33

حامد : مريضة ! و لماذا لم تتكلمي قبل هذا الوقت كنت ارسلت سيارة اسعاف تأتي بها ..
دينا : لا لا داعي لذلك يا سيد حامد اريد فقط ان اذهب لأطمئن عليها بالمناسبة ريان بصحة جيدة و يوجد الان بغرفتها عدة اشخاص لذلك لم يعد لي عمل في الوقت الراهن ...
حامد : تستطيعين الذهاب طبعاً و إن احتجتي طبيباً او اي شيء يمكنك الاتصال بي و سأرسله إليك مباشرة ...
دينا : شكرا لك يا سيد حامد بالاذن .

استدارت دينا و خرجت من المكتب متوجهةً إلى غرفة الممرضات بدلت ثيابها و جهزت نفسها للذهاب إلى المنزل
فتذكرت انها وعدت محمد بأن تلتقي به فاخرجت هاتفها و ارسلت له رسالة تخبره بأنها خارجة من المستشفى و تطلب منه ان يوافيها عند المحل ..
رد عليها محمد برسالة اخرى " انا بالقرب من المستشفى انتظريني خمس دقائق و سأكون عندك "
جلست دينا تنتظره في الخارج و بدأ ذهنها يشرد و عقلها يفكر فيما يجب ان تفعله ففاطمة لم تترك لها اي خيار لقد تجاهلت كل تأنيب الضمير و تلميحات اختها و ارادت الخروج معه بعد اقل من يوم واحد ..
هل يجب ان تخبر خالها ؟
ام جدتها ؟
لم تدري ماعليها فعله و غاصت بالتأمل و التفكير و هي تقول في نفسها " لو كان ابي حياً ماذا كان سيفعل ؟ "
" أم اقول والدتي لو كانت والدتي هنا و رأت ما رأيت ماذا ستكون ردة فعلها "

حار فكرها و تشتت شعثها و مضت الدقائق العشر و لم تدري او تحس بأن محمد قد وصل بسيارته و وقف امامها ينتظرها لتصعد ..
خفض محمد زجاج النافذة و نظر إلى دينا و صرخ عليها لتركب فتنبهت لصوته و نهضت من مكانها و ركبت السيارة .
محمد : كيف حالك يا دينا
دينا : بخير الحمد لله كيف حالك انت ؟
محمد : الحمد لله على كل حال
الم تلاحظي وصولي و وقوفي منذ عدة دقائق امامك
دينا : اسفة يا محمد لقد كنت شاردة الذهن قليلاً
خفض محمد صوته و سألها بتردد : بفاطمة ؟
دينا : و من غيرها يا محمد ؟
محمد : ما رأيك ان تحكي لي ماذا حدث ربما استطيع المساعدة ...
دينا : كل ما اعلمه انني رايتها مع شاب في المطعم يوم كنت انا و انت فيه و اليوم تفاجئت انها خارجة من المنزل و تركب بسيارة غريبة منذ الصباح الباكر ...
محمد : هل ... هل فاطمة على علاقة بذلك الشاب ؟
دينا : لا ادري صدقني لا ادري عنهما شيئاً ...
محمد : لا تقلقي لكل شيء حل و لكن إن اردتي نصيحتي فاستعملي الحكمة و ليس الشدة و القسوة فاطمة فتاة واعية و مثقفة لن تمانع الاستماع لصوت العقل ...
دينا : اي عقل يسمح لها ان تركب سيارة غريبة بدون رقيب و لا حسيب اخبرني !
محمد : لا ادري ماذا سوف اقول لك و لكن حتماً هناك شيء غريب في القصة
دينا : اوصلني إلى المنزل اسفة لأنني اشغلتك معي اليوم ..
محمد : ما الذي تقولينه هذا واجبي اسمعي اين تريدين ان انزلك ؟
دينا : انزلني هنا هنا سأكمل وحدي لا اريد ان يراني احد انزل من سيارتك
محمد : حسنا كما تريدين هل سأراك غداً ؟
دينا : لا ادري ربما
سلام
محمد : سلامات
نزلت دينا واكملت طريقها إلى المنزل فتحت الباب و دخلت تجولت في الاسفل قليلاً القت التحية على جدتها و خالها و من ثم صع
ت إلى غرفة فاطمة
طرقت باب الحجرة و دخلت دينا إلى غرفة فاطمة فوجدت اختها تجلس امام الحاسوب و تلتفت ناحية الباب ..
دخلت دينا و جلست على السرير و علامات الغضب ممزوجة بالحزن بادية على وجهها تنهدت تنهيدة طويلة و رمت اشيائها و نظرت إلى اختها بتمعن علها تبدأ بالكلام هي و تزيح ذلك العناء عن كتف دينا ...
وضعت دينا يديها على خدها و قالت بصوت متعب كئيب : تكلمي يا فاطمة تكلمي
فاطمة : ماذا تريد مني ان اقول ؟
دينا : اي شيء قولي اي شيء يقنعني ان ما حدث كان وهماً كان حلما كان كابوساً و مضى ..
فاطمة : سأخبرك بكل شيء
لقد تعرفت عليه قبل شهر تقريباً كنت اذهب برفقة صديقاتي إلى المطعم و غالبا ما يكون النادل المسؤول عن قسمنا فلاحظت انه يطيل النظر إلي و انه معجب بي و في إحدى المرات كتب رقمه على ورقة صغيرة و وضعها امامي فاخذتها و ارسلت اليه لأرى ماذا يريد ...

ابتدا الامر مجرد كلم ثم تطور لتفاهم ثم اعجاب و لم ادري او اشعر إلا و انا حبيسة الحب احببته من قلبي و احبني هو من قلبه .
كانت هذه هي الامرة الأولى التي احب فيها أحدا ما
ثم لاحظت انك اصبحت تشكين بالامر و لا ادري كيف فطلبت منه ان يبتعد عني فترة من الزمان ريثما تتوقف شكوكك حولي فرفض و قال انه مسافر غداً و عرض علي ان اذهب لأودعه في المطار هذا كل مافي الامر ...
لكنني لم افهم كيف شككت بالموضوع و كيف علمت في الصباح انني معه ! !

دينا : انا لم اشك انا رأيتكما تجلسان سوية على طاولة واحد يمسك يدك و تتهامسون و تتمايلون فتظاهرت بأنني اشك بالمر فقط و لم افعل شيء سوى انني جعلتك تخافين من ان اكتشف امرك و تركت الباقي لك و لعقلك
وصادف في الصباح انني كنت عائدة إلى المنزل فعرض عليّ ابن المريض الذي اسعتفه ليلا ان يوصلني إلى المنزل فوافقت و عندما وصلنا رأيتك تصعدين معه لوحدك في السيارة ..
فكذبت و قلت ان احدهم يختطفك فأسرع هو خلفكم و اعادك إلى المنزل .
اخبريني هل كان يعدك بالزواج ؟
فاطمة : اجل لقد اخبرته انني يجب ان اكمل دراستي و بعدها يمكن ان يتقدم لخطبتي
لكنه كان يرفض الارمر و يصر على انه يجب ان نتزوج بأسرع وقت ..
دينا : و أين هو الان ؟
فاطمة : لا ادري لم يتصل بي إلى الان
دينا : و من تلك الفتاة التي كانت معك في السيارة ؟
فاطمة : يوسف قال انها اخته لقد كانت نائمة
دينا : اتصلي به و اسأليه هيا
فاطمة : حسنا سأفعل ...
اخرجت هاتفها من جيبها و بدأت تحاول الاتصال بيوسف مرة بعد مرة ...
لم يكن هاتف يوسف يرن و كان ظاهرٌ عليه انه مقفل ..
دينا : كيف لم يسأل عنك و عن اختفائك و يدعي انه يحبك الا يخشى ان يكون تم اختطافك !!!!

رن هاتف دينا مستقبلاً رسالة من محمد فنظرت لها و كاد شعر رأسها من ان يشيب من هول ما رأت ...

يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي