الحلقه٤٠

الحلقه الاربعون

( المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
في الوقت الذي كانت فيه إيريني تستعيد روحها المسلوبة من الحزن و الخوف و انتظار الاسوء حتي استطاعت ان تتنفس أن تخرج من ذلك الحبس من الأفكار و المشاعر التي تحاصر نفسها فيه ها هي بعد عدة جلسات كانت تعي أن ذلك ليس عقاب و انها لم ترتكب ذنب ربما يكون اختبار يقوى إيمانها و كانه سبب لتلجأ إلي الكنيسة أكثر بتدرس الكتاب المقدس بأستفاضة و تمعن حتي تجد فيه الملاذ

كانت ميرنا تشعر بشئ مختلف

كانت اول مرة تشعر فيها انها اكبر من سنها تفتقد الشغف في الحياه و الدراسة حتي انها كانت تلجأ إلي كتابة مذكراتها

بدأت الكلام فيها بقول انها اول مرة اشعر بالالم يسكن قلبي يملئ روحي اول مرة اعرف ماذا يعني الموت انه فراق للروح و انتقال الجسد و ما بين حروفه يسكن الوجع

مرت الايام و كانت الدراسة شئ ثقيل عليها و علي قلبها و لكنها تعرف انها في مفترق الطرق

اما سامي كانت الخسارة التي تعرض لها جعلته حريص علي المال بطريقة كلفته حتي انه كان شحيح في الانفاق علي بيت و كان كلما امسك في الانفاق امسك الرب رزقه كأنه يعاقب علي بخله

و ما زاد الطين وحلا احتياج بولس إلي عمل و طلبت ماري من سامي أن يدعم أخوه و يجعله شريك له في الورشة من اجل ابنه الصغير جورج فهو الابن الوحيد في العائلة الذي سيحمل اسم ابوهم و في النهاية البنات سوف تتزوج

و لم يعترض سامي لكلام امه يعد امر و رغم أن أيريني كانت تعرف ان خالتها قد تقترح علي سامي ذلك الا انها لم يكن عندها القدرة أو الطاقة لترد أو ترفض

و ها هي الايام مرت مرور الكرام و روز وضعت طفلا آخر غير فلوبتير و أسمته جيمس و كانت حياتها مستقرة هي و جرجس

اما كاثرين فأبنائها الآن في الجامعة و لكنها لازالت شابة تهتم بنفسها و بيوسف و حياتهم مريحه و أكثر مارثا و متري و اولادهم حياة مغلقة علي ما فيها مارثا لا تفضل أن تحدث مشاكل حتي انها تستمع إلي كلام زوجها في اغلب الأوقات دون نقاش و الان ابنها الكبير في كلية حقوق و الاخر ثانوية عامه و ابنتها في الإعدادي

اما ايريني بعد عدة أشهر كانت خادمة في الكنيسة تساعد المرضي و كبار السن و تخدم في بيت الرب باخلاص اما سامي كان مشغول عنهم

في الوقت الذي انتهت فيه السنة المدرسية
وقتها كانت درجات ميرنا متوسطة و ليس كالعادة و لكن من يلومها امها مغيبة هي حزينه و قاعة قالت ماري

ماري : و في ايه يعني البنت مش ليها غير الجواز و بيتها و أولادها يعني هي هتعمل ايه بالثانويه العامه

نظرت إليها أيريني و لم ترد ولكن نظرت عينها أبلغ من الكلام

اما ميرنا فلم يعد يفرق معها شئ فماذا يعني ثانويه عام من ثانوي صناعي
لم تنتظر أن تخوض أمها معركة خاسرة مرة اخري و من اجل ماذا هي لا تريد ثانوي عام لا تريد أن تدخل مدرسة خاص و كما قالت إمها فهي تري لن جدتها لن توافق و ابوها من بعد رحيل سيمون تحول إلي شخص آخر تحول إلي الاسوء و كأنه لم يعد عنده رغبه في القرب من أحد و كأنه يخشي أن يهتم باحداهن قد ترحل هي الأخري فمن أحبها بقوة و دللها و انفق عليها دون ملل رحلت

و هو لن يقوي علي رحيل احد آخر

لذا رفض الإقتناع بطلب إيريني و انصاعت ميرنا لهم و دخلت دبلوم صنايع قسم ملابس جاهزة كما اصر والدها بأن تدخل قسم له عمل فهي لن تجلس في البيت بعد كل تلك السنين من التعليم

نظرت إليه إيريني و هي تسأل لما لم تكن تري الصورة كاملة من قبل و لكن ماذا في يدها لتفعله الآن هي تفقد الاحساس بالأمان معه تفقد المشاعر التي كانت تكنه له و هو السبب الأول والأخير لانهيار علاقتهم حتي انها كانت تنصاع له فقط من أجل أن لا يعلو صوتهم

٠٠٠

و مرت الايام و لكن ايريني كانت تري أنه يجب أن تذهب مع بناتها إلي الكنيسة أكثر تتركهم في الخدمة و في و ها هي الايام تمر و لكن لا جديد سوي أن بناتها كبرن فى السن و صغيرتها مر علي رحيلها سنتين

ها هي ميرنا في الصف الثالث الثانوي الصناعي

و ها هو سامي علي حاله بل زاد بخلا و ما ان نجحت ميرنا و كان مجموعها يدخلها جامعه رفض رفض تام أن يدفع شئ لتكمل ابنته تعليمها

يتبع ٠ ٠

(المطرودة من الجنة)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي