حب في الحضانة

قبطان`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-19ضع على الرف
  • 22.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الأول

عندما وصلت إلى المشفى، التي ترقد بها أختي،
وصلت إلى أنفي رائحه المطهرات، من ديتول وما
شابه ذلك بعدما تركت حقيبتي في السيارة.



ودخلت مسرعا على الغرفة التي ترقد فيها أختي
أميرة، وجدتها شاحبة، نسيت كل الكلام الذي قمت
بتحضيره مسبقا ,وأرتميت أقبلها في يدها، وفي
وجهها فأبتسمت لي أميرة، وهي تنظر إلي بعينيها
الزرقاوين اللاتي ورثتها ورثتها أنا وهي من أمنا.



-وقالت لي :أخي إنني اشعر بالفزع الشديد!

فقلت لها :ماذا قال لك الطبيب ؟وما هي هذه
العملية المهمة التي ستقومين بإجرائها الآن؟
وبالمفاجأه كهذه.


_لن تتصور لقد قال لي الطبيب، أن مرارتي قد
حدث بها التهاب شديد، ووجب أن
أقوم باستئصالها،
ولا يوجد لدي أحد غيرك يقف بجانبي.



وقمت بتقبيل جبينها، فوجدته متعرقا، فقمت بتمرير يدي حتى أقوم بتجفيفه، وقلت لها: الحمد لله أنها شيء بسيط،

لا تقلقي ،لقد قام أستاذ شاهر منذ فترة، بإستئصال
المرارة، وهو الأن في أتم الصحه، وهو رجل
كبير في السن عنك، أنت مازلتي صغيره يا أختي.


أنا خائفة فعلا، هل من الممكن ان تدخل معي
غرفه العمليات وتقوم بإمساك يدي.


لا أعتقد انه شيء مسموح، أنا لست طبيبا
بل أنا محامي, ومن الممكن أن يغشى علي،
عندما أشاهد غرفة العمليات.


-أريدك أن تعتني بالحضانة.

نظرت إليها وأنا لا أفهم ما تعنيه؟


-أخي إنك تعلم ما أتكلم عنه، وتعلم أن لدي حضانه, هل تتذكر هذه الحضانه؟

هي كل ما أملك في الحياه وهي ما تقوم
بسداد مصاريفي,
فقلت وأنا غاضب :لكني لا أقوم بتبيان ذلك لها،


أعرف ما الذي تتحدثي عنه، ولكن ما الذي
يمكنني أن أفعله، هل قمت بطرد المعلمات
المتواجدات بالحضانه؟


لا لكن الحقيقه!

ماذا؟


هم أثنتين واحده أخذت أجازه للزواج، والأخرى اخذت اجازه طويله.

إذا فلتتصلي بهما وأخبريهما أن يعودا سريعا.

لا أستطيع!


_أختي فكري جيدا، هم لديهم خبره في إداره
الحضانه ,أما أنا فلا ثم أنك ستقومين من مرضك هذا بعد فترة قصيرة، لماذا تتخيلين أنك
سترقدين في الفراش مدة طويلة؟


يجب أن يكون هناك أحد للاهتمام بالجوانب الإدارية, والألتزام بالمواعيد فأنا لم أقل لك أن عدد
الأطفال قد كثر،

وقمت ببعض التوسعات، والمتواجدين
بالحضانة الآن ما هم إلا، العاملات التي تساعد
المدرسات، وأنا أيضا كنت أقوم بالتدريس معهم.


_يا ربي يجب أن تفهمي يا أختي، إنني محامي
ولست بيبي سيتر، أو مربيه كما أنني
ومنذ خمسة اعوام لم اخذ يوما واحد اجازه،
وقد طلبت هذه الإجازة لرعايتك ,وليس لرعاية أطفال يرتدون البامبرز.


-لم تضطر إلى الإعتناء بهم، ما عليك فعله هو
نشر خبر صغير في جريدة الوسيط،
أو على الاكونت الخاص بالحضانه، في أنك تطلب
مدرستان.


وسيكون عليك فقط الاهتمام بمراجعة الطلبات،
ومقابلتهم والأفضل منهم قم بتعيينهم.


وماذا أفعل حتى يتم تعيينهم؟ بالتأكيد فإن ذلك
سيأخذ بعض الأيام .


_أخي أفعل ما يمليه عليك ضميرك، لكن المشروع
تقدم ، وأنا في الأحتياج لكل قرش منه، ولذلك أتمنى منك أن تتذكر كيف أهتممت بك سابقا.


-أخي أرجوك لن تندم، فأنا أعلم أن الحضانة ستكون في يدك بأمان، حتى استرد بصحتي وترجع الامور
إلى نصابها.


كان يحاول أن يتكلم، حتى دخلت ممرضتين
وتم وضع أخته على سرير نقال، ليتم نقلها إلى
غرفة العمليات
إليه، وهي على ذلك السرير وقالت: لا تنسى أعلم أنك ستبلى بلاء حسنا.


لم يكن عز يحب الأطفال، على الرغم من أنه لم يحتك أبدا بأي أطفال صغيره،

إلا أنه تذكر أخر قام بزياره صديقه أحمد في منزله،
وقد ندم ندما شديدا، فقد كانت زوجه أحمد تزور
أمها، وتركت أبنهما الصغير الذي يبلغ من العمر
ستة أعوام مع أبيه.


كان ذاهب لمشاهدة مباراة كرة القدم،
التي أقيمت لنهائي كاس مصر بين الأهلي والزمالك،

إلا أنني لم أستطع أن أتابع المباراة جيدا نظرا لوجود ذلك المشاكس، ومع أنه يبلغ ستة أعوام
أي يعتبر ليس طفلا صغيرا، إلا إنني لقيت منه
الأهوال.


- في الساعة 6:00 صباحا، أوقفت سلمى منتصر صوت المنبه المزعج، هي لم تقضي ليلة مريحة بسبب أبنها الصغير، الذي ما زالت تسمع صوته ،في الغرفة
المجاورة لغرفتها،

وهو يتحدث مع كل من الدب والنمر والأسد،
وألعابه المفضله من الفرو.


كان قد قام من جانبها بالتأكيد ليذهب إلى غرفته
ليلعب فيها صباحا ،هي لا تعلم كيف لذلك
الصغير الذي يقضي ليلته مستيقظا أن لا يشعر.


ذهبت بسرعة إلى الحمام حصلت أسنانها،
وأخذت الدش سريعا، وخرجت للمطبخ صنعت
القهوة، لكي تستقبل هذا اليوم الجديد، بدون
أي صداع ثم نادت أبنها.


- مهند تعال هنا.
إلا أنه رد عليها وقال: تعالي أمي تعالي أمي!
وجهت إلى غرفه النوم وكان يقف على السرير
الصغير مرتديا تلك البيجامه الخاصة به،
ويمرر أصابعه في شعره.


كان الطفل نسخة مصغرة منها بعينيها البنيتين
وملامحها.
- مرحبا يا حبيبي هل نمت جيدا؟


ثم قامت بالإنحناء لتقوم بحضنه وتقبيله على خده،
وبعدها قامت بخلع بجامته، وألبسته ملابس
أخرى وحذاء رياضي صغير.


وخرجت لتطعمه طبق الكورن فليكس الخاص به.
كانت الساعة تقارب السابعة صباحا،


نظرت إلى أبنها الصغير ووجدته أجمل صوره في
حياتها فقامت بحملها، وأخذت حقيبة يدها وأغلقت باب الشقة ورقيها،

ونزلت سلم العمارة التي تقطن بها، وخرجت
لكي تركب سيارة والدها القديمة، التي أصبحت
سيارتها الأن، أجلست أبنها بالخلف وربطت حزام
الأمان على ذلك الكرسي الصغير، الذي أحضرته لها جارتها,


ثم ركبت هي في كرسي السائق،
ونظرت لأبنها في المرأة وتذكرت أباه،
ذلك الشخص الذي قام بتعذيبها سنة،
وبعدها قام بتطليقها فهو الذي أبقى جانبه
المظلم وطباعه الغريبه سرا، حتى تزوجته
بعد فوات الأوان.


هي تعمل محاسبة في البنك الأفريقي، لذلك فإن
راتبها يجعلها تعيش معيشة سهله وتجنبها
طلب النفقة الشهرية من والد مهند.

خصوصا بعدما علمت أنه ترك المحافظه،
وذهب للقاهرة للعمل بها، وتركها هي والصغير ولم يقم بالسؤال عنهم منذ مدة طويلة.


- قالت لنفسها إنها إمرأة مستقلة متعلمه،
ستقوم برعاية أبنها بمفردها.


وصلوا لتلك الحضانة التي قامت بدفع
مصاريفها وهي عبارة عن فيلا صغيره، تم ملء
حديقتها بالمراجيح وبعد ألعاب الأطفال.


- نظرت في المرآة لمهند، وقالت: لقد أوشكنا
على الوصول يا حبيبي،
دفعت كثير من الأموال للأشتراك في تلك الحضانة،
لأنها حضانه مرتبه وعلى مستوى عالي من الرعاية،
للأطفال كانت قد دفعت القسط الأول، وبقي
لها قسط اخر،


وكانت أميره صاحبه الحضانه، إمرأة متفهمه
كما أن الجميع حتى الاطفال يحبونها.


- أما عز الدين لم يكن سعيدا جدا عندما توجه
إلى الحضانه، لان عمله بالمحكمة يبدأ في
التاسعه فكل الدوائر القضائية،
تبتدي في ذات الوقت وليس السابعه
صباحا كالحضانه.


عند دخول الحضانة شعر بوجود أخته، فقد كانت
هناك عدة لوحات رسم عليها أشكال للحيوانات،
ودون شك هي من قامت برسمهم،


فإنها كانت تحب الرسم منذ صغرها، وقد كان يتخيل أنها ستقوم بدراسة الفنون الجميلة, لكن ولد
دهشته الكبيرة، فإنها قامت بدراسة رياض الأطفال.


لكن الأن أدرك أن أخته جمعت ما بين الفنون الجميله ورياض الأطفال بهذه الحضانة.


- صباح الخير، يجب أن تكون أنت عز الدين،
أنا سالي التي إتصلت بك أمس.


نظر فوق يدها فتاة صغيرة تحمل حقيبة صغيرة على ظهرها.


أنتي طالبه في كليه ما هنا يا سالي؟ ومد يده
ليصافحها دون أن يبتسم.


نعم أنا اتي في الصباح فقط، أما أدهم وإيمان،
يأتون في فترة بعد الظهر، وحلا ويوسف هنا
طوال اليوم أليس كذلك.


- لا أعلم؟ لم تقل لي أميرة شيئا بل قالت: أن خطة
العمل، فأجدها في مكتبها أين هو المكتب؟


شاورت له أن يتبعها ،فدخل إلى غرفة مليئه
بالكراسي الصغيره، فلم يعرف كيف يمشي لصغر
حجمها؟


كانت أخته قد اهتمت بالحضانة إهتمام كامل،
فقد أحضرت الكراسي والطاولات والخزائن جميعهم مناسبين للأطفال.


بعدما دخل مكتب أخته نظر إليه, فوجده
بالحجم الطبيعي، ثم نظر حوله وجد حمام ففتحه
ولقاه بالحجم الطبيعي فتنفس الصعداء.


وجد على مكتبها ملف به طريقة العمل، تحدد فيه ما يجب على الأطفال القيام به من دروس كل يوم،


أنه يوجد أرشيف فيه كل قواعد الحضانة، وهناك
خزانة أيضا بها كل معلومات عن كل طفل
أي أن لكل طفل ملف خاص به، به عناوين وأرقام
هواتف الآباء.


ثم أكملت كلامها وقالت: هل أعطتك أختك كشف
بالرواتب، إنني أخذ راتبي كل أسبوع،
لأنني أعمل هنا عدد ساعات قليله، نظرا لأني
أتي للمساعدة فقط لأنني طالبه في الكليه.


نعم لقد أعطتني كشف الرواتب،
تكن تعلم سالي أنه من وضع النظام الإداري
للحضانة عندما فتحت بصفته محامي.


وعندما غادروا المكتب لاحظ امرأة تمشي
مع طفل بين ذراعيها،

كان أسم الصبي الصغير كريم، كما قالت له سالي
وقالت: انه دائما أول من يصل
فبمجرد أن غادرت الأم، أبلغته الشابه الصغيره
سالي، أن حفاظ الطفل بحاجة إلى تغيير، وقالت:


هل تريد أن ترى كيف يتم ذلك؟
-أجابها عز الدين وهو يمرر يده من خلال شعره، لست هنا للتعامل مع هذا النوع من المشاكل.


و أعلم ولكن يجب أن تتعلم في حالة
وجود حالة طارئة ولا يوجد أحد غيرك هنا.


وعلى الرغم من أن الفكرة لم ترق لعز الدين، لكن كان عليه الموافقة على مضض كبير منه.
قامت سالي بخلع بنطال الصبي بمهارة كبيرة،
فقال لعز الدين:


- أخشى أنه ليس لدي أي خبره في تغيير الحفاضات.
أبتسمت سالي قائله:

معظم الرجال لا يعرفون كيف يفعلون ذلك،
عندما يتواجد خطيبي بالمنزل وأكون مضطره لتغيير حفاظ أبن أخي، فإن خطيبي يهرب من المنزل.


- أجابها بالتأكيد، فإننا كرجال تكون هذه الأمور
بعيدة عن تفكيرنا.


فأكملت وهي تقوم بتغيير الحفاظ لكن
الأمر كما ترى سهل للغايه، وأكملت فك
الأشرطه اللاصقه على الحفاظ هل ترى؟


كل ما عليك فعله هو فتح الاشرطه اللاصقه،
ونزع الحفاضات من تلقاء نفسها،
وقامت بقذف الحفاض في سلة المهملات.


وبينما هي تقوم بعملها، أبتسم كريم لعز الدين
الذي كان ينظر الى رأس الطفل الصلع،
ويذكره ذلك بقاضي معين.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي