عصي الهوى

نرمين عادل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-29ضع على الرف
  • 21K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل اللاول (بقلم نرمين عادل )

وقف الرجل منتصبا ومضى مسرعا للزاوية . انزلت رأسها لتنظر إلى يديها المصابة. كان أمله في ايجاد احدا ضعيف . لكنه ذهب ببساطة لإلقاء نظرة خاطفة حول الزاوية التى خرجت منها ، ثم عاد إلى جانبها ، وجثا على ركبتيه وتحدث بحدة وغضب.

"لا يوجد أحد الآن ، لكن لا يجب أن تبقى هنا أيضًا لعلهم ينظرون من مكان ما ، ويكون بإمكانهم العودة اليك ." هل يؤلمك المشي؟

على الرغم من نبرة صوته الغاضبة ، اخرج منديلا ورقيا و مسح الدم من على وجهها ، وأخذ يديها في يده ، ورفع كفيها برفق. لنظر للجرح فقامت بمد أصابعها على أوسع نطاق ممكن حتى يتمكن من فحصها. كان هناك قطع في كلا الكفين ، من قاعدة السبابة إلى الطرف المقابل له ، واستمرت الجروح في النزيف


حبس أنفاسه وأخذت عينيه من نظرة الدهشة فتحولت إلى الغضب
هل فعل هؤلاء الرجال هذا بك؟

فردت :لقد حاولوا أن يفعلوا شيئًا أسوء بكثير! فقد تمكنت من الإمساك بمعصم يد الشخص الذي يحمل السكين وعندما حاول تحرير نفسه فعلت ذلك بنفسي انا .
رفع حاجبيه بتعجب ونظر لعينيها المغرغرتين بالدموع وذقنها المرتفع بشموخ ، بدت كأنها مستعدة للقتال سواء كانت خائفة من الرجال أم لا
.
فقال بقوة : "نحتاج إلى الاتصال بالشرطة والطبيب". سآخذك إلى أقرب هاتف لاني نسيت هاتفي فى السيارة .
و ساعدها في الوقوف على قدميها الا انها ترنحت فكان لابد ان يقوم بلف ذراعه حول خصرها لتستطيع السير.
كان أقرب هاتف في سيارته ، على بعد ثلاثة شوارع
لذلك كان بإمكانها الان التفكير بوضوح. عندما استدار لمساعدتها في ركوب السيارة ، كان لديها انطباع بالطمأنينه لا تعلم من اين اتى لها
كان ينظر بحذر وهو يتفحص الشارع للمرة الأخيرة.
استقرت بالفعل في مقعدها ، حيث أغلق الباب للذهاب إلى جانب السائق.القى اليها بنظره متفحصة

أنت لا تشعرى الان بأقل قدر من القلق بشأن كونك في سيارة شخص غريب؟ سألها بسخرية
.
فكرت أنها يجب أن تكون حذرة منه ، ثم أجابت دون أي أثر للغضب ،
إذا لم أصطدم بك ، فقد أكون ميته الان ، او مغتصبه الان لذلك انت طوق النجاه الوحيد امامى الان.

أجاب او انك تثقي بسهولة بالاشخاص ".

أحست بقلبها ينبض. أنزل عينيه ونزع الوشاح من حول رقبته.
سألها "مدي يديك".
لم تمد يدها اليه . الا انه قد أراد أن يربط يديها. كانت تستنتج منه ما تستطيع وتتفاعل معه بشكل طبيعي. أصبح لديه الان الرجل قدر معين من التعاطف ،
أمسك الوشاح بكلتا يديه.
ومدت يديها المصابة ، وقام بلفهما بعناية في وشاحه . ثم انحنى نحوها بحركة سريعه غير متوقعة جعلتها تغمض عينها رعبا .
الا انه سحب حزام الامان لمقعدها .
لم أكن أعلم أننا ذاهبون إلى أي مكان

صرح بفارغ الصبر: "قد تفضلين الجلوس هنا لمدة ساعة أو أكثر أحتى تصل الشرطة فكما نعلم هى دائما اخر من يصل ، لكنني أؤكد لك أنني لن أفعل الا اننى لن اقف وانتظر

بعد ان ربط حزام الأمان الخاص بها وبدء بتشغيل محرك سيارته، قام بامساك هاتفه الذى كان موضوع امام الزجاج الداخلى وطلب رقما وقام بتشغيل السماعه الخارجيه
وسمعت صوت رجل يقول
"نعم؟"
أجاب منقذها.
"هل يمكن أن تأتى الي في منزلي بعد نصف ساعة؟حسين"


وارجوك احضر معك حقيبتك الطبيه وادوات لخياطة الجروح معي شخص لديه قطع في كف يده و سأكون هناك بعد خمسة وعشرون دقيقه على الاقل


صمتت وفكرت انها لم تكن تتوقع ما حدث لها فقد اتصلت بصاحب الشركة فصمم على ان تقوم بتوزيع ما لديها اليوم حتى عندما قالت له ان الليل بدأ فهددها بالطرد واستمرت فى سيرها حتى دخلت لمنطقه المنشيه القديمه ولم تعرف كيف تخرج لان الشوارع ضيقه بها .

حتى امسكها الحيوان الذي فى صورة بشر من الخلف وسحبها واجبرها على الدخول في شارع ضيق مقفل في نهايته به ابواب ورش للحدادة الا انها مقفله في هذا الوقت ليلا .







اتصل بالشرطة ، وشرح ما حدث ورتب لشخص ما لمقابلتها في منزله ، فاستغربت ذلك
ولاول مرة تتمعن في هيئته فهو ليس بالشاب الصغير في السن ولكنه في مناص الرجال شعره يميل للون الرمادى اى انه اكبر منها بكثير وايضا يرتدى ثياب فاخرة .

ويتكلم كما لو كان طبيب او رئيس شركة ما .



، كانت صامتة ، متحيرة من الاتجاه الذي سارت اليه الامور وعندما سألها عن اسمها ووظيفتها اجابته
بانها تسكن في بنسيون للطالبات وانها تعمل كى تستطيع الانفاق ايضا
تكلمت وهى شبه مغيبه لان عقلها كان يعمل سريعا وعينيها تتابع سير السيارة


كل ما تعرفه ان السيارة سارت في طريق البحر حتى وصلت سيدى جابر وانحرفت لتدخل شارع المشير وتكمله لاخره ثم سلك يمينا فى شارع ابو قير وعندما اتت منطقه مصطفى كامل انحرف يسارا. ووجدت يافته مكتوب عليها اسم كفر عبده وهى كما سمعت احدى افخر المناطق بالاسكندريه وبها بعض القصور والفلل الرائعه كما سمعت من اصدقائها




شاهدت بوابات وستائر حديدية طويلة ، لحماية الخصوصية لاهل كل قصر.
ثم انحرفت السارة واطلق البوق ففتحت البوابه الكبيرة المرتفعه المطليه باللون الاسود وببعض اللون الذهبى وسارت الساره فى ممر واسع طويل ثم اوقف سيارته
ثم انحنى عليها وفك الحزام الخاص بالسيارة ثم قال لها بجفاء
_ انزلى



ففتحت الباب وخرجت من السيارة

ووجدت امامها درج صعودا لباب القصر فدخلت ورائه . وكان يقف امام الباب من الداخل رجل كبير في السن الا ان النشاط واضح عليه وكان يرتدى ملابس نظيفه .
وقال للرجللا الذى انقذها
_ مرحبا ياسين بيه
_ اهلا يا فوزى البنت التى امامك يدها محروجه حاول ان لا تلمسها وسيأتى الطبيب حسين لكى يعالجها فانتظر قدومه قريبا . اه لقد نسيت ان اقول لك اسمها هى نوبية
_ نعم سيدي
_ فردت هى ، نعم انه اسمي

_ سيدي لديك مكالمة بالداخل
_ حسنا اهتم بالفتاه

ودخل هو في اتجاه قاعه كبيرة بينما وقفت هي امام فوزى خادم ياسين زايد


فقال : أتبعيني يا آنسة نوبية " ، "سأعد لك مشروبًا من الكاكاو الساخن ." هل تحبيه
ردت :"نعم ،"
، وتبعته الى مطبخ كبير جدا و مجهز تجهيزا أكثر من فاخر . أشار إليها ان تجلس على كرسي الطاولة الصغيرة في الزاوية ، وجلست هي لمشاهدته وهو يتحرك عبر المطبخ وهو يقوم باعداد الكاكاو كما لو كانت صبيه صغيرة

وقال لها : سأضع لكي قطعه من شيكولاته كى تقوم بتدفأتك أكثر

ابتسمت له وهو يضع الكوب أمامها. خفضت رأسها وغطت عينيها بيدها .
فقال : هذا مؤلم ، أليس كذلك؟ يمكنني أن أقدم لك اى شئ بعض الأسبرين او حباية من المسكن انى املك شريط من البروفين القوي استخدمه لمفاصلي

لا يغرك شكلى اننى مريض كأى شخص فى سنى فقد قربت على الستين وطبعا عضظمى بها بعض الالم

، لكن الدكتور حسين يعطينى ادوية رائه سيكون هنا قريبا وسيصف بلا شك احدى هذه الادوية.


فأجابته : "نعم ، أعلم ، شكرًا على التفكيرباعطائي الدواء ".


عند ذلك رن جرس الباب ،فذهب سريعا وهو يقول
_ أكيد الدكتور حسين قد وصل .



وبعد خمسة دقائق دخل الطبيب وهو رجل عمليا جدا
_ اهلا يا انسة هل تسمحين وتمدين يدك الي كى اشاهد الجرح ؟

_ بالطبع .

شعرت بجسدها يتوتر زلا تدري لماذا فكرت الان فى طفولتها عندما كانت أمنه مطمأنه لا تدرك معنى الالم او الاحتياج. حياتها كانت عبارة عن افراح وملذات صغيرة قطعه حلوى او عسلية بالسمسم او وجبه دسمه يجتمع الجميع حولها فى ليالى الشتاء القارس .
ثم استعادت وعيها وتيقنت اين هى الان وان الماضى مستحيل ان يمر ثانية على الانسان انما نستنشق عطره وربيعه فى ذكريات خلدت فى قلوبنا




وبدأ حسين في الكشف.
ثم قال لفوزى هل حدث شئ لياسين وهل له علاقة بتلك الحادثه
كان يقولها وعيناه تتفحص نونا ويأخذ انطباع عنها
الا انه وجدها ما زالت فتاه صغيرة لا يمكن لياسين ان يكون تورط معها في علاقة ما او ما شابه فان ملابسها البسيطة تدل على ذلك كما ان ملامحها البريئه تخبره بالكثير من الطهر والعفة .


استأنف حسين معمله الطبي وركز على يديها

وفال : يا لها من منطقة للإصابة بهذه الطريقة فانها تكون متعبة لأننا لا نستغنى عن يدنا . لكن لحسن حظك لا يوجد اصابة دائمة بها

. يجب ان تأخذي حقنة مضادة من البنسلين حتى نتجنب الالتهاب فقط لاغير ولن تحتاجى لغرز لكنها ستكون اصابة متعبة إذا لم تتوخى الحذر حتى يلتئم الجرح كليا .

ثم قام بتطهير الجرح ، سيكون ذلك مؤلما بسبب الكحول الا انه اجراء لابد منه .
ثم سألها حسين ، بلطف "هل لديك أي عائلة هنا؟

اتى ياسين ووقف وظل مستمعا


فشعرت بوجوده بقوة كما لو أنه مد يده وامسكها . فركزت نظرتها على ياسين ثم نظرت بعيدا.
وقالت : لا تقلق ، سوف أتعامل مع الأمر.
فحدق فيها .
فتكلمت بنبرة صوت مرتفعه كأنها تدافع بها عن نفسها
أعتقد أن هذا ليس من شأنك!!
، رافضة على الفور تدخله في ما لا يعنيه.

الا ان ياسين ضحك ونظر لحسين بتشفى كما لو كان يقول له احسنت الفتاه بردها عليك .



ابلغ فوزى بقدوم شخصين من المباحث فذهب ياسين للتحدث إليهما. في هذه الأثناء ، كان حسين انتهى من تطهير وتضميد الجرح

ثم قال :"هذا كل شيء".تنفست بارتياح وشكرته

ثم قام باعطائها بعض المسكنات الموجودة معه كما قال فوزى لها سابقا



وقال :الآن بعد أن انتهيت تطهير الجرح ، سترغبى في مقابلة ياسين ورجال المباحث


أنا متأكدة من أنهم يريدون استجوابي فعلا الان .
شكرًا لك على مساعدتك وأنا آسفة لك
.

كانا يتكلمان لدرجة أنهما لم يلاحظا وصول ياسين الصامت.
حولت نونا انتباهها ، ونظرت إلى ياسين ، وشعرت بقوة تأثير نظرته عليها من قمة راسها إلى أصابع قدميها. لو لم تكن جالسة ، لكانت قد فقدت توازنها من قوة حضوره .


كان تعبير وجه ياسين واحد لا يتبدل
نظر ياسين إلى حسين وانتفضت عضلة في فكه الايمن ، لكن صوته كان طبيعي
"هل تعرف طريقة الخروج من هنا ، أليس كذلك يا حسين ؟
قال حسين بسخرية ، ولم يخاف على الإطلاق من وقاحة صديقه ياسين .
ثم اخذ يضحك فارتجف جسده وهو يمسك حقيبته
ثم قال : وداعا

وبمجرد أن غادر دكتور حسين ، استدار ياسين ومشى نحوها . استغرق الأمر كل قوة إرادتها حتى لا ترتجف ولم تشعر الا ومعه قطعه من القطن المبلله ويقوم بمسح وجهها استسلمت لتنظيف وجهها وهو تصرف استغربته من نفسها كثيرا .

ساعدها فى الوقوف ثم قال هيا بنا للتحدث مع رجال المباحث ، وتبعته إلى غرفة المعيشة ، شعرت بأنها شبه منومة مغناطيسيا من شده تأثرها الغريب به

كانت الغرفة أرقيقه الفرش لكنه غالي الثمن كان ةالاثاث خشبي داكن وكان كله استيل والفوتيهات كلها اربيسون باهظ الثمن ،وإضاءة هادئه اكثر من رائعه ،
استقبلت نوبية رجال المباحث ، اللذين وقفا.
وبعد التأكد من حجم الإصابات بيدها طرحت عليها الأسئلة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي