قصص قصيرة طويلة المعنى

أحمد يحيى`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-01-10ضع على الرف
  • 337

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

بطيخة

جاءت "يرين" تتهادى من أول الطريق وهي تحمل "بطيخة" تحتضنها بصعوبة بكلتا يديها كأنما تضم إليها طفلًا .. فقد كان الوزن ثقيلًا عليها ..لكن حبها للبطيخ كان أثقل من أي شيء
ما جعلها تجتهد في حملها نحو المنزل غير آبهة بأنوثتها أو حتى مكترثة لجسدها الرقيق!
ظهرت رحمة الله عليها ذلك اليوم آتية من آخر الطريق المقابل تتقمص حبيب قلبها و قد أتى منهكًا من العمل لا شيء فيه نظيف غير وردة بنفسج كان يمسكها بين أصابعه على حذر حين قد أسرع الخطى نحوها رأفة بأنوثتها، تلك الأنوثة التي ملكت قلبه بينما لم تملك عندها هي حتى حق التقدير تلك اللحظة.
و عند منتصف الطريق حين اصطدام العيون و اهتزاز القلوب .. نطقت ألسنتهما..
فقالت تخاطبه: إن جئت تساعدني فأنا أستطيع حملها وحدي أيها السيد الشهم.. قالتها بكبرياء ..
ابتسم ملء قلبه و أجاب ..
لا لا تريثي آنستي ..أريد فقط أن نتبادل الأحمال حتى بيتكم
.. فالبطيخة ثقيلة عليك و الوردة رقيقة علي
ابتسمت بحب أعلن الموافقة فتبادلاها
و من ثم تجاذبا أطراف الحديث وقد إستصعبت حاله فإذا بها تصيح فجأة ..
ألم أتوسلك مرارًا أن لا تُجهد نفسك .. لماذا أنت متسخ هكذا هذه الأيام !؟
فقال برضا ..
ﻷنه عمل نظيف
تنهدت بشفقة و هي تسأله ..ألا تتعب أبدًا؟
فرد ببرود المحارب الذي كانه.. لا مطلقًا
تعجبت هي في خليط نادر من الحنين و الغضب قائلة:
.. لماذا توجعني فيك دائمًا بلا احساس .. تبًّا لك.. لن آبه لك بعد الآن ..أنت متصلب كجسمك
فإمتزج صوته بالضحك و هو يقول: وأنتي رقيقة كإسمك
في هذه اللحظات كان حديثهما قد ارتطم بالوصول و توقف
ناولها تلك البطيخة و همَّ بالذهاب فقد أراد أن يصل هو الآخر كي يرتمي في أحضان سريره اخيرًا بعد يوم مجهد لكنها أوقفته بمكر و قالت له في كبرياء أنثوي
..أين تذهب .. توقف ..
نسيت ولم تأخذ وردتك
فأخذ نفسًا بعمق المسافة بينهما
كاشفًا عن إبتسامة ملء تجاعيدها الحب و هو يقول :
آسف لا أستطيع أخذها اليوم
لم يكتمل مهرها بعد
في تلك اللحظة اللعينة بالتحديد انصرف تاركًا وردته و قد صار لونها بنفسجيًّا أكثر حتى من أختها الصغيرة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي