ذهبي و أزرق

Silver Angel`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-02ضع على الرف
  • 77.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول


كان يقف شاردا أمام نافذة منزل القطيع الذي يكون الألفا الخاص به أجل إنه آدم ذو ال 26 من عمره ألفا قطيع القمر الدموي أقوى قطيع متواجد في الولايات المتحدة الأمريكية رماديتيه كانت تنظر لهؤلاء الأطفال الذين يلهون في الحديقة الخاصة بمنزل القطيع حيث يمكث فيه كعادة أي ألفا كي يقوموا بمهامهم تجاه القطيع سواء متابعة الأعمال الخاصة بالقطيع في المدينة حيث يتواجد البشر أو للقيام بحماية القطيع ... كان يبتسم وهو يرى الذئاب الصغيرة تركض و تلهو بينما تتعثر عدة مرات وتنهض لتكمل لعبها دون عناء منها فأطفال المستذئبين لا يستطيعون التحكم بالتحول لهيئتهم البشرية قبل أن يتموا عامهم الثالث .... ليتذكر تلك المفاجأة التي داهمت أسرتهم عندما قام بالتحول لهيئته البشرية للمرة الأولى


فلاش باك

الجميع كان في انتظار تحول هذه الذئبة اللطيفة لهيئتها البشرية كي يروا هل ستكون تلك الطفلة جميلة و لطيفة كذئبتها أم لا ... فها هم مجتمعون في حديقة منزل القطيع يحاوطون تلك الذئبة ذات اللون الأبيض الثلجي ناصع البياض منتظرين لحظة تحولها لكن ما لم يلاحظه أحد هو ارتعاد تلك الذئبة ونظرة عينيها الزائغتان قلقا وخوفا لكن هل يخفى هذا على أبويها بالطبع لا فالسيد ألكساندر والد تلك الذئبة وألفا القطيع انتبه لما يحدث ليشعر بالخوف من أن تكون تلك اللعنة قد أصابت تلك الذئبة لينظر للبيتا الخاص به جورج ويتواصل معه عبر الرابط الخاص به ليخبره وهو ينظر للذئبة المرتعدة

ألكساندر: جورج ..إذا كان الأمر كما أظن ألتقط الهيئة البشرية لتلك الذئبة وأرحل بها إلى المنزل الخاص بي بعيدا عن القطيع

ليفهم جورج ما يعنيه ألكساندر ليخبره عبر الرابط

جورج: حسنا ألفا لا تقلق .. سوف أفعل لكن لونا ما الذي سوف تفعله معها

ليجدا أن سامنتا لونا القطيع وزوجة ألكساندر قد اشتركت معهم في هذا الحديث عبر الرابط لتخبرهم

سامنتا: لا تقلقا بشأني فما يهم الآن هي ابنتي تلك الذئبة أي كانت هيئتها البشرية

أنهوا حديثهم ليستمعوا لصراخ تلك الذئبة ومع هذا الصراخ بدأت تلك الذئبة الصغيرة تتلوى أرضا من الألم .... فالجميع يعلم أن التحول من هيئة الذئب إلى الهيئة البشرية لأول مرة هو مؤلم للغاية وقد يستمر لوقت ليس قليلا ... لتتجه أنظار أفراد القطيع لتلك الذئبة وهي تأن وتتألم ليمر أكثر من نصف ساعة وهي على حالتها تلك لكن فجأة يتوقف هذا الصراخ مع ظهور هذه الهيئة البشرية الصغيرة ومع ظهورها صدرت أصوات الجميع التي تدل على الدهشة والاستغراب .. فالجسد الملقى على الأرض عاريا الآن لم يكن جسد فتاة بل كان جسد فتى .. أجل فتى لتتعالى الهمهمات بكيف تكون هيئة الذئب فتاة بينما الهيئة البشرية هي لفتى .. و هنا أيقن الألفا ألكسندر أن اللعنة قد تحققت مع ابنه الألفا المستقبلي للقطيع لينظر إلى البيتا جورج الذي فهم ما تعنيه تلك النظرة ليركض تجاه الطفل وهو يخلع السترة الخاصة به ليحمل الطفل بينما يحيطه بالسترة ويحتضنه إلى صدره ليركض به بعيدا عن الجمع الذي لايزال يطلق الهمهمات .... ليقف ألكساندر أمامهم ببروده المعتاد ونظرات عينيه الحاده ليخبرهم

ألكساندر بصرامة: الكثير منكم يعلم عن تلك اللعنة التي تصيب جيلا من أي قطيع من قطعان الذئاب كل 100 عام ويبدو أن تلك اللعنة قد أصابت قطيعنا وبالأخص طفلي لذلك يكفي ثرثرة عن هذا الأمر الآن وهيا كل منكم إلى عمله

كان ألكساندر معروف عنه البرود والحدة ... فهو لا يسمح بالتهاون ولا الفشل لهذا قد أصبح قطيعه من أقوى القطعان المتواجدة .. ظل واقف مكانه بضعة دقائق ليتأكد ان الجميع ذهب في طريقه لينظر إلى سامنتا يجدها تقف بجوار باب منزل القطيع تنظر إليه بحزن ودموع قد تحجرت في خضراوتيها ليتجه إليها بخطوات سريعة ليقف أمامها ثم يضمها إلى صدره يحتضنها بقوه وهو يمسد ظهرها بحنان لتبدأ هي بالبكاء بينما قلبها يتمزق ألما مما يعاني منه ابنها ومما سوف يعاني في المستقبل بينما تخبره

سامنتا ببكاء: هذا ليس عدلا ألكساندر ... ليس عدلا أن يدفع أبني ثمن خطأ ليس خطئه .. فهو ابني الوحيد أنت تعلم جيدا أنني لن أستطيع الإنجاب مرة أخرى فهو وريثك .. هو الألفا المستقبلي للقطيع وأيضا سوف يكون مثلك رئيس بقية القطعان في المنطقة .. كيف سيتقبله الجميع بعد أن يعلموا أن اللعنة قد أصابته أخبرني ... وبهذا أيضا هو لن يستطيع إيجاد رفيقته .. لن يستطيع التزاوج بحالته تلك

كانت تخبره بذلك وهي تبكي بحزن وقهر ليغمض عينيه بينما يشعر بالعجز فكل ما تفوهت به صحيح هي محقه في كل حرف نطقت به بينما هو ليس بيده شيء يستطيع فعله ليتمالك نفسه ثم يخرجها من حضنه وهو يكوب وجهها بينما ينظر إليها بحب وحنان فهي رفيقته حبيبته وزوجته التي رافقته منذ البداية ... فهي معه منذ أن كان عمره 22 وها هو في ال33 من عمره رافقته في الحزن و السعادة .. في النجاح والفشل .. السراء والضراء .. رافقته في الصحة والمرض ابتسم لها تلك الابتسامة التي تذيبها ليخبرها

ألكساندر بابتسامة حنونة: سوف نجد حلا حبيبتي .. لا تقلقي سوف نجد حلا والآن نحن يجب أن نذهب إليه وأن نكون بجواره فبالتأكيد هو بحاجة إلينا

جففت سامنتا دموعها براحتي يديها وهي تبتسم لألكساندر بينما تسأله

سامنتا: ماذا سوف نطلق عليه ؟

ألكساندر بابتسامه: سوف نقوم بتسميته " آدم "

لينظرا لبعضهما بسعادة فمهما كان ما حدث مع صغيرهم إلا أنه ابنهم الذي كانوا ينتظرونه منذ عدة سنوات حيث كانت سمانتا يوجد لديها ما يمنع الحمل لتضطر أن تتابع مع طبيب في مدينة البشر لتنتهي رحلة علاجها بالحمل أخيرا ونتيجة لهذا الحمل أتى آدم للحياة ... ركضوا تجاه منزل البيتا جورج وكلا منهم مشتاق كي يحمل الصغير ويجعله يشعر بالأمان والحب والدفأ فكان هذا ما يطالب به الذئب الخاص بألكساندر وأيضا الذئبة الخاصة بسمانتا و دون أن يشعر ألكساندر أو سمانتا قد سيطرت ذئابهم على أجسادهم لتخرج وتركض وهي تعوي بسعادة و فرحة فهذا ابنهما وثمرة حبهما ليتحدث جاك الذئب الخاص بألكساندر بحماس وهو لايزال يركض ويعوي بحماس وسعادة

جاك: هيا لورا أركضي أسرع هيا فسوف نلتقي بصغيرنا
كان يتحدث بسعادة بالغه عبر الرابط الخاص بهما بينما يركض بسرعة لترد عليه بسعادة وحماس لورا الذئبة الخاصة بسمانتا

لورا: لا تنسى أيضا جاك أننا سوف نلتقي بالذئبة الصغيرة .. يجب علينا حمايتهم جاك فهما سوف يكونا بحاجتنا بينما تلك اللعنة قائمة

كان يركض وهو لازال يتحدث معها عبر تلك الرابطة ليخبرها : كانت شكوكنا صحيحة لورا و كنت على صواب عندما قمت بتحذير ألكساندر مما شككنا به .. لكن الآن نحن يجب أن نقوم بحماية كلاهما كما قلت .. يجب علينا ذلك حتى يجد ألكساندر وسامنتا حلا لهذا الأمر

كان يتحدث ليشعر بحزنها يسيطر على الرابطة بينهما ليعلم جيدا ما تفكر به ... فمعنى ما حدث أن تلك الذئبة ليست ابنتهم وان ابنهم ذئب مذكر متواجد في جسد طفل آخر ولا يعلمون أين هو هذا الطفل أو بمعنى آخر أين هي تلك الطفلة.. فتلك اللعنة لم تصب آدم فقط بل أصابت معه طفلة أخرى .. ظلا يركضا حتى وصلا لمنزل البيتا جورج الذي ما أن شعر بهما على مقربة من باب المنزل حتى أنطلق يفتح ذلك الباب بينما يحمل بين يديه آدم الذي كان يبكي بصراخ بينما جورج يحاول تهدئته وما إن فتح الباب وجد جاك ذو الفرو الأسود و الهيئة الضخمة يقفز ليستند بقامتيه الأماميتين على ساقي جورج بينما يقترب بوجهه من آدم يقوم باستنشاق رائحته بلطف بينما لسانه بدأ يداعبه برقه ولطف لتفعل مثله لورا ليخطو جورج عدة خطوات للداخل ثم يضع آدم الذي بدأ بكائه بالزوال على الأريكة ليدلف إلى غرفة النوم الخاصة بهم ثم يخرج منها بعد قليل و بيده ثياب يضعها بجانب الذئبين اللذان كان لا يزالا يداعبا آدم الذي تحول بكائه لضحكات سعيدة ليتركهم جورج ويذهب للمطبخ .. ليقوم ألكساندر ومعه سامنتا بالسيطرة على جسديهما ويعودا لهيئتهما البشرية ثم يلتقطا تلك الثياب ويقوما بارتدائها .. لتقوم سامنتا بحمل آدم وهي تبتسم لينظر إليها آدم بابتسامة بريئة لينطق بأول حروفه " أمي " لتضحك سامنتا بسعادة ليقوم ألكساندر بالجلوس على ركبتيه أمامهما ثم يلتقط يد الصغير ويخبره مبتسما

ألكساندر: أنت أسمك آدم صغيري

كان الصغير سعيد بأنه تم إطلاق اسم عليه فهذا يعني أن الرابطة بين أبويه قد قويت أكثر وأكثرليبتسم بينما يردد

آدم: أبي
وهنا قام كلا من ألكساندر وسامنتا بصنع الرابط بينهم وبين آدم لكن لم يستطيعوا فعل ذلك مع تلك الذئبة الصغيرة التي كانت ساكنة داخل آدم تشعر بالحزن لكنها تستمع فجأة لصوت جاك ذئب ألكساندر وهو يخبرها بحنان ولطف

جاك: لا تقلقي يا صغيرة ... سوف نجد الفتاة التي تنتمين إليها ونقوم بمحو تلك اللعنة .. و الآن دعينا نطلق اسما عليك .. ما رأيك باسم سنو فانت بيضاء كالثلج وهذا الاسم يناسبك لتبتسم تلك الذئبة بسعادة لترد عليه بصوت رقيق طفولي

سنو: شكرا لك جاك

لتجد لورا تحدثها أيضا: يمكنك مناداتنا بأبي وأمي صغيرتي

كانت سنو في غاية السعادة بهذا لتخبرها: شكرا أمي .. شكرا لكم كثيرا

نهاية الفلاش باك

كان يرى تلك الأحداث أمام عينيه فهو والده قد نقل إليه تلك الذكريات مع ذكريات كثيرة أخرى ... ليستمع لعدة طرقات على باب المكتب الخاص به ليسمح للطارق بالدخول ولم يكن سوى ديفيد البيتا الخاص بآدم الذي ما إن دلف حتى تحدث آدم بتساؤل بينما لايزال يراقب هؤلاء الجراء

آدم: أخبرني ديفيد هل وجدتموها ؟

كان ديفيد يعلم جيدا عمن يتحدث آدم فهذا الشخص الذي يبحثون عنه إيجاده من عدمه يتوقف عليه الكثير ليتحدث كي يريح آدم قليلا

ديفيد: أجل ألفا لقد علمنا مكانها وقد أرسلت بعض الرجال لإحضارها

آدم بهدوء: جيد .. هذا جيد فيجب أن تنتهي تلك اللعنة قريبا قبل نشوب تلك الحرب المنتظرة

ليستمع لصوت أنثوي قد اعتاد على وجوده معه وداخله ..

الصوت: لا تقلق آدم سوف ينتهي كل هذا قريبا .. أنا أشعر بذلك

ليزفر آدم الهواء بقوة بينما يتحدث عبر الرابط الذهني الذي يربطه مع سنو تلك الذئبة التي رافقته منذ الصغر

آدم: أتمنى ذلك سنو .. أتمنى ذلك

ليتحدث إلى ديفيد: والآن هيا لنذهب للركض فنحن بحاجة لهذا

ليتحول آدم ليصبح ذئب ضخم ناصع البياض بأعين ذهبية بهيئة مؤنثة لتنظر سنو إلى ديفيد الذي لازال واقفا ينظر إليها بابتسامة مرحة لتجده بعد ذلك قد تحول لذئب رمادي ضخم ليتحدث مايكل الذئب الخاص بديفيد إلى سنو عبر الرابط

مايكل: هيا دعينا نرى من سوف يفوز هذه المرة أيتها الذئبة العنيدة

لترد عليه سنو بثقة: ألا تتعظ أبدا ففي كل مرة أكون أنا الفائزة .. لكنا دعنا نجرب مرة أخرى قد أشفق عليك وأجعلك تفوز اليوم

أنهوا حديثهم هذا ليقفزوا إلى الحديقة عبر تلك النافذة ومنها إلى الغابة ليقوما بسباقهما المعهود حيث كان كلا من آدم وديفيد كالأخوة و كذلك كان مايكل وسنو .. ركضا للغابة حتى توقفا أمام تلك البحيرة كي يرتشفوا منها بعض الماء حيث كانت ذو ماء عذب ليستمعا إلى صوت أحد الرجال وهو يخبرهما عبر الرابط أنهما قد أحضرا الفتاة المطلوبة وهي الآن بالمنزل الخاص بالقطيع ليركضا عائدان وهناك شعاع نور وأمل قد تسرب لدى آدم وسنو بأن تلك اللعنة سوف تنتهي قريبا ....


على الجانب الآخر في مدينة نيويورك قد انتهت تلك الفتاة من عملها كمحاسبة في إحدى الشركات الكبرى وها هي تصعد لسيارتها لتستمع لصديقتها آن تناديها

آن: جسيكا هل سوف تسهرين معنا الليلة فغدا عطلة
نظرت لها جسيكا بزرقاوتيها اللتان تشبهان لون مياه المحيط لتخبرها بتردد ودون معرفة

جسيكا: لا أعلم آن .. سوف اهاتفك وأخبرك إذا كنت قادمة أم لا

لترد عليها آن بتذمر طفولي حيث كانت تتميز آن بلطافتها وطفوليتها

آن: هيا يا فتاة سوف تكون الليلة ممتعة

لتنظر إليها جسيكا مع ابتسامة : حسنا .. لكن ليكن بعلمك لن نثمل مثل المرة الماضية . فنحن قد تفادينا حادث الطريق هذا بصعوبة بالغة

لتشرد آن في ذلك اليوم حيث كانا قد أمضيا عطلة الأسبوع مع أصدقائهم في إحدى الملاهي و قد ثملوا للغاية ومع ذلك قامت آن بقيادة السيارة للعودة إلى منازلهم لكن مع ثمالتها تلك كادت أن تفتعل حادث كان سوف يودي بحياتهم ولكن لا تعلم ما الذي حدث فهي لم تشعر بشيء حيث فجأة قد أغشي عليها لتستيقظ بعد ذلك وهي في المشفى لتجد جسيكا نائمة على الأريكة المتواجدة في تلك الغرفة التي أمضت ليلتها بها في المشفى لتجعلها تستيقظ هي الأخرى ثم تسألها عما حدث لتخبرها جسيكا أنها لا تعلم ... فاقت آن من شرودها هذا لتنظر لجسيكا ثم تخبرها

آن: ألا زلت لا تتذكري ما الذي حدث هذا اليوم جسيكا
نظرت لها جسيكا بجدية ولازالت أحداث ذلك اليوم تتردد داخل عقلها ولا تجد لها تفسير

جسيكا: لا .. لا أتذكر آن سوف أذهب الآن نلتقي مساءا إلى اللقاء

قادت جسيكا سيارتها بينما ملامح البرود ترتسم على وجهها بينما عقلها يفكر ويفكر فهي تتذكر جيدا ما حدث في ذلك اليوم لكنها لم تخبر به أحد حتى لا يظن الجميع بأنها قد جنت ... هي تتذكر جيدا شعورها بتلك الهالة التي أحاطتها وتلك الكلمات الغريبة التي تفوهت بها وهي تنظر بعيني آن لتجدها بعد ذلك قد أغشي عليها لتتحرك يديها دون إرادة منها إلى مقود السيارة لتديره بالاتجاه الآخر بعيدا عن تلك الشاحنة الكبيرة لتصطدم السيارة بشجرة ثم ترتد معها جسيكا للخلف ثم إلى الأمام لتصطدم رأسها بالجزء الأمامي من السيارة ويغشى عليها كما حدث مع صديقتها وبعد ذلك تم نقلهم للمشفى حيث طلب المارة سيارة الإسعاف ... فاقت جسيكا من شرودها وهي قد وصلت لمنزلها الذي تعيش فيه مع والديها ... لتصف سيارتها في الجراج الخاص بمنزلهم ثم تدلف للداخل لتجد والدها جالسا يشاهد التلفاز لتبتسم له بينما تتحدث إليه

جسيكا: مرحبا أبي ... كيف حالك ؟

لينظر إليها بيتر وهو مبتسم بحنان: بخير ابنتي .. أخبريني كيف كان يومك ؟

لتخبره جسيكا وهي تجلس بجواره تضع رأسها على كتفه فهي متعبة و مرهقة للغاية

جسيكا: مرهق كالعادة أبي أنت تعلم أن العمل في تلك الشركة الضخمة متعب للغاية

ليقوم بمحاوطتها بذراعه ثم يقبل جبينها بحب وحنان أبوي ليخبرها بعد ذلك

بيتر: أعلم ولكنني أعلم أيضا أن ابنتي قوية للغاية وأنها تستطيع تحمل صعوبة هذا العمل أليس كذلك ؟!

لتحتضنه جسيكا أكثر وكيف لا تفعل وهو بالنسبة إليها يمثل الحماية والحنان

جسيكا: بلى أبي أنت محق

كانا يتحدثان ليجدا ألينا والدة جسيكا وزوجة بيتر تخرج من المطبخ وهي تحمل أطباق الطعام ثم تتجه بها إلى مائدة الطعام لتتحدث

ألينا: أهلا بعودتك جسيكا .. هيا صغيرتي قومي بتبديل ثيابك ثم تعالي كي نتناول الطعام

لتنهض جسيكا ثم تصعد لغرفتها لتقف أمام خزانتها تلتقط عدة قطع من الثياب المنزلية ثم تتجه للحمام الخاص بغرفتها تقوم سريعا بالاستحمام ثم تقف أمام المرآة تضع مرطب لوجهها لتشعر بتصلب جسدها فجأة عندما وجدت عينيها الزرقاوتين إحداهما زرقاء و الأخرى ذهبية ناصعة لتستمع لذلك الصوت الذكوري القوي يأتي من داخلها وهو يخبرها : لا تقاوميني .. دعيني أخرج كي أعود لمن أنتمي له .. دعيني أخرج

لتترك جسيكا ما بيدها ليسقط أرضا بعد أن صمت هذا الصوت لتجحظ عينيها رعبا مما يحدث معها وتنظر مرة أخرى بالمرآة تجد عينيها قد عادت لطبيعتها... ليزداد رعبها هذا فهناك الكثير والكثير من الأشياء التي تحدث معها بينما هي لا تجد لها تفسيرا منطقيا .. لقد أصبحت خائفة للغاية لتنظر إلى المرآة مرة أخرى لتجد بشرتها ناصعة البيضاء شاحبة للغاية و لكن مهلا ما الذي يحدث لشعرها فهي معروفه بشعرها الأشقر الفاتح للغاية حيث يكاد يكون أبيضا .. لماذا لونه أصبح بارقا هكذا .. لماذا أصبح به تلك اللمعة الغريبة

جسيكا لنفسها برعب: أنا ما الذي يحدث معي .. هل يجب علي أن أخبر أبي وأمي بذلك .. لكن لا لا هم سوف يشعرون بالرعب .. ما الذي علي فعله؟

كانت تتحدث وهي تبكي لتستمع لصوت والدتها يناديها كي تهبط لتناول الطعام لتقوم بغسيل وجهها عدة مرات ثم ترتدي ثيابها وتهبط الدرج لتجدهم يجلسون حول مائدة الطعام لتلاحظ ألينا خصلات شعر جسيكا التي زاد بريقها لمعانها لتستغرب و تسألها

ألينا بتساؤل : جسيكا .. هل قمت بصبغ شعرك أو فعل شيء غريب به

لترد عليها جسيكا بينما تبتلع الطعام الذي بفمها بتوتر

جسيكا: لا لم أفعل أمي

بيتر وقد انتبه لهذا الحديث : إذا لماذا هو هكذا ؟

لتنظر جسيكا ليديها بتوتر وهي تفكر في كذبه تخبرهم بها فهي لا تستطيع إخبارهم بما يحدث معها

جسيكا: لقد قمت بوضع بعض المنتجات للعناية به وأظن أنه أصبح جميلا هكذا

ألينا و هي تومئ برأسها : بالطبع أصبح أفضل

لكنها نظرت لبيتر نظرة ذات مغزى حيث كانت تلك النظرات التي تبادلاها مليئة بالقلق و الخوف مما سوف يحدث في المستقبل ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي