معاناه حياه

samah Mahmoud`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-02-22ضع على الرف
  • 26.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في حي بسيط من أحياء الاسكندريه في بيت بسيط يكاد الزمن أن يهلكه

الست فاطمه وهي امرأه في الخمسين من عمرها ولكن يبدو عليها آثار المرض المؤلم تقوم بتحضير طعام الإفطار ببطء بسبب مرضها حتى انتهت اخيرا منه لتقوم بإلقاء نظره متفحصه عالاطباق البسيطه بنظره رضا لتتوجه نحو إحدى الغرف لتقوم بايقاظ ابنتها الوحيده لكي لا تتأخر بالذهاب إلى عملها
الست فاطمه : حياه حياه قومي يلا ياحبيبتي عشان تفطري عشان ماتتاخرييش علي شغلك
لتتململ في فراشها تحاول الاستفاقه من نومها لتردف قائله بنعاس
حياه : حاضر ياماما قومت اهو خلاص وبعدين ياماما مش قولتلك ماتتعبيش نفسك وانا هعمل كل حاجه ايه خلاكي تتعبي نفسك بس في تحضير الاكل انا كنت هحضره
حياه عبد الرحمن فتاه جميله بعينان سوداء كسواد الليل وشعرها باللون الأسود الداكن محجبه تملك وجه ابيض مستدير وطول متوسط

الست فاطمه بحزن : يعني انتي هتلحقي على ايه ولا ايه مش كفايه مقهوره في الشغل طول النهار وشايله المسؤليه كلها على كتافك لوحدك
حياه بمشاغبه لكي تبهج والدتها : مسؤوليه ايه بس يابطه دا يدوب مافيش غير انا وانتي وبعدين مانتي طول عمرك شيالاني وخلاص جه الوقت اللي اردلك فيه جزء صغير من اللي كنتي بتعملهولي وبعدين بقا ياست ماما احنا هنقلبها نكد عالصبح يلا بينا نفطر اكيد الاكل يجنن عشان انتي اللي عاملاه يا بطوط
لتقوم بنغزها في خصرها بمشاكسه
لتضحك فاطمه قائله: بس يابت انتي انا كبرت ومش حملك
حياه : كبرتي ايه دا انتي لسه صغيره وحلوه وعايزين نشوفلك عريس حلو كده يدلعك هههههه
فاطمه بضحك ؛ انتي اجننتي يابت ولا ايه طب بس اجوزك وافرح بيكي وده عندي بالدنيا ومش عايزه من الدنيا حاجه تاني
لتندفع حياه تعانقها بحنان وحزن؛ ربنا يخليكي ليا يارب ويطول بعمرك ده انا اموت لو جرالك حاجه وبعدين جواز ايه واسيبك لمين لتبتسم قائله انا قاعده على قلبك ومش همشي ولا انتي بقا ياست ماما زهقتي مني وعايزه تخلصي مني
الست فاطمه بتذمر: ازاي تفكري كده انا بردو عايزه اخلص منك دا يوم المنى اما اشوفك جمب جوزك في الكوشه بس يابت ويلا قومي دانتي غلابويه
لتضحك حياه على كلامها قائله :حاضر خلاص قومت اهوو
لتتركها فاطمه حتى تتجهز
لتقوم بدخول الحمام وتتوضأ وتؤدي فرضها وتقوم بارتداء ملابسها للذهاب للعمل....

في نفس الوقت ولكن في محافظه اخري القاهره
في فيلا الأنصاري
تدق الخدمه على الباب لتسمع صوت سيدها يقول: ادخل
لتدلف الخادمه في الغرفه قائله : الفطار جاهز ياحمزه بيه
ليرد: ماشي هيا ماما تحت ولا راحت النادي
_ لا ياحمزه بيه تحت مستنياك عشان تفطرو سوا
ليهز رأسه بموافقه قائلا :طب انزلي وانا جاي وراكي ليدلف الحمام يغتسل ويقوم بارتداء بدله جميله باللون الأسود وقميص باللون الأبيض الناصع ويعقد ربطه عنقه ويضع برفانه المميز ويمشط شعره الكثيف الناعم للخلف ويخرج
حمزه الأنصاري يبلغ من العمر ثلاثين عاما صاحب شركات ومصانع الحديد والصلب الأشهر في البلد يملك عينان باللون البنى كلون البندق وشعر اسود كثيف وناعم يصل إلى موخره عنقه طويل وصاحب عضلات
ليقوم بنزول الدرج ليجد والدته واخته الصغرى ريم جالستان على السفره منتظرينه ليفطرو َمعه
ليرمي تحيه الصباح عليهم ويجلس
ناهد الأنصاري والده حمزه أمراه في الخمسين من عمرها ولكن تبدو أصغر فهي تهتم دائما بنفسها والمجتمع من حولها تريد تزويج حمزه من ابنه اختها شيري ولكن حمزه لا يحب تلك الفكره إطلاقا فهي بنظره فتاه مستهتره لا يهمها سوى نفسها والأموال ودائما يتجادل مع والدته بسبب ذلك

والدته؛ عامل ايه ياحبيبي ماشفتكش امبارح لما جيت
حمزه :جيت متأخر عشان كان عندي شغل
ناهد والدته : ربنا معاك ياحبيبي لتجلي صوتها وتخبره مش ناوي تتجوز بقا ياحمزه وتفرحني بيك
حمزه بملل :قولتلك ياماما انا مش فاضي للكلام ده مش بفكر في الجواز دلوقتي وياريت تفهمي ده كويس مش كل شويه تفتحي نفس الموضوع انا لسه مش عايز دلوقتي لسه ورايا أهداف عايز احققها
لترد بغضب :أهداف ايه ياحمزه بسم الله ماشاء الله يعني دا احنا نملك أكبر مصنع للحديد في مصر
حمزه؛ انا عارف ياماما انا عايز افتح فرع تاني في كل محافظات مصر واسم الأنصاري يسمع في الشرق الأوسط كله ويصدر لبره كمان
ومش عايز حد يفتح معايا موضوع الجواز ده تاني وقولي لشيري بنت اختك تشلني من دماغها وانتي كمان انا عمري ماهبصلها
ناهد؛ مالها شيري ماتبصلهاش ليه دي زي القمر والف من يتمناها بس انت اللي مش عاجباك ليه معرفش
ليضحك مازن باستهزاء :حلوه بس بتاعت مصلحتها ومغروره وشايفه نفسها وماعندهاش لا هدف ولا تعرف تشيل مسؤوليه مش بتدور غير عالفلوس خليها تطالعني من دماغها تشوفها حد تاني هيا بالنسبه ليا بنت خالتي وبس وسلام دلوقتي انا ورايا شغل ومتاخر
ليذهب ناحيه ريم اخته ويقبل رأسها ويحدثها قائلا؛: ٠٠مش عايزه حاجه
ريم: لا يا حبيبي هو انت مخليني محتاجه حاجه ربنا يخليك ليا يارب
فهو كان دائما كان لها اب وليس اخ فقط فهو بمثابه والدها التي لا تتذكر ملامحه لقد تربت علي يد شقيقها وكان لها الأب الحنون
لتنظر له بإعجاب وتقول مازحه : الله الله ايه الشياكه دي كلها ياابيه رايح تشوف مزه ولا ايه وتقوم بالغمز باحدي عينيها
لينظر لها بدهشه: مزه هيا دي ألفاظ ياريم بتجيبي الكلام ده منين
لتنظر له بتذمر
ليكمل ويقول: وبعدين اخوكي علطول شيك هيا أول مره ولا ايه يالمضه لتضحك علي كلامه ومؤيده له أخيها قمه في الوسامه والشياكه دائما ولا يوجد منازع
_ انا رايح الشغل عشان عندي اجتماع مهم سلام
ويتركهم ينظرون في أثره أمه بقله حيله على معاندته اياها وأخته بضحك علي كلامه
**********************بقلم سماح محمود

في مطعم ما في الاسكندريه يشتهر بالمؤكلات البحريه تدخل تتلفت بخطي سريعه تعلم بأنها تأخرت ولكن ماذا تفعل فسبب تأخيرها زحمه الطريق والمواصلات
لتمشي سريعا حتي ترتدي زي عملها تناجي ربها الا يكون صاحب المطعم لاحظ تأخرها ولكن يالا خيبه أملها حينما أتت زميلتها في العمل واخبرتها عن غضب المدير من تأخرها الواضح مؤخرا وتقول لها انه يريدها في الحال لتتنفس بتعب فهي تعلم ماذا سيقول لها بالتأكيد سيوبخها ويحزرها من تكرارها ولكن حقا هذا الأمر خارج عن إرادتها فهذه حال المواصلات العامه ولا تستطيع أن تبزر مالها علي سيارات الاجره لتقوم بانهاء ارتداء ملابسها وتذهب لرؤيه مديرها والتي وجدته بالفعل غاضب لتجلي حلقها قائله : انت طلبتني يافندم
ﻻيستدير لها المدير ذو الوجه المتتلئ مثل جسده ملامحه الجاده الغاضبة فهو صارم جدا بخصوص العمل ليقول بنبره لازعه : اتأخرتي ليه يانسه حياه هو كل يوم من ده لولا أنك يتيمه وامك تعبانه وانتي اللي بتصرفي عليها كنت فصلتك من زمان بس اعمل ايه في قلبي الطيب وعشان كده بتسوقي فيها بس ده اخر انزار ليكي ومش هيتكرر فلو كنتي عايزه تكملي شغل حافظي علي مواعيدك كويس
لتمتلأ عينيها بالدموع إثر كلامه دائما مايذكرها بأنها يتيمه و فقيره ولاكن ماذنبها هي في ذلك ولكن هيا غلطتها بأنها أخبرته بقصتها في إحدى المرات حينما مرضت والدتها فاضرت أن تخبره حتى يسمح لها بالمغادرة تلك الحياه القاسيه ماذالت تجلدها بكل فرصه سانحه لتتنهد بألم لتقوم بمسح أهدابها قائله : انا اسفه يافندم واوعدك انه مش هيتكرر تاني تأمر بحاجه تاني ليشاور لها محزرا وصارفا اياها بيده لتأخذ دفترها الصغير وتتقدم ناحيه الطاولات لتدون طلبات الذبائن بوجه خط عليه الألم.

في نفس المكان ولكن على إحدى الطاولات كان يجلس وأمامه احد رجاله يوبخه بشده على فشله في شئ قد كلفه به
سيف : يعني ايه مش لاقيها لغايه دلوقتي يعني ايه فص ملح وداب
_ والله يا سيف بيه انا عملت كل اللي في أيدي مالهاش اثر في مصر نهائي ليفكر قائلا ممكن تكون سافرت بره مصر
سيف بحده : اقلبلي الدنيا شوف كل المطارات والمواني وكل حته عايز اعرف هيا فين وفي أسرع وقت
_ حاضر يافندم اللي تؤمر بيه
_ روح انت دلوقتي واعمل اللي طلبته منك وليك عندي مكافأة هتعجبك بس تنفذ المطلوب منك
_ لتلتمع عينيه بطمع ظاهر : وده العشم ياسيف بيه عن اذنك
لبتركه ويذهب بينما هو بقى جالسه يفكر ويحدث نفسه ياترى روحتي فين لو في آخر الدنيا هجيبك وساعتها هوريكي مين هو سيف الجمال.

*****************بقلم سماح محمود

_ حياه تعالى خدي الطلب ده لتربيزه سبعه بسرعه
حياه : حاضر ثانيه واحده
لتضع الصينيه الفارغه التي بحوزتها وتأخذ التي عليها العصير لتتقدم حتى توصله للذي طلبه ولكن لم تنتبه أن أحد الزبائن الجالسين كان يمد قدمه أمامها لتتعثر بقدمه للتتمايك قبل أن تقع ولكن لم تستطع أن تمسك صينيه المشروبات لتقع على الجالس في الطاوله المقابله ولم يكن سوى سيف لتشهق فازعه
سيف بغضب أعمى : انتي اتجننتي ايه اللي هببتيه ده ده انا هخلي نهارك اسود
حياه باحراج ولغبطه : انا اسفه والله يافندم ماكنش قصدي انا بس اتكعبلت ومعرفش ايه حصل
سيف بحده شديده : انا هعرفك ايه اللي هيحصل فين المدير اللي هنا فين مدير الزفت ده ولا مالوش مدير
حياه بخوف : ارجوك يافندم بلاش المدير انا كده هترفد
سيف وهو يتناول المنديل من ع الطاوله ويمسح وجهه وملابسه : انا مش هرحمك هتترفدي على أيدي النهارده ويعلي صوته فين الزفت اللي هنا
حياه بتوسل؛ ارجوك يافندم انا اسفه لتبكي حتى اغرورقت عيناها لينظر لها بغضب.

خلص الفصل واتمنى اعرف رأيكم فيه
أراكم تهمني وتوقعاتكم ايه للجاي

الفصل حلو وعاجبكم ولا لا

مستنيه ارأكم☺️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي