انتهاك جسد

نرمين عادل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-24ضع على الرف
  • 124K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول ( بقلمي نرمين عادل )

كان بدر عادل يركب سيارته الجب قبل شروق الشمس وقطع بها مسافه طويله لانه تم نقله حديثا من قسم الشرطة الذي يعمل به الى قسم شرطة فى قرية بعيدة تقع بين الجبال يتخللها نهر صغير ومحاطة بأشجار الصنوبر والمفرح فى الامر ان اعز صديقين له مقيمين بتلك القرية. وكنا قد مضى ساعتين ونصف في قيادته للسياره عندما رن هاتفه المحمول لم يكن يتوقع ان تاتي لي مكالمه هاتفيه في مثل هذا الوقت

-صباح الخير
قال صديقه وبدون الدخول في مقدمات بدر -انا احتاج منك معروفه كبيرا
بدا صوته غريبا كانه استيقظ الان من النوم
نظر بدر الى ساعته وشاهدها انها لم تتجاوز الثامنه صباحا بعد
- حسنا سأكون امامك بعد حوالي نصف ساعة من الان
- بدر انها ريهام في المستشفى

- انتظر ساقوم بايقاف السياره حتى استطيع ان انتبه جيدا لكلامك
الحرف بدر عن الطريق السريع وقال تكلم
- تعرضت ريهام للاعتداء الليله الماضيه

ثم تغيرت نبرة صوت عاصي صديقه واكمل
-ضرب واغتصاب يا بدر اتصدق
احس بدر ان النهار قد قلب ليلا فى لحظه فريهام الاخت الصغرى والمفضلة ادى صديقه والاكثر انه تعلق بها واراد ان يفاتحها فى امر خطبتهم
اكمل عاصي كلامه

- اتصل به والدي منظر قليل و انا وزوجتي نقوم بحزن امتعتنا وصل اركب السياره بعد قليل و نذهب الى المدينه واريد منك معروفا عن تطلعني على جميعا التحقيقات لانهم لا يعلمون الفاعل ولا يريدون ان يدخل ابي اليها في حجرتها والامرمقصور على رجال الشرطه فقط
-ما مدى سؤ حالتها صارحني ؟

- ابي ليس لديه الكثير من التفاصيل يقول انها شبه مخدره وموضوع في غرفه بمفردها عليها حراسه ويقولون ان لديها نزيف حاد عتيق اسم المستشفى وارقام هواتفها ورقم ابي واخواتي و سنكون نحن في الطريق
وبالفعل تلا عليه الارقام وقام بدر بتسجيلهم على هاتفه النقال
-صارحني القول هل كانت تعرفه وهل الشرطة هناك ابلغتكم بوجود مشتبه به ؟
-رد عليه وهو يحاول اخفاء صوت بكائه :لا اعرف اى شئ غير حالتها المزريه والنزيف الشديد ساتصل بابي وهو يخبرني بما تم هناك.


قال بدر تمام وانا من ناحيتي لن اقفل هاتفي ابدا وسأتصل بالمشفى واتكلم مع مسؤول الشرطه هناك لحين وصولى ومعرفة ما تم.
لم يستطع بدر الصمود لقد كانت الضربه شديده علي قلبه مظله جالسا يديه على عجله القياده ووضعه راسه عليها وظلم غدا عينه يبكي بدون دموع وقال بصوت مسموع يا ربي ليست ريهام ليست هى

تذكرها قبل ثلاثه اشهر في بيت صديقه يوم الاحتفال بميلاد الطفل الجديد وكيف انه اخذها في نزهه على النهر وتناولوا الغداء في مركب في مكان يرتاده العشاق لقد امسك بيدها لفتره طويله ولم تقم هي بسحبها بعيدا كانت هي المره الاولى
التي يدرك فيها معنى الحب هو في في السادسه والثلاثين من عمره يشعر انه رجل عجوز فلم يشعر بهذا الشعور منذ ان كان في العشرين تتذكرها وهي فتاه صغيره قبل بضع سنوات عندما كان يذهب لرؤيه شقيقها كان غافلا ان هذه الصغيره هي من ستقوم بايقاظ قلبه مره اخرى شاهدها بعد ذلك وهي متزوجه ولم يشعر باي شيء كان زوجها رجل لطيفا وكانت هي في اول سنواتها في ترسيخ قدمها في مجال عملها بالمحاماه كانت تتمتع بسمعه طيبه على ما بعد ذلك انا زوجها انفصل عنها لانها علمت بعلاقته بصديقتها المقربه لقد تحطمت كان عزالك مؤلمه جدا لها علمه من صديقه انها كنت مصممه على عدم الحب مره اخرى لم تكن تريد اي رجل في حياتها لقد اخذت نصيبها من الرجال بعدها بشهور شاهدها عندما ذهب المباركه طفل صديقه كان قد ادرك اهميتها في حياته ولذلك طلب منها الخروج في نزهه ولم تعترض

- اخوك ينظر الينا بغضب
- ضحكت وقالت اتسائل ما السبب
- نظر اليها وهوا يضحك وقل اعتقد انه لا يريدني بالقرب منك
- فقلبت راسها الى الوراء من كثر الضحك ونطقت انت رجل بالقرب من اخته هذا يكفي حتى ولو كنت صديقه
رافع راسه من على مقود السياره وادارها ثم انطلق في الطريق المعاكس حتى المستشفى التي ترقد فيها حبيبته

واكمل عقله في ذكريات مضت وكيف انه لو شاهدها في سنوات الماضيه كان يغويها ويحبها بطريقه كانت لاتحلم بها لكنه يشعر بان سنوات عمره مضت خصوصا عندما تم اصابته في العمل وملك ساعه في المستشفى فطرا هو يعتبر هذه الفتره و كانها حياه جديده اراد تكوين اسره مع من تستطيع ايقاظ قلبه وبالفعل وجدتها
والان لا يستطيع تحمل فكره تعرضها للاذى والانتهاك تيجي كان قلبه يتلموا وكان يقول بس تكون بخير نطق بها عده مرات وهو لا يشعر


وصل بدر الى المستشفى بعد ساعتين متواصلتين من القياده وجد امام المشفى سيارة شرطة فقام بالسلام عليهم وابرز لهم بطاقته وعلم منهم ان أمجد ابراهيم صديقه هو الظابط المخول بتلك القضية
اتصل على هاتف امجد وابلاغه انها اخت صديقه وانه يريد مقابلته اسفل لكي يعلم منه ملابسات الحادثه

جاء بعد قليل امجد الى مدخل المستشفى وما الذايده وقام بالسلام علي بدر وقال من الجيد انك اتيت كنت اعلم انها اخت صديقك عاصي

- كنتم في طريقي الى القريه التي اعمل بها و اتصل به وابلغني الخبر فجأت مسرعا
استدار امجد وتوجه الى المصعد : لسه متاكد مما يمكن فعله الان هي ستكون بخير جسديا كما ابلغنا الطبيب لكن ليس لدي اي فكره عن ما تمر به من اثار نفسيه بعد ذلك
قال بدر اخبرني بما عرفته الى الان هل عرفت مرتكب الجريمه انا اتذكر تلك القضيه التي قامت بالمرافعه فيها قريبا ضد ابن احد كبار رجال الاعمال هو مغتصب عدة فتيات يعملون فى احدى الملاهي على فترات متباعده لم تتكلم منهم الا واحده وقامت بالابلاغ عنه وللاسف خسرت ريهام القضيه لوجود صحيفه سوابق لتلك المرأة
اما هو فقد افرج عنه


- بالفعل لقد قلت ذلك عندما اتت للمشفى وهي متاكده منه ايضا
- هل اصيبت اصابات بليغه في جسدها
- هناك ضلعان مكسوران و شرخ بسيط في الجمجمه والاصابات المعتادة التي تحدث اثناء الاغتصاب انت تعرف تمزق نزيف وكدمات متفرقه بالجسد ونحن الان فى انتظار تقرير الطب الشرعى بعدما اخذ منها مسحة وتم تصوير الاصابات وهى كانت فى حالة شرود لشدة الصدمة كما قال الطبيب


- هل شاهدها طبيب من المستشفى
- رفضت وكانت تطلب زوجه اخيها تكون معها ونحن الان في انتظارها ايضا
-نعم ان ميرنا متخصصه فى امراض النساء وهى تمتلك عيادة بالقرية من الممكن ان يكونو هنا فى غضون ساعة على الاكثر.


ثم لاحظ بدر وجود شرطي يقف امام الغرفة فعرف انها غرفتها
وجاء اتصال لامجد فأبلغ بدر ان عائلتها بالاسفل


-سانزل للسلام عليهم واصعد بعدها على الفور
وبالفعل وصل لديهم وكانو اخوات ريهام الثلاثة الاكبر وازواجهم .
وبعدها ذهب لغرفه استراحة الممرضات للسؤال على الحالة التى اتت فيها واخبرته واحدة انها سمعت الطبيب يقول انه اعتداء فظيع ستتعافى منه جسديا لكن يجب ان تعالح نفسيا بعدها
وبعدها بساعة وصل اخيها وزوجته وعانق اخواته ووالده وحينما شاهد بدر
احتضنه وقال انت هنا


-غيرت اتجاهى واتيت بعد محادثتنا يجب ان اكون متواجد بالقرب منها
لم يستطيع كتمان الامر ونطق انه انه هنا بسببها هى
ونظر فورا الى الارض
واكمل -اعتقد انك تشعر انني احبها
ونظر الى ميرنا -قالت انها تريد رأيتك وحدك لقد اخذو منها ادلة الاغتصاب بعد محايلتها فاذهبى اليها لانهاء باقى الكشف وانتى معها لتشعر بالامان
-نطق عاصي : هل دخلت اليها
-لم استطع الدخول اليها ورأيتها محطمه من الممكن ان ادخل بعدما تتأهب هى لاستقبالى نفسيا



فأستأذن اخيها من الضابط ودخل الغرفة ووجدها نائمة الا انه يعلم انه المخدر الذى اعطاها اياه الطبيب هو سبب نومها الهادئ فأحضر كرسي متواجد بالغرفة ووضعه ملاصق لـ سريرها وجلس ينظر اليها ومضت الساعات جلس من العاشرة صباحا حتى الحادية عشر ليلا وهو لم يرتاح انما كان يتوعد الجانى بأنه سيذيقه اصناف العذاب دخلت زوجته عدة مرات تقنعه بالراحة الا انه رفض .


كان ينظر اليها وهو ممزق كانت الكدمات والتورم على وجهها رهيبين اخبره الطبيب ان وجهها كان مرعبا حين اتت بالاسعاف لكنه اخبره انها مع الوقت ستخنفى اثار الكدمات نهائيا وضع يده على شعرها وبدأ يربت عليه وعلى يدها وهو يبكى بصوت خافت كان يشعر بها وكأنها تصارع احدا فى نومها ولولا المخدر لكانت تصرخ . لولا ضلوعها التى كسرت لكان احتضنها لكى تحس بالامان كيف يترك اخته بل ابنته لهذا العذاب ولايستطيع ان يفعل شئ غير الانتظار .
غفل وهو يجلس الا انه احس بيد تربت على كتفه ونظر فوجد بدر ناظرا اليه
-اذهب الى منزل اختك سهيلة لكى ترتاح هو الاقرب للمستشفى وغدا صباحا احضرهم للاطمئنان عليها
والغريب ان عاصي لم يرفض بل نظر لصديقه مطولا ووضع يديه على كتفه وغادر المكان
بعدها اخذ بدر مكانه على نفس الكرسى وظل ينظر اليها لم يخف او يشمز منها لقد رأى فى عمله ما هو ابشع من ذلك
طوال الليل كانت هناك ممرضات يفحصنها كل نصف ساعة ويقيسون ضغطها ويحضرن له القهوة حتى اذا اراد دخول دورة المياه استأذن واحدة منهمن لكى تجلس معها ولا تترك بمفردها
كما لاحظ بعض الاضطرابات التى تحدث لها وهى نائمة .
وفى الصباح الباكر قامت ريهام بفتح عينيها جزئيا فى اتجاه بدر فاسرع يقول
ريمو انه انا
فوضعت يديها على وجهها وصرخت : لا اريدك ان تشاهدنى وانا فى مثل هذه الحالة اخرج من الغرفة
فأمسك بمعصم يدها فأكملت : لاأريد شفقتك لا اريدك ان تتكلم معى ارحل
-لقد شاهدتك بالفعل لقد مكثت بجانبك طوال الليل
-لماذا انت هنا وكيف سمح لك اخوتى بالتواجد واين هم
-اتواجد هنا من اجلك سوف تكونين بخير
- بدر لقد حاولت ايقافه مدى الحياه وصمدت امامه وامام انصار والده بالمحكمه لكنهم اطلقو صراحه ولم يصدقو المجنى عليها وها هو انتقم منى شر انتقام
- انتهى الامر الان
-هل تم القبض عليه
- لم يجدوه بعد
-اتدري لما لم يقتلنى وتركنى ورائه
كانت تتكلم والدموع تتساقط من عينيها المتورمه حتى انها لم تستطع الرؤيا
فقام بدر بمسح دموعها
-لقد كان يدبر لذلك فلم يرتدى الواقى حتى لايجدو اثره علم انه لو تم القبض عليه سيخرج ثانيه الا اننى سأنتقم لنفسي
لم يجعلها بدر تكمل كلامها
-لا تفكرى الان فى الامر اتركى الانتقام لى الان ارتاحى
ووضع يده على زر نداء الممرضه وجاءت تجرى
فقال : انها فى حاجه لمنوم او مهدأ
نظرت ريهام وهو يمسك بيدها : وما الفائدة من المنوم سأستيقظ مرة اخرى واتذكر ما فعله بى سأتذكر نظرته لى وهو يقوم بذلك سأتذكر تكتيفه ليدي الاثنتين فوق رأسي
كانت تتكلم بسرعه وبدر يرتعش من الانفعال وكانت الممرضه قد حقنت المهدئ بالمحلول المتصل بوريدها
-استريحى ولاتخافى كلنا هنا معكى ( قالها وهو يقبل جبهتها )
-بدر امسك يدى وانا نائمة اريد ان اعرف انك ستكون هنا بجانبي . اين عاصي واخوتى هل طلبو منك ان تأتى
_عندما علمت اتيت مسرعا
بدأت تغلق عينيها ببطئ حتى نامت
فانهار بدر على المقعد ودفن وجهه بين يديه وبكى طويلا .
وفي الصباح الباكر وفي تمام الساعه السادسه وصل عاصي الى المستشفى كانت الدوائر المظلمه تجتاح عينيه عندما علم بدر عن قدومه من الممرضه خرج من الغرفه وذهب اليه في الاستراحه اوضح اليه ان الليله قد مرت بسلام وبينما هم واقفون دخل الطبيب الى غرفه ريهام حتى يتابع حالتها فدخل بدر الى دوره المياه الخاصه بالرجال لترتيب ملابسه بعد ليله طويله جلسها على المقعد في نظره الى المراه وجد ان عينيه اسواق بكثير من عيني عاصي فقد اجتاحتها الحلقات المظلمه
وبعد ما خرج يذهب الى غرفه ريهام وجدان عاصي يتحدث الي رجل بانفعال فخط بخطوات سريعه وجدان الضابط الموجود يقوم بالابعاد بينهم وجدان عاصي لدى كل الحق في الانفعال على هذا الرجل لقد كان زوجها السابق لقد اراد هو ايضا الفتك به لقد تم تطليقها و لم تكمل عامها الثاني في الزواج اذا انه اقام علاقه مع صديقتها وعندما حملت منه قام بتطليق ريهام يتزوج منها
وقف هو ايضا يفصل بينهما لانهما قد بدا بالتشابك بالايدي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي