الفصل الحادي عشر، الثاني عشر و الثالث عشر كيف تجرأ انها فقط شائعات شخص ما غير سعيد

الفصل الحادي عشر
كيف تجرأ
ردت الجدة بغضب وأسلوب مجحف لم تستعمله منذ فترة طويلة "كيف تجرأ!"
فأجابها "سو كينغ شنغ" بكل ثقة "سترون جرأتي حقا، ألم تدللي "سو يوكسين" كل هذه السنوات؟! سكوتي عن ذلك لا يعني إنني أوافق عليه، أنت تعرفين "سو يوكسين" جيدًا. ولا اسمح لأي أحد بأن يستغل نقاط ضعفي"
انتهت سنوات طويلة من الصبر، اغمض "سو كينغ شنغ" عينيه بشدة وعندما فتحها قال ببرودة "إذا لم تنتهوا من تصرفاتكم هذه في المستقبل، لا تلوموا إلا أنفسكم من ردات فعلي.." ثم خرج من الباب دون أن ينظر إلى الوراء.
اليوم هو يوم عمل، لهذا يجب على "سو كينغ شنغ" الذهاب إلى الشركة حتى لو كان منتصف النهار. بمجرد خروجه، خالجت كل من في الغرفة أفكار كثيرة لكن لم ينطق أي منهم ببنت شقة. ذلك الصمت السائد لم يكن خوفا منهم وإنما هم يحضرون لشيء خفية عن الجميع.
-في البيت القديم لعائلة "بي"
عاد "بي كسينيو" أخيرا إلى البيت. كانت "زونغ ران لان" جد متحمسة، كان عليها أن تجري اتصالا هاتفيا لهذا لم ترى أي شخص عند انتهائها.
صرخت "زونغ ران لان" في وجه الخادم "أين السيد الصغير؟". تتمتع "زونغ ران" بالجمال والشخصية الصعبة، رغم أنها بسن الأربعين إلا أنها تبدو شابة ساحرة الجمال و تتمتع بمظهر رشيق وذلك عائد لاهتمامها بنفسها وصحتها.
رغم ذلك الجمال، إلا أنها لم تحظى باهتمام السيد "بي"، و هذا جعلها شديدة التعصب دائمًا.
خفض الخادم عينيه و أجاب بخوف "سيدتي، لقد أخذه المساعد إلى المدرسة"
أجابته بغضب "ذهب إلى المدرسة!" ثم خفضت عينيها صامتة.
بعد مرور حوالي عشر دقائق، دق جرس المنزل؛ دخلت فتاة في العشرينات من عمرها والبهجة بادية على وجهها.
كانت الفتاة ترتدي فستان وردي بنوعية قماش رفيعة، وشعرها الكستنائي المموج على كتفيها بشكل ملفت، تفتش بعينيها الجميلتين أرجاء الغرفة منذ دخولها.
لم تستطع "لين شو" تفادي خيبة الأمل بعدما لم تجد الشخص المنشود. جلست بحزن أمام "زونغ ران لان" قائلة "عرابتي، ألم تقولي أن "يو كسينيو" قد عاد! هل يعقل أنه ذهب مسرعا حين عرف بقدومي، بدون حتى أن يرتشف قطرة ماء؟"
"غير صحيح!" أمسكت "زونغ ران لان" يدها و طمأنتها مضيفة "يو كسينيو' في المدرسة، هل يعقل أن اتركه يذهب بسهولة بعد كل هذا الانتظار!"
بعد سماعها لتلك الكلمات، ارتفعت نبضات قلبها. "إذا كنت أستطيع رؤيته، سيكون من الأفضل أن يكون ذلك موعد من أجل تناول الطعام" خمنت "لين شو" بهدوء و أرادت أن تطلب من "زونغ ران لان" أن تساعدها في تحقيق ذلك، حتى سمعوا ضجيج أمام الباب.
نظرت الاثنتان إلى بعضهما بارتياب شديد. كانت "زونغ ران لان" على وشك أن تطلب من أحد من الخدم أن يخرج و يلقي نظرة إلا أن مجموعة من الأشخاص قد توافدوا بالفعل إلى الداخل وهم يحملون كاميرات طويلة و آلات أخرى.
عند النظر، فإن المكان مكتظ بهم، ما يقارب اثنا عشر إلى عشرين شخصا.
قبل أن تتمكن "زونغ ران لان" من قول أي شيء، تحدث شاب بهدوء وهو يتقدم نحوها "سيدة "بي" اعذريني على الإزعاج، أنا مراسل من Chenfeng entertainment، لقد دعانا الرئيس "بي" من أجل مقابلة صحفية هنا. أرجو أن لا نسبب لك أي إزعاج" بعد انتهائه من الحديث، تقدم بقية زملائه ليقدموا أنفسهم ويعتذروا واحدا تلو الآخر.
بغض النظر عن مدى انزعاج "زونغ ران لان" لا يمكنها قول أي شيء. لأن جميع من في القاعة قد تم استدعاؤهم من طرف "بي كسينيو"؛ كيف تجرأ على طردهم!
بعد تقديم أنفسهم جميعا، كان"بي كسينيو" قد أنهى دروسه بالفعل وخرج من وسطهم.


الفصل الثاني عشر
إنها فقط شائعات
"يو كسينيو' لقد عدت أخيرا من المدرسة" سارت "لين شو" نحوه و البريق في عينينا. أرادت أن تجذبه إليها و تحضنه إلا أن "بي كسينيو" قد تجنبها و تراجع خطوة إلى الوراء بلا مبالاة.
لم يعرها "بي كسينيو" أي اهتمام منذ البداية حتى الآن بل لطالما تجاهلها. كانت "لين شو" تراقبه و هو يبتعد عنها وهي عاجزة عن فعل أي شيء.
نعم مازال غاضبا منها، كيف يمكنه أن يلمسها! عند التفكير مليا في سبب مجيئه اليوم، أخذت "لين شو" نفسا عميقا ثم عدلت مزاجها و رسمت ابتسامة مصطنعة و اتجهت نحو "بي كسينيو"؛ لكن هذه المرة لم تحاول أن تتواصل معه جسديا أبدًا.
رغم أنها لا تعرف سبب مجيء هؤلاء الصحفيين كلهم إلا أنه لم تصدر منها أي كلمة، ففي الأخير يمكنها رشوتهم و تغيير كل الأقوال لصالحها. لهذا رسمت الابتسامة أكثر على وجهها وهي بجانبه.
لم يدرك "بي كسينيو" نواياها أو بالأحرى هو لم يهتم أبدا بما تفكر به. رفع رأسه و نظر إلى الصحفيين أمامه قائلا ببرودة تامة "لقد استدعيتكم اليوم من أجل توضيح شيء هام" بمجرد أن بدأ الحديث، توجهت كل أضواء الكاميرات إليه، لقد تم إعلامهم أنه غير مسموح لهم بطرح أي سؤال. لهذا رغم التساؤلات العديدة لديهم إلا انهم لم يجرؤوا على طرحها. أضاف "بي كسينيو" بثبات و صوت واضح "هناك شائعات حول خطوبتي و أنني حددت موعدا لذلك، أنا اقف أمامكم و اصرح بأن كل ما سمعتموه مجرد شائعات لا أكثر. وأريد أن احذر من يخرج هذه الشائعات …" ثم نظر إلى "زونغ ران لان" الواقفة أمامه و قال "سأغض النظر عن هذه المرة واكتفي بالتحذير، لكن إذا أعاد الكرة سأريه قوة مجموعة المحامين الخاصين بي"
رغم أن "بي كسينيو" لم يصرح بذلك مباشرة، إلا أن الحضور ليسوا أغبياء وفهموا أن كلامه له علاقة مباشرة ب "زونغ ران لان". لذلك ارتعبت قلوبهم جميعا.
سمعت من فترة أن السيد الشاب من عائلة "بي" يفعل ما يريده بغض النظر عن الطريقة التي يفعله بها. هناك اعتقاد سائد في "كيوتو" يقول، ازعج أي شخص إلا السيد "بي" لأنه شخص يقتل بدم بارد.
لا يمكن للشائعات أن تنتشر، يمكنه أن يهدد حتى أمه التي أنجبته أمام الملأ؛ ولو لم تكن امه لكان محاموه قد قاموا بعملهم منذ مدة.
من جهة أخرى، لازالت الصدمة على وجوههم. بعد سماع كلماته القاسية، شعرت "لين شو" ببرودة تغمر كل أرجاء جسدها و كأن الدم يتخثر في جسمها.
لم تعد "لين شو" تهتم بصورتها أو مظهرها الأنيق أمام الجميع، بل نظرت إلى "بي كسينيو" قائلة "لا، ليس كذلك. 'يو كسينيو' لماذا تكذب! لماذا تفند خطوبتنا!؟ لو لم تكن موافقا لقلت في ذلك الوقت، هل أنا محقة؟! أعرف أنني لست الفتاة المثالية بالنسبة لك، لكن يمكنني التغيير و التطور. كيف لك أن تفند علاقتنا لهاته الأسباب التافهة؟! أنت تعلم أن هذه التصريحات تحرجني!"
بدت "لين شو" جد لطيفة والدموع تنهمر على خدودها. شعر الجميع بالشفقة عليها، حتى أن الصحفيين قد صدقوا كلامها. ففي النهاية، كل ثنائي في علاقة يمر بأوقات صعبة كهذه.


الفصل الثالث عشر
شخص ما غير سعيد
لولا قوة "بي كسينيو" لدافع الصحفيين عن "لين شو" هناك. ورغم انهم لم يقولوا أي شيء إلا أن أفكارهم قد نسخت على تعابير وجوههم. تنهدت "لين شو" بسرور عند رؤية ذلك.
لا يمكنها السماح ل "بي كسينيو" أن ينكر ارتباطهم و إلا لن يكون لها أي مكان بين عائلات كيوتو المرموقة، كما أن أسرة "بي" ستتخلى عليها أيضا. لهذا بغض النظر عن أي شيء، عليها أن تحافظ على مكانتها؛ "كنة لعائلة بي".
"كسينيو، لا تغضب علي، حسنا؟! هل يمكن حل هذا الأمر على انفراد؟ لطالما هناك شيء يجعلك غير راض عني سأغيره. هل يمكنك أن تدعهم يرحلون أولا؟ فأنا جد خائفة من عددهم الكبير…" قالت "لين شو" و هي تعض شفتها السفلى و تمسك طرف تنورتها بضعف، كم كان مظهرها يوحي بالشفقة.
استعملت مظهرها الضعيف منذ طفولتها من أجل كسب تعاطف و حب الآخرين. ففي كل مرة كانت تبكي فيها، يشعر من معها بالشفقة عليها ويصدقونها. وبالفعل مظهرها ذاك جعل كل الصحفيين يريدون الانصراف كما لو انهم مذنبون في حقها أو أنهم تنمروا عليها. لكنهم لم يفعلوا أي شيء في الواقع.
لسوء حظها، "بي كسينيو" لم يبلع طعمها أبدا. قال ساخرا "ماذا! ضعي قناعك هذا بعيدا. فهذا يجعلني أشعر بالدوار فقط" و هذا ما أحرج "لين شو" اكثر من السابق؛ تمايلت قليلا كما لو كانت تعاني من ألم شديد.
رغم ذلك، لم يسمح لها "بي كسينيو" بالذهاب. ثم أجاب "هل تعرفين لماذا أقوم بالتوضيح الآن؟ في السابق لم يكن هناك شخص يهتم، لكن الآن…" فجأة ظهر "بي كسينيو" كما لو أنه شخص مختلف كليا. اختفت البرودة من جسده كليا، اختفت ملامح الغضب من وجهه و ظهرت إشراقة أمل في عينيه، والأمر الصادم أنه نظر إليهم جميعا وابتسم؛ بل إنه ابتسم للكاميرات كما لو أنه يمرر ابتسامته لشخص ما عبر عدسات الكاميرا.
ثم أضاف بصوت منخفض قليلا "شخص ما غير سعيد" وقد نجح في إذهال الصحفيين و جعلهم يشعرون كما لو انهم اكتشفوا بعض الأسرار العظيمة.
إذن هناك شخص ما وراء هذه الضجة، و محاولته إبعاد "لين شو" عنه كانت لإرضاء شخص ما!
"إذن، هل حقا خطبتك مجرد شائعة؟"
إذا كان لدى "بي كسينيو" حبيبة، فإن كلمات "لين شو" الآن غير مقبولة. تغيرت صورة "لين شو" لدى كل الصحفيين؛ فهم في الأخير بشر مثلنا.
بفضل خبرتهم مع الناس، اكتشفوا أنه تم خداعهم من طرفها. وشعروا بالإحراج الشديد.
بعد أن قال ما يجب قوله، لم ينتظر "بي كسينيو" لحظة إضافية. توجه مباشرة نحو الباب و خرج من القاعة. وبمجرد خروجه، كان على مساعده "يو لين" أن يشرح بطبيعة الحال للصحفيين "هذا هو الوضع الراهن، كلكم محترفون و رائدون في المجال، تعرفون جيدا كيفية صياغة الأمر. أليس كذلك؟" نظر إليهم جميعا بعد كلماته التهديدية، من يجرؤ على قول أي شيء؟؟ ردوا على عجل و لم يطق بعضهم الانتظار من أجل العودة و كتابة النص. هذه أخبار "بي كسينيو" ستجذب بالتأكيد عددا كبيرا من القراء.
بعد لحظات، لم يبقى إلا"زونغ ران لان" و "لين شو" في منزل "بي" بالإضافة إلى بعض الخدم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي