الفصل الثالث

الفصل الثالث
ارمله اخي
بقلم / فاطمه الالفي. .

غفلت مكانها أثناء مشاهدتها لتلفاز وهى تنتظر قدومه لتتحدث معه عن الامر الذي تخفيه عن الجميع ..
وفجاه انتفضت من نومتها عندما صدح رنين الهاتف ، جحظت عيناها لتلتقي بعينيه المصوبه اتجاهها .
تنحنح فارس وهم بالابتعاد عنها وهو يخرج هاتفه من جيب سترته : آسف كنت جاي اصحيكي تدخلي اوضك ، ايه اللى نيمك هنا ؟
اعتدلت فى جلستها ونظرت له باحراج : كنت مستنياك
فصل هاتفه ليكف عن الرنين ونظر لها بتسأل : مستنياني ؟ خير فى حاجه ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وعندما ارادت ان تتحدث ، عاد رنين هاتفه ثانيا
نظر فارس لشاشته ثم لاحت ابتسامته وهو يجيب على والدته الحبيبه : حبيبه قلبي ايه مسهرك لحد دلوك
لتتحدث بحنان : ماجليش نوم جولت اتحدت امعاك واطمن عليك وعلى قدر واوصيك تحطها جوه عنيك هى مالهاش غيرك دلوك يا جلبي
التقت مقلتيه بخضرويتها الصافيه ليعاود الحديث الى والدته : اطمني يا ست الناس ، هى فى عنيه ، طمنيني الاول قسمت وفضل وصلو البلد
- وصلو يا ولدي الحمدلله
- الحمدلله ، خلى بالك من صحتك تمام
- انا فى خير ونعمه مدامك بخير يا نضري وماتزعلش مني يا حبيبي أنا رايده لك الخير والصالح ومش حابه تفضل لحالك اكيده ، كيده أنا مطمنه عليك مدام امعاك قدر ، ربنا يخليكم لبعض
تنهد بضيق وانهى الحديث مع والدته بود ، فهو يعلم محاولاتها لتقرب من ارمله شقيقه ..
بعدما أغلق الهاتف جلس على المقعد المجاور للاريكه التى تجلس عليها قدر ثم تطلع إليها : دي الحاجه كانت بتطمن عليكي
هزت رأسها بالايجاب
- ماقولتيش ليه مستنياني هنا ؟
تحدثت بتوتر : عشان لو محتاج حاجه مني ،تحب اسخن الاكل
- لا شكرا ماليش نفس ، بس انتي اكلتي ؟
هزت رأسها بالايجاب : الحمدلله
- خلاص ادخلي ارتاحي فى اوضتك وأنا لو محتاج لحاجه عملها بنفسي
هزت رأسها بتفهم وقبل أن تغادر من أمامه عادت تنظر له بتسأل
: محتاج حاجه قبل ما ادخل انام
زفر بضيق : ياريت كوبايه قهوه بعد اذنك
- حاضر
سارت الى حيث المطبخ وهى تحاول منع دموعها، لتجده خلفها يشير بيده الى مكان البن : هنا السكر والبن والشاي ونسكافيه ، وبكره هخلي البواب يجيب احتياجات المطبخ لان انا هنا مش بعمل اكل ، باكل فى الشغل او اطلب جاهز من بره ، شوفي محتاجه ايه وبلغيني وأنا هبلغ البواب يجيب كل الطلبات الناقصه
هزت رأسها بتفهم ثم نظرت اليه : بتشرب القهوه ايه
- ساده
وقف بعيدا عنها يتابعها وهى تعد له قهوته الخاصه وبعدما وجدها اشعلت الموقد غادر المطبخ ودلف لداخل غرفه مكتبه ولكن ترك الباب مفتوح لكي تعلم بوجوده بداخل تلك الغرفه .
جلس بالمقعد خلف المكتب وقرر العمل على القضيه التى يتم التحقيق بها وبدء بوضع عده نقاط
وقرر الهاء نفسه بالعمل على تلك القضيه لينسي ما حدث معه قبل ساعات ..
""""""
انتهت من إعداد القهوة ثم حملتها اعلى الصينيه بعد ما سكبتها بالكوب ،ابتسمت عندما تذكرت بان زوجها كان يحب احتساء قهوته أيضا ساده بكوب وليس بفنجان ، فيبدو بان شقيقه يشبهه فى بعض الأشياء .
تنهدت بحزن ثم همت بالبحث عنه فلم تجده بغرفه الصالون ، دارت حول نفسها تبحث عنه وفجاه انتبهت لتلك الاضاءه المنبعثه من غرفه أخرى ، تقدمت بخطواتها اتجاه تلك الغرفه لتجد بابها مفتوح ، تطلعت لداخل وجدته منكب على مكتبه ، منشغل بعده اوراق امامه ، طرقت الباب برقه .
رفع فارس عينيه واشار إليها بالدخول : اتفضلي يا قدر
سارت بخطوات مضطربه ثم وضعت الصينيه اعلى مكتبه لتجده يبتسم لها بود : شكرا يا قدر
- العفو , تصبح على خير .
- وانتي من أهل الخير .
غادرت غرفه المكتب بخطوات مسرعه ثم دلفت الى غرفتها وهي تشعر بالحزن وتركت لدموعها العنان وبعد فتره لتتذكر أمر الصندوق الخشبي التى كانت تحمله بين اغراضها ، اخرجته من الدولاب الخاص بملابسها وحملته بين يديها وهى عازمه على اعطاءه اياه ،فهذه وصيه زوجها قبل ان يرحل عن الدنيا ..

عادت الى حيث غرفه المكتب وطرقت الباب بهدوء ثم انتظرت ان يأذن لها بالدخول
لتتفاجئ بوجوده امامها يغادر الغرفه : خير يا قدر ، انتي لسه مانمتيش ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه واعطته الصندوق : الصندوق ده عشانك
التقطه منها وهو ينظر له بغرابه ويقلبه بين يديه ليبتسم بسعادة وعاد ينظر لها بتسأل : جبتي الصندوق ده منين ؟ ده في ذكريات طفولتنا أنا ورحيم وسند الله يرحمه .
- سند وصاني اسلمهولك
نظر له بلهفه ثم تحدث بضجر : فين مفتاح القفل ده ؟
هزت رأسها بالنفي : ماعرفش ،بس سند قالي انك هتعرف تفتحه .
تنهد بهدوء وعاد يتطلع إليها : بس مفتاحه فى البلد ، بس هتصرف أنا هحاول افتحه .
تركها مكانها وحمل الصندوق ليدلف به الى غرفته ، وضعه اعلى الفراش وظل يبحث عن شيء يساعده على فتح قفل ذلك الصندوق الذي يحمل ذكرايات الطفوله الجميله التى جمعته باشقائه ...

اما عن قدر فقد عادت ادراجها الى حيث غرفتها نزعت حجابها ثم عباءتها التى كانت ترتديها ثم ارتمت بالفراش تحاول اغماض عينيها ولكن جفاها النوم .
نهضت من فراشها بصدمه عندما استمعت لصوت طرقات اعلى باب غرفتها ، ثم استمعت لنبره صوته تنادي باسمها : قدر انتي لسه صاحيه ؟
نظرت للمنامه التى كانت ترتديها وجحظت عيناها بصدمه ثم وقفت خلف باب الغرفه تهمس بصوت مضطرب : نعم
- أنا آسف ان قلقتك بس محتاج بنسه شعر ، عندك بنسه ؟
همست بخفوت : اه عندي لحظه بس اوع تدخل
وجد نفسه يبتسم رغما عنه ويهز راسه باسي وهو ياكد لها بانه لم يدخل غرفتها دون اذنها ، ليجد الباب ينفتح ببطئ وتخرج كف يدها فقط تعطيه البنسه : اتفضل ..

سحبها من كفها وهو يردد بامتنان : شكرا يا قدر ، واسف مره تانيه ان ازعجتك
لتهمس بصوت رقيق : مافيش داعي للأسف
توجه الى غرفته وجلس اعلى الفراش يحاول فتح الصندوق وبعد عده محاولات نجح الأمر وانفتح القفل ..

""""""""""
عادت قدر الى الفراش وحاولت ان تغمض عينيها لتذهب فى النوم اما عن فارس فبعدما نجح فى فتح الصندوق ، وجد به عده صور تذاكريه تجمع بينهم هو واشقائه ، صور بعده مراحل عمريه الى ان وقعت عيناه على صوره تخصه هو وسند فقط يضع كل منهما كتفه على الاخر يحتضنه والابتسامه تنير وجههم بسعاده ، تذكر اين التقطت تلك الصوره وتذكر بانها يوم زفاف شقيقهم رحيم .

وجد بداخله دفتر خاصه بسند بدء بفتح اوراقه وتفاجئ بانه تركه له فقد كانت أول صفحاته موجهه الى شقيقه فارس ...

( اخي الغالي فارس ، أكتب لك كل ما مر بحياتي لكي تشاركني كل لحظاتها ، فعندما يقع ذلك الدفتر بين يديك ، فاكون بعالم اخر ، بحياه أخرى ، فسوف يسترد الله امانته وسوف أكون سعيدا للغايه عندما تقرا ما كتبته وتنفذ اخر أمنية تمنيتها واعلم بانك سوف تسعى لتنفيذ رغبتي تلك ، واعلم حينها بسعادتي فى تحقيق كل تمنيته من اجلك واجل قدري )

انسابت دمعه هاربه من مقلتيه وهو يقرأ الصفحه التى تليها وظل يقلب بين صفحاته الى ان أنتهى من قرأته
واغلق الدفتر وهو ينظر لصوره شقيقه الراحل بصدمه ...

ثم نهض من فراشه ووضع كل شيء كما كان داخل ذلك الصندوق ووضعه بدولابه الخاص ليستمع لاذآن الفجر يصدح بالمكان ، توجه الى المرحاض ليتوضئ ويصلي فرضه ثم جلس شاردا بما قصه عليه شقيقه داخل دفتر ذكرياته .

لا يعلم ماذا مر عليه من وقت وهو جالس على سجاده الصلاة ولم يستفيق من شروده الى عندما بزغت اشعه الشمس تنير غرفته ، لينهض من مكانه بثقل وهو عازم النيه على الحديث مع زوجته ، فسوف ينفذ كل ما طلبه شقيقه وهو متفهم لذلك الوضع وعاهد الله بان يصونها ويتقي الله فيها ويحاول ان يكون سندها الذي فقدته برحيل شقيقه "سند "

"""""""""

استيقظت قدر بارهاق فلم تنم طوال الليل بسبب تغير فراشها ، فتبدلت حياتها من مكان لاخر وعليها الان التأقلم عليه ..
بعد ان ابدلت ملابسها وصلت فرضها غادرت الغرفه لتلتقي به امامها
تلاقت اعينهم بصمت ثم ابعدت مقلتيها ونظرت لاسفل بخجل :
- صباح الخير
ابتسم بود واجابها بهدوء : صباح الفل ،نمتي كويس ؟
- يعني لسه ماخدتش على المكان
هز راسه بتفهم ثم ابتعد عنها ليغادر الشقه وقبل ان يغلق الباب خلفه نظر لها بجديه : أنا نازل تحت اشوف البواب ومش هتاخر ثم أغلق الباب خلفه ودلف لداخل المصعد ليهبط به ارضا ..

اما هى فتنهدت بضيق وجلست مكانها امام المائده تضع كفها اسفل وجنتها وتنظر للفراغ بحزن دفين ...

""'""""
وقف امام غرفته ينادي باسمه :
- عمي صبحي
وقف امامه رجل وقور ذات الخمسون عاما ينظر له بود : اومر يا فارس بيه
ابتسم له فارس بود : الأمر لله يا راجل يا طيب ، معلش هتعبك معايا محتاج كل الطلبات اللى فى الورقه دي
التقط صبحي الورقه وهو يشير الى عينيه : تعبك راحه يا بني ، من عنيه هجبلك كل اللى انت عاوزه
ربت على كتفه بحنان : تسلم ياعم صبحي وأنا هنتظرك فوق
اعطاه المال وقبل ان يغادر صبحي نظر له بتذكر : بالحق يا بني ، البنت اللى هتيجي تنضف الشقه هتيجي يكره أصل عندها ظروف انهارده
- مافيش مشكله ، معلش يا عم صبحي ممكن تجيب مفتاح الشقه اللى معاك ، عشان مابقاش ينفع دلوقتي يكون معاك نسخه ، مراتي فوق فى الشقه
جحظت عين صبحي بصدمه وردد : مراتك ..
- ايوه مراتي امال أنا كنت فى البلد ليه
- ألف مبروك يابني ربنا يسعدك يارب
، اتفضل المفتاح اهو واي طلبات للهانم أنا تحت امرها وموجود فى أي وقت
- تسلم يا راجل يا طيب

صعد فارس الى حيث شقته ليدلف لداخل ليجدها تنظر للفراغ وتنساب دموعها بصمت ، اقترب منها بهدوء ووقف امامها بتسأل :

- بتعيطي ليه ؟

محت دموعها وهزت رأسها نافيه : مافيش حاجه
جلس بالمقعد المقابل لها وهو يشعر بالحزن والاسي من اجلها وتذكر وصيه شقيقه له .
زفر انفاسه بهدوء : قدر ممكن تبصيلي محتاج نتكلم فى كام نقطه كده مهمين .
رفعت مقلتيها الخضراء لتلتقي بسودويته الحاده
- أنا عايز اسمعك ،حاسس انك عايزه تقوليلى حاجه ، اتفضلي اتكلمي وأنا هسمعك بهدوء
اتسعت عينيها بدهشه فهو يعلم بانها تريد التحدث معه وتخفي عليه أمر ما متعلق بتلك الزيجه , حاولت استجماع شتاتها وتحدثت دون ان تنظر اليه فقد كانت تشعر بالتوتر وتفرك كفيها ببعضهم أثناء حديثها :
- انا فعلا محتاجه اتكلم مع حضرتك بخصوص يعني زواجنا والوضع اللى حضرتك انجبرت عليه ، أنا والله العظيم حاولت اتكلم معاك قبل كتب الكتاب ، بس ماكنش فى وقت ولا فرصه ان اقابلك
ساد صمت لحظات ليقطعه فارس وهو يحثها على اكمال حديثها : كملي يا قدر عايزة تقولي ايه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه وهمست بصوت خافت ضعيف ولكن وصل الى مسامعه " أنا ماكنتش حامل "

استقبل الخبر بهدوء لأنه كان على علم به من مذكرات شقيقه .
عندما لم تجد رد فعله المتوقع فى تلك اللحظه ، نظرت له بترقب لتجده ينظر لها بنظرات لم تفهمها بعد .

استطردت قائله : أنا عارفه ان ده كان سبب قويه عشان الجواز تتم، بس انا والله صارحت ماما الحاجه و حاولت اعرفك الحقيقه قبل كل حاجه عشان ماتنجبرش على جوازك مني ، بس ماكنتش لاقيه حل ولم بابا الحاج قلي على رغبتك فى جوازك التاني ، أنا مااعترضتش عشان ده حقك ،حقك تختار الانسانه اللى ترتبط بيها بنفسك وبجد أنا اسفه ان حطيتك فى الموقف ده والله غصب عني ..
انسابت دموعها بحرقه تلك المرة وعلت شهقاتها ليجعله يشعر بالضيق ، رفع انامله يمحي دموعها وهو يهمس لها بصوت حاني : ارجوكي اهدي وبلاش دموع ، وخلينا نتكلم بهدوء عشان نشوف هنعمل ايه

رفعت مقلتيها الباكيه لتنظر لوجهه بصدمه وهى تهمس باضطراب : يعني حضرتك مش زعلان ان السبب الرئيسي فى حكايه جوازنا مالوش وجود من الأساس ،يعني اتجبرت على حياه مش قابلها عشان خاطر وصيه اخوك، وخصوصا ان ماليش حد

حدثها بثبات : قدر بلاش نتكلم فى الموضوع ده دلوقتي ، ممكن نأجل الكلام فيه لبعدين ،وعايز اعرفك حاجه مهمه انا ماحدش بيجبرني على حاجه أنا نفسي مش راضي بيها. , فياريت تطمني خالص وبلاش تقولي تاني مجبور على جوازي منك ، ووصيه سند دي شي تاني بيني انا واخويا الله يرحمه بس ، بلاش تحملي نفسك فوق طاقتها والجواز نصيب،
بس عندي سؤال ليه الموضوع ده تم من الاول ؟

همست بصدق، والله ماعرفش أنا اتفاجئت بسند بيقولي ان خبر البيت كله اني حامل

- وليه عمل كده ؟ فى عندك مشكله مثلا تعيق الحمل ، وهو قال ده عشان ماحدش يجرحك مثلا بالكلام.

طأطأت رأسها بخجل ولم تجيب .

تفهم خجلها وتركها عندما استمع لرنين جرس المنزل، ينهض من مكانه، متوجها لفتح الباب واخذ الاغراض التى جلبها العم صبحي وتوجه الى المطبخ لوضعها اعلى المنضده ثم هتف مناديا لقدر التى ذهبت اليه على الفور .

- شوفي هتحطي كل الحاجات دي فين ، ولو فى حاجه ناقصه قوليلي ابعت عمي صبحي يجبها

ترك فارس المطبخ ليجعلها تضع الاغراض داخل البراد ثم همت باعداد الإفطار ..

اما عن فارس فظل حائرا ماذا يفعل فى هذا الوضع، كيف سيتعامل معها، فبتلك الوصيه اصبحأ مقيدا بوضع لا يحسد عليه ' ولم يجد حلا اخر الا تقبل الأمر

""""""""""""
فاق فارس من شروده عندما وجد قدر امامه تضع الصحون اعلى مائده الطعام ، ظل يتطلع إليها بصمت ابلغ من الكلام ..
- بتشرب ايه مع الفطار ؟
فاق من شروده على صوتها الهامس : اقعدي افطري الاول وبعدين نشرب شاي ..
تناولوا الطعام بهدوء تحت نظراتهم الشارده، فكل منهما شاردا بأفكاره الخاصه..

.
بعد انهاء الطعام توجهت للمطبخ لاعداد الشاي ثم بدءت بحملة التنظيف .

اما عنه فتوجه الى مكتبه لكي ينهي عمله على تلك القضيه التى تشغل باله ،اما هي فبعد ان نظفت المطبخ تركته لتكمل باقي الشقه ، ظنت بانه توجه لعمله ، دخلت غرفتها لتنزع العباءة وترتدي بنطال قصير اسود وبدي نصف كم باللون الزيتي ورفعت خصلاتها البنيه لاعلي ثم غادرت غرفتها متوجها الى الصالون لتبدء بتنظيفه وترتيب باقي المنزل ثم دلفت لغرفه نومه وهمت بتوضيب الفراش وتبديل الملاءه خاصته وحمل ملابسه لتضعهم فى الغساله التى وجدتها بالمرحاض الخاص بالغرفه .
اما عن فارس فلم يركز على ما يفعله فقد شتت انتباه بوصية شقيقه الراحل لينهض من مجلسه ويتوجه لغرفته ليبدل ثيابه ويغادر المنزل فهو يشعر بالتشتت والتخبط ولم يقدر على اتخاذ أي قرار ، لأول مره بحياته يشعر بالعجز امام اتخاذ القرار الصائب بحياته . ...

دلف غرفته ليتفاجئ بها مرتبه ، لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره ثم اقترب من دولابه نزع التيشرت الذي كان يرتديه وسحب منشفه ودلف لداخل المرحاض يريد ان ينعش جسده تحت الماء ليصطدم بها امامه تغادر الحمام وفجأة انزلقت قدميها واصطدمت به لتجحظ عينيها وتتشبث بذراعه اما هو فحاوط خصرها يمنعها من السقوط وهمس بتوهان : بتعملي ايه هنا ؟

جفت الكلمات بحلقها ولم تقدر عن النطق وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل وهى بهذا الوضع داخل احضانه , ارتجف جسدها بين ذراعه وظلت تهز رأسها برفض ثم ابتعدت عنه وركضت الى حيث غرفتها تحتمي بها ،وجلست خلف الباب تعاتب نفسها وتبكي بمراره على الوضع الذي حدث قبل لحظات ..

________

ظل محدق لطيفها الذي اختفى عنه بذهول ، ثم تنهد بقوه ودلف لينعش جسده بالماء البارد لعله يطفئ النيران المشتعله داخله ويحاول تنفيض صورتها من مخيلته .
الى ان أنتهى من حمامه وارتدي ملابسه ثم غادر غرفته بحث بعينيه عن وجودها فلم يجدها وقف امام باب غرفتها يطرقها برفق لينتفض جسدها خلف الباب وتجيب بنبره مهزوزه وهى تكفكف دموعها : نعم ...
- ممكن تجهزي عشان خارجين ؟
نهضت من مجلسها خلف الباب وهى تردد بصوت مضطرب : خارجين ..
ابتسم بخفه وهو يتنهد بهدوء : ايوه خارجين ، خمس دقائق وتكوني جاهزه
- شكرا مش عايزه اخرج وبعدين هو حضرتك ماعندكش شغل
ليتحدث بمشاكسه : لا يا ستي حضرتي عاطل ماعنديش شغل ، افضلي اتكلمي كده وضيعي وقتك ، خمس دقائق وتكوني جاهزه تمام وأنا هنتظرك فى الصالون ..

عندما استمعت لخظواته المبتعده تنفست الصعداء ثم نظرت لهيئتها التى عليها لتشعر بالضيق لأنه راءها بتلك الملابس .
اوصدت باب غرفتها بالمفتاح وتوجهت الى المرحاض الخاص بغرفتها لتزيل عنها الاتربه العالقه بجسدها اثر تنظيفها للمنزل ثم ارتدت ثوب اسود يحواط بخصرها بحزام اسود أيضا وارتدت حجابها الابيض وغادرت الغرفه تسير بخطوات مضطربه الى ان وقفت على بعد مقربه منه .

رفع مقلتيه ليلتقي بها ثم ضيق ما بين حاجبيه : بقالك نص ساعه وفى الآخر لابسه اسود ، اتفضلي غيري الأسود ده .

تحدثت بضيق : ماعنديش غير اسود

نهض من مكانه لتبتعد هى خطوه للخلف ، اقترب منها بثبات ثم سحبها من معصمها ودلف بها الى غرفتها ثم ترك يدها وسار الى حيث دولابها فتحه امام ذهولها وظل يتطلع الى ثيابها ثم نظر لها بعتاب :

- بقى كل الألوان دي وماعندكيش غير اسود ؟ تمام يبقى هنخرج نجلبلك كل الألوان اللى محتجاها

تحدثت بلألأة : بس أنا مش محتاجه حاجه وعندي لبس كتير
تحدث بصرامه : ماتقوليش على حاجه لا تاني ، وبلاش تجادليني كتير

التقط ثوب ابيض طويل بها ورود جميله ذات حزام بني عريض اخرجه من الدولاب ووضعه اعلى فراشها ونظر لها قبل ان يغادر الغرفه :
- حلو ده البسيه واقلعي الأسود
غادر الغرفه وظل مكانه امام الباب ، اما هي فدبت بقدميها الأرض بغيظ والتقطت الثوب بضيق ثم ارتدته وغادرت الغرفه لتجده متسمرا مكانه ،نظر لها باعجاب :
- اهو كده بقي نخرج .
أمسك بكفها بين كفه لتحاول هي سحب يدها بخجل ، نظر لها بحده :
- ماتشليش ايدك من ايدي انتي مراتي والبواب عارف بكده وكل اللى حوالينا هيعرفو ، تعاملي عادي جدا وطبيعي ، مفهوم ؟

شعرت بالحزن بسبب اوامره وصرامته معها وانصاغت لاوامره ولم تتحدث بكلمه واحده ، استقل المصعد ليهبط به الى ان ترجل منه ليلتقي بالعم صبحي ، نهض من مكانه احتراما له ، وقف فارس امامه يتحدث معه بود : المدام يا عمي صبحي
رحب بها : يا اهلا وسهلا بالهانم ،الف مبروك وربنا يسعدك يارب والله العماره كلها نورت بقدومك يا هانم
ابتسمت له بود : شكرا يا عمي صبحي

نظر صبحي لفارس : ثواني يا بني والعربيه تكون جاهزه
ربت فارس على كتفه برفق : لا ماتتعبش نفسك انت ، أنا هتحرك دلوقتي سلام

- مع الف سلامة يا بني ..

ابتعد عنها بهدوء لكي يخرج سيارته من الجراج ثم صفها امامها وترجل منها ليفتح لها بابها لكي تستقل بالمقعد المجاور له ، جلست بهدوء وهى تشكره باقتضاب .
استقل مكانه خلف المقود وانطلق الى حيث وجهته ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي