الحلقة٥١

الحلقه الواحد و الخمسون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل و سلم على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا عليهم

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

و لأنها لا تريد أن تعيد الكرة هزت رأسها و لم ترد عليه

و ها هي الايام تمر و كان جمال يجلس مع سامي و شنودة و موسي و ام موسي و خال موسي صديق ميتري و اخو موسي الكبير مارك و زوجته

حتى أن ايريني كانت لا تجد مكان لتجلس فيه فكانت تقف مع ميرنا في غرفتها و ميرنا تقول

ميرنا : ايه ده كله مين دول

ايريني بنفس الصدمة قالت : اهله

ميرنا : و هو جايب كل اهله معاه ولا ايه

ايريني : مش عارفة يا بنتي

ميرنا : الموضوع مش مريحنى

ايريني : ليه بس يا حبيبتي ارسمى الصليب و يالا نطلع نقدم حاجة للناس بدل ما يقولو حاجة

هزت ميرنا رأسها و كادت ان تخرج من الغرفة ولكن ايريني قالت :

استني و اقتربت منها ترتب شعرها و هي تربت عليها و تقول

ايريني : اسم الصليب عليكي زي القمر

ابتسمت ميرنا و هي تنظر إلي امها و تقول : ده عشان بتحبيني و عشان بنتك

ايريني : لا مش عشان بس بنتي و بعدين انتي اول فرحة ليا انتي فرحة عيني و قلبي بس موسي بيبص ليا مش بعيني و جاي و جايب اهله عشانك و كل شوية يبص علي الباب كأنه مستني يشوفك يبقي ده معناته ايه

ميرنا : بابتسامة ملونة بالخجل قالت ايه

ايريني : معناه انك جميلة ولازم تعرفي ان الرب ما بيخلقش حاجة وحشة

هزت رأسها ودخلت مع امها إلي المطبخ و ما ان نظرت الي تلك الصينية حتي شعرت بالرهبة فهذه الصينية اكبر من أن تحملها

ايريني : ما تخفيش

ميرنا : هي مين ده اللي ما تخافش انا برتعش من غير ما اشلها امال لو شالتها

ضحكت ايريني و هي تنظر إلي الصدمة المرسوم علي وجه ابنتها و تحدثت تحاول ان تقنعها و ها هي تقف علي باب الصالون و لكنها لا تجد مكان لتمر منه

وقف موسي يقابلها في نصف الطريق غافلا عن نظرات الاستغراب من حوله و كأن اهله يسالوا من امتي

هزت رأسها و هي تنظر الي يده التي تحمل عنها الصينيه

اما جمال كان يبتسم و هو يهز رأسه بمحبة و هو يقول لشنود

جمال : تسلم تربيتك يا مقدس

ابتسم شنودة و قال : هو موسي كده ما يحب يساعد

موسي شعر بالخجل و ان الجميع ينظر اليه و يلاحظ لهفته و لكن هو نفسه لم يعرف لما

اما ميرنا شعرت بالارتباك و تلون وجهها و هي تحاول ان لا تتلاقي بعينه و هي تنظر إلي جدها المبتسم و ابنها المرحب

جمال : تعالي يا مارو اقعدي جنبي

هزت راسها و تحمحمت بارتباك و تركت موسي يحمل و هو لا يعرف ماذا يفعل

مما جعل والده يضحك اما ايريني أقتربت لتأخذها منه لتقدم هي

اخذهم الكلام و موسى في عالم آخر هو نفسه يعرف ان ما يطلبه هو المستحيل بعينه لكنه لا يعرف ماذا حدث له منذ ان رائها لا يعرف اي خيط ربط بين قلبه و قلبها

حتي انه لم يعد عنده طاقة ليصبر و اتي بأهله جميعا و هو لن يذهب من هنا الا بعد ان يأخذها الي الصاغة ليشتري لها دبلة

كان شنودة ينظر الي ابنه بابتسامة و هو يقول

شنودة : احنا نتشرف يا مقدس جمال العروسة اسم الصليب عليها و كفايا مقابلتك الحلوة انت وسامي والجواب بيبان من عنوانه و ادبها واخلاق

جميلة ام موسي قالت :
ايوة يا مقدس ست البنات بصحيح و علي قولك كفاية جدها و ابوها و امها

كان كل واحد من الجالسين يقول كلمة مما جعل راس ميرنا يدور و هي تقول:

في نفسها كان يوم منيل يوم ما قولت لخالتي انه عاجبني

كانت تلوم علي نفسها و تسأل لما فعلت في نفسها كل هذا إلي أن قال شنودة

شنودة : طيب يا له يا مقدس انت و ابو ميرنا و الجماعة و نروح تشتري الدبل

بهت وجه ميرنا و ابتسم

موسي وهويقول : اه يا ريت

نظرت اليه جميلة بفرحة فهي لا تعرف لما غير رأيه هو من كان رافض الموضوع من الأساس

مرت لحظات الدهشة علي ميرنا و سامي يبدي موافقة و جدها جمال يرحب بالفكرة

و هو يتفق معهم ان الخطوبة ثلاث شهور ثم يقام جبنيوت او نصف اكليل

نظرت ميرنا الي امها بصدمة و هي لا تعرف كيف تبرر لها انها لم توافق هي ليست مستعجلة الي هذه الدرجة هي لم تعرفه من الأساس

نظرت الي عمها ميتري و كأنه تقول له ان يقول شيئ

و لكن ما أن قال جدها حد يسمعنا زغروطة

و علت الزغاريط أدركت الموضوع خرج من يدها وجدت امها تمسك يدها لتنهض نظرة عينها التائهه كانت رد كافي لايريني


هي أدركت ان ابنتها غير موافقة

أو تشعر بأن الموضوع يسير بتجي هي نفسها تري ذلك

و اكن ماذا هناك لتفعل ابوها و زوجها يستعجلون الموضوع

لم تمر ساعة حتي كانو جميعا في الصاغة وقفت ميرنا تنظر الي امها و اختها و هي تقلب شفتيها كأنها لا تعرف ماذا تفعل

نظر إليها سامي و هو يقول : مارو مالك يا حبيبتي

نظرت اليه ولم ترد

اقتربت جميلة ام سامي من ميرنا و هي تقول : اساعدك حبيبتي

كادت ميرنا أن تقول لها اه خدي ابنك و امشي

نظرت إليه ماريا و كادت أن تضحك بصوت مرتفع فهي تعرف فيما تفكر اختها

و لكن ايريني تداركت الموقف و هي تقول : اه طبعا يا ريت

اخذت جميلة و ايريني تنتقي الدبل و الخواتم

حتي أشارت ماريا الي خاتم و اخذت تحاول أن تقنع ميرنا به نظرت آليها ميرنا بلا مباله و هي تحركه في يدها و ما ان قال موسي

موسي : شكلة حلو اوي و خاصة لما لبستيه

نظرت إليه و جدت عينه تموج بالعاطفة و لكنها ارتبكت و هي تقول

ميرنا : شكله حلو

جميلة : يبقي ده طيب يا موسي نقي مع عروستك الدبلة

هز رأسه بفرحة و هو يختار الدبل و عندما جربتها لم تكن مناسبة فاختار اخري ثم اختارت هي و كانت مناسبة

هزت رأسها و هي تقول : دي

و هنا زغرطت جميلة بفرحة و بارك شنودة لموسي الذي كان يشعر بشئ يدغدغ قلبه
اخذ الصائغ يضرب الحساب و شنودة يدفع

و سامي ينظر إلي ميرنا التي تشعر بأنها تورطت و هو ايضا ماذا هناك الكل يركض في الموضوع حتي و عمه جمال و عديله ميترى

و لكن ما ان بدأ الكلام عن النصف اكليل حتي نظر الي ايريني التي قلبت شفتيها

جمال : يالا يا جماعة نشرب حاجة

هز شنودة راسه و كذلك موسي

اما سامي كان يتبع عمه و هم يدخلون احد المطاعم المعروفة و هو بهمس لايريني و يقول

سامي : انا قولت اتفاق او تعارف انما الموضوع عمال يجري لدرجة ان ابويا واخويا مش معايا و لا حتي
امي

نظرت اليه و هي لا تعرف ما يحدث و كيف تبرر ما لم تقتنع به

فان كلام سامي صحيح كيف ياتوا بدبل و جد العروسة و باقي عائلتها غير موجودين

شهر بهم جمال

و لكن ماذا يقول لهم الان و خاصة و هو يري ان ما علي وجه سامي علي وجه ميرنا و ايريني

شنودة : نقري أبانا الذي

هز جمال راسه و اخذ يرددون في خشوع و لكن عن ميرنا كانت هي في شيئ مختلف

و لكن نظرة عين جدها كانت تعني ا انه يفهم ما تفكر فيه و ايضا كان في

نظرة عينه انه لا وقته ولا مكانه


جمال : مبروك يا ميرنا مبروك يا موسي

هزت ميرنا رأسها اما موسي قال

موسي : الرب يبارك فيك يا مقدس

شنودة : مبروك يا موسي يا زين ما اختارت مبروك يا ميرنا يا بنتي

موسي : الرب يبارك فيك يا مقدس

ميرنا ابتسمت رسمية و و بسمه لم تصل الى عينها

اخذهم الكلام و هو يشربون العصير و ياكلون الجاتوه


بعد وقت كان جمال يحاسب المطعم و يتحرك

كان جمال مع ميتري في سيارته

و سامي مع ايريني و ميرنا و ماريا بعد آن ذهب موسي و عائلته في سيارتين

و ما ان هم سامي ان يتحرك حتي اوقفه جمال و هو يقول : في ايه

سامي : في اني كنت فاكر انهم جاين لتعارف ما عرفش ان هيبقي في أبانا الذي ولا نجيب دبل

جمال : و فيها ايه يا سامي بدل ما يتعطل الموضوع

سامي : فيها ان ابويا ما حضرش و لا أخويا و لا حتي امي

جمال : اه طيب ملحقوه

سامي : ازاي يعني يا عمي يعني انت استعجلت الأمور بس لو يوسف مكاني ما كناش هنزعل منه

جمال : انا اللي هكلم سمير و امك و المهم الصالح ولا انت شايف أيه

سامي رام غضبه قال : اللي تشوفه

شعر جمال بأن سامي يقولها باليه و لكنه قال

جمال : اتحرك بعربيتك وريا

سامي : علي فين

جمال : الوقتي تعرف

و لم يقول شى اخر تحرك بالسيارة و ميتري ينظر إليه بأستفسار و لكنه لم يتكلم و اخذ يراجع كلام سامي و خاصة عندما قال لو يوسف مكاني و خطب ىنته من غير ما يقولك مش هتزعل و هو يعرف أن يوسف لا يفعلها و لكنه زعل و غضب من نفسه و من المقارنة

كان سامي ينظر إلي ايريني و هو لا يعرف ماذا يفعل هو فقط يتبع عمه وضحت الصورة عندما دخلوا إلي المنطقة التي يسكن فيها ابوه و امه

سامي : هو عمي عاوز يعمل ايه

ايريني : مش عارفة بس واضح انه عاوز يتكلم مع عمي و يفهمه اللي حصل

ميرنا : بابا هو حضرتك قولت ليه آيه

نظر في المرأة لها و قال

سامي : ولا حاجه بس قولت ليه لو يوسف مكاني اكيد هاتزعل و بعدين دول خدونا في دوامه كده و مش عارف ازي في لحظات كنا بنجيب دبل

ميرنا : فعلا

نظرت إليها ايريني و هي تقول: شكلك بيقول انك مديقة

ميرنا : انت شايفة ايه انا في لحظة بقيت مخطوبة و دبلته في أيدي

هزت ايريني رأسها و هي تقول:
يمكن خير

ميرنا هزت راسهأ و سكتت

ام في سيارة جمال كان يوقفها امام بيت اخوه

ما ان زن الجرس و فتحت الباب ماري حتي رحبت بهم و هي تنظر إلي جمال بستفسار و لكنها رأت سامي ينزل من سيارته و ما ان نزل حتي أقترب و تبعته إيريني و ميرنا و ماريا و لولا وجود زوجها بالداخل و ابنها بولس و ابنه ديفيد لظنت ان حدث لهم شيئ
.دعتهم للدخول و رحبت ب جمال و ميترى و ايريني و هي تقول

ماري : عاش من شافك يا ام ميرنا

ايريني: تعيشي يا خالتي

ماري : و انتو يا بنات سامي ما بتسألوش ليه ولا انا مش جدتكم و لا سمير جدكم

نظرت اليها ايريني و لم ترد اما ميرنا ردت وقالت

ميرنا : ما انت عارفة يا تيتا الشغل و باجي منه يدوبك انام

ماري : اه الرب يعينك

جمال : امال فين سمير يا ام سامي

ماري : نايم جوه ها أصحيه بس خير

جمال : كل خير انا بس عاوزة في كلمتين

هزت رأسها و قالت

ماري : تنور في اي وقت يا أبو يوسف هو انت محتاج حجة عشان تيجي بيت أخوك

جمال هز راسه بابتسامة

ماري : قومي يا ايريني انتي مش ضيفة اعملي عصير ولا شاي أو قهوة للمقدس جمال و ابو مارك ده اول مرة ينورنا

ميتري : واجبك واصل يا مقدسة و أحنا مش غرب ولا ايه

ماري : و انا ها يجي ليا ايه من الغرب ايه منور يا ابو يوسف

جمال : بنورك يا ام سامي

تحركت إلي غرفة النوم لتوقظ زوجها و نادت علي بولس لينزل من شقته

و تحركت إلي المطبخ لتقدم واجب الضيافة بعد أن وجدت ان ايريني لم تفعل شئ

و لكنها كانت تفكر في سبب تواجدهم جميعا عندها بربطه المعلم الكبير الذي لم يدخل بيتها من اخر مرة كان فيها زوجها مريض

اخذت تفكر إلي أن سمعت صوت سمير يسلم علي اخوه و يرحب و هو يقول

سمير : يا الف خطوة عزيزة ايه النور ده كله يا جمال دا انت ما دخلتش بيتي من زمن

جمال : قلب أخوك يا سمير و انت عارف ان مالناش غير بعض ولا ايه

سمير ى طبعا يا غالي انت اخويا الكبير و تعتبر كبيري و اتشرف

.رغم أن كلام سمير لم يعجب ماري التي تخرج من المطبخ و هي تحمل صينية محملة بالعصائر

الا أن ما جعلها تنتبه أكثر قول جمال و هو يربت علي يد اخوه الجالس بجواره قال

جمال : و الكبير اما يغلط بيجي للصغير بس المهم تفهم و تقدر

سمير : من غير ما تبرر يسلم الغلط اللي خلاني اشوفك في بيتي

ابتسم له اخوه و قال

جمال : بص يا حبيب اخوك ميتري كان جايب عريس لميرنا

سمير : يا الف بركة مين و ابن عيلة مين و انت شايفة مناسب ولا ايه

جمال : ابن شنودة صاخب وكالة شنودة موسي شنودة

سمير : يا الف بركة اسم الصليب طيب وايه اللي حصل

جمال : اديتهم ميعاد في بيت سامي لتعارف وانت عارف شنودة لما بيقتنع مش بيهدي ولا يسكت غير لما نفذها

سمير ى انت هتقولي دا صعب بس في الحق و راجل بجد

جمال : انا لقيته جايب العيلة كلها و بتتكلم في خطوبة و اتفاقات و لما لقيت وفاق ما قولتش لا

سمير : وانت كنت عاوز تقول لا دي فرصة الرب يتم عليها بخير

جمال : يعنى انت مش زعلان ولا معترض

سمير : انا ابدا

ماري : بس انا زعلانة

نظر إليها جمال و هو يعرف انها هي من ستقيم الدنيا و لن تقعدها فهي من تبحث عن المشاكل

الا أن سمير قال: ليه بس المهم الصالح و أن العريس كويس

ماري : بس سامي ليه كبير و كان لازم يحضر

سمير : و جمال كبيري انا و لما يحضر يبقي انا حضرت

ماري : يعني رومي ما حضرتش

نظر اليها سمير لتسكت و جمال ترفع عن الرد انا ايريني قالت

ايريني : ايوة يا خالتي مفيش حد حضر انا لحد دلوقتي مش مصدقة انه جاب دبل

ماري : كمان جاب دبل

جمال : امال انا بقول ايه

سمير : المهم انك راضي و اتفقت

جمال : قال نص اكليل كمان ٣ شهور و سامي اتفق انه يفرش الشقة و احنا المطبخ و يا سيدي و بعدين اللي يقصر فيه سامي انا سداد

سامي : الرب يبارك فيك يا عمي انا هجهز بنتي و مش هقصر بمشيئه الرب

نظرت اليه أيريني و كادت تقول افلح ان صدق

اما ماري قالت : طيب بدل اتفقتوا مبروك و ريني الدبلة يا ميرنا

نظرت إليها ميرنا و هي تقترب منها لتريها كف يدها

نظرت إليها ماري بابتسامة وهي تقلب بدها لتري الخاتم الذي يعد ضخم

ماري : حلو اوي شكله زوق اوي موسي ده و كمان زوقك حلو أوي يا ميرنا طالعة ليا

هزت ميرنا رأسها و هي تقول

ميرنا : أيوة يا تيتا

ماري : الف مبروك يا حبيبتي

ميرنا : الرب يبارك فيكي ياتيتا

سمير : مبروك يا حبيبتي

ميرنا : الرب بارك فيك يا جدو

سمير : الرب يفرح قلبك يا ميرنا و يسعدك ياحبيبتي

ابتسمت ميرنا و هي ترجع ل تجلس مرة اخري

نظر جمال إلي ماري و قال

جمال : مفيش زعروطة يا ام سامي و لا لسه زعلانة

ماري : الرب ما يجيب زعل .....

المطرودة من الجنة

يتبع . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي