان يعود الى البيت ليتأكد من وجود رفقة لجدته

إلى جانب والدية اللذين كانا متهربين دائمآ ونادراً ما كانوا في المنزل فكان هاو رن هو الأقرب إلى جدته.

وأثناء تقطيع الخضار سأل هاو رن :
جدتي هناك سؤال كنت أفكر فيه اليوم هل تعتقدين أن التنانين موجودة ؟!

ظهر الاهتمام علي ملامح الجدة وأضاءت عينيها وهي تقول :
التنين؟ على ما يبدو أن بعض سكان مدينة المحيط الشرقي واجهوا تنانين هنا في الأيام الماضية

هتف هاو رن بعدم تصديق :
حقا ؟!

أجابته الجدة :
نعم في الواقع كان لي لقاء بنفسي معهم كنت صغيرة حينها  في العشرينيات من عمري وذات يوم كنت أعمل في الحقل  فهبت عاصفة من العدم أنا وصديق عزيز لي كنا نحاول إيجاد مكان نلجأ إليه
وظهرت علينا عاصفة من العدم ثم رأيت قطعة من سحابة سميكة بفظاعة تنحدر فجأة إلى ارتفاع منخفض

مع قصة جدته شعر هاو رن وكأن قلبه كان معلقًا في الهواء وقال :
وماذا بعد يا جدتي أكملي ؟

بدت الجدة ضائعة في التفكير عندما تذكرت الحادث وقالت :
حسنًا، في ذلك الوقت رأيت وميضًا من البرق على شكل التنين يبرز من السحابة ويسبح في السماء قليلاً كنت مرعوبة اعتقدت فيما بعد أنه وهم ومع ذلك عندما فكرت في الأمر أكثر كانت السحابة رمادية وبيضاء مختلفة تمامًا عن الغيوم الأخرى في السماء التي كانت سوداء.

هتف هاو رين :
البرق.. أعتقد أنها كانت ظاهرة طبيعية تحدث في العادة

أجابته الجدة:
هذا ما قاله لي والذي أيضًا كما تعلم لم يكن لديه أي اهتمام أو تفاهم مع الظواهر الخارقة للطبيعة ومع ذلك أخبرتني صديقة جيدة في وقت لاحق أنها رأت تنينا أبيض يخرج من السحابة ويبدأ في امتصاص المياه من البحيرة كما رأت أنبوبة مياه عريضة تصعد إلى السماء من البحيرة سألتها إذا كانت متأكدة من ذلك؟ فقالت لي إنها متأكدة تمامًا من ذلك وأنها لن تكذب عليّ أبدًا

وصف الجدة كان واضحاً ومفصلاً لدرجة أنه أصاب هاو رين بالقشعريرة والرعب

إذا كانت التنانين موجودة حقاً، إذن..

فاقت الجدة من الذكريات تلك وقالت :
لماذا أردت أن تسأل عن التنانين فجأة ؟!

تراجع هاو رن عن تعبيره ثم خفض رأسه واستمر في تقطيع الخضروات وقال :
لا شيء أنا فقط كنت أشعر بالفضول

قالت الجدة :
هنا في مدينة شرق المحيط يقال إن الكثير من الناس قد رأوا تنانين في الماضي أيضًا وفقًا لأساطير من الماضي كان من المفترض وجود قصر تنين قريب ويزعم أن إيست أوشن سيتي حصلت على اسمها لهذا السبب.

التفت هاو رن إليها وسأل :
مثل قصر التنين المحيط الشرقي من الأساطير؟

انتهت الجدة من غسل الخضار ثم وضعته في الإناء وقالت وهي تضحك :
ربما

سأل هاو رن باستفسار :
لماذا لم نعد نرى التنانين الآن؟

قالت الجدة بهدوء :
قد يكون ذلك بسبب تغير البيئة مع تدهور البيئة انقرض العديد من المخلوقات
وأجابه الجدة جعلت هاو رن عاجزا عن النطق

تحدث كلآ من هاو رن والجدة بشكل متقطع حول مواضيع مختلفة ثم قاموا بتناول العشاء وبعد ذلك قاموا بمشاهدة التلفزيون معًا لفترة من الوقت، ثم ذهبوا إلى فراشهم علي الفور

بعد أن ذهب هاو رن إلى غرفته، واجه صعوبة في النوم.
فتح النافذة وحدق في السماء الممتلئة بالنجوم الرائعة إلى جانب صوت الأمواج من بعيد، فكر في القصة التي أخبرته جدته بها في وقت سابق لقد طورت رغبة شديدة بداخله لمعرفة ما إذا كانت التنانين موجودة في هذا العالم أم لا.؟!

رفع معصمه ونظر إليه ليجد أن الوشم الأخضر ما يزال واضح على ذراعه كلما نظر إليها  شعر بأنه يشبه حراشف التنين.

تحدث بداخله وهو يحرك رأسه بعدم رضا وقال :
ربما أنا أفرط في التفكير في هذا

أنهى عبارته ثم أغلق النافذة وأطفأ النور، وذهب للنوم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي