الفصل العاشر

الفصل العاشر
" ارمله اخي "
بقلم / فاطمه الالفي .

قاد قاسم السياره بسرعه فائقه ليشق طريق الصحراء ويجوب ، الى ان راء على ملمح البصر منزل سكني صغير قديم البناء يوجد وسط الرمال ، صف السياره امامه ليترجل فارس سريعا ويسير بخطوات سريعه الى حيث ذلك المنزل ثم أشهر سلاحه ولحق به قاسم .
صرخ فارس مناديا باسمها وهو يقف امام الباب المتهالك : قدر. قدر
كفكفت دموعها عندما استمعت لنبره صوته المألوفه على مسامعها ونهضت من خلف الباب تحاول ان تتفوه باسمه ولكن لم تقدر على النطق .
نظر له قاسم بجديه : نكسر الباب ونتاكد من وجودها
هم فارس بدفع الباب بقوه الى ان انفتح الباب ،نظر الى صديقه :
- خليك هنا يا قاسم ، أنا هدخل اشوفها .
هز راسه بتفهم عندما شعر بالقلق الذي يحتاج صديقه وقرر ان ينتظره ، اما عن فارس فقد كان يخشي ان تكون دون حجابها وملابسها الساتره لجسدها ولا يريد لاحد ان يراها بتلك الهيئه ، يريد ان يطمئن قلبه أولا .
دلف بخطوات قلقه وعيناه تبحث عنها بلهفه داخل المنزل ، الا ان وقعت عيناه على مكان وجودها ، فقد كانت بالقرب من الباب تتقوقع على نفسها وهى تتطلع بخضرويتها الباكيه بلهفه .
أسرع فى خطواته ثم هبط لمستواها وظل يتفقد وجهها بين راحه يده ويهمس بقلق وخوف حقيقي : انتي كويسه ؟ حد عملك حاجه ؟ اتكلمي ارجوكي انتي بخير ؟.
هزت رأسها بالايجاب وخرجت شهقه قويه اثر كبت دموعها جعلته يفك ذراعيها التى تحتضن بها جسدها ثم جذبها لصدره قوه طوقها بذراعيه واغمض عيناه ليستشعر وجودها الان بأمان .
ظلت تنتفض بين احضانه الى ان استكان جسدها وفقدت وعيها ، شعر بارتخاء جسدها ليبتعد عنها بقلق ثم حملها برفق ليغادر ذلك المنزل .
اقبل عليه قاسم بقلق : خير مالها ؟ هي كويسه ؟
- مش عارف أنا هاطلع بيها على أي مستشفي اطمن عليها
- وديها عند ايمن افضل ، هو عارف حالتها
أومي له بالايجاب : حاضر ،هطلع بالعربية وانت عاين البيت ده وشوف أي حاجه أي دليل يدين الكلاب دول وهبعتلك عربيه
ابتسم له بخفه : أنا هتصرف ، روح انت شوف مراتك وماتشغلش بالك ، أنا هخلص الموضوع وابقى طمني عليكم
أسرع فارس فى خطواته اتجاه سيارته ثم وضعها برفق بالمقعد الخلفي واحكم غلق حزام الأمان عليها ثم استقل مقعده خلف المقود لينطلق فى طريقه الى المشفى الخاصه بايمن ليتفقد وضعها .
واثناء قيادته قرر الاتصال بشقيقه ليخبره بانه وجد قدر لكي يطمئن والديه وسوف يذهب الى المشفى ليطمئن على حالتها الصحيه قبل ان يعود بها للمنزل .
______
اما عن قاسم فدلف لداخل المنزل وبدء يبحث به عن أي ثغره توصله للفاعل الحقيقي وراء خطف تلك المسكينه ، ولم يجد شيأ سوا الحبل التى كانت مقيده به وحقيبه بلاستكيه يوجد بها طعام ولكن لا يوجد اسم لذلك المطعم فيبدو بانه كان يتخذ حذره ولم يترك خلفه اثر .
زفر بضيق وقرر الرحيل ليبحث عن مالك هذا المنزل المتهالك الموجود بمنتصف الصحراء .
فتوجه الى الطريق ينتظر سياره ماره ليعود بها الى القاهره ليباشر التحقيق بنفسه ..

________
بالمشفي بعدما اخبره قاسم بما حدث لقدر عبر الهاتف ، توجه ايمن الى الاستقبال لانتظار قدوم فارس .
بعد لحظات كان يدلف فارس وهو يحمل قدر بين يديه ليستوقفه ايمن بالسرير النقال لكي يضعها برفق أعلاه ، ثم توجه بها الى الطوارئ لفحصها .
لحق به فارس وظل قريبا منها وايمن يفحصها تحت انظار فارس القلقه .
أمر ايمن الممرضه باعطاءها محلول مغذي ثم نظر لفارس :
- ماتقلقش هى كويسه ، مجرد هبوط بس والضغط واطي شويا ، هعلق لها محلول وخلال ساعه هتفوق وتبقى زى الفل ، أنا اديتها مهدئ عشان ترتاح ومايكنش عليها أي ضغط ، وهعملها كل الفحوصات اللازمه عشان نتطمن عليها
شكره فارس وظل جانبها ثم غادر ايمن الغرفه بعد أن اصدر اوامره بالاهتمام بتلك الحاله .
اقترب فارس من فراشها ثم اتكئ على ارجله امام الفراش وامسك بكفها الرقيق يرفعه برفق ليطبع قبله حانيه اعلاه وظل ممسك بكفها بين راحه يده وعيناه تتفرس ملامح وجهها البريء ، لمح خصله بنيه شارده خلف حجابها ، مد انامله برفق ليدسها اسفل الحجاب ،ثم هبط بانامله يتحسس بشرتها الناعمه ،ليجد نفسه يبتسم بشعور غريب يتملكه الان ،ليفيق من تلك المشاعر على وجهها العابث وحاجبيها المعقوده اثر لمساته ، انتفض بقوه وكأنه صعق بالكهرباء عندما راء وجه شقيقه بدلا من وجه قدر .

____
صف سيارته امام فيلا الحديدي وترجلا منها ليجد سامي ينتظره بالحديقة يشعل سيجارته وبثر دخانها بغضب وعندما اقترب فهد منه ، عنفه سامي بحده
- معقول اللى سمعته ده يا فهد , بقى فارس يوصل امراته قبل ماانا اوصلها وانتقم منه بنفسي ، لا يا فهد ماتخلنيش افقد ثقتي فيك ، ازاى تغلط غلطه زي دي .
زفر انفاسه بضيق وتصنع الغضب : غصب عني يا باشا ، ماعملتش حسابي ان متراقب وقدر يوصل لمراته ، بس على الاقل مايعرفنيش ولا يعرف مين ورايا ، يعنى بردو احنا فى الأمان والسليم يا باشا واحنا لسه معانا وقت عشان ننهي القضيه
- مش قادر اصدق اللى بيحصلي ده ،بقى أنا سامي الحديدي ابني مقبوض عليه ومش عارف اخرجه منها ولا عارف أقضي على فارس ده اللى هو سبب كل مشاكلي

ابتلع ريقه بضيق : بس حضرتك ماكنش ينفع تتصرف معاه بالشكل ده
قاطعه بانفعال : انت اتجننت يا فهد ، واعي لكلامك ده ،مستني مني أعمل ايه لم الاقي سياده وكيل النيابه جاي يتهجم عليه فى بيتي ، يحمد ربنا ان مسكت نفسي ومبلغتش البوليس
- كويس ان حضرتك مابلغتش عشان كانت هتبقى قضيه ضدك ، كان ممكن فارس يتهمك بخطف مراته والكل هيصدقه وحضرتك هتكون بتضر باسمك وسمعتك خصوصا بعد اللى حصل لريان
- وده اللى خلاني اسكت على همجيته ، مش حابب الشوشره على إسمي ، كفايه اوى مصيبه ريان , بس انت المسؤل قدامي يافهد تخرجلي ابني ونخلص من المشكله دي ، أنا هسفره بره مش هيقعد هنا لحظه واحده بعد لم الكابوس ده ينتهي
- اطمن يا باشا ، أنا لسه عند وعدي قريب اوى وريان هيكون حر وقدام عينيك
- قولي جهز نفسك عشان الشحنه هتوصل خلال يومين
- أنا جاهز يا باشا فى أي وقت
زفر بضيق ثم القى بسجارته ارضا ودعسها تحت قدمه ثم نظر الى فهد :
- محتاج سهره تنسيني كل اللى انا فيه
جحظت عيناه بصدمه ثم ضغط على اسنانه بغيظ : طلباتك اوامر يا باشا
- هطلع اخد شاور تكون كل حاجه جاهزه ، سار فى طريقه لداخل الفيلا وترك فهد يتأفف بضجر ، ثم اخرج هاتفه اجرا اتصالا هاتفيه بشخص اخر من رجال سامي وأخبره بما يريد سامي ثم أغلق الهاتف بضيق وعاد الى سيارته يقودها فى طريقه الى منزله وهو يحدث نفسه
( مابقاش غير سهراتك القذره اعملهالك كمان يا سامي الكلب )
______
لم تنم راجيه ظلت تحدق بزوجها الذي مازال مستيقظا هو الاخر .
- مالك يا حجه مش خلاص اطمنتي على قدر وفارس هيطمن عليها ويعاود بيها ، انعسي يا حجه
- برضك جلبي متوغوش يا حج ، ايه اللى يخرج قدر من بيتها وتوه اكيده وهى مش خابره حاجه عن اهنيه
- وها يا حجه ، كانت محتاجه تشتري طلبات للبيت كيف ما فارس خبرني ، والحمدالله هى بخير دلوك
نظرت له بحيره ثم همست : بجولك يا حج ، فارس وقدر كل واحد منيهم جاعد فى اوضه لحاله ، شوفت هدوم قدر فى الاوضه التانيه بعيد عن اوضه فارس
- مالناش صالح بيهم يا ام سند ، سيبي ولدك براحته وكمان البنته لسه خارجه من تعب ، ادعيلهم وبس يا حجه ده اللى نجدرو عليه
- خايفه ياحج فارس يكسر بقلبها ويتجوز عليها كيف ما خبرنا جبل سابق، وقدر مالهاش غيرنا يا حج
تنهد بضيق : ولدك راجل يا حجه ولا هو جليل الاصل ولا عديم المسئوليه ،فارس كبير مقام وكيل نيابه بيجيب حق المظلوم ومايظلمش مرته واصل ، ولدي وأنا خابره زين ، ربنا يصلح حالهم ويخلف عليهم بالخلف الصالح
- كيف ده وكل واحد لحاله ، أنا بجول وجودنا اهنيه نجربهم من بعض
- كيف ؟
- رحيم يعاود البلد واحنا نفضل اهنيه كام يوم اكيده نطمنو على قدر ، وهم فى وجودنا هيجعدو فى اوضه واحده تجمعهم وكديه يحاولو يجربو من بعض مش معجول يعني يا حج يفضلوا كل واحد منيهم بعيد عن التاني
تنهد بنفاذ صبر : اللى تشوفيه صالح ليهم اعمليه وربنا يقدم اللى فيه الخير
- يارب طمن جلبي على ولدي يارب .
_____
كان ينظر من خلف النافذه وهو يشعر بالاختناق ، حاول ان يسترد انفاسه بهدوء ،قرر ترك الغرفه والابتعاد قليلا ، يريد ان يختلي بنفسه ، يفكر فى حياته القادمه .
توجه الى الكافيه الخاص بالمشفى وجلس على احدى الطاولات يحتسي مشروب القهوه الساخن وهو يتطلع للفراغ ، ليجد صديقه قاسم مقبلا عليه .
- كويس ان لاقيتك هنا ، طمني الاول مراتك عامله ايه ؟
- الحمدلله ، ايمن طمني ، قولي انت وصلت لحاجه ؟
هز راسه نافيا : زي ماتوقعنا مافيش أي دليل ضد سامي او غيره ، اللى عملها كان عامل حساب لكل حاجه ، ده حد بيلاعبنا باسلوبنا ، يعني كل صغيره وكبيره معمول حسابها ده حد دقيق جدا فى تصرفاته ومافيش أي غلطه وراه
زفر بضيق ثم نهض من مجلسه : مش مهم ،المهم قدر معايا دلوقتي والقضيه خلاص مابقتش فى ايدي ، بس هنتقابل مع سامي قريب جدا فى المحكمه والقانون الفيصل بينه ، قوم انت روح انت تعبت معايا وأنا الصبح ان شاء الله هاخد قدر البيت وكويس ان الحاجه موجوده هنا هتخلي بالها منها كويس وأنا فى الشغل .
- تمام مش عايز أي حاجه لو احتاجتني كلمني ماشي
- أكيد يا صاحبي
ربت قاسم على كتفه ثم ودعه ليصعد فارس الى حيث غرفه قدر ودلف بهدوء لكي لا يقلقها ،جلس على المقعد وقرر الانشغال بهاتفه لكي لا يسمح لنفسه التحدق بها الى ان غفل مكانه اعلى المقعد ..
_____
اما عن فهد فقد عاد الى شقته التى استأجرها منذ ايام ، وعندما خطى بقدميه لداخل البنايه تفاجئ بالعم صبحي ينتظره ، نهض من مكانه يقترب منه بلهفه : بركه ان حضرتك جيت قبل ماانام
لوي فهد ثغره بضجر وهتف بضيق : خير يا عم صبحي فى حاجه ولا ايه ؟
- كل خير يا دكتور ، بس ورد جت وسيبالك الاوراق دي ،كل حاجه تخص والدها ، هى قالتلي ان حضرتك طلبتهم ، هيكون كتر خيرك والله يا بني لم تقف جنبهم وابو ورد راجل كفيف وخسر شغله وكل حاجه وربنا يجعل الشفا على يدك يارب
التقط منه الاوراق ثم أومي براسه بخفه : أنا هدرس الحاله وان شاء الله خير ، تصبح على خير ولا في حاجه تانيه
- لا يا دكتور كتر خيرك ، تصبح على ألف خير يارب وربنا يكرمك ويوسع عليك ومايوقعك فى ضيقه يارب
ابتسم له فهد ثم سار الى حيث المصعد ليستقله وهو يزفر انفاسه بغضب جامح فقد كان يشعر بالنيران تحرق جسده ، داخله بركان من الغضب يريد ان ينفجر بين لحظه واخرى .
دلف شقته ثم توجه لغرفه مكتبه وجلس أمام المكتب وفتح حاسوبه الشخص وبدء يراسل شخص ما ، استمرت المحادثة بينهم لساعه متواصله ثم بعد ذلك أغلق الحاسوب وترك الغرفه متوجها الى المرحاض لينعش جسده بالماء البارد لعله يطفى النيران المشتعله داخله بسبب عجزه فى الانتقام منما تسبب له فى خساره عائلته باكملها ..
بعدما أنتهى من حمامه ارتدي ملابس النوم والقى بجسده اعلى الفراش يحاول اغماض عينيه ولكن جفاه النوم وتذكر الماضي وعادت ذكرى اليوم المشئوم يراوده من جديد عندما كان فى عمر الخامسه عشر ، كان عائدا من رحلته المدرسيه وبعد ان ودع اصدقائه توجه الى منزله ليجد الباب مفتوح ، تطلع له بغرابه ثم أستمع لصوت إطلاق النيران التى اخترقت اذنه فى ذلك الوقت ، تسمرت اقدامه بالارض وجحظت عيناه عندما وقعت على رجل يعطيه ظهره ويشهر سلاحه بوجه والده بعد أن اطلق النيران على والدته وشقيقته الصغري ثم انهى المشهد بطلقه مدويه براس والده ليجعله يفارق الحياه ، شلت الصدمه حواسه وجاهد فى الابتعاد عن باب المنزل بصعوبه عندما جذبته يد قويه تبعده عن ذلك المكان بالقوه وهو يضع كفه على فمه لكى لا يخرج صوته ، ليغادر القاتل المنزل بلا شفقه او رحمه فقد قتل عائله باكملها بدم بارد وهرب دون عقاب ، راء ملامحه التى انحفرت داخل ذاكرته واقسم منذ ذلك اليوم بانه سوف ينتقم منه اشد الانتقام ولن يترك دماء عائلته هباءا ، والان حان دور الانتقام فلن يرحم سامي الذي تسبب بهدم سعادته وحرمانه من عائلته لذلك تودد اليه ونجح فى التقرب منه ليصبح الان ذراعه الايمن فى كل اعماله ولديه ثقه عمياء والان ينتظر الوقت المناسب للقضاء عليه وعلى ابنه الوحيد ولن يرحمه سوف ياخذ بثأر عائلته ليرتاح قلبه ويعيش حياته التى حُرم منها فلم يذق طعم السعاده منذ ذلك اليوم ...
______
اشرقت شمس الصباح لتنير غرفتها باشعه الشمس الدافئه ، جعلته يستيقظ من نومته وينظر حوله بقلق ، ليجدها كما هى غافله بفراشها ، نهض من مقعده ليقترب منها يريد الاطمئنان عليها .
فتحت عينيها لتلتقي بسودويته التى تعانقها بحب ، منما جعلها تشعر بالتخبط بسبب تلك النظرات المصوبه إليها ، اعتدلت من نومتها وجلست نصف جلسه اعلى الفراش .
استمعت لصوته الحاني : صباح الخير ، عامله ايه دلوقتي ؟
اجابته بتوتر : الحمد لله بخير
- الحمدلله
ظل يحدق بها لا يعلم من اين يبدء حديثه ، قاطع افكاره صوتها الهامس وهى تنظر له بحيره :
- قدرت توصلي ازاي ؟ ومين ده اللى كان خطفني ؟
ابتلع ريقه بتوتر وجلس جانبها اعلى الفراش ثم أمسك بكفها تحت نظراتها الصادمه وهتف باسف :
- أنا آسف ، اللى حصلك ده بسببي ، او بمعنى اصح بسبب شغلي قضيه مهمه بحقق فيها ، بس اوعدك ماحدش هيقربلك تاني ، ولو عايزه ترجعي البلد عشان تكوني فى امان اكتر ، أنا ماعنديش مانع ،تقدري ترجعي مع والدي ووالدتي ورحيم ، نسيت اقولك انهم هنا فعلا وموجودين فى الشقه ، بالصدفه جم امبارح بس طبعا ام سند ماتعرفش باللى حصل ماقدرتش اقولها ، لكن ابويا ورحيم عندهم علم ، أنا فهمت الحاجه انك توهتي عشان لسه ماتعرفيش المنطقه هنا .
زفر انفاسه بضيق ثم استطرد قائلا : ممكن تحكيلي حصل ايه معاكي ؟ حد ضايقك او تطاول عليكي ؟ حد لمسك ؟
تطلعت اليه بصمت لترا نظراته الحانيه والقلقه عليها شعرتها تلك النظرات بالأمان .
هزت رأسها بالنفيثم امسكت بالقلاده التى ترتديها المنقوش عليها( ايه الكرسي ) : ماحدش يقدر يلمسني طول ماربنا حافظني
تطلع لها بقوه ثم همس بحنيه : يعنى انتي بخير بجد
اومت بالايجاب ونظرت له بجديه : مين الناس دي وطالبه منك ايه قصاد اللى حصل ؟
زفر بضيق ثم رتب على كفها بين راحه يده : ماتشغليش نفسك انتي ، مجرد قضيه زيها زي أي قضيه
ترك يدها برفق ونهض من جانبها : هشوف دكتور ايمن وصل ولا لسه عشان نطمن عليكي قبل ما نخرج من هنا
غادر الغرفه بضيق وداخله يشعر بالحيره والتشتت ويتسأل داخله ، إذا لم يضرها احد لماذا تم خطفها إذا ؟ ومن تلك الفتاه التى هاتفة لتخبره بمكان قدر ؟ تسألات كثيرا ولم يجد لها اجابات حتى الان ، من وراء كل هذا ؟؟
____
بعد ان فحصها ايمن واجرا لها كل الاشعات الازمه والتحاليل لكي يطمئن على صحتها وسلامه دماغها من أي ضرر ، وجد بان نوبات التشنج ليس الا مجرد اضطرابات بسبب حالتها النفسيه وصحتها البدنيه بخير ، إذا فهى الان بحاجه الى معالجه فيزيائيه لتتخطى تلك الازمات التى تعرضت إليها .

______
صفا سيارته امام البنايه ثم ترجل منها وتوجه إليها لكي يساعدها على الترجل ، أمسك بيدها وكان يريد ان يحملها ولكن رفضت بشده ، رغم انها مازالت تشعر بان قدميها مازالت ثقيله على حملها ولكن تحاملت على نفسها وتشبثت بذراعه فقط .
ابتسم فارس ولم يعقب على افعالها فهى مازالت خجله منه ،. استقل المصعد سويا بعد أن رحب بهم العم صبحى فهو أيضا علم بانها كانت تائهه فقط ، لم يريد فارس باحداث جلبه داخل البنايه ..
دلف بها لداخل الشقه ليجد والديه وشقيقه فى انتظارهم ، استقبلتها راجيه بالعناق الحار وانهالت عليها بالقبلات المتفرقه ، بادلتها قدر ذلك العناق الحميم الذي كانت بحاجه اليه وظلت متشبثه باحضانها بقوه ، تخشي فقدانها بعدما غرمها الإحساس بالأمان والدفئ التى افتقدته منذ أن غادرتهم .
تنهد فارس بارتياح بعدما راء ذلك الارتباط القوي بينهما .
استفاق من شروده على صوت شقيقه الرخيم : الحمدلله اطمنا على مرتك ، نعاود بجى البلد عشان مصالحنا ولا ايه يا حاج يونس
نظر يونس لرحيم : عاود لحالك يا ولدي ، لكن آني والحاجه هنفضلو اهنيه كام يوم اكيده نطمنو على قدر ونعاود ماتحملش هم
ابتلع فارس ريقه بتوتر ثم اقترب من والده : يا خبر يا حاج ده مصر كلهاتها تنور بيك مش بيتي بس ، بيتك ومطرحك يا حاج
ابتعدت عنها برفق ثم نظرت لفارس بابتسامتها الحانيه : خد مرتك ترتاح يا ولدي ،هى لساتها بعافيه وأنا اهنيه ماتحملش هم لشئ واصل ، هحضر أحلى واكل يستاهل خاشمك وخاشمها حبة جلبي من جوه
ابتسم رحيم ثم اقترب يقبل كف والدته ووالده مودعا اياهم : اشوف وشكم على خير ، وجت لم تحبو تعاود كلموني طوالي هكون عنديكم فى التو والحال
ربت فارس على كتف شقيقه : لا يا ولد ابوي بلاش تتعب نفسك ،راح اوصلهم بنفسي ، خد بالك من نفسك انت وطمني عليك لم توصل بالسلامه
عانقه رحيم ثم شدد على احضانه وهمس بجانب اذنه : دير بالك على حالك زين وفى أي وجت تحتاجلي ماتتاخرش وراك رجاله يا خوي
- خابر زين يا ابو يونس ، ماتقلقش علي اخوك راجل صعيدي صوح وبيعرف يتصرف ماتحملش هم واصل ، بوسلي يونس ودهب كتير جوي جوي
- يوصل يا حبيبي
سار معه يودعه وبعد ان غادر رحيم المنزل أغلق فارس الباب خلفه وعاد الى والديه
لتهمس والدته : ادخلوا ارتاحو يا ولدي فى اوضتكم وأنا هعمل الوكل عشان قدر ترم عضمها وتصلب طولها اكيده
اؤمي براسه وهو يبتسم بخفه : كلامك اوامر ياست الناس ، اقترب من قدر يحاوط ظهرها برفق لتسير جانبه بصمت وهو يهمس بصوت خافت : تعاملي عادي
دلف بها الى حيث غرفة ثم اوصد الباب خلفه ليجدها تبتعد عنه وتنظر لغرفته بتوتر .
زفر انفاسه بهدوء ثم تطلع لها بجديه : معلش استحملي وجودي معاكي فى نفس الاوضه الفتره اللى اهلى موجودين فيها ، بلاش نلفت انتباهم لحاجه وأنا هحاول اخرج بدون ماحد يحس وانقلك هدومك هنا ، عشان الحاجه ماتخدش بالها
هزت رأسها بتفهم واصطبغت وجنتها بحمره الخجل منما جعلته يبتسم عندما عادت الحياه لملامح وجهها الشاحب اثر التعب الذي مرت به ، ترك الغرفه بهدوء ليترك لها مساحتها الخاصه بالتأقلم على ذلك الوضع ثم دلف برفق لغرفتها وضع ملابسها داخل حقيبه الملابس وسار على اطراف اصابعه دون ان يشعر به والديه ،ثم عاد الى غرفته بعد أن طرق الباب بخفه ، وضع حقيبتها امام الدولاب ونظر لها .
كانت تجلس اعلى الاريكه تشعر بالتشتت الى ان استمعت لصوته الجاد : هدومك اهي ، هخرج عشان تغيري وترتاحي ، ولو في حاجه ناديلي .
هزت رأسها بالايجاب ونهضت لتبدل ثيابها اما عنه فقد غادر الغرفه وقرر ان يدلف المطبخ خلف والدته ليساعدها فى إعداد الطعام ولكن أستمع لرنين جرس المنزل ، توجه أولا لفتح الباب ظن بانه العم صبحي ولكن عندما فتح الباب جحظت عيناه بصدمه وهو يتبادل النظرات بينها وبين الداخل بقلق ثم همس بصوت خافت
- أنتي ايه اللى جابك هنا ..؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي