الفصل الثامن

الفصل الثامن
" ارمله اخي "
بقلم / فاطمه الالفي .

صعد الدرج دون ان يشعر به احد ووصل الى الطابق السادس ، انتظر قليلا الى ان غادرت ورد شقته واستقلت بالمصعد لكي يهبط بها الى الطابق الاول ، وبعدما تاكد من مغادرتها بالفعل ،دلف لشقته واغلق الباب خلفه بهدوء ، ثم سار الى غرفة النوم خاصته ليبدل ثيابه باخري مريحه لتساعده على الحركه دون قيود .
ثم غادر شقته بهدوء ليصعد اعلى البنايه وهو يحمل بيده حبل غليظ وضع بطرفه حديد لكي يثبته اعلى السور من الجهه الخلفيه للبنايه لكي لا يراءة احد ومن ثم تسلق الحبل هبوطا الى الشقه المنشوده ودفع بقدمه نافذه المطبخ ،ليستقر بداخل الشقه وسار بخفه ينظر داخل الشقه يبحث عنها فلم يجدها ، ثم وقف امام باب الغرفه واخرج من جيب بنطاله محرمه ورقيه نثر بها المخدر وفتح باب الغرفه برفق ، ليجد الفتاه تصلي فرضها ولم تشعر لوجوده ، وقف لحظات الى ان انتهت من صلاتها ليتقدم بخطوات سريعه قبل ان تلتف للخلف ووضع المحرمه اعلى انفها وهو يمسك بها من الخلف ليجعلها تثتنشق المخدر ويهوي جسدها على ذراعه القابض عليها ومن ثم حملها ليغادر الشقه وترك الباب خلفه مفتوح على مصرعيه ، هبط بها الى حيث شقته وضعها برفق اعلى الاريكه الموضوعه بغرفه الصالون ثم عاد ليخفي أي اثر لفعلته ....

_____
فى ذلك الوقت كان يصف سيارته امام مبنى النيابه ثم ترجل من سيارته ليلتقي بصديقه الذي استوقفه
- فارس ايه جابك يا بني ، مش مراتك تعبانه ؟
- هاخد اذن بعد ماخلص كام نقطه كده فى ملف القضيه اللى شغال عليها
ربت على كتفه : ربنا معاك
- وانت طالع ماموريه ولا ايه ؟
- اه يا سيدي فخري مش موجود وأنا هنا مسحول مكانه
ابتسم له بحب : ربنا يعينك يا صاحبي ، يلا شوف شغلك مش هعطلك
- اشوف وشك بخير يا وكيل
ودع صديقه بابتسامه حانيه ثم دلف لداخل المبنى ومن ثم الى مكتبه ليجلس خلفه بهدوء ثم يخرج ملف القضيه ويعاود قراءة ملف التحقيق ثم نهض من مكانه متوجها الى مكتب اللواء "اكمل سلام "
طرق الباب بخفه ثم دلف لداخل وبعد ان صافح اللواء جلس امامه يتحدث فى القضيه التى انهى التحقيق بها ، ليبتسم له اكمل باعجاب فقد انهى التحقيق فى وقت قياسي كما تعود منه على ذلك ، فالي الان ولم تقف قضيه عالقه به ولذلك سمي بالصقر لجرئته فى اتخاذ القرار الصائب وحدته فى التعامل مع جميع طبقات المجتمع سواسيا لا يفرق بين احد فالكل امام القانون مذنب الى ان يتم برءاته ..
- ألف مبروك يا بطل ، القضيه انتهت على خير ودلوقتي جى دور المحكمه والكلمه الاخيره للقضاه
- الله يبارك فى سعادتك يا فندم ، كنت محتاج استاذن حضرتك اليوم كله عندي ظروف عائليه
اختفت ابتسامته وهز راسه بتفهم :سمعت اخبار انك اتجوزت ، ألف مبروك
تنهد فارس وشعر بالاحراج : الله يبارك فى سعادتك ، آسف ان مابلغتش حضرتك ، ظروفي جت كده
- ربنا يوفقك يا حبيبي, انت عارف انك زي ابني ومقدر طبعا ظروفك اللى اتغيرت بعد وفاة اخوك الله يرحمه ، وكمان عندي طلب
- طلباتك اوامر طبعا
- جودي لسه صغيره ومش مدركه لسه اللى بلغتها بيه ، اتمنى تقعدو تاني مع بعض عشان توصلو لحل يرضيكم ، لان بجد يعز عليا اخسر ابن زيك فى عيلتي ، والده جودي قالتلي على كل اللى حصل وأنا مع أي قرار يسعدكم

ابتلع ريقه بتوتر : ده شرف ليا أكون ابن لحضرتك ومهما كان قرار جودي عندى رجاء وجهه نظر حضرتك فيه ما تتغيرش وافضل مقام ابنك
-طبعا مقامك غالي يا فارس وربنا يقدم اللى فيه الخير
نهض من مجلسه : استاذن سعادتك
- اتفضل ..
غادر مكتب اكمل وهو يشعر بالحيره ، يخشي قرار جودي ، يخشى ان يظلم قدر معه ، داخله أفكار شتا ، غادر مبني النيابه بضيق ثم استقل سيارته عائدا الى منزله ليطمئن على "قدره "
______
صفا السياره امام منزل مهجور ثم ترجل منها وفتح الباب الخلفي ليحملها برفق بين يديه ويدلف بها داخل المنزل المتهالك ، وضعها على الاريكه المتهالكه ، ثم بدء فى تقيد كفيها وارجلها ثم وضع غمامه سوداء اعلى عينيها لتحجب عنها الرؤيه لكي لا تراء وجهه .
جذب مقعد وجلس امامها يترقب افاقتها ثم اخرج هاتفه ليلتقط عده صور ويرسلهم الى سامي الحديدي لكي يطمئن قلبه بان فهد لن يترك وحيده بالسجن اكتر من ذلك ..
"""""""""
كان يجلس داخل شركته التى بدءت حديث الميديا بسبب ما فعله ابنه ، فما فعله ابنه جعل الاعين عليهم ، تتسلط عليهم العيون تريد الايقاع بهم .
زفر بضيق وظل يسب ابنه لأنه المتسبب فى تلك الكارثه ليستمع لرنين هاتفه يعلن عن وصول رساله خاصه من فهد ، فتحها على الفور لتلمع عينيه بفرحه الانتصار ثم يضغط زر الاتصال به
ليستمع لفهد على الجانب الآخر :
- ايه رايك بقى يا باشا فى الهديه
- كنت عارف انك قدها يا فهد ، قولي الخطوه الجايه ايه ؟
- هلعب على اعصابه طبعا ، قبل ماابلغه بطلبتنا ، محتاجك تطمن خالص واشوف شغلك بس اللى متعطل بسبب الموضوع ده .
- شغل ايه بس كل الصفقات وقفت يا فهد ، العين بقت عليه والراجل الكبير رافض أي صفقه تتم حاليا ، قال ايه مش مطمن ليه ، بقى بعد كل ده وشغلي وحياتي اللى تحت طوعهم دلوقتي بقيت منبوذ بسبب الزفت ابني واللي عمله ، فهد لازم تتصرف باسرع وقت ، ريان لازم يخرج باي طريقه انت فاهم طبعا
حاول التماسك واظهار جموده : أكيد طبعا يا باشا هيخرج فى أسرع وقت
أغلق الهاتف والقاء بغضب ونهض من مقعده يدور حول نفسه كالفهد الهائج يريد ان يفتك باي شي امامه فقد جعله يفقد صوابه وفشل كل ما خطط له للقضاء على ذلك الرجل الذي يبغضه ويريد الانتقام منه ومن عائلته ..
فاقت على صوت ارتطام ولكن لم ترا الا السواء وجدت ايديها متشابكه مقيده باحكام ، اعتدلت قليلا تحاول افلات يدها فلم تستطع ، استمعت لصوت انفاسه اللاهثه بغضب لتهمس بخوف : أنا فين ؟ ومين اللى عمل فيه كده ؟
انتبه لها وظل يحدق بها ثم صرخ بوجهه بانفعال : انتي تخرصي خالص ، مش عايز اسمع صوت نفسك حتى .
استمعت لنبره صوته الحاده ولا تعلم اين هي ومن هذا الشاب الغليظ الذي يصرخ بها وجدت دموعها تنساب بصمت وتهمس داخلها تردد باسم " فارس "
________
تسمر مكانه ينظر لباب شقته المفتوح على مصرعيه بذهول ، ثم دلف مناديا باسمها والقلق ينهش بقلبه :
- قدر. ... قدر. ، انتي فين ؟
بحث عنها بكل ارجاء الشقه ، من غرفه لغرفه ليقف عاحزا عن التفوه حتى باسمها، فقد راودته افكارا عديده .
اخرج هاتفه على الفور يهاتف ايمن ويتحدث معه بقلق ليندهش الأخير من حديثه
- ايمن هى قدر حالتها ممكن تسيب البيت ؟ ممكن تاذي نفسها وتعمل حاجه فى نفسها ؟ هى حالتها ايه بالظبط يا ايمن ارجوك ؟
لم يستعب ايمن الحديث ولكن اجابه بهدوء : يابني حالتها مش خطيره لكل قلقك ده ، بس قولي الاول فى ايه ؟
- رجعت من الشغل عشان اطمن عليها ، لاقيت باب الشقه مفتوح وقدر مش موجوده وكل حاجه زى ماسبتها ،حتى الفطار اللى كنت محضرولها قبل ماانزل زى ماهو ، أنا بجد قلقان عليها ، يعني هى بكامل قواها العقليه يا ايمن ولا ممكن تكون خطر على نفسها ؟
- ليه هى فاقده الذاكرة ، قدر واعيه لكل حاجه بتحصل ، كل اللى حصل مجرد انهيار والتشنج أنا متاكد ان حاجه عابره كده مش فى أي ضرر فى الدماغ ، بس كون تسيب الشقه وتمشي ده ممكن تكون راحت مكان قريب وهترجع تاني .
قاطعه بصرامه : تقوم تسبب الباب مفتوح بالشكل ده ، لا أكيد عملت حاجه فى نفسها ، ممكن تنتحر صح يعني حاليا فى خطر يا ايمن ، ليه ماقولتليش أعمل حسابي يا ايمن
- حسابك ازاي يا فارس هو أنا أعرف بتفكر ازاى وبعدين لو فرضا مثلا انها ممكن تنتحر وده مستبعد لان اخوك متوفي من كام شهر ، ليه تستني كل ده لم تحاول تنتحر ، بص دي مجرد افتراضات فى دماغك ،انزل أسأل البواب واعرف هى فين وابقى طمني .
أغلق فارس الهاتف وبالفعل هبط الدرج بخطوات راكضه الى العم صبحي ووقف امامه يلهث انفاسه بتسرع وهو يوجهه له حديثه :
- عمي صبحي ماشوفتش قدر مراتي ، خرجت قدامك ؟
- لا والله يا بني ماحد دخل ولا خرج وانا قاعد مكاني من الصبح
- هتكون راحت فين وهى ماتعرفش حد هنا وكمان غريبه عن هنا ؟ طب ورد جت انهارده ممكن تكون نزلت معاها وسابت باب الشقه مفتوح نسيت تقفله ؟
- ورد فعلا جت وكانت بتنضف شقه الدكتور معتز الساكن الجديد فى الدور السادس ، بس ماشوفتهاش نزلت الشهاده لله ، دكتور معتز بس هو اللى خرج الصبح بدري
- معقول تكون قاعده مع ورد فى الشقه اللى بتقول عليها دي ، بس الشقه دي سكنت امته ؟
- من كام يوم كده والدكتور معتز مايتخيرش عنك والله ، تحب اطلع معاك بنفسي ؟
- تعالي معايا ممكن تكون مش هناك
استقل المصعد سويا وتوجه بهم إلى الطابق السادس ، طرق فارس الباب ثم انتظر ان يفتح له احد ولكن انتظر لعده دقائق دون أي جديد .
زفر انفاسه بضيق وهو ينظر لصبحي : وبعدين ... شكل مافيش حد موجود جوه من الأساس ، اتصلي بورد اعرفلي موجوده فين وهل قابلت قدر ولا لأ
فعل صبحي مااملاه عليه فارس وبعد لحظات أغلق الهاتف ونظر لفارس بقلق : ورد خلصت شغلها فى الشقه وروحت على بيتها وماشافتش الست قدر
تركه فارس وصعد الى حيث شقته وهو يهمس بخوف : ازاي فاتتني حاجه زي كده
دلف شقته ليجذب مقعد ما ثم وضعه امام باب الشقه وصعد عليه يمد.ذراعه ليجذب كاميرا المراقبه الموضوعه امام باب شقته وقفز من اعلى المقعد يقترب من المصعد الكهربائي ويجذب الكاميرا الأخرى ، ثم نظر الى صبحي :
- عمر صبحي عايز الكاميرات اللى فى مدخل العماره فيهم فلاشه صغيره لو تعرفت تفكها هاتها ضروري دلوقتي
- حاضر يا بني
دلف فارس لشقته ودلف لغرفه المكتب ، وضع الحاسوب الشخصي وبدء بفك الفلاشه ثم وضعها بجهاز الحاسوب لينظر باهتمام لشاشته التى لم تسجل شئ بعدما غادر الشقه فى الصباح ، نهض من مكانه بصدمه .
- مش معقول الكاميرا ماتسجلش قدر خرجت امته ومع مين ؟
دلف غرفتها كالاعصار يبحث بين محتوايتها على شئ يدله على مكان وجودها تفاجئ بثيابها داخل الدولاب كما هم والقى نظره اخيره بالغرفه ليجد سجاده الصلاه موضوعه بمكانها ولكن لفت انتابه بشئ يلمع اسفل قدميه ، انحنى بجذعه ليلتقط هذا الشي ليجده سوار خاص بقدر أمسك بين راحه يده وقبض عليه بقوه لتجحظ عيناه بقوه عندما وقعت على المرآه تقدم منها بخطوات سريعه ليجد ورقه صغيره مثبته اعلى المرآه ، ألتقطها ليقرا المدون بها لتحجظ عيناه باتساع ..
( اقحمت نفسك بحجر العقارب ، فتحمل لدغهم )
دث الورقه داخل سترته واسرع بخطواته تاركا المنزل ولم يكترث لمنادة صبحي ، فغادر البنايه على وجه السرعه ثم استقل سيارته يقودها باقصى سرعه ذاهبا الى عمله، وعندما وصل الى مكتبه اخرج هاتفه ليهاتف صديقه وهو يتحدث بقلق :
- قاسم ، قدر اتخطفت ..

هتف قاسم بدهشه : اتخطفت ازاي ومين اللى يقدر يعملها ، انا فى طريقي جايلك يا فارس
أغلق الهاتف مع صديقه وهو يجوب بغرفه مكتبه ذهابا وايابا ،يتفقد هاتفه بين لحظه واخرى ينتظر مكالمه من المجهول الذي وصل الى بيته وخطف زوجته دون خوف ،ولم يترك دليلا خلفه .
_____
ترك فهد المنزل المهجور بغضب جامح ، وعندما استقل بسيارته اخرج هاتفا اخر من خلف مقعده الذي يجلس عليه امام المقود ثم اجرا اتصالا بشخص اخر ، قص عليه ما حدث، ليستمع الى انفعال الشخص الآخر ثم اجابه فهد ببرود : عارف كويس اوي انها مرات" فارس الصواف "
أستمع لتعنيفه بحده : تبقى اتجننت لم فكرت تتصرف من دماغك ، انت كده هضيعنا كلنا ، مرات فارس ترجع فورا
- مش هيحصل إلا لم أوصل للى أنا عاوزه
- انتقامك هيعمي عينيك عن حاجات كتير وهتاخد ناس تانيه معاك وده مرفوض فى شغلنا ولا نسيت
زفر بضيق ثم تحدث بحزن : مش ناسي ولا ممكن انسي ان عيلتي كلها ماتت قدام عيني وأنا طفل صغير ، لو حضرتك نسيت أنا لا يمكن انسي وعارف أنا بعمل ايه كويس اوي وكل خطوه عارف أنا بخطيها فين وهكسب من وراها ايه .
____
صف رحيم سيارته امام البنايه التى يقطن بها شقيقه ثم ترجل منها أولا ودار للجانب الآخر ساعد والده على الترجل من السياره ليقف يونس بشموخ وهو يتكئ على عصاه ، ابتعد رحيم عن والده ليفتح الباب الخلفي لكي تترجل والدته هى الأخرى وامسك بيدها ليدلفوا جميعا لداخل البنايه ليرحب بهما صبحي بتوتر ورفض ان يخبرهم بما حدث ، ليصعد معها الى حيث الطابق السابع امام شقه فارس ليدق رحيم الجرس وينتظرون قليلا ، نظر لهم صبحي بتردد ثم هتف بتوتر : فارس بيه مش موجود
ليتحدث يونس : بس أكيد قدر بتي موجوده ولا ايه
هز راسه نافيا : والله مااعرف يا حاج
نظرت والدته له بقلق : أنا كان جلبي حاسس ان في حاجه حوصلت ، كلم خوك دلوك وشوفه فين وكيفه وكيف مرته
اخرج رحيم هاتفه ليهاتف شقيقه الذي كان منشغل يتحدث مع صديقه بقلق
- هتجنن يا قاسم ، لسه ماحدش اتصل بيه لحد دلوقتي ، خايف يعملو فيها حاجه ، طيب يتصلو يبلغوني طلباتهم ، عاوز اعرف مين اللى بيلاعبني بالشكل ده ومين هم العقارب ؟
نظر له قاسم بقوه : لسه مش عارف مين هم العقارب يا فارس ؟ مافيش غير هم صحاب القضيه اللى انت شغال فيها وحولتها للمحكمه وادنت ريان الحديدي وعمرو المدني .
تبادل الانظار بين صديقه وبين الهاتف الذي يصدح بالرنين ولم يكف ليهمس باضطراب : ده رحيم اخويا ، ربنا يستر .
حاول التماسك وهو يجيبه بثبات : ايوه يا رحيم
لتجحظ عيناه بقوه عندما أستمع لصوت شقيقه يهتف بانه يوجد الان امام منزله برفقة والديه .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي