روايه جميله

Nadaelamir`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-19ضع على الرف
  • 59.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

في القاهره الكبرى تحديدا في شركة الحديدي جروب
يرن الهاتف ترد السكرتيرة
الو
كل مواعيد الاسبوع دة في جدول عمار بيه مشغوله
لو حاجه ضروري ممكن الاسبوع الجاي

يدخل عم مجدي عامل البوفيه ويقول
صباح الخير يا استاذة راندا البيه لسه موصلش

راندا بمهنيه ترد عليه
متوقع انه يوصل في خلال ربع ساعه بالكتير
القهوة بسرعه ياعم مجدي مش طالبه عصبيته خالص علي الصبح

يدخل رجال حراسه عمار الحديدي وفي المنتصف عمار الحديدي الي مكتبه
ليجلس بكامل هيبته علي عرش مملكته ف شركته اقوي شركات تصنيع الحديد وتصديرة
قاهرة العديد من الشركات الأخرى وسبب في خسارتهم اموالهم للابد
ف عمار الحديدي رجل اعمال ناجح جدا في الثلاثين من عمره قوي الشخصيه وذكي جدااا
متابع من الصحافه العالميه بسبب تفوقه في سن مبكر جدا واستلامه الشركه من والدة والارتقاء بها لمكانه اكبر واهم
والحفاظ علي هذا التفوق لفترة طويلة بثات منقطع النظير

راندا بابتسامه هادئه تدق بهدوء علي الباب لتدلف داخل مكتب عمار الحديدي تقول
صباح الخير يا فندم تحب نراجع جدول اعمال حضرتك النهاردة

عمار وهو يتفحص هاتفه بتركيز يرد
صباح الخير يا راندا
قهوتي الاول وابقي ادخلي بعدها يلا بسرعه

عمار يتابع بضيق رسائل الواتس ومراقب بعيون حادة صور لاخوة الصغير عمير في ملهي ليلي يجلس بجانبه العديد من العاهرات وهوة في حاله سكر شديد ليضع سمعه عائلته في موقف محرج

عمار بخنقه يكلم نفسه
والله ياعمير لو جرالي حاجه حتبقي انت وعمايلك السودة دي السبب

دخلت راندا بمهنيه وضعت قهوته المفضله علي المكتب وخرجت في هدوء

تلقي عمار مكالمه هاتفيه من والدة

رد بطاعه ايوة ياحاج

والد عمار بغضب قال
انت روحت الشركه ازاي من غير ما تعدي عليا اجي معاك

عمار بخوف رد عليه
انت تعبان يابابا والدكتور مشدد انك لازم ترتاح في السرير اسبوع كامل

والد عمار بحزم رد عليه
مش علي اخر الزمن كمال الحديدي حيقعد في البيت عايز افضل لاخر لحظه في شركتي

عمار قال بطاعه
ربنا يخليك لينا ياحاج بس انت اخر مرة وقعت من وسطينا في الاجتماع اوعدك كل يوم جدول اعمال الشركه حيبقي عندك
حتقبلني سكرتير عندك ياكمال بيه

كمال بفخر جاوبه
ربنا يريح قلبك يا ابني زي ما بتريح قلب ابوك عقبال اخوك
اوعي تنسي مشوار المزرعه العمال بيشتكوا ان ناقصهم حاجات تنفذها فورا ليهم

عمار بحب قال
تؤمرني ياحاج حنفذ كل ال يحتاجوة انا وصيت الشغالين يدخلولك الدوا والفطار اول ما تصحي كل كويس ارجوك ياحاج وبلاش قهوة وسجاير كتير استأذنك اتابع الشغل
سلام

استدعي عمار راندا
وقال عاوز جدول الأعمال ياراندا

دخلت راندا بحرفيه وسردت الموجود في الورق وهي تذكر
عندنا مقابله مع الخبراء الروس و مع المدير المالي لحضرتك و في ميتيتج مهم جدا النهاردة بخصوص وضع الصفقه الجديدة

عمار بتركيز رد عليها دخليلي المدير المالي الاول

دخل الموظف في توتر وقال صباح الخير يا عمار بيه

عمار وهوة يتفحص الورق بتركيز رد صباح النور
خير يااحمد في حاجه

احمد بتوتر رد في حاجه بخصوص عمير بيه

رفع عمار راسه بيأس وانتظر وقوع الكارثه علي مسامعه
وقال اتفضل قولي شيكات ولا مصيبه ايه تاني

احمد بكسوف جاوبه عمير بيه طالب ربع مليون من الحاسبات

عمار بصدمه قال ربع مليون
وتدارك عمار الوضع سربعا وحافظ علي شكله وتماسكه امام موظفه
ورد بهدوء مفيش مليم يطلع من الحسابات

احمد بطاعه رد اومرك يافندم
وخرج

عمار حط راسه علي المكتب وشد الكرافت واخد نفسه بصعوبه
فاخو عمار الصغير عمير الحديدي تكفل عمار برعايته بعد وفاه والدته واهتم عمار ووالدة بان يكون متاح ليه جميع سبل الراحة والرفاهية فهو مدلل من الجميع لتعويضه عن غيابهم وانشغالهم في الشركه وفقدانه لامه في عمر الخامسه
لكن انقلب السحر على الساحر
حيث اصبح عمير شاب مستهتر غير متحمل المسئوليه
دائم التردد علي الملاهي الليلية مع أصحاب السوء مداوم علي السكر و العاهرات والمخدرات

دق الباب ليخرج عمار من تركيزة
رفع عمار راسه من علي المكتب وقال ادخل
دخلت راندا بطاعه وقالت لينا هانم برة ياعمار بيه

عمار في وقار رد عليها خليها تتفضل
دخلت فتاه جميله جدا طويلة ترتدي فستان قصير جدا مبتذل لايكاد يغطي مفاتناها وكعب عالي مبتسمه وتمشي بميوعه وقالت بدلع
جود مورنيج يابيبي

نظر عمار ببرود لها وهي تقترب منه لتتخطي مكتبه وتجلس علي رجله باغراء وتهمس في اذنه وقالت
وحشتني

نظر عمار لها بتفحص وقال بتهكم
غريبه صاحيه بدري مفيش شوبينج ولا نادي ولا سفر للساحل

لينا بحزن ردت عليه
بقولك وحشتني ياعمار موحشتكش

عمار بزهق جاوبها
وحشني ردك اكتر علي الموضوع ال اتكلمنا فيه
انا مش حقبل ابقي في علاقه مع عارضه ازياء بتعرض لبس مينفعش تخرجي بيه من اوضه نوم والناس تبص علي جسمها ولا ان لبسها اليومي يبقي بالمنظر دة

لينا بزهق قالتله
اااااف يابيبي انا بستغربك ازاي رجل اعمال ناجح وقوي جدا اتعلمت برة مصر وبتتعامل مع اجانب طول عمرك ودماغك قديمه بالشكل دة

عمار بقوه رد عليها
هوة لازم اكون زي اصحابك الضايعين اقبل انك تلبسي مايوة علي حمام السباحه وتنزليه استوري علي النت عشان ابقي لذيذ
انتي عرفتيني وانا كدة ومن اول لحظه دة رائي فيكي ومش عمار الحديدي ال ست تغيره انا اغير تفكير مليون ست زيك ولا عندك اعتراض يالينا

لينا بكسوف قالت
لا يابيبي طبعا وانا اكتر حاجه بتعجبني فيك قوتك كل اصحابي مبهورين بيها ودة ال شدني اني اجي ابدء كلام معاك اول مرة

واكملت لينا حديثها وقالت
مش حتعدي عليا بليل نسهر سوا في شقتي

عمار وهوة ينظر في موبايله بعدم تركيز حشوف

لينا باغراء ردت عليه وهي بتهمس في اذنه
مفيش حشوف اسمها حاجيلك تدلعيني وتغيري مودي للاحسن بزمتك حد بيغيرلك مودك الوحش دة الا حضني وقربت من شفايفه

ابتعد عمار وقال بحدة
احنا في شغل مش لوحدنا

لينا بزعل مصتنطع قالت
اعمل ايه في تقلك دة حعملنا اكل وعشا رومانسي واستناك

وخرجت تتمايع في خطواتها فهي مغرورة بجمالها بشدة

لتنظر راندا علي لينا بتفحص لهيئتها المستفزة وهي تخرج من مكتب عمار وتستهزء وتقلد مشيتها
وقالت
ياسااااااتر ربنا يكون في عونه عامله زي العروسه البلاستيك

ليدخل فاروق خطيب راندا بابتسامه وقال
بتكلمي نفسك ولا ايه ياحرمنا المصون

راندا بغضب كالاطفال ترد عليه
متغاظه ان عمار بيه يستاهل واحدة حقيقه مش استاذة باربي دي تحسها مزيفه جدا

فاروق ضحك ورد عليها
خليكي في شغلك ياخطيبتي العزيزة احسن يدوكي استمارة ٦ وانا بتلكك صراحه اني اقفل عليك باب البيت ومتخرجيش منه ابدا بعد الجواز

راندا بغضب جاوبته افهم من كدة انك سي السيد حضرتك

فاروق يغمز لها بمشاغبه ويقول
سي السيد ولا

راندا بكسوف ردت عليه طبعا سيد الرجاله كلها

استدعي عمار راندا من الهاتف الداخلي وقال
اتصليلي بيوسف حالا شوفيه فين

راندا اتفزعت من علي الكرسي وقالت بخوف
عمار بيه امشي امشي يافاروق
وبقيت تزق في فاروق بعيد عنها وجريت تقعد علي مكتبها بارتباك

فاروق بابتسامه قال لها وهي تخرجه خارج المكتب
انتي بتمشيني من مكتبك ياراندا بقي كدة ماشي

الهاتف المحمول يرن باستمرار
لتقوم فتاه وتقول بصوت يتضح عليه النوم
ياجووووو تليفونك رن مليون مرة قوم اصحي
لكن لا فائدة

اتصلت راندا مرات متتاليه لياتي صوت حريمي من الهاتف
الو
راندا بتوتر قالت
ايوة مش تليفون يوسف بيه بردوا

البنت بعدم اهتمام ردت ايوة هوة بس هوة نايم ومش بيصحي وبطلي رن صدعتيني
وقفلت التليفون في وش راندا

راندا بغيط قالت اااااه يابنت ال
والله لا مورياكي

ليصعد صوت عمار الحديدي بغضب من هاتف المكتب وصلتلي ليوسف ياراندا

راندا بخوف واخدت تمتم بكلام غير مفهوم
ليرد عمار عليها
تعاليلي فورا

تدخل راندا بخجل لتوضح
انا اتصلت بيه والله ياعمار بيه بس واحدة ردت عليا وقفلت التليفون في وشي
وبصت في الارض

عمار تدارك الوضع ان صاحب عمره ها هوة يعود من جديد لاحضان العاهرات يوميا

رفع تليفونه برقم يوسف رن الجرس لياتي صوت يوسف وهوة مرتبك يقول
ايه ياعمار

بص عمار لراندا وخفض صوته ليتكلم وقال
اقسم بالله يايوسف لو ماجيت في ظرف عشر دقايق حجيبك الشركه زي ماانت وانت عارف اني مبهزرش في تهديدي وقفل السكه

راندا بابتسامه فرحه بتبذل مجهود انها تخبيها بقوة
ترد بطاعه
اي اوامر تانيه ياعمار بيه
ليهز عمار راسه بالرفض
وقال
اتفضلي انتي ياراندا واجلي الاجتماع لبكرة

لتخرج راندا بطاعه لتشرف علي تنفيذ عملها بإتقان

في ريف مصر الجميل
بالتحديد في قريه صغيره تتميز بالطابع الريفي الهادي البسيط والمميز
يرتفع صوت التلاميذ في الدرس

لياتي بعدة تسقيف حاد وصوت انثوي رقيق يقول شاطررررين ياولاد
ربنا يبارك فيكم يلا قربوا خدوا حلاويات مكافاه لتركيزكم معايا

ليتهاتف عليها الاولاد بحب وفرحه بالدور لتعطيهم جميله الحلاويات

جميله فتاه مجتهدة تعمل معلمه في مدرسه القريه محبوبه من كل الطلاب وزملائها بسبب طيبه قلبها وتعاملها الهادي المؤدب مع الكبير والصغير
توفي والدها ووالدتها بعد صراع مع المرض وتحملت جميله لمصاريف علاجهم من صغرها لكن الموت يقرر مصيرهم بقسوة لتصبح وحيدة في الحياه

تخرج جميله من الفصل بهدوء
لتدخل حجرة المعلمات وتقول
السلام عليكم

لترد المعلمات الموجودين في الغرفه
وعليكم السلام

لتضع جميله كتب الطلاب علي المكتب وتخرج ساندوتش من شنطتها لتتناوله في هدوء
وتخرج رواياتها لتقرأها بتركيز وهدوء


في شركه الحديدي
يدخل يوسف بهدوم غير مهندمه وشعر اشعت
لينظر لراندا ويقول بصعوبه وهوة يلفظ انفاسه
علي اخره صح

لترفع راندا عيونها من الملف وتتفحص يوسف بحالتها السيئه لتظهر منها ابتسامه لم تستطيع اخفائها علي حاله

يوسف بحسرة قال
اصبري عليا بتضحكي ياراندا ماشي
اطلبلي قهوتي جوة

ليدخل بهدوء مكتب عمار
ويقول بصوت خجول صباح الخير ياصاحبي ممكن ادخل

لينظر له عمار بتفحص ويقول ادخل
وش كسوف انت ومكسوف
انت مراهق ياوله لسه بجيبك من بيوت الستات الشمال
الله يخرب بيتك حتعقل امتي مش كبرنا خلاص

ليقترب يوسف وهوة محرج ويقول
ايه ياعم صوتك عالي فضحتني راندا برة تقول عليا ايه

عمار بابتسامه استهزاء رد عليه
والله دي ربنا نجدها منك انها اتخطبت

يوسف تغير ملامحه للحزن وقال لا دة نصيبي اني مااخدش اي حاجه بحبها واديك قولتها بلسانك البنت ال بحبها اتخطبت من قبل مااعترفلها بمشاعري اصلا حفضل وحداني زي سعادتك اعمل ايه

عمار بخوف علي صديقه قال
انا مقولتش تعيش وحداني يايوسف انا اكتر واحد نفسي تستقر وعارف ان الوحدة صعبه عليك بس مش كدة مش كل يوم ست وسرير جديد
انا بخاف عليك بجد يايوسف زيك زي عمير اللي حيموتني بجلطه من عمايله

يوسف بدهشة رد عليه
ااااااه بمناسبه عمير شوفت الصور ، اتجنن دة ولا ايه

عمار بحزن قال له
بتقول فيها شكل البودرة لحستله دماغه ابوة لو سمع عن انه رجع تاني المخدرات حيروح فيها فعلا

يوسف بجديه وهوة يضع ايدة علي كتف صديق عمرة ويقول
ماتقلقش ياعمار حشدهولك شدة حلوة واتاكدلك رجع تاني ولا

لتدخل راندا بقهوة يوسف وساندوتشات لتضعها علي المكتب وتقول بطاعه لعمار
الفطار عشان حضرتك مااكلتش حاجه من الصبح

بصلها عمار بيأس وابتسم وقال
جيتي في وقتك شكرا ياراندا

خرجت راندا تحت عيوب يوسف المراقبه لها باستمرار كعادته
ليستمر انشغال عمار ويوسف في الأوراق ومقابله الخبراء الروس

ليقترب منه يوسف بارهاق يقول
كفايه بقي ياعمار انا تعبت ومش وراك مشوار اخلص بقي

ليلكزة عمار برجله من تحت المكتب
ليتلقاها يوسف في هدوء وينظر بغيظ لعمار المستمر في حديثه
لتنتهي المقابلة ويخرج الخبراء

لينظر يوسف لعمار بغيظ ويقول
جيت علي نفسك ليه ماكنا نبات لبكرة هي اول مرة تدخل صفقه ياعمار ماكل مرة انت ال بتكسب

عمار بمهنيه وهوة يتفحص الاوراق قال
بردوا لازم تدرس موقفك كويس في كل صفقه عشان متتفاجأش باي غلطه

يوسف رد عليه
طيب قوم عازمك علي الغدا

عمار بأسف قال
خليها بعدين انا مقتول عايز انام وورايا مشوار للمزرعه تقيل علي قلبي جدااا

ليخرج عمار و يتحرك بسيارته الي مزرعة والده التى من النادر الذهاب إليها ويكرة الذهاب إليها من الأساس فهو لا يحب تلك الأجواء المشوشه وتلك الرجال التى يثرثرون بالكثير من الأحاديث الغير مرغوب فيها
وفي وسط تلك الأفكار التي تشغل دماغه لم يستطع أن يرى تلك الطفل التي كان يجري سريعا ويلعب بتلك الكره وحاول الوقوف بسرعه قبل أن يطيح به وبالفعل لقد استطاع أن يقف سريعا ولكن ذلك فزع الطفل الصغير وجعله يقع علي الارض مما جعل عمار ينزل من السياره سريعا خوفا أن يكون قد أصاب الطفل مكروة
واتجة الي ذاك الطفل المسجى علي الارضيه ليرى ماذا حدث له وما أن اقترب منه

حتى وجد ذاك الطفل ينظر لعمار بقوة استغرب عليه وقال الطفل بغضب طفولي

انت مبتعرفش تسوق بتركبها ليه كنت هتموتني

رد عليه عمار بتعجب

اموت مين ما انت زى القرد اهو ولسانك عايز يتقص منه شبرين ولد قليل الربايه صحيح
ولف ظهره وكان يتجه الي باب سيارته ولكن توقف فجاءه حين باغته ذاك الصوت الانثوى القوي حين قالت

مين ده اللي قليل الربايه يعنى غلطان وكمان بتتكلم لا صحيح اللي اختشوا ماتوا كنت هتموت الولد ومش عايزة يتكلم ويدافع عن نفسه


هنا قد وصل إلي ذروة غضبه فالتفت ليرى من يتحدث ويفرغ فيه شحنه غضبه ولكن ما أن التفت حتي وجد فتاه قمه في الجمال ترتدي فستان باللون الودري والابيض وتزين وجهها بحجاب ابيض يزيد جمال لملامحها بوجه خالي من المكياج
لتنظر بعيونها الزرقاء كعيون القطط التي تنظر إليه بشراسه

اقترب منها وهي مازالت تنظر إليه بشراسه وقال ببعض من الهدوء التي قليلا ما يتحل به


اعتقد ان الولد زي القرد قدامك اهو وكمان مافيش حد بيلعب كره في نص الطريق اللي بيمشى فيها عربيات صح ولا ايه

لتنظر له بدهشه وهي تقول
وعيونك دي مشافتتش ان في مدرسه هنا يعني تمشي براحه

فاقترب منها وقال
بصراحة مش حرد عليكي وباقي الكلام هعمل أننا مسمعتش عشان مينفعش ارد علي واحده حلوة كدا زيك وأحرجها وتزعل
ثم انهي كلامه بغمزة من عيونه مما جعل عيونها تنفتح علي وسعهم بشده دلاله علي صدمتها
ثم تركها وتقدم خطوتين باتجاه سيارته وقبل أن يركب سيارته قال لها

وتانى مرة متحطيش كحل عيونك لوحدهم
ولبس نظارته الشمسيه ودخل سيارته الفارهه وتحرك من أمامها وأصدر صوت صرير عالي
وهي تنظر بغضب دد ما حد قليل الربايه غيرك دمك يلطش
لينشغل عمار في المزرعه وهوة يسمع طلبات العمال ويهتم بتنفيذها كله وما ان انتهي حتي جعل اخر محطه له في القريه قبر والدته ليلقي امامه جميع اسلاحته المزيفه التي يخفي خلفها وجعه علي فراقها ليتحدث معاها مطولا لتقط دمعه من عيونه بقهرة علي فراقها

ليستقل سيارته مرة اخري باتجاه القاهرة
ليصل عمار للمنزل تستقبله الحاجه هناء مربيه عمار وعمير من صغرهم ومدبرة المنزل بابتسامه وهي تقول
اهلا ياعمار

ليبتسم عمار بتعب ويقول الغدا ياريت يانونه بسرعه
ليكمل حديثه بابا اكل

لتجاوبه هناء
ايوة ونفذت كلامك قهوة واحدة بس في اليوم

ليرفع عمار ايد هناء ليقبلها باحترام
ويقولها
ربنا يخليكي لينا يانونه لولاكي في البيت دة بعد امي الله يرحمها كنا ضعنا

لتمسح هناء بايديها علي شعر عمار بحنان
وتقول ربنا يبارك فيك يابني واشوفك عريس بقي مع ال تستاهلك

ليدخل عمار مكتب والدة كمال الحديدي في وقار
ليقول
مساء الخير يا بابا
ويدخل يجلس امام والده يقص عليه بمهنيه تفاصيل صفقته واخبار الشركه كاصغر موظف لدي كمال الحديدي وماحدث في المزرعه واشرف علي تنفيذة

لينهي حديثه وهو يقول
عندك اوامر تانيه يابابا اعملها

لينظر كمال بفخر لوريثه القوي ويقول
لا ماشاء الله اقول ايه بعدك ياعمار انت راجل اعمال ناجح ومش بتسيب وراك غلطه امسكها عليك
انا فخور بيك يابني واكيد امك فخورة جدا بيك

لتدخل هناء بالطعام وتضعه علي المكتب وتخرج
ليتناول عمار طعامه بارهاق وسط سيل من المكالمات من لينا
لينظر والده لتليفونه ويقول
مين ياعمار ال بيرن كتير كدة

ليتوتر عمار ويرد بكسوف حد مش مهم

ليرد كمال بحزم
يعني مش دي المودل ال الصحافه بتقول انكوا علي علاقه ببعض

ينظر عمار لوالده ويواجهه صعوبه في بلع الطعام ليكمل حديثه
دي صحافه يابابا كل يوم قصه جديده

لينهي كمال حديثه بتاكدة ان ابنه يداري حقيقه علاقته بهذة الفتاه ليقول
بكرة ان شاء الله حروح ازور امك

ليهز عمار راسه بطاعه وهدوء

ف عمار متاكد ان والدة لن يقبل بعلاقته مع لينا بوضعها الحالي لبس مبتذل وسهر وحفلات وشغلها كعارضه ازياء
ف كمال الحديدي رجل ريفي اصيل عصامي اعتمد علي نفسه بتكوين ثروته تزوج من امراءة ريفيه هادئه الطباع ربه منزل متفوقه وام ممتازة خطفها الموت من احضانه بقسوة ليعيش علي ذكراها الباقي من عمره

في صباح اليوم التالي

نزل عمار لمكتب والدة ليودعه قبل سفرة
دخل عمار في طاعه
يقول صباح الخير يا بابا

ليرد كمال بوقار صباح الخير ياعمار

لتدخل هناء لتبلغهم بأن الفطار جاهز

ليخرج كمال ووراه عمار
لتوقفه هناء بقلق وهي تنظر لكمال بيه تتاكد انه بعد عنهم كفايه لتتكلم مع عمار براحه

هناء بتوتر قالت
اخوك مرجعش من امبارح

عمار بدهشه رد عليها
ازاي يعني مكنش بايت في البيت
لتهز هناء راسها بالرفض

عمار وهوة يتنفس بصعوبه ويقول
انا مش عارف اعمل معاه ايه بجد خلصت كل الحيل ال تخليني اعامله كبني ادم محترم بس عمير شكله حابب اعامله زي الاطفال

خرج عمار اخد موبايله ومفتاح عربيته وقبل رأس والدة بطاعه
وقال له
عن اذنك يابابا الشغل استدعوني ضروري خلي بالك ارجوك من نفسك وطمني عليك لما توصل البلد

خرج عمار ليركب عربيته بنفسه ووراه عربيه الحراسه ليتوقف تحت منزل عمير الذي اشتراه عمير في السر عن والده واخوه ليقضي فيه سهراته وملاذته

خبط عمار علي الباب ليفتح عمير الباب وهوة في حاله يرثي لها
دفعه عمار ودخل جلس علي الكرسي وتفحص المنزل وزجاجات الخمرة الملقاه علي الارض و اثار بودرة علي الطبق
جلس عمير في توتر وقلق بجانب عمار ينظر له بتوتر
ليخرج من داخل الاوضه صوت فتاه تنادي
انت فين ياموري

ليلتفت عمار لمكان الصوت ويقول برعب الكون باكمله
مشي الزباله ال جوة دي
ليذهب عمير سريعا ليخرج هوة والفتاه ليفحصها عمار ليجد عاهره لاترقي ان تكون غير ذلك
خرجت الفتاه

جلس عمير في خوف بجانب عمار
ليلتفت عمار ويرفع يدة وينزل باقوي ما عندة علي وجه عمير
ليسقط عمير علي الارض ليجري رجل الحراسه ليطمئن علي عمير
ليخرج صوت عمار بقسوة من مابين اسنانه وهو يقول
اطلع بره وسيبني معاه

ليتوقف رجل الحراسه بتردد وهوة قلقان علي عمير مهما كان فهوة طفل امام عمار ولن يتحمل صفعه اخري من عمار

ليقترب بقلق من عمار ويقول بطاعه
ارجوك براحه عليه ياباشا

خرج رجل الحراسه ليتصل بيوسف فهوة الشخص المناسب لهذا الموقف الصعب لينقذ عمير من بطش وغضب عمار

بص عمار لعمير بقرف وقال بقسوة
قوم يابيه ياكبير ياراجل يابتاع الستات والمخدرات

ليقوم عمير ومناخيرة تنزف بالدماء
لينظر لعمار بكرهه
ويقول انت بتضربني ياعمار انت مش ابويا عشان تضربني وانا حر اعمل ال انا عايزة

ليخبط عمار رجله في الترابيزة ليفضي قليل من شحنه الغضب الضخم لديه خوفا من ان يأذي أخيه الصغير
ليقول
يابني عايز تعمل فينا ايه تاني عايز تموت ابوك وتموتني بحسرتنا عليك
مش كفايه فاشل في التعليم وفي الشغل وبتزود عليها ستات مقرفه شبهك ومخدرات كمان
قصرت معاك في ايه فهمني انا ولا ابوك

ليتكلم عمير ويقول بكره
ابعدوا عني وانا حبقي احسن

ليبتسم عمار بقرف ويقول
طيب تمام الفلوس ال بتنزل شهريا في حسابك حتقف والفيزا والعربيه حسحبهم ووريني حتكمل ازاي

ليفتح يوسف الباب ويدخل بقلق وينظر في وجه عمير ويري الدماء السائله علي وجهه
ليجلس بجانب عمير في هدوء

ليتحدث عمير
ويقول
حتحرمني من فلوس ابويا ياعمار

عمار بقسوة رد عليه
اه ححرمك منها ولو حبيت احرمك من النفس ال بتتنفسه حعمل كدة والمصحه حترجعها تاني

عمير بترجي وتوسل مسك ايد يوسف وقال
بلاش المصحه والنبي يايوسف قوله والنبي

عمار بزهق ليتحدث بنبرة غضب
وهوة يوسف ال حيمنعني ياعمير

يوسف قرر ان يتدخل في الحديث المحتد بشدة ليقول

اديله فرصه اخيره ياعمار وانا ال حضمنه ان المرة دي حيبعد عن كل الحاجات ال بتضايقك وحيبطل يسهر في الشقه دي

ليرن هاتف عمار برقم لينا مرات متتاليه
ليقول يوسف
قوم يايوسف رد علي التليفون وانا جمبه متخافش

خرج عمار الشرفه ليرد علي هاتفه
رد عمار بزهق
الو

ليأتي صوت لينا بحزن مصتنطع وهي تقول
بقي كدة يابيبي تسبني طول الليل لوحدي انا كنت طابخالك بايدي

ليتحدث عمار بارهاق
الدنيا ملخبطه يالينا معايا شويه

لترد عليه لينا
طيب ما تاخد النهاردة اجازة وتقضيه معايا كله صدقني مش حتندم

جاوبها عمار ححاول

ليأتي يوسف يقف بجانب عمار في الشرفه ليحدثه
ايدك كانت تقيله المرة دي ياصحبي

عمار بحزن علي طفله الوحيد نظر ليوسف وقال له
ايدي تبقي تقيله عليه تفوقه احسن ما الزمن ال يفوقه انه بقي فاشل يايوسف بس بعد فوات الاوان

اخد يوسف يمرر يدة علي كتف صديقه لتخفيف عنه وقال بمكر
لينا دي
هز عمار راسه بالموافقه

ليقول يوسف بصدق
خد النهاردة اجازة وانا حشيلك في الشغل ريح دماغك شويه
ليبتسم عمار له ويحمد الله علي وجود يوسف في حياته فهو نعم الاخ والصديق والسند

ليذهب عمار لبيت لينا ويرن جرس الباب
لتفتح لينا وهي ترتدي فستان قصير مبتذل باللون الاحمر وعلي وجهها ابتسامه
وقالت وحشتني يابيبي

واقتربت من رقبه عمار لتحتضنه وتعبر عن اشتياقها له
ليغيبوا وسط لحظات جسديه بحته بدون مشاعر حقيقه لكلاهما

بعد وصول كمال الحديدي لقريه طفولته وشبابه
خرج من السيارة ليملي رئتيه برائحه قريته ذو الطابع الهادي والمميز ليبتسم وسط ذكريات كثيرة له في القريه
ليتسند علي عكازة خطوات حتي تمتد يدة ليدق علي باب بيت بسيط بهدوء

يفتح الباب و يبتسم كمال
ويقول ازيك يا جميله ازيك يابنت الغالي

عند عمار
تقترب لينا من صدر عمار العاري لتضع راسها علي صدرة لتمتد يد عمار لخصلات من شعر لينا
لتقول لينا بحزن
تخيل يابيبي صحبتي بعد ماولدت جسمها بقي وحش غبيه كانت موديل شاطرة جدا

لينظر لها عمار بدهشه
خسرت جسمها بس كسبت انها بقيت ام وزوجه يعني انتي لما تحملي

لتقاطعه لينا وتقول باستنكار
احمل ايه لا متقولش انك عايز كدة انا عايزة احافظ علي جسمي كدة طول العمر

ليقوم عمار من جانبها ليرتدي ملابسه ليبعد عن اي مصدر لاغضابه من جديد وهو يعلم جيدا ان اي نقاش جدي مع لينا لابد ان ينتهي بخناق وهوة مكتفي جدا ف يومه سئ بما فيه الكفاية

لتقول لينا
رايح فين يابيبي

يرد عمار بعدم اهتمام
الشغل

لتتمايع عليه لينا وتقول
طيب انا كنت عايزه فلوس

ارتدي جاكيت بدلته ووضع بعض الاموال بجانب لينا وخرج

ذهب عمار لصاله الجيم ليفرغ شحنه الغضب بداخله من كم المسئوليه والضغوطات الواقعه علي كاحله
اخد يتمرن بقسوة بدون رحمه لجسدة نهائي وكانه اصبح الجلاد والقاضي ليحكم علي نفسه بعقاب قاسي ف عمار منذ صغرة قاسي في حكمه علي نفسه لايتهاون ابدا مع نفسه
ليسقط عمار علي كرسيه ياخد نفسه بصعوبه من قسوة التدريب
ليقترب شخص منه ويقول
يلا ماتش بوكس ياعمار
ليهز رأسه بالايجاب ليدخل حلبه الملاكمه لينازل بشراسه خصمه بكل ما داخله من غضب وعنف لينتصر في النهايه فعمار خصم قوي ولكن الامر لا يخلو من كدمات علي وجهه عمار

قدمت جميله الشاي لكمال بيه وجلست بجانبه وهي مبتسمة وتقول
اتفضل ياعمي البيت نور

ليبتسم كمال بحب ويرد عليها
منور باصحابه يابنتي طمنيني عليكي عامله ايه بعد وفاه الغاليين

لتبتسم جميله وتقول برضي بما قسمه الله لها
الحمد لله ياعمي انا مابين المدرسه والاطفال فعلا ماليين دنيتي بجد

ليبتسم كمال ويدخل في حديثه بجديه فهدفه الرئيسي ليس الاطمئنان فقط علي جميله بل هناك هدف اخر
ليقول
انا كنت عاوز اتكلم معاكي في موضوع ياجميله وانا عارف اني في مقام والدك وعمرك ماترديلي طلب

لترد جميله باحتراام وطاعه
طبعا ياعمي اؤمرني

ليكمل كمال حديثه
من زمان وانتي صغيره وانا مربيكي علي ايدي بعتبرك بنتي وبعد تعب ابوكي صاحب عمري وانا اتحملت مسئوليتكم انتي ووالدتك وربنا كتب انها تحصل الغالي بس انا ميرضنيش انك تفضلي هنا لوحدك وبيت ابوكي مفتوح

لتظهر علامات الدهشه علي وجه جميله
ليكمل كمال بيه حديثه ليقول
انا طالب ايدك لعمار ابني الكبير وانا عارف انك مش حتردي ليا كلمه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي