الحلقة ٥

الحلقة الخامسة و الخمسون

المطرودة من الجنة

بقلم نورا محمد علي


اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠


الايام التي تمر لا تتوقف مرة اخري و ايضا لا تعوض و لكن ميرنا كانت تفكر في التعويض اخذت تهتم في عملها و تدخر بعض النقود و رغم أن سامي تغير حتي انه كان يعطي ماريا مصروف و أشتراك الباص اشياء بسيطة و لكنها كانت تسعد قلب ماريا و كذلك ميرنا و ايريني

كانت إيريني لا تعرف سبب ذلك التغير و لكنها كانت سعيدة به

اما مرقص كان ينظر الي ابنه الذي يعد ثائر من رفضه لاعطائه المال و هو يقول

بولس : يعني ايه هو اخوك كل ما يقول حاجة انت تسمعها

نظر إليه مرقص و هو لا يعرف كيف يرد علي ابنه الذي يبدوا انه ورث كل مساوئ امه و لكن هو السبب و كذلك امه التي كانت سبب في إفساد أخلاقه و تربيته فلقد اصبح من كثرة الدلال اناني

مرقص : انت شايف أن اللى عملته شوية انت شايف ردك علي عمك اللي في مكان ابوك كان مناسب

بولس : هو اللي بخيل و منشفها علي الاخر و كأنه هو صاحب كل حاجة

نظر اليه مرقص و قال : اه هو صاحب كل حاجه انا شريك بنسبة قليلة جدا و الفلوس كلها بتاعته و عمره ما قصر معاك بحاجة و لو كنت اتكلمت معاه بطريقة تانيه كان اداك بس شغل فلوسي و حقي ده لا و كمان انا نفسي مش موافق علي طلباتك المبالغ فيه احنا مش صحاب ملايين عشان تامر تجاب

ماري : في ايه بس يا مرقص مالك شادد علي الواد كده ليه

مرقص نظر إلي امه و كأنه يلوم عليها ما حدث و ما وصل اليه حال ابنه و قال اساليه

ماري : اسأل علي ايه

مرقص : البيه المدلع واقف بتكلم مع عمه بطريقة زي وشه و في الاخر يقوله انت خرفت

ماري : ايه عيب كده يا بولس اخص عليك انت عارف لو ما صالحت عمك و بوست راسه مش هكلمك و لا لسانك يخاطب لساني

بولس : يا تيتا انا

ماري : لا تيتا ولا غيروا عمك الكبير ابوك بيسمع كلامه و انت عايش في خيره ده متكفل بكل مصاريفك و طلباتك و عمره ما اتكلم و انت تعمل كده
و لانه تربي علي ان يحصل علي ما يريد لم يكن مقتنع بكلام أحد و لكن تلك الموجة العاتيه جعلته يهز راسه فهو لن يخسر الجميع

في اليوم التالي كان يذهب إلي الورشة و ما ان رآه سامي حتي رجع إلي ما كان يفعله قبل أن يراه كأنه هواء

بولس اقترب من عمه الغير مهتم بوجوده و اقترب ليقبل رأسه و يقول

بولس : انا اسف يا عمي

لم ينظر إليه سامي و لم يرفع عينه عن قطعة الذهب التي يقوم بتشكيله يدوي فهو ينوي ان يقدمها هدية لايريني

اقترب بولس ليقبل راس عمه و هو يقول : انا ابنك و ابنك لما يغلط تسامح ولا ايه

لم يلتفت له

بولس : بابا سامي انا مش همشي غير لما تبص ليا و تقولي سامحتك

سامي : بس انا مش مسامحك و مش ناسي انك اتجرات و شتمتني وصل بيك الحال تقولي خرفت و جاي تقولي اسف

مرقص نظر إلي ابنه بحدة فاقترب من عمه يقبل رأسه و يحتضنه مما جعل سامي يترك الخاتم من يده

بولس : اسم الصليب يا بابا ايدك تتلف في حرير الخاتم ده تحفة

سامي : نقل نظرة بينه و بين الخاتم و لم يرد

بولس : ليخفف الجو قال لمين الخاتم ده لماما ايريني اكيد

نظر اليه و لم يرد

بولس : انت ما بتبدعش كده إلا عشانها

نظر اليه و لم يرد

بولس : انت عارف انا بغير من ماما عشان انت بتحبها اكثر حد حتي أكثر مني و من البنات

مرقص تدخل في الكلام عندما وجد اخوه لا يرد وقال

مرقص : خلاص بقي يا ابو ميرنا قلبك ابيض

نظر اليه و هز رأسه ولكن قلبه لم يصفي بعد و لذي قال

سامي : سيبها للايام يا مرقص مش هكدب و انا في السن ده انا مش قاد كلامه بس خلاص اعتبرني مش زعلان

بولس : طيب اعمل ايه عشان تسامحني

سامي : ولا حاجة و اكمل عمله على الخاتم باهتمام

نظرة عين مرقص لابنه كانت تعني ان عمه غاضب بشدة و من حقه

جلس بولس لفترة و عندما يأس من المحاولة تحرك ليذهب اما سامي كان في المساء و بعد ليلة حب طويلة مع ايريني ربنا لم يقضيها من زمن فعلاقتهم كانت شبه روتينيه

بعد وقت كانت ايريني تنام علي صدره و سامي يقبل شعرها و هو يهمس

سامي : كنت عاوز اوريكي حاجة

رفعت رأسها و هي تنظر إليه و كأنها تستفسر

مد سامي يده إلي الدرج المجاور له و اخرج علبة من المخمل و هو يقول

سامي : جربيه كده و قولي رايك

نقلت نظرها بين الخاتم الذي لم تري قبله من قبل

ايريني بستفسارة قالت : لمين ده

سامي : هيكون لمين يعني ليكي طبعا انا عاملوا بأيدي عشانك يا حبيبتي

ايريني لم تعرف هل تفرح بهديته الغير متوقعه ام تفكر لما و لكنها ابتسمت له و قالت

ايريني : تسلم ايدك ما شوفتش زيه قبل كده

هز رأسه و هو يقول اللي يتعمل ليكى ما يتعمل لغيرك

نظرة الدهشة في عينها كانت رد كافي عليه و كانها تقول له من امتي و لكنه رد علي سؤالها الذي لم تسأله أو بمعني أدق لم تقوي علي سؤاله و قال

سامي : من النهاردة

ايريني بخوف من كلامه قالت : هو ايه اللي من النهاردة

سامي نهض من الفراش و هو يرتدي روب على جسده العاري و هو يقول

سامي : من النهاردة التغير اللي انتي حاسة بيه اه انا حريص علي المادة يمكن عشان ما كنتش زيك و زي ولاد عمي ولا اتربيت في ترف و عارف قيمة القرش و غالي عليا بس مش اغلي منك و بعدين لما راجعت حساباتي عرفت أن في حاجات كتير اهم من الفلوس

أيريني و هي تجلس و تنظر اليه بستفسار و كأنها تقول : زي ايه

سامي رجع إليها يقبل شفتيها بشغف و هو يقول : زيك انت و البنات اهم من اي حاجة

ايريني : دسته شمع يا عذراء بس يفضل علي كده

ضحك بصوته كله و هو يتحرك إلي الحمام

مرت الايام و هم يعيشون في استقرار و هدوء و هو يتعامل مع بولس بحياديه هو لم يكرهه و ايضا لم يعد يشعر بالمسؤولية تجاهه

اما موسي كان لازال يتابع مع الطبيب و ايضا يتابع ميرنا من بعيد يستعرف أخبارها ينظر إلي صورتها

أجل فهو يمتلك صورة لها لا تفارق محفظته كما لم تفارق ميرنا قلبه و هو لا ينظر إليها الا وقت أن يختلي بغرفته ينظر إليها و يتكلم معها حتى سمعت امه صوته في احد الايام يتكلم مع الصور

وقتها فرت دمعه من غيرها و هي تدعي الرب و تصلي للعذراء أن تمد يدها لترد قلب ابنها أو تجعلها من نصيبة أن لا تعلقه بشيئ لا حق له فيه

مرت الايام و ما ان تكلم شنودة في انه يجب أن يخطب فأخوه سيتزوج بعد شهر و هو الي الان لم يخطب و أن تلك الخطوبة ليست محسوبة من الأساس

وقتها نظر إلي والده وهو يقول

موسى : يمكن مش محسوبة بالنسبة ليك بس محسوبة بالنسبة ليا

شنودة : يعني ايه

موسي : يعني انا مش شاغل بالي الوقتي

شنودة : ليه يعني هي بنت سامي دي كانت عدلة اوي دا في احسن منها مليون مرة و بعدين حتي لو ملكة جمال تغور من وش ابوها

نظر اليه موسي بحدة و نهض حتي لا يرد عليه و قال

موسى : بعد اذنك هشوف الزبون

شنودة : ايه كلامي مش عاجبك كلامي

موسي: انت شايف ايه

و تحرك للتعامل مع الزبون ببرود لا تمت بصلة لتك النار المشتعله في قلبه

مرت الايام و هو يقتصد المال ليجهز شقته و ابوه ينظر اليه كأنه يقول ان انا منتظر و أن لم تخطب انت انا ساخطب لك

و لكنه لم يكن يبالي لم يشغل عقله بشئ فهو يعرف أن التوتر قد يفسد عليه العلاج و قد تتدهور الحالة و ها هو يقدر كلام والده في عقله و كأنه يقول لنفسه اه لو تعرف ما انا به انا رجل بالشكل فقد انا رجل بالاسم وليس المضمون أنا ضعيف لا استطيع ان امارس الحياة الزوجية كبيري الا بوجود حافز

اما هناك في بيت صلاح و عائشة كانت تجهز ملابسه و ترتب الحقيبة دموعها في عينها فلقد مر الشهر بسرعة و ها هي تشعر بالشوق حتي قبل أن يسافر فما بالك أن سافر حقا

وجدته يحضنها من الخلف و هو يكلمها في اذنها و يقول

صلاح : و بعدين يا شوشو انتي بتبكي من الوقتي

عائشة : اصلك هتوحشتي

صلاح وهو يقبل رقبتها وخدها قال

صلاح : ايه بس يا قلبي هتضربي الليلة ولا ايه وريني ضحكتك الحلوة خلي الواحد يعمل ماتش علي كيفك تبقي الأهداف فيه تاريخية الواحد يفضل فاكره طول فترة سفره

التفتت له و هي تبتسم بخجل و لكنه قربها منه يضمها في حضنه و هو يقول

صلاح : أيوة كده خلي الشمس تطلع

و قد كان كانت ليلة طويلة جميلة تجمع من الحب ما يكفي العمر

و في اليوم التالي كان يحتضنها و يحتضن اولاده و هو ينزل إلي التاكسي الذي يوصله إلي المطار

و ما ان وصلت الطائرة حتي اتصل بهم و هو يطمئنهم عليه

اما ميرنا كانت حياتها عادية مرت الاسابيع و الشهور و هي لا تلتفت لأحدهم حتي ان الاب متي كلمها أن هناك أحد شباب الكنيسة معجب بها و يريد أن يتكلم معها

و لكنها هزت راسها بالنفي و هى تقول

ميرنا : اعذرني نيافتك بس انا مش مستعدة حاليا

نظر اليها الاب متي بمحبة و هو يقول

الاب متى : ليه بس يا بنتي دا فلوبيتير انسان مهوب و محترم و متدين و ابن ناس و هو متابعك من فترة

ميرنا : بس انا ما عرفوش و ما عنديش استعداد للارتباط حاليا

الأب متي : برحتك يا بنتي انتي عارفة انك عزيزة عندي و عارف انك ملتزمة و محترمة و متربية قدامي

هز ت رأسها بابتسامة و قالت

ميرنا : شكرا ليك يا ابونا بس سيتك عارف ان الموضوع ده لازم يبقي فيه اقتناع تام

هز راسه و دعي لها و هو يقول

الاب متى : سوف اصلي من أجلك لتجدي السلام و الراحة النفسية يا ابنتي

هزت رأسها و هي تبتسم له و تحركت لتخرج من بيت الرب

في الوقت الذي كان فيه موسي يدخل إلي عيادة الطبيب
ينتظر دوره و هو يرتدي نظارة شمسية كبيرة تخفي جزء كبير من وجهه رغم أن كل الموجودين في العيادة عندها مشاكل سواء كانت ضعف جنسي او عقم او اي شى يخص امراض الذكورة و التناسل الي أن اتي عليه الدور

كان موسي يجلس امام الطبيب

يستمع إليه و هو يقرا آخر تقرير لحالته و هو يشعر بمزيج من المشاعر المضاربة و المختلطة عليه فكان يشعر بالتوتر و الترقب و القلق و الخوف و كانهم ضفيرة و احدة او ثورة من الاحاسيس في قلبه و عقله و لكن ما هدئه بعض الشئ هو تلك النظرة في عين دكتور عبد الرحمن البحيري

و تلك الابتسامة رسمية التي ترسم علي وجهه و هو ينظر إليه و يقول

عبدالرحمن : الحمد لله في تحسن ب شكل ملحوظ و واضح جدا يا موسي

موسي : يعني ممكن اتجوز

نظر اليه عبد الرحمن بأبتسامة و هو يقول

عبد الرحمن : بتسألني انت المفروض اللي تجاوب علي السؤال ده ياموسي مش انا

موسي : بتوتر نظر إليه و كأنه يستفسر عن الإجابة ابتسم الطبيب و قال

عبد الرحمن : شكلك مش فاهم أنا اقصد ايه

موسي : بصراحة لا بس حتي لو فاهم أو اللي وصلني صحيح حضرتك ناسي حاجة مهمة

عبد الرحمن : ايه

موسي : انا مش متجوز يا دكتور

عبد الرحمن : اه فاهم بس لازم تحاول

هز موسي راسه نافيا و هو يقول : لا طبعا انا مستحيل ارتكب خطيئة

نظر إليه عبدالرحمن نظرة طويلة و هو يقول

عبد الرحمن : الضرورات تبيح المحذورات و انت لازم تعرف اذا كنت هتقدر ولا لا

نظر اليه و هو لا يعرف كيف يرد عليه و لكن بعد كلام كثير هز راسه و هو يقول هحاول

عبد الرحمن ضحك بصوته كله علي الصدمة الموجودة علي وجهه و هو يقول

عبد الرحمن : انت دماغك راحت فين اه انا عاوز اتأكد بس مش بكده

موسي بستفسار : تقصد ايه يا دكتور

عبد الرحمن : الحاجات دي بنعرفها في معمل مش في شقة مفروشة يا موسي انا اكيد مش هطلب منك تمارس الرزيلة

و لكنه لم يعرف ماذا يعني الطبيب هو لم يمر في هذا الموضوع من قبل حتي انه لم يعرف انه مريض او بمعني اصح ضعيف جن * سيا كل ما في الأمر أن احد اصدقائه كان يحكي له عن مغامرته و لكنه لم يثار او يشعر بشيئ كباقي اصدقائه وقتها شعر ان هناك شئ مختلف و ظل وقت طويل يفكر في الامر إلي أن انتهت المرحلة الثانوية حتي انه ذهب مع أحد اصدقائه إلي سهرة تفرجوا فيها علي احد الافلام الإباحية وقتها شعر أن الكل يتصرف بطريقة مختلفة عنه هو كان بارد جامد لا شيئ يتحرك فيه غير النفس و لم يتكلم او ينفعل مثل صديقيه وقتها أدرك انه مختلف حتي انه حاول أن يستمع إلي تلك الافلام و هو بمفرده و لكن لا جديد من فترة قرر أن يسأل مختص كانت بداية علاقته بدكتور عبد الرحمن و رغم أن علم انه يعاني من ضعف الا انه قرر أن يبتعد عن الجميع حتي مرت سنين وهو لم يتعالج و لم يفكر ربما لان ما في ضلوعه لم ينبض لاحد من قبل و لكن ها هو نبض و جعله كالمسلوب

و من أجل عيونها واجه ضعفه و لكنها تركته في نصف الطريق و لكنه اكمل علاجه الآن ليس فقط من اجلها بل من أجل نفسه

رجع من افكاره علي صوت الدكتور الذي حمحم لينتبه له موسي و هو يقول

عبد الرحمن : ده اسم المعمل اللي بقولك عليه و كمان عنوانه

موسي : أنا مش عارف اشكر حضرتك ازاي

عبد الرحمن بابتسامة ودودة قال

مفيش داعي للشكر هستناك تجيب لينا نتيجة التحليل

موسي : اروح امتي

عبد الرحمن : وقت ما تبقي مستعد نفسيا و بعدين مش عاوزك تتوتر احنا لسه في مرحلة العلاج و لسه قدمنا وقت

هز موسي راسه و هو يقف ليذهب

مر اليوم و في اليوم التالي كان يخضع لاختبار الذكورة

و في اليوم الذي يليه كان في العيادة

اخذ عبد الرحمن يقرا التقرير و ابتسم له و قال : كويس جدا

موسي : بخوف بجد يا دكتور

عبد الرحمن : اه يا موسي بجد احنا كنا فين و بقينا فين بس ده مش معناه انه خلاص احنا لسه قدمنا وقت و لسه مشوار العلاج قدامه كتير

موسي : بس في امل

عبد الرحمن : بعد التقرير ده في امل

مرت الايام و ها هو يواظب علي انواع الطعام التي يكتبها الدكتور و كذلك الأدوية المكملة

و ها هي الشهور تركض

هو يتحسن و اخوه صالح تزوج من أحد أقاربهم هي من العائلة و يعرف تربيتها جيدا بالإضافة الى الإعجاب الذي يقابله معها

و ما ان انتهي الفرح في الكنيسة حتى ذهب الجميع الي القاعة كان الكل يشعر بالفرحة الا موسي الذي كان يشعر انه في عالم بمفرده لا يوجد معه أحد سوي الخيال و هو يمنى نفسه انه هو من يجلس في الكوشة و من تجاوره ميرنا

جميلته الخمرية التي سلبته عقله و قلبه بعينها الكحيله و شفتيها التي يمني نفسه بأن ينالها يوما لا ليس فيك شفتيها بل هي نفسها وجد افكاره تأخذ الي مكان اكثر خطورة هو يتمناها كانثي اخيرا تمني أن يضم انثي بين احضانه و ليس اي انثي هى ميرنا و ها هو يكافح من أجله و في كل يوم يصلي للرب و العذراء و ينذر النذور للقدسين بأن لا تكون لغيره

انتهي الفرح و كانت الزفة و الكل سعيد الا جميلة التي تشعر بالقلق و الشفقة علي ابنها الاصغر

الذي إلي الآن يسير كانه جسد أجوف لا روح فيه و لا قلب بعد ان تركته من امتلكتهم دون ان يمانع ماوهبهم لها

هي نفسها تصلي من أجله من اجل أن ترجع المياه الى مجاريها و تكون من نصيبه و خاصة بعد أن عرفت ان ميرنا إلي الآن لم ترتبط بغيره

كادت دمعة أن تفر من عينها و لكنها رسمت ابتسامه علي وجهها حتي لا يلاحظ أحد من اهل العروس

و بعد وقت كانت الزفة و الفرح

بينما كان اخوه غارق في بحور العسل كان هو يفكر جديا في الرجوع إلي ميرنا و لكن لا يعرف مع من يتكلم من عائلتها او كيف يخبر والده بذلك دون أن يتأكد منها
خاصة ان المقدس شنودة أصبح يلح عليه بأن يتزوج و يردد

شنودة : ولا فاكر انك هتفضل مستني بنت سامي عبد المسيح

و لكنه فعلا ينتظرها و لقد مرت سنة كاملة بحلوها ومرها و هي لم ترتبط بغيره اذا هي لم تكذب عندما قالت له انها فقط غير جاهزة لاى علاقه وزواج

و لانه لم يعد يرغب في تضيع المزيد من الوقت سيتكلم مع جدها اولا فهو من يشعر انه متفهم و رجل يفهم أمور الحياة جيدا و كان مرحب الارتباط بين العائلتين

و في اليوم التالي كان يجلس امام المقدس جمال الذي كان يرحب به و ينادي علي احد العمال ليحضر حاجة ساقعة

موسي : ملوش لزوم يا جدي

ابتسم جمال و هو يقول

جمال : انت قولت بنفسك جدي يبقي ما تتكسفش

موسي : ماشي يا جدي انا كنت عاوزك في موضوع

جمال : أأمر يا ابني

موسي : انا كنت عاوز ارجع ل ميرنا من تاني

نظر اليه جمال نظرة طويلة و لمح في عينه لهفة و حب و طلب لدعم

نظر اليه جمال و هو يفكر في رد

فهو لم يولد بالأمس و يعرف كيف يقيم من أمامه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي