الفصل الرابع

الفصل الرابع
"ارمله اخي "
بقلم / فاطمه الالفي ..

صفا سيارته امام مول تجاري ثم ترجل منها وفتح لها الباب لكي تترجل هي الأخرى .
ثم سارت بجانبه بصمت الى ان دلف بها الي متجر الملابس .
نظرت حولها باستغراب لتسترق السمع اليه وهو يهتف موجه حديثه لها :
- هتشتري كل اللى تحتاجيه و
لم تدعه يكمل كلماته لتستوقفه قائله : شكرا بس أنا مش محتاجه حاجه
رفع حاجبه بضيق ثم هتف بضجر : قدر يا ريت تسمعي الكلام واللى أقول عليه تنفذيه بدون نقاش ، ولازم تعرفي انك مسئوله مني دلوقتي
اشار الى الفتاه التى تقف تنظر لهم باهتمام : إذا سمحتي ممكن تساعديها تختار لبس يناسبها وبكل الألوان والدرجات اللى تحبها .
ابتسمت له الفتاه واسرعت تجلب لها الاغراض : تحت امرك يا فندم
ثم نظرت الى قدر : اتفضلي معايا
لحقت بها قدر وهى تشعر بالضيق بسبب تلك الاوامر التى يهتف بها فارس ولم يدع لها فرصه فى النقاش ، فقط يصدر الاوامر لكي تنفذ دون جدال ، تذكرت زوجها الراحل وسندها الذي خسرته وخسرت طيبته ورقته معها فى التعامل ، فلم تجد احدا بحنيته وطيبة معاملته حتى الان ، انسابت دمعه حارقه على فقيدها وعلى حياتها القادمة التى لا تعلم عنها شيئا حتى الان ..
"""""""
داخل فيلا " اللواء اكمل سلام "
دلفت غرفة ابنتها بضجر : جودي ، انتي يا بنت ، قومي بقى كفايه حبسه لحد كده ، بابي سئال عليكي ومارضيتش اقوله انك حابسه نفسك فى اوضتك من امبارح
- لا قوليلو يا مامي السبب اللى ورا حبستي دي ، مش فارس ده اللى كان بابي بيمدح فيه وفى اخلاقه وشغله طول الوقت ، خليه يعرف هو عمل فيه ايه وعايزني أنا اللى أقبل بوضعه ده ، لاكون زوجه تانيه ، لكل واحد يروح لحاله ، ببساطه كده عايز ينهي حبنا واحلامنا فى لحظه كده هان عليه حبي .
تنهدت احلام وهى تجلس بجانب ابنتها اعلى الفراش وتربت على كتفها بحنان :
- يا حبيبة مامي ، فارس صارحك بالحقيقه وماخباش عليكي وده وضع اضطر عليه وهم الصعيد كده ودى عوايد لا يمكن تتغير ، دورك تقفي جنبه وتسانديه عشان تفضلي حبيبته العمر كله ومايقدرش يستغنى عنك ، لكن لم تخيريه بينك وبين ارمله اخوه ، وهيبعد عنك وهيختار طبعا مراته لأنها خلاص فعلا بقت مراته .

صرخت بانفعال : حضرتك اللى بتقوليلى أنا الكلام ده ، أنا اللى غلطانه عشان بحبه ومش قادره اتخيل حد تاني يشاركني فى جوزي حبيبي ، ازاى أقبل يا مامي أكون زوجه تانيه ازاي هتحمل الوضع ده

- يا حبيبتي اهدي الوضع مش زي ماانتي فاكره وفارس صارحك ان الوضع صعب وانها بقت مراته عشان يقف جنبها ويساعدها وزي ماقالك هي وحيده مالهاش حد ، اللى زى فارس صعب يقرب من مرات اخوه ، صعب يتقبل علاقتهم كده وتبقي زي أي اتنين متجوزين ، بس ده وضع مجبر يكمل فيه وهو بنفسه قالك ان هو مقرر يتجوزك وطلب من والده وهي
كمان وافقت ان يتجوز فى أي وقت ويعيش حياته لأنه حقه هو مش مجبر يكمل باقي حياته مع مرات اخوه ، هو حقه يختار الانسانه اللى حبها تكمل معاه حياته ، انتي تدي فرصه كده تفكري فى كلامي وخدي وقتك زى ما فارس طلب والقرار ليكي يا قلبي وانا معاكي وجنبك فى أي قرار تختاريه ،بس دوري كام اعرفك أن فارس راجل مايتعوضش ووالدك عارفه كويس ولولا كده أنا ماكنتش قبلت بانك تقابليه وتخرجي معاه من غير خطوبه رسميه، بس هو بجد انسان كويس ومحترم ومن عيله كويسه والكل بيشهد له بالسمعه الطيبه والاخلاق العاليه ولولا الظروف اللى حصلت ووفاة اخوه كان زمانكم مخطوبين ولا متجوزين كمان , قومي بقى اخرجي من اوضتك وشمي هوا وفكري بعقلك وقلبك مع بعض وشوفي ناويه على ايه وانا بنفسي هفاتح باباكي فى ظروف فارس وهنشوف رائيه هو كمان ايه .

نهضت جودي بسأم وقررت ان تفكر جيدا بتلك الزيجه اتقبل بها وتمضى فى طريقها بجانب حبيبها الذي دق له قلبها منذ أن التقت به ، اما انها لا تتحمل ذلك الوضع وتبتعد عنه وتتحمل فراقه إلى الأبد ، عليها اتخاذ القرار الصائب والمصيري بالنسبه إليها ....
.
"""""""
رفضت رفضا قاطعا بدخولها لغرفه البروڤا وابدال ملابسها وعمل بروڤا على الثياب التى اختارتها تلك الفتاه .
الى ان خرجت الفتاه تتحدث مع فارس :
- المدام رافضه تعمل بروڤا على اللبس اللى اخترناه
- مافيش مشكله المهم المقاس مقاسها
الفتاه بابتسامه : أعتقد هيكونو مقاسها ،بس كنت حابه تقيسهم بنفسها عشان لو فى حاجه محتاجه تظبيط نظبطها.

- مافيش مشكله , الفاتوره بقي إذا سمحتي

أتت قدر وظلت واقفه جانبه الى ان دفع فارس ثمن الملابس ثم حمل الاغراض ووضعها بالسياره ليجد قدر استقلت بالمقعد الامامي ، دلف هو أيضا ليستقل بمقعده خلف المقود ، وقبل ان يتحدث معها وجد هاتفه يصدح بالرنين .
اخرجه من جيب سترته ليجد المتصل شقيقه ، نظر لها بصدمه قبل ان يجيب على الهاتف :
- ده اخويا رحيم ، أكيد امي عايزه تكلمك تطمن عليكي ، أنا بجد مضايق اوى ان لأول مره اكدب عليهم
شعرت بالحزن وهتفت بأسي : أنا اسفه ان بعرض حضرتك لموقف زى ده بسببي
نظر لها بحنان ولم يعقب على كلماتها ، ثم زفر بهدوء قبل ان يجيب على شقيقه : ماتتكلميش خالص عشان اعرف ارد .
التزمت بالصمت وتحدث فارس بهدوء:
- الو
أستمع إلى صوت والدته تهتف : كيفك يا ولدي وكيف قدر ؟.
ابتلع ريقه وهو يجيبها بحنو : بخير يا ست الناس ،طول ماحضرتك بخير
- تسلم وتعيش يا ضنايا ،طمني على احوالكم يا جلبي من جوة
- أنا عايزك تطمني وماتجلجيش واصل ،احنا زين الزين وقدر بخير وفي عنيه ممكن تطمني

- ربنا يصلح حالك يا ضناي واوعاك تفكر ان بغصبك ولا بضغط عليك يا حبيبي، انا رايده المصلحه

جحظت عيناه بصدمه وأراد ان ينهي معها المكالمه قبل ان تتطرق لأمر اخر .
- وينها قدر رايده اطمن عليها
- هي نايمه دلوك لم تصحي هخليها تكلمك عشان تطمني بنفسك ،فى رعايه الله يا أمي
- فى رعايه الله يا ولدي.
تنهد الصعداء بعد ان أغلق الهاتف ثم تطلع امامه ليقود سيارته وكأن شيء لم يكن .

تطلعت بشرود من خلف نافذه السياره، ليداعب الهواء بشرتها ليرغم جفونها على اغماضهم إثر لفحه الهواء البارد.

بعد مرور عده دقائق، صفا سيارته امام مطعم لتناول الطعام ،فهو الان يشعر بالجوع ،وعندما نظر إليها وجدها مغمضه العينين ليبتسم بخفه ثم همس بصوت خافت لكي يجعلها تستيقظ .
- قدر ..... قدر
فتحت عيناها بفزع تتطلع حولها لتعلم اين هي ثم نظرت له بحرج : أنا اسفه بس أصل
قاطعها بجديه : خلاص مافيش داعي لاسفك كل شويا ، يلا عشان ننزل نتغدا ، أنا واقع من الجوع وماتنسيش اننا نزلنا من غير فطار.

ترجلت من السياره لتسير جانبه ثم دلفوا سويا لداخل المطعم ، وجلس بمكان مبتعد عن الجميع وبعد ذلك اشار الى النادل ليطلب الطعام ،ثم نظر لها بتسأل :
- تحبي تاكلي ايه ؟
- أي حاجه .
نظر فارس داخل المنيو ثم رفع انظاره يتحدث مع النادل عن الطعام الذي يريده ، ليغادر النادل طاولتهم بعد أن دون ماذا يريدون من طعام وذهب لاحضاره .
"""""""
بمكان اخر داخل احدى الاحياء الراقيه ، وقفت سيده فى العقد الرابع من عمرها تبكي لزوجها بان يعيد إليها ابنتها .
- ارجوك يا رشدي أتصرف بنتي كده هتروح مني ، أنا عايزه بنتي حالا ارجوك أتصرف ، اتصل بكل معارفك عايزه بنتي تخرج من اللى هى فيه باسرع وقت .
صرخ زوجها بانفعال : يعني ايه يا هانم أتصرف ، جايه دلوقتي تقوليلى أتصرف واخرجها من البلوه اللى هي فيها ، بعد ايه بعد ما اتحولت لقضيه ودلوقتي قدام النيابه بيتم التحقيق معاها ، دي جريمه قتل عارفه يعني ايه جريمه قتل ، بنتك هتدمر سمعتي للأسف ولو الموضوع كبر عن كده أنا هطلقك أنا مش ناقص وجع دماغ واسمي يلتط بسبب بنتك والعين تبقي عليه ، أنا هحاول انهى الحوار ده باقل الخساير
اقتربت منه بلهفه : ارجوك يا رشدي عشان خاطري خرجها بس من المصيبه دي وأنا هاخدها وهنسافر ومش هتشوف وشي تاني بس انقذ بنتي ارجوك
تنهد بضيق ثم ابتعد عنها: هحاول يا ساميه ألم الموضوع واتواصل مع أي حد مسئول ، بس اياكي اللى بينا يتعرف وورقه الجواز تتقطع حالا ،مش عايز فضايح ليه مع مراتي وولادي انتي فاهمه
- فاهمه فاهمه،واللى تطلبه هنفذه بس خرج بنتي من الحبس وكفايه اوي الايام اللى قضتها هناك
- ادعي ربنا مايتجددش حبسها كمان أسبوعين على ذمه التحقيق ، أنا سالت على وكيل النيابه اللى ماسك القضيه صعب جدا وماعندوش رحمه فى شغله ، وكل اللى اقدر اعمله بعت ليها محامي يتولى التحقيق ويحاول يبعد التهمه عنها وهتواصل مع اهالي الاولاد اللى معاها لان اسمهم تقيل اوي فى السوق واكيد هيحاولو يخرجو ولادهم منها ، وده هيكون اخر ما بينا مش حمل أنا مشاكلك انتي وبنتك
غادر الفيلا وتركها تبكي بحرقه على خسارتها لابنتها التى ابتعدت عنها وذهبت لتتزوج من آخر بعد وفاة والد ابنتها ، واهملت طفلتها وقبلت بان تكون زوجه فى الخفاء لا يعلم عنها أحد ، وهذه نتيجه لاهمالها وترك ابنتها الشابه تتخبط بالحياه هنا وهناك ولم تكن لها الام الحنون ولا الصديقه النصوح لتسقط ابنتها بين يدي الاوغاد يترقصون بها هنا وهناك ويصل بها الحال بانها داخل القبضان ولا تعلم بمصيرها الذي ينتظرها ....
"""""""""
بمكان اخر لم يقل الوضع تأذمنا عن ما يحدث بالفيلا الأخرى ، فهنا تقطن عائله "سامي الحديدي "، رجل الأعمال المعروف ذات سلطه ونفوذ من اكبر رجال الصناعه بالبلد ، يحاول استخدام نفوذه فى حل الاذمه الذي يتعرض لها ابنه الوحيد " ريان " الشاب المتهم بمقتل شاب اخر داخل احدى الملاهي الليله والتمثل بجثته .
كان يجلس بمكتبه ويتحدث مع صديقه المقرب الذي لم يقل وضعه عن وضع صديقه فالشاب الاخر المتهم بنفس القضيه لم يكن الا "عمرو عادل المدني "
تحدث عادل بقلق : هنعمل ايه فى المصيبه دي يا سامي ، هنتصرف ازاى ، الولاد بقالهم اربع ايام فى الحجز وبيتم التحقيق معاهم ، هنتصرف ازاى فى الوضع ده والقضيه اتحولت لرأي عام والدنيا مقلوبه ومش هتقعد اللى ما الولاد ياخدو حكم ، احنا خلاص ضيعنا ولادنا قضو علينا ومش بس كده دول هيضيعو مننا
ضرب سامي مكتبة بقوه وهو يتحدث بغضب : مش هيحصل ، ماتخلقش لسه اللى ياخد ابني مني ، وكل اللى هيفكر بس يقرب منه هيكون هو الجاني على روحه ، أنا ماعملتش كل الامبرطوريه دي عشان فى الآخر اخسر بني ، ابني هيستلم من بعد امبراطوريه الحديدي وهيكمل مشواري وأنا هعاقب أي حد يقف فى طريقي وطريق ابني .
- ازاي بس والقضيه خلاص بقت قدام النيابه والنيابه بدينهم وهتتحول للمحكمه ويتم بقى محكمتهم والكل بيطالب باعدامهم
ضحك بخبث : مش هتوصل للمحكمه ومش هيتم محاكمتهم من الأساس واصبر وانت تعرف صاحبك بيفكر فى ايه
دلف شاب ضخم البنيه يدعى "فهد " يعمل مع سامي الحديدي وذراعه الايمن فى كل اعماله الخارجه عن القانون ، ولم تقف معضله امامه، يقضي على كل من يتعرض لرب عمله ويمحيه من على وجه الأرض .
بعد ان طرق باب مكتبه دلف بهيئته الجاده ونظراته الحاده يقف امام سامي : اوامرك يا باشا ، حضرتك طلبتني .
- اقعد يا فهد واسمعني كويس ، انت عارف انك دراعي اليمين وبثق فيك قد ايه ، ومافيش مشكله وقعت فيها الا وانت حلتها وخلصتني من حذورها ، دلوقتي ابني ريان متهم فى قضيه قتل واحد كده مالوش أي لازمه .
- عرفت باللى حصل يا باشا ومن وقتها وأنا بجمع كل معلومات عن كل اطراف القضيه واي حد ليه دخل بيها سوا من بعيد او قريب
- هايل يا فهد ، ووصلت لايه بقي أكيد عرفت كل نقاط القوه والضعف بتوع خصمك دلوقتي
- أكيد طبعا يا باشا والخصم اللى قدامي دلوقتي هو وكيل النيابه " فارس يونس الصواف " معروف باسم صقر النيابه ومافيش قضيه عدت من تحت ايده الا لم المتهمين بيعترفو قبل ماتبقى امام المحكمه كمان ، احنا بدرونا هنلعب على فارس الصواف وقدرت أوصل لنقطه ضعفه ، تعبت جدا بس فى الآخر وصلت لهدفي ، أصل هو من الصعيد وكل عيلته هناك وماكنش فيه حاجه ليه هنا يخاف عليها بس أنا بقى ماسكتش فضلت ورا لم عرفت أخيرا ان بقى مسئول عن حد من كام يوم والحد ده يبقى مراته ، يعني أكيد دي نقطه ضعفه الوحيده لان ماحدش يعرف عنها حاجه وكونه اخفى خبر جوازه الا انه بيحافظ عليها وخايف عليها تنضر بسبب شغله ، وده بقى اللى هنلعب عليه يا باشا ،نقطه ضعفه ...
ابتسم كل منهما ونظرو له باعجاب ثم تحدث سامي بصرامه : ابني مايقعدش يوم واحد زياده فى الحجز يا فهد وانت المسئول قدامي تنهي الموضوع ده نهائي حتى لو هتنهي فيها ارواح مايهمنيش الا ابني يخرج منها سليم وبس .
- اوامرك يا باشا ، أنا عايزك تطمن خالص وراك رجاله
غادر فهد مكتب سامي وهو عازم على فض تلك القضيه بطريقته الخاصه. ..
""""""""""
بعد ان تناولو الطعام فى صمت ، كسر فارس ذلك الصمت وبدء فى فتح حوار للتحدث معها :
- قوليلى يا قدر ، انتي دراستك ايه ؟
- علاج طبيعي
ابتسم على اجابتها المختصره : واتخرجتي بقى ولا لسه بتدرسي
ابتلعت ريقها بتوتر : بدرس لسه ، بس أنا منسوبه لجامعه المنيا ، وكنت مأجله سنه ،المفروض داخله تالته السنه دي .
- عادي مافيش مشكله ورقك يتحول القاهره وترجعي تنتسبي لكليتك ولا لسه عايزه تأجلي

ابتسم برقه : بجد ينفع يعني اكمل دراستي ، حضرتك مش معترض ؟
نظر لها باستغراب : واعترض ليه مش حقك تكملي جامعتك ولا ايه
ابتسمت له بود : شكرا بجد
ابتسم من اجل ابتسامتها فقد نجح فى فعل شيء يسعدها ليشعر بالراحه بان شقيقه الان يبتسم لما فعله من اجل تلك الصغيره كما كان يكتب عنها وينعيها بهذا اللقب وكانها صغيرته الذي يحميها ويسعى من اجل سعادتها .

تنهد بهدوء ثم نظر لها بجديه : ممكن اعرف ليه اجلتي سنه ؟
عادت لمحت الحزن تسكن وجهها وهى تستطرد قائله :
وفاه بابا ودخولي فى نوبه اكتئاب وبعدين جوازي من سند الله يرحمه ووقوفه جنبي واقترح عليه أجل السنه وأنا بصراحه وافقت ، مش عشاني عشانه هو ، أنا كنت اقدر ألتزم واعوض اللى فتني ، بس تعب سند كان محتاجني جنبه حتى لو هو ماطلبش ده ،فده كان ابسط دور ليه اني اقف جنبه وادعمه وأحاول اخفف عنه ولو جزء بسيط من تعبه.

نظر لها باعجاب وقبل ان يتحدث صدح رنين هاتفه ليزفر بضيق ثم اخرجه لجيب عليه ، ليتفاجئ بصديقه قاسم ، اجابه بضيق :
- ايوه يا قاسم بعدين نتكلم ، أنا مش فاضي دلوقتي
قبل ان يغلق الهاتف أستمع لكلمات قاسم بانصات وبعد ان أغلق الهاتف نهض من مكانه وهو ينظر حوله بترقب ليشير الى النادل الذي اتى على الفور ، اعطاه المال ثم نظر الى قدر
- يلا بينا هوصلك البيت وبعدين اطلع على شغلي .
"""""""
بعد مرور ساعه كان يدلف لداخل القسم ليتفاجئ بصديقه الذي يقف فى انتظاره ويحدثه بقلق :
- البنت منهاره وطالبه تتكلم معاك وتحكي كل اللى حصل بالتفصيل وقت الحادثه .

لوي ثغره بضجر : بس اليوم عطله يا قاسم وانت عارف كده كويس ، وممكن يستغلو النقطه دي بعدين لصالحهم ، مافيش تحقيق بيتم فى يوم عطله ، تستني لبكره ويتم التحقيق طبيعي والامور تمشي عادي جدا ،اسف مش هخالف القوانين ، وان كان على انهيارها بكرة مش بعيد وكمان ده مصلحه انها تقول اللى عندها عشان تنفد بجلدها من هنا ،ده إذا كانت بريئه ومالهاش يد باللى حصل ،رغم ان شاكك انها اس المصيبه وانها شراره البدايه .

تحدث قاسم ببلاهه : يعني ايه مش هتحقق دلوقتي ؟ يابني دي فرصتنا وهى منهاره كده هتقول كل حاجه بدون ضغط
هم بمغادره القسم وهو يلوح بيده لصديقه : اشوفك غدا يا صاحبي
ليستوقفه صوت قاسم القوي : مش هتقولي بردو على اللى حصل معاك وانت بتقابل جودي امبارح

وقف فارس ينظر له وهز كتفه بلامبالاه : مش طالبه معايا احكي قصص دلوقتي ،انا مطبق من امبارح ومحتاج اروح انام ولم افوق كده ابقى اشوفك نتكلم براحتنا ده إذا انت كنت فاضي
- هفضالك وهستناك عند دودي
ابتسم له ثم أومي براسه بالايجاب : تمام ، سلام يا صاحبي ...
"""""""""""
عاد الى منزله ليجدها تجلس امام التلفاز وتتابعه باهتمام ،دلف بخطوات واثقه ثم جلس بجانبها وهو يتطلع إليها : مساء الخير
درات وجهها تنظر له بخجل : مساء النور
همت بان تقف ولكن جذبها من يدها ليجعلها تظل مكانها وهو يرمقها بنظراته الصارمه ثم دن بالقرب من اذنها يهمس بصوت هادئ:
-على فكره يا قدر لازم تتعودي على وجودي معاكي فى نفس المكان ، احنا دلوقتي متجوزين وعايشين مع بعض تحت سقف واحد ، فمن المؤكد لازم تأقلمي نفسك على الوضع الجديد وتعتبري نفسك فى بيتك وعلى راحتك وأنا مش غريب عنك أنا جوزك بردو
انهي كلماته بابتسامه خفيفه جعلتها تفتح عينيها بصدمه وهى تنظر له ببلاهه ...
________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي