المنحوسة

زهرة الليل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-22ضع على الرف
  • 54.5K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

المنحوسة
مانيا
زهرةالليلك




كانت ليلة باردة و الثلج يتساقط ، عندما أدركت حياة علامات المخاض.. بدت عليها علامات التعب والألم الشديد.. كان وجهها شاحبا جدا .. انها الولادة . والزوج لم يرجع بعد، خافت تضرعت الى الله يارب كن معي

فلجأت الى الجيران وبالفعل كان ذلك ، سنية جارتها الطيية حضرت الماء وتجهيز مايلزم والجار علي زوجها أحضر الداية أم احمد

أم أحمد قابلة الحارة ( الداية ) و هي في السبعين من عمرها .. تملأ وجهها التجاعيد .. بيضاء اللون هنية الخلقة
تتصف بلين طبعها ورقة أسلوبها

دخلت ام أحمد الى حياة .. وقالت : لابأس عليك يا بنيتي.. ساعديني لأساعدك هيا
لاتخافي.
قالت حياة : أه ياخالة أشعرأنني سأموت
الداية ووجهها تزينه تلك الضحكة المشرقة المشجعة على التحمل: يا حيف عليك يا حياة قولي يا الله.. قولي يارب.

صراخ حياة ملأ المكان
تعثرت ولادتها
مما أقلق الداية ، وقررت أن تطلب لها الاسعاف إلا أن حياة رفضت لضيق الحال فالمشفى يحتاج مصروفا وزوجها ليس معها.
وليس لها أقارب غيره.

بعد تسع ساعات .. صاحت الداية : وأخيرا  فتاة مثل القمر . و هي، تشبهك يا حياة .. حمدا لله على السلامة وزغردت ورتبت أمور حياة المنهكة والتي نامت فورا.

خرجت لتخبر الجميع .. وقالت
لقد رزقها الله بفتاة جميلة مبارك  مبارك..أين الحلاوة يا علي و ياسنية .
سنية : من عيوني ياخالة انت تستحقين..
ساعتني بحياة والطفلة ..
علي : شكرا لك تفضلي سأوصلك

كانت الفرحة كبيرة فتاة كالقمر دخلت بيت حياة.. ستملؤه بالحب
تلك الغراشة ستطير في عالمها وتعوضها عن كل الحرمان السابق.

لكن القدر يومها تدخل وأنهى الفرحة سريعاً .
فقد وصل الخبر لحياة بأن زوجها قد توفي بسبب حادث مفاجئ..
صعقها الخبر .. يافرحة لم تكتمل
صاحت : آه ياحبيبي ألا تريد رؤية ابنتنا.. ألن تسميها.
ثرثرت احدى الجارات : هذه البنت (نحس).

بكت الأم بحرقة وحزنت كثيرا على زوجها وخجلت من قول الناس كلمة نحس على طفلتها الصغيرة.

ضمتها بقوة واشتمت رائحتها لكن شعورا غريبا جعلها تخاف عليها.. ضيق شديد وانصغاط في الصدر.توسلت:ربي احم بنتي.

و بعد انتهاء العزاء ..  أصيبت بحمى شديدة.
بعد فترة من المعاناة مع المرض
توفيت حياة بعد يومين ..

يالصعوبة القدرهذه الطفلة أصبحت يتيمة لا معيل لها.
من سيهتم بها.. من سيحميها؟

ثرثر المعزون  يوم وفاة الأم : ( إنها شؤم على أهلها ياللمنحوسة مات والديها في نفس الأسبوع ) .

لقد اعتنت بها الجارة سنية لفترة ولكن فقر الحال وسوء الظروف وكثرة العيال .. جعلتها تضطر لايجاد حل أخر. فماعاد بالمقدور تأمين الحليب والملابس لها .

حدثت سنية زوجها : آه يازوجي ، لقد تعلقت بهذه الطفلة كثيرا لكن كماترى الوضع المعيشي يسوء ومالنا لايكفينا. كيف سنتدبر أمرها.

قال الزوج علي : لاتجزعي سأطلب من أعضاء الحي مساعدتنا. لابد أنهم سيجدون لنا حلا
قالت : يارب إن شاء الله.
ونظرت بحنان إلى الطفلة  تلك الطفلة كانت هادئة جدا و وجهها ملائكي


توجه علي اليهم .. لكن وجهاء الحي تخاذلوا ولم يساعدوه بل نهروه وطلبوا منه وضعها في الميتم.
حزن علي كثيرا لكن لا مناص من ذلك .

أخبر سنية  فودعت الطفلة وكأنها تودع روحها ، قبلت يدها .. ضمتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي