الحلقة ٤٥

الحلقه الخامسه والاربعون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي


اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اما جرجس كان يفكر في طريقة ليفتح فيها ايريني أو ميرنا رغم انه يعرف أن الموضوع قد يلاقي الرفض من الجميع و اولهم ايريني المعروف عنها أنها تحب بنتها أكثر من نفسها هل تقبل أن تزوج بنتها التي تعد في الواحد و العشرين من عمرها من عزمي الذي اكمل الخمسة و الثلاثون من عدة أشهر و المعروف عنه انه لا يثق في أحد بسهولة ربما لكثرة علاقاته و خاصة انه عاش في بلاد الغربة و العالم هناك مختلف القيود التي نضعها هنا كانت هناك تدعي تخلف أو رجعية لقد عاش في تركيا حيث كانت الحياة منفتحة و هو لم يوفر جهد ليعيش و يندمج مع ذلك المجتمع الصاحب المتحرك بسرعة و خلصة في التعرف و اقامة علاقات قد تنتهي علي اتفه سبب و تقام غيرها و رغم أن جرجس يعرف عنه كل ذلك و يعرف انه يحاول أن يستقر و أن امه طالبته اكتر من مرة بالزواج و لكن إلي الآن لم يبدي إعجابه بأحد و لكن تلك النظرة في عينه لميرنا كانت تقول أن الطير المهاجر عاد إلي عشه

و انه الان يريد أن يجد الملاذ و التوبه و أن يغتسل من كل شئ ليبني من جديد حياة مبنية علي العفه

كان جرجس يتصل بايريني لتاتي إلي بيت العائلة
.شعرت ايريني بالخوف علي والدها و اخذت تسأل بلهفة و لكنه طمئنها

ايرينى : يعني أيه اطمني بابا كويس

جرجس : في ايه بس يا رورو هو انت مش تيجي بيت بابا الا لو كان تعبان و بعدين انتي مش ملاحظة اني بقولك و ميرنا معاكي

ايريني : اه تصدق ما اخدت بالي بس خير

جرجس : خير بس كنت عاوز اتكلم مع ميرنا في موضوع ايه يا ايريني ممنوع

ايريني ابتسمت و ظهرت ابتسامتها في نبرة صوتها و قالت

ايريني : لا ابدا بس كنت قلقانة ليكون بابا تعبان ولا ماما

جرجس : اطمني اكيد

ايريني: طيب النهاردة هكون عندكم علي الساعة خمسة كده تكون رجعت من المكتب

جرجس: في انتظارك

مر الوقت و ها هي تدخل مع بنتها الي الشقة في الدرو الأرضي حيث توجد كاثرين و روز و امها

ايريني : مساء الخير

ردو عليها بابتسامة ولكن روز رحبت بهم و هي تقول

روز : اية ده ليكم فترة مش جيتوا

إيريني: معلش كنت مشغولة مع ماريا انتي عارفة الامتحانات قربت و دي ثانوية عام

روز : الرب معاها و تنجح بمجموع حلو

ايريني : يسمع منك الرب أمال جرجس فين

روز : فوق في الشقة بيقفل حسابات لما لاقاكي أتاخرتي

ايريني اقتربت لتقبل امها و تجلس بجوارها و هي تقول

أيريني : وحشاني يا مقدسة

اية ما بتسأليش يعني

رومي : معلش يا ايريني مش عارفة كنت مشغولة في ايه

أيريني : يمكن مع مارثا هي بدأت تجهز ولا لسه

رومي : اه بس حاجات حاجات يعني بتتفرج علي اكتر من حاجة

روز : ميرنا انتي ساكته ليه

ميرنا : معلش يا ابلة انا بس مصدعة و كنت عاوزة انام بس ماما أصرت اني اجي

روز : لا انا كده ازعل ايه يا قمر حد مزعلك مننا

ميرنا : ابدا انا بس برجع من الشغل مرهقة

في هذا الوقت كان جرجس يدخل من باب الشقة و هو يقول

جرجس : ايه ده ازيك يا رورو ازيك يا ميرنا جيتوا امتي انا منتظرك من بدري

ايريني : لسه حالا

جرجس : نورتي يا قلب اخوكي المهم روز اعملي ليا شاي علي ما اتكلم مع ميرنا شوية

نظرت اليه ميرنا باستفسار و لكنها نهضت لتسير معه الي مكتب الجد و هي تنظر الي امها التي حركت شفتيها بنفي

كأنها تقول انها لا تعرف فيما يريدها

اما هي ما أن دخلت حتي قال خالها

جرجس : اقعدي يا حبيبتي انا عاوزك في كلمتين

هزت راسها و نظرت اليه اما هو كان متردد و لا يعرف كيف يبدا الكلام معها و لكنه قال بسرعة و كانه يزيح هم من علي كتفه او صخرة من فوق لسانه فقال

جرجس: بصي يا حبيبتي يوم خطوبة بيلا كنتي زي القمر

نظرت إليه باستفسار و لكنها ابتسمت و هي لا تعرف ماذا بعد

جرجس : بصي كان في واحد صاحبي معزوم اسمه عزمي خدتي بالك منه

ميرنا : لا انت عارف يا خالوا مش بدقق مع الرجالة

جرجس : عارف بس هو حاول يلفت نظرتك اكتر من مرة

هزت رأسها بالنفي

و لكنه سكت و هو ينظر اليها كانه من المفروض ان تكون فهمت ما يريد

ميرنا : هو يعني المفروض اني افهم حاجة من كلام حضرتك

جرجس : اه انه معجب بيكي و حاول يلفت نظرك و عاوز يدخل البيت من بابه

ميرنا بدهشة و صدمة في نفس الوقت قالت

ميرنا : انت بتتكلم جد يا خالو زميلك أو صاحبك يعني قدك

جرجس : لا

هو اصغر كام سنة

نظرت إليه و قالت

ميرنا : كام يعني يعني عنده كام سنة

جرجس : أربعة و ثلاثين او خمسة وثلاثين

نظرت إليه و كأنها تقول بجد يعني انت بتكلمي بجد ثم نطقت بلسانها و قالت بصوت يحمل من الحزن الممزوج بالرفض

ميرنا : يعني بيني و بينه خمستاشر سنة يعني انت شايف انه مناسب ولا شايف اني المفروض ارضي باي حاجة ولا انت شايفني خلاص فاتي القطر

جرجس شعر بالصدمة من الوجع و الالم المرسوم علي وجه ابنة اخته فقال

جرجس : لا طبعا انا قولت ليه لا و انت بتهزر قال شغلت قلبي حركته و ده كان رافض فكرة الجواز من اصله

نظرت إليه بستفسار

جرجس : زي ما بقولك كده و بعدين هتخسرى ايه لما تشوفيه انتي حرة و انا قولت ليه انك احتمال كبير ترفضي و انه مش اول واحد

ربما كلامه برد علي قلبها هدأها من تلك الثورة التي تشتغل في عقلها و لكن ماذا تفعل هي لا تريد أن تري تحد و لكن نظرة الرجاء في عين جرجس و الحاحه و هو يقول

جرجس : الرفض سهل و بعدين يمكن لما تشوفيه تغيري رايك عزمي منفتح و سافر برا و ماديا كويس و في النهاية القرار قرارك

ميرنا : يعني مش هيحصل ليك احراج لو رفضت

جرجس : لا مفيش احراج ولا حاجة دا جواز و احنا جوازنا مفيش فيه رجعه يعني تبقي متأكدة مليون في الميه مش بس موافقة لازام يبقي فيه قبول و محبة و إعجاب

نظرت الي خالها بخجل و هي تهمهم بكلام لم يسمعه و ما ان همت لكنها حتي قال لها

جرجس : طيب اجيبه امتي

ميرنا : مش عارفة اسأل ماما انا هطلع اسوف تيتا

جرجس : ماشي يا مارو هشوف مع ماما ميعاد مناسب

تحركت وهي تفرك يدها

نظرت إليها أيريني باستفسار و لكن ميرنا نظرت إليها بخجل و هي تقول

ميرنا : خالوا هيبقي يقولك

بعد وقت كان جرجس يتكلم مع ايريني

و ما ان همت ان ترفض الا انه قال

جرجس : مش هنخسر حاجه و بعدين مش يمكن توافق

نظرت إليه برفض و هي تقول

ايريني : حتي لو وافقت انا مش موافقة هو انا بنتي وحشة ولا بايره عشان تتجوز واحد أكبر منها بطريقة دي انت اكيد مش مركز في اللي بتقوله

جرجس : هو الراجل بسنه

ايريني : اه طبعا فرق السن مهم

جرجس : بس مش هو الأساس و الفرق اللي ممكن يبعد الست عن الراجل بالعكس ممكن فرق السن بيخليه يحتويها يكون ليها الدعم و كمان تفضل في عينه شابة و فوق من ده كله الاهم الاحترام و المحبة و انه يكون كريم معها في كل شئ و أهم شئ مشاعره

كان كلامه مقنع و لكنها لم تقتنع و لكنه

جرجس : سبيها تشوفوا ما يمكن توافق و بعدين اهم حاجة رأيها

هزت رأسها و لم تعترض

و رغم تردد ايريني الا انهااقتنعت بأن تراه ميرنا

و مرت الايام و اتي عزمي مع جرجس إلي بيت ايريني كان شاب وسيم و جذاب و لا يظهر عليه السن و رغم أن سامي كان مرحب فما سمعه من جرجس جعله يوافق و لكنه في محاولة منه ليرضي ميرنا وايريني و يظهر انه متفهم ولا يهمه الا ابنته قال لجرجس قبل أن يأتي هو و عزمي

سامي : لو نازل من السما المهم رأي ميرنا نظرة الدهشة علي وجهه ايريني كانت تعني انه اصاب الهدف

ابتسمت له ايريني و قالت

ايريني : صح كلامك يا سامي هي اللي تختار

و ها هو عزمي في الصالون معه جرجس كان يبتسم لسامي الذي يسلم عليه بترحيب

قدمت ايريني الضيافة و نظرت اليه بتقيم و لولا أن اخبرها اخوها سنه لما لاحظت

كان مرح منطلق و يتكلم بسلاسة و لكن ميرنا لم تشعر بقبول ناحيته

نظرت إلي خالها و كأنها تقول انه الضعف في كل شيئ هو طويل عريض المنكبين ممشوق القوام و لكن عينه بها عبث و جرائة

بعد وقت كان يذهب و ما أن خرج وقف جرجس ينظر ال ميرنا التي هزت رأسها نافيه

سامي : براحتك

جرجس : طيب يجي تأتي

ايريني : مجد سيدك يا جرجس

جرجس : المجد اسمو القدوس

ايريني : بنتي مش هضغط عليها في اي حاجة هي مش صغيرة و برضوا مش كبيرة وبعدين انزل مع صاحبك و بعدين نتكلم ولا ايه يا سامي

سامي : أيوة يا حبيبتي اللى تشوفيه


نزل جرجس و ما ان نظر اليه عزمي هز راسه نافيا و هو يقول

جرجس : انا قولت لك يا صاحبي هي مش بتفكر في الموضوع من اصله

عزمي : ليه هتترهبن

نظر اليه جرجس و لم يرد و لكن هل حقا قد تفكر في الرهبنه هو ليس معارض و لكنه ليس قرار هين و ايضا لم يحدث في عائلتهم من قبل

مرت الايام و العلاقة بين سامي و ايريني رجعت مثلنا كانت و كان يسود الود والتفاهم و حتي كان هناك بصيص من الامل لعودة مشاعر الحب و اللهفة فربما لأول مرة منذ شهور تكون معه برغبتها و يشع من عينها اللهفة و ليس تأديت الواجب

مما جعله يشعر بشيئ مختلف احساس من البريق يحاوط قلبه يسكت روحه بما يملكه و هو يسأل نفسه لما حرم نفسه من كل هذا بسبب تصرف ارعن

و لكنه وقتها كان يعاني ضائقة مالية و لكنه حتي لو لم يكن هو حريص علي المال بطريقة مبالغ فيها

و لكن هل يتغير الطبع لا بالطبع فهو يغلب التطبع

انتهت السنة الدراسية و نجحت ماريا بدرجات عاليا تدخلها اي كلية أريدها و لكن سامي و اه منه سامي لن يتغير


سامي : كويس انك خلصتي ثانوية انا مكلم واحد صاحبي يشوف ليكي شغل و مقدم ليكي في ابناء العاملين في البريد

نظرت إليه ايريني بصدمة و ميرنا برفض

سامي : ايه قولت حاجه غلط

أيريني : انت شايف ايه

سامي : اللي انا قولته تشتغل بقى خلصت ثانوية عامة و هي كده كده مسيرها للجواز و كمان بشوف ليها وظيفة يبقي عملت اللي عليا

ميرنا : في ايه

سامي : بتقولي ايه يا ميرنا

ميرنا بغضب يتصاعد. داخل قلبها قالت

ميرنا : اللي انت سمعته عملت اللي عليك في ايه في كسرت نفسنا ولا في حرمنا من مالك اللي مغرق بيه اخوك و امك و ابن اخوك عملت اللي عليك في ايه لما كنت مكسورة علي اختي و نجحت بالعافية دخلت دبلوم عشان ايه مش معاك فلوس مش هتقدر تصرف عليا عندك وظيفة وورشة و مش بنشوف منهم حاجة عايشين علي القد أنا بشتغل عشان ما طلبش منك حاجة انا بشتغل بدل الشغلة اتنين عشان لو احتجت فستان انت هتفاصل في تمنه هتستخسر فيا بس عادي تدي ابن اخوك و اخوك و زي ما بخلت علي تعليمي جاي تقف في وش اختي و زي ما استكثرت عليا في اني اتجوز انسان انا مرتاحة ليه جاي تحطمها هي كمان لا انسي انا اللي هقف لك من هنا ورايح

هنا بهت وجه سامي و هو يري ميرنا تثور عليه

سامي : انتي بتقولي ايه يا بنت

ميرنا : بقول انك مش اب بقول انا عمري ما حسيت انك ابويا انت

و هنا قطعت كلامها و هي تلقي صفعة قوية من سامي جعلتها تقع ارضا و هي تنظر إليه بغضب و كره

تصرخ ايريني بألم وقهر على ابنتها

ايريني : ساااااامي


يتبع......

(المطرودة من الجنة)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي