الوسيم واللصة

أسماء عبد الهادي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-02-25ضع على الرف
  • 10.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

ظل ينظر حوله فى رعب ورهبة للمكان فلاول مرة يخرج للعالم الخارجى كيف له ان يواجهه وحده لوهلة أحس بالضعف الانهيار اخذ يتفحص المكان بعيون زائغه حائرة ظل على وضعه مضطرباً هائماً على وجهه لفترة إلى ان حاول تهدئة نفسه 
محدثاً نفسه _تشجع يا وسيم ،أما كنت تتمنى ان تخرج ولو قليلا للخارج ،فها أنت ذا خارجاً تصرف بشجاعه وعِش اللحظه فهذا ما كنت تتمناه ،تَعَرف ْعلى العالمِ من حولك ،تَعَرف على الناسِ تعامل معهم ،استمتع بالطبيعه التى حُرِمت منها ،لتلمع عيناه وينسى كونه وحيدًا فى مكان لا يعرف اين هو واول مرة يذهبُ اليه ...
ليستمتع ب المكان حوله فى اشتياقٍ عجيب ،لمح شجرةً فذهب اليها واخذ يتحسسها وهو فرح فهو محب للاشجار والازهار كثيرا ويشعر بشعور غريب لا يمكن وصفه شعور جعله فى قمة سعادته شعر انه قد اُطلِق لينال حريته للتو فهو كان طوال عمره حبيسَ شقه صغيرة بين اربع جدران  ،لم يكن المكان الذى هو به كما كان يتخيله فى مخيلته ،فهو عندما كان يقرأ عن الاشجار والازهار فى مكتبته الشىء الوحيد الذى تعامل معه ،فرسم صورة لها فى مخيلته ولكن ارض الواقع مختلف ،فالمكان ليس بالمساحات الواسعه الخضراء المليئة بالاشجار والازهار المتخلفه الاشكال والالوان وانما كانت شجرة واحدة مزروعه على جانب الطريق
،بعد فترة
،قرر وسيم ان يسير قليلا فى الطرقات يتعرف على المكان وبينما هو يسير فى الطريق دخل شارع جانبى غير الذى كان يسير به بعدما  سمع صوت اطفال يهتفون فوجد قدمه تسحبه لهناك فوجد مجموعه من الاطفال بملابس يبدو عليها الاتساخ من لعبهم بالخارج يلعبون معا بالكرة ،يشوطونها معاً ويصرخون ويصيحون بمرح _شوط هيا،،،،لا الجانب الاخر،،،مررالكرة لكريم ،،،،جون هاااااى وعلا هتاف الاطفال عالياً

كان وسيم يراقبهم  بسعادة حقيقيه ،فقد كان يتمنى فى صغره ان يكون معه اطفال اخرون يشاركهم اللعب والمرح ولكن لا أحد فهو تربى وحيدا لم يرى او يتعامل مع أحد سوى عمه والكتب فقط ،فاق من تفكيره على نداء الاطفال له بأن يعيد لهم الكرة التى استقرت تحت قدمه فنظر اليهم ببلاهه وعدم فهم ورفع يده باستفسار_ماذا!!!!
،فقال احمد الاطفال_ارجع لنا الكرة ،شوطها هيا
فابتسم وسيم انه سيجرب شيئا كان يتمنى ان يجربه فالصغر ،رفع قدمه وركل الكرة
فجد الاطفال يضحكون عليه فلقد كانت ركلة وسيم ضعيفه جداً وذلك لانه لم يجربها من قبل فقد كان يجهل الامر تماماً
فأغتاظ منهم وقال_دعنى اجرب ثانية هيا اعطنى الكرة

شاط اليه الطفل الكرة وهو يقول_ادفعها بكل قوتك ،هيا

وضعها وسيم امام قدمه وهذه المرة شاطها بقوة كبيرة الامر الذى جعل الكرة تطير بعيداً مختفيه عن الانظار ،مما جعل الاطفال غاضبون متزمرون
_ماهذا انت لا تعرف شيئا عن لعب الكرة ،فلقد تسببت فى اضاعه كرتنا
وضع وسيم يده على رأسه _أنا آسف ،فأنا حقاً لم ألعب بالكرة من قبل ،ولكن يمكننى البحث عنها حتى اجدها لكم
طفل أخر باستياء_لن تستطيع استعادتها،فإذا وجدها احد فلن يرضى اعادتها لنا مرة أخرى

طفل أخر_حسناً ،سأذهب لاستأذن أمى واحضر كرتى ولكن لنكن حذرين هذه المرة واشار الى وسيم_وانت لن نسمح لك بالعب مرة اخرى
ابتسم له وسيم_حسنا ً،أسف

أخذ وسيم يتجول فى الشوارع يتأمل كل ما تقع عليه عيناه ،ينظر الى المشهد هذا وذاك. مشاهد كان يراها لاول مرة ويفعلها بالناس باعتياديه تامه وكأنه جاء من كوكب أخر غير هنا ،لا يفهم ماذا يفعلون ولم يفعلون ذلك ، وجد رجل يركب عربة يجرها حمار كبير وعريض وفوق العربه الكثير من الاشياء التالفه والتى لا تصلح لشىء،وجد رجل أخر يجلس جوار محل الجزاره الخاص به وشاب أخر يقف ويحمل بيده دلو به ماء ويرشه حول المكان ،لم يكن يفهم ما هويه سائق العربه ،ولم هذا الشاب يرش المكان بالماء والرجل الذى يجلس على الكرسى يرشده ان ينضح الماء بيده حول المكان ،اكمل سيره حتى وجد ذلك المشهد الذى اثار غضبه ،
ففى ورشة إصلاح السيارات كان هناك رجلا كبير ملابسه كلها ملخطة بالسواد يمسك عصاه ويضرب بها طفل صغير ملابسه ليس بأفضل من الرجل الاكبر ،كان الرجل يضرب الطفل والطفل يقول _سامحنى يامعلمى لن افعلها ثانيه ،ارجوك ،
ولكن الرجل لم يستمع اليه واستمر فى ضربه الامر الذى جعل وسيم يتدخل_أنت ايها الرجل دعه وشأنه ،لم تضربه هكذا
الرجل بحنق_وما شأنك أنت ،لا تتدخل فيما لا يخصك
وسيم بضيق  _كيف لا اتدخل ،وانت تضرب طفل صغير لا حول له ولا قوة
الرجل_انا افعل هذا كى يتعلم ،والا ماذا يفعل عندى هنا ،اتتركه يُخطىء دون ان اردعه كى يكرر خطئه مرة اخرى
وسيم_حسنا ولكن ليس بهذه القسوة ،اليس لديك ابناء فى سنه؟،اترضاها لهم ؟
الرجل بسخط_ابنائى لا يعملون فى الورش وهم فى سن الدراسه ايها الاحمق فلتغرب عن وجههى ولا تتدخل مرة اخرى ،قالها وهو يدفش وسيم بعيدا
،بينما قال للولد الصغير وهو يركله بقدمه_وانت قم هيا وان كررت هذا الخطأ ثانيه فسوف اعاقبك بشده اتفهم
الولد بخوف وهو يتجه نحو السيارة وينام تحتها كى يصلحها _حاضر معلمى

نظر وسيم للرجل بضيق شديد واشفق على الولد الصغير وهو يسأل نفسه _ما الذى يدفع اهل هذا الولد الصغير على تركه يعمل فى هذه السن الصغيرة ويتحمل هذه الاهانه والضرب بهذا الشكل القاسى
،لم يكن وسيم يفهم كل ما يدور حوله وذلك لقله خبرته او انعدامها من الاساس فهو يكتشف  العالم  من حوله لاول مرة ،العالم الذى لم يعرف عنه سوى فى الكتب فقط وايضا لم يعلم سوى القليل عنه من الكتب _فقد كان عمه يقدم له الكتب العلميه والحقائق التاريخيه ويعلمه اللغات فقط، اما الكتب التى تتحدث عن ثقافات الشعوب والمعاملات والكتب الاجتماعيه لم يتسنى له قراءتها من قبل
اكمل سيره وتؤملاته فى الطريق والمكان من حوله ،ولكن شعر ان الجوع داهمه فهو لم يأكل شيئاً منذ أن تركه عمه فى الصباح الباكر وحده ،وضع يده على بطه التى تكركر من الجوع واخذ يفكر ماذا يصنع للحصول على طعام ،أكمل سيره على مر بجواره رجل فأستغل وسيم هذه الفرصه لسؤاله كيف يحصل على طعام هنا فأوقفه قائلا بحرج_يا عم من فضلك
توقف الرجل عن السير ونظر لوسيم ،وسيم_هل لى بسؤال من فضلك
_ماهو
_كيف لى ان احصل على طعام هنا فأنا جائع حقاً
_اتقصد انك  تريد مطعما ،حسنا ،ثم اشار بيده على الجانب الايسر وهو يقول_هناك واحدا يقدم طعاما شهيا وبسعر معقول فلتذهب الى هناك
وسيم باستفهام_بسعر معقول!اتقصد نقود !!
الرجل باستغراب_أجل فكيف ستطلب طعاماً وانت ليس لديك نقوداً
وسم وقد فهم_اتقصد انى احتاج نقودا كى احصل على طعام
الرجل_امرك عجيب ،اجل ،لا نقود لا طعام ،وتركه الرجل ورحل
حك وسيم شعره وهو يفكر _مم ماذا الان ،انا ليس لدى اى نقود فكيف سأجلب طعاما ،وليس لدى ادنى فكرة عن كيفيه جلب النقود هنا ،حسنا سأسال ماراً أخر كيف أجلب نقوداً ،واكمل سيره فوجد سكة حديديه فقال بفرحه_انه خط سكة حديديه ،يالا سعادتى فأخيرا سأرى قطارا حقيقيا أمامى عينىّ فأنا كثيراً ما أسمعه من شقتى الى كنت بها ولكن لم يتسنى لى رؤيته على الطبيعيه
انتظره طويلا حتى مَلّ من الانتظار واصوات بطنه تكركر بصوت عالٍ ولا أثر لقدوم اى قطار ،قرر ان يذهب للبحث عن وسيلة لجلب نقود او طلب الطعام من البائع عله يوافق اعطاءه دون نقود
_أجل سأطلب منه طعاما واخبره انى ليس لدى نقود وسيشفق علىّ ويعطينى.

مشى حتى وجد محل به بعض المخبوزات كانت الرائحه شهيه حقاً ولم يستطع مقاومتها أمام اصوات معدته الى تطالبه بنصيبها اليومى من الطعام ،اقترب من الرجل _ياعم _هل لك ان تعطينى بعضا من هذا الخبز
الرجل وهو يضع بعضاً من الخبز بالكيس البلاستيكى الشفاف _حسنا تفضل ،ثمنه ٣جنيهات
وسيم_ولكنى ليس لدى اى نقود ، هل لك ان تعطينى دون مقابل حالما اعرف كيف سأحصل على نقود !!

فأعاد الرجل يده مرة اخرى وقام بافراغ محتويات الكيس البلاستيكى من الخبر وهو يقول بضيق_ بمَ انك  ليس معك نقود ،فلما تطلب منى بعض الخبز ،ها فلترحل من هنا هيا
وسيم وهو ينظر للرجل بتعجب_ولكنى جائع جدا ،فماذا افعل
الرجل بدون شفقه_هذه ليست مشكلتى سأِمتُ المتسولون امثالك ،اذهب من هنا

تنهد وسيم بضيق وهو لا يدرى ماذا يفعل _يبدو ان الامر لن يكون سهلا وان الحياه ليست كما كنت اتوقعها ،فلم اكن اتخيل ان يرفض هذا الرجل طلبى لو كنت مكانه لاعطيت السائل من فورى فما يجب ان اترك احدا جائعا دون طعام ،وقف مكانه قليلا وقرر سؤال الرجل كيف يحصل على نقود كى يتسنى له الحصول ع الطعام _حسنا ياعم،كيف لى ان احصل على نقودا كى اشترى منك الخبز
البائع بضجر_أما زلت هنا فلترحل من هنا هيا
ليبتعد وسيم وهو يزفر بضيق من هذا البائع النزق ،وبينما هو يسير حتى وجد عربة خشبيه امامه مليئه بالتفاح الطازح،كم كان وسيم محباً للتفاح وخاصة التفاح الاخضر ،جرى ريق وسيم كثيرا وتمنى لو استطاع الاقتراب وتناول واحده ،ولكنه خاف ان يطلب من البائع فيطرده مثل بائع الخبز ولكن وقعت عينيه على واحده على الارض بعيدة قليلا عن عربة التفاح والسيارت تمر بجوارها وسوف تدهشها فى اى لحظه ،لذا قرر ان يحضرها ويأكلها فهو اولى بها بدلا من الدهس تحت اطارات السيارة العابرة ،اقترب منها وانخفض ليلتقطها قام بمسحها فى ملابسه واستعد ان
يقضمها بأسنانه ليسمع ذلك الصوت الحاد الذى يأتى من خلفه ويصيح به_عندك ايها اللص السارق ،أعد الىّ تفاحتى الان
وسيم _أنا لست لصاً اليها العم
الرجل بغضب _اذا فسر لى ماذا تفعل تفاحتى هذه معك
وسيم _لقد وجدتها ملقاه على الارض باهمال وكادت ان تدعسها السيارات فقررت اخذها
الرجل_حسناً ارجعها لى ،الا ترى انى صاحب هذه العربه المليئه بالتفاح
علم وسيم ان ما باليد حيلة وان هذه التفاحه الشهيه ليست من نصيبه فمد يده الممسكه بالتفاحه تجاه الرجل وهو يقول بأسف على التفاحه فلقد كان يود تناولها فهو جائع للغايه _تفضل
مد الرجل يده ليلتقطها منه ،ليسمع
ذلك الصوت الانثوى الرقيق والحاد فى نفس الوقت _اتركها له
نظر الرجل لذلك الوجه الذى يعرفه جيدا وهو متجهم الوجه وهو يقول_ماذا تريدين انتى ايضا
نظر وسيم لتلك الفتاة التى ظهرت من العدم وترتدى  ملابس كالمحاربين وجاكيت فوق ملابسها تلك وفوق حجابها الذى هو من نفس لون ملابسها الزيتونيه ترتدى غطاء الرأس الخاص بالجاكيت الجبلى اللون وتلف حول خصرها حزام ربما يتضع به نقودها وتنظر للرجل بقوة وصلابه وبوجه خال من التعابير قالت له _قلت اترك التفاحه لهذا الشاب فهى ليست لك هو وجدها ملقاه على الطريق  ربما وقعت من مشترى ما
ليقول الرجل بحنق فهو لا يريد ان يعطى التفاحه لوسيم وانما يود اخذها له _اهذه خُدعه من خُدعِك مَرة اخرى!! ،نظرت له بامتعاض فأكمل الرجل_الان عَرفت... هو فتى من الفِتيان الذين يعملون معك ،كل هذه مسرحية لسَرقه تفاحاتى ايتها اللصه
غضبت من كلامه وظهر على محياها الضيق_انتبه لكلامك ايها الثمين وإلا عرفتك مع من تتحدث
ليضحك الرجل بسخريه_انا اعرفكم جيدا  مجموعه من الحمقى  المشردون الذين ينتشرون فى البلدة يسرقون الناس ويأخذون اشياءهم بدون وجه حق
لتزفر بضيق وتتنهد بنفاذ صبر وتضع يدها على حافظة نقودها وتخرج له مالا وتضعه فى يد الرجل بقوة وهى تقول_هذه النقود ثمن كيلو من التفاح ،اعطه تفاحته واعطنى البقيه لارحل من هنا
،اخرج الرجل كيسا ورقياً وعبأ فيه كليو من التفاح ومن ثم اخرج لوسيم تفاحه وهو يقول_خذ هذه،
ومن ثم ناول بقيه الكيس الورقى لها لتأخذه منه وهى ترمقه بضيق وترحل من امامهم فى هدوء .
كان وسيم يتابع المشهد بصمت تام وعندما ناوله الرجل التفاحة ،ظل يبدل نظراته بين التفاحه والفتاة التى ترحل مبتعدة عنه ،حتى قرر اللحاق بها وشكرها على التفاحه ،كان تمشى بسرعه كبيرة كان يجرى كى يلحقها وهو ينادى_أنت ،يااا...اا..انتظرى ..هاااى
لتقف هى وترمقه بحده _ماذا تريد فلقد حصلت على تفاحتك ،لم تلحق بى
ليجيبها وسيم بتلعثم_أ..أنا ..وودت ان اشكرك على التفاحه فقط ..ش..شكرا لك
لتجيبه بهدوء عكس طبيعتها_هى لك من البدايه ولكن هذا الرجل جشع ولم يكن ليسمح لك بأخذها ،كنت لافوت الامر فهى تفاحه واحده وحسب ولكن علمت انك جائع وربما تفاحه تستطيع ان تسد جوعك ،فهنيئا لك بها وتركته ورحلت مرة اخرى.....

ليقول وسيم وهو ينظر للتفاحه_انتِ على حق فأنا جدا جائع واخذ يقضم التفاحه حتى إلتهما كلها فى ثوانى ،وهو يقول فى نفسه_طالما حلمت بالحريه وان اخرج للعالم ولكنى لم أدر أن هذا العالم صعب الى هذه الدرجه ،لابد لى ان اتجلد اكثر ،
والان حل الليل تُرى اين سأبيت ليلتى ، جلس على حافة السورالمطل على البحر ونظر للسماء وسرح وهو يتأمل النجوم وينظر لذلك النجم المتلألأ فى الفضاء وهو يقول _سبحان الخالق اذ ابدع ،ماأجمله من منظر ،ظل على وضعه ساعات وساعات حتى جَنّ الليل ولم يَعُد أحد يسير فى الشارع سوى بعض السيارات  القليله المارة ،فكر وسيم اين سينام حقاً فهو اصبح مرهق للغايه ولا يدرى ماذا يفعل،اصبح يسير بغير هدى وهو يحاول ان يستدل على الطريق بنور المصابيح المرابطه بطول الطريق،
تنهد بيأس وضيق وهو يسير وحده فنظر لشارع جانبى فوجد ولدا صغيرا يفترش ورقة من الكرتون وينام عليها  استغرب وسيم ففلته لكن سرعان ما قرر ان يفعل مثله فليس هنالك حل أخر ،بحث عن ورقه كرتونيه حتى وجد واحدة بجوار سلة القمامه فأخذها وافترش جوار الولد واسند ظهره على الحائط وحاول ان يغمض عينيه لينام ،
لم يستطع وسيم ان يغط فى النوم كما الولد الصغير الذى على ما يبدو انه اعتاد هذه النومة ،أما وسيم فطوال عمره ينام على فراشه الناعم لذا كان الوضع صعب جدا بالنسبه له،اخذ يتقلب فى جلسته أكثر من مرة ومن ثم قرر ان يفترش كالولد ويفرد ظهره وينام ،اغمض عينيه وراح فى سبات عميق بعد عدة ساعات من محاولات نوم فاشلة فهو لم ينم الا عندما بلغ منه التعب مبلغه ولم تعد عيناه قادرتان على البقاء مستيقظه اكثر
،استيقظ فى الصباح على ضوء الشمس الساطع وحركة الناس من حوله فهب واقفاً حرجاً من رؤية الناس له بهذا الوضع ولكن على ما يبدو ان كل منشغل بحاله او انهم قد تعودوا على هذا المنظر، ان يروا احدهم نائما على الارض بلا مأوى ،نظر الى جواره ليرى الولد الصغير فوجد لا اثر للولد ولا لقطعه الورق الكرتونيه التى كان ينام عليها
قام وسيم من نومته واخذ يفرك ظهره بألم فالوضع مؤلم جداً ولكن عليه اعتياد الامر حتى تتحسن احواله ،اخذ الورقه وطواها بحرص ودسها بجوار سلة القمامه حتى يرجع اليها اذا ما احتاجها مرة اخرى ،فرط فى عينيه ليزيل اثار النوم منها وهو يقول _ماذا الان،إانى جائع مرة اخرى ،تابع سيره بغير هدى حتى وجد حوض ماء كبير وبه عدة حنفيات ،فاقترب من احداهم وفتحها وغسل يده ووجه ،ومن ثم اخذ بيده ماءاً ليقربه من فمه ليشرب حتى ارتوى ،قضى يومه فى إكمال رحلته الغامضه يكتشف كيف يعيش الناس من حوله وعلى الرغم من وضعه البائس وحالته التى اصبحت مزريه الا انه كان يجد الامر ممتعا بعض الشىء وعلى الاقل افضل من بقاءه فى الشقه طوال عمره ليموت ولا يعرف عنه احد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي