الحلقة٥٧

الحلقه السابعه والخمسون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

انتهت الزفة و لكن ما ظهر علي وجه سامي كان واضح للعيان و خاصة ايريني التي اقتربت منه بستفسار

أيريني : في ايه يا سامي

سامي : في تخلف و جهل

صدمة ايريني و هي تجذبه بعيد عن تجمع الناس و هي تقول

إيريني : في ايه بس الموسيقى وقفت و الصوت عالي و الناس بتبص علينا و سامعه كلامك

سامي : ما يفرقش الراجل بيقول الدخلة عندهم بلدي

شهقت ايريني و هي تنظر إليه بصدمة

سامي : هو لسه في التخلف ده احنا في سنة كام دي حاجات قديمة و راحت عليها و بطلت من زمان

ايريني : طيب اهدي كلم موسي و شوف بيفكر زي ابوه ولا ايه

سامي : لو طلع زي ابوه انا هاخد بنتي و امشي

نظرت اليه بابتسامة فها هو الدعم يأتي وقت الزوم

ما ان همت السيارة أن تتحرك حتي اوقفه سامي و هو ينظر إلي ميرنا و يقول

سامي : انزلي معايا

نظرت اليه بستفسار و دهشه و هي تقول

ميرنا : في ايه يا بابا

سامي نظر بحدة الي موسى المتوتر كما زاد توتره هو للآخر و قال

سامي : انتي هتروحي معايا البيت

كلمات سامي كانت كانها نار تمطر علي قلب موسي الذي توقع ان ابوها علم بأمر ضعفه و نسبة العجز التي يعاني منها و يفكر في ان يفرق بينهم و هي من الحالات القليلة التي يسمح فيها بالطلاق في الديانة المسيحية و خاصة ان لم تحدث الخلوة من الأساس

أخرجه من تلك الحرب التى كانت تصارع داخل قلبه و عقله صوت ميرنا و هي تقول

ميرنا : مجد الرب يا بابا اروح معاك فين انا خلاص اتجوزت و الفرح خلص

سامي : يخلص ولا لا الموضوع ده أن مش هسمح انه يحصل

موسي : موضوع ايه

سامي : ابوك بيقول الدخلة بلدي

ميرنا شهقت بصوت مسموع و هي تنظر إلي موسي الذي هز رأسة بالنفي

موسي شعر بأن الروح ترد فيه فهو لم يعرف شئ و لذي استجمع شتات نفسه و هو يقول

موسي : ايه الكلام ده بس حتى لو المقدس قال اعتقد اني مستحيل اعمل كده

نظر اليه سامي بعدم تصديق و لكنه أكد كلامه و هو يقول

موسى : ده جهل وانا مش هعمل كده ولازم نتحرك الوقتي عشان الوقت اتأخر و احنا تعبنا و اليوم كان طويل

هز سامي راسه و اريني تسحب يده

و ماري تقف مع سمير و ماريا و بولس مرقص
و مارثا تشير إلي ايريني انها ستذهب هي و ميتري و أولادها

هزت لها أيريني رأسها وقالت

ايريني : ماشي يا حبيبتي عقبال فرح مارك

اما يوسف و جرجس يقتربون ليسألو في ايه

ايريني : مفيش ده سامي بيوصي موسي علي ميرنا

تحركت الزفة بالسيارات


كان صوت الزغاريط و الفرحة من الأهل

و لكن موسي بعد ما حدث كان قلبه يرتجف حتي انه شعر ان تلك اللهفة و الشوق و الرغبة التي كانت تشتعل في قلبه ذهبت ادراج الرياح

بعد وقت كانو يصلون إلي الشقة و موسي يحمل لها الفستان و يساعدها حتي صعدوا و هو ينظر إليها بابتسامة و لكنها فقط ابتسامة

لا تحمل شغف ولا لهفة عينه تنظر اليها و هو يتكلم بارتباك و هو يقول

موسي : البسي الروب عشان نصلي

هزت راسها بابتسامة و هي تتحرك الي غرفتها
وجدت امها قد وضعت الروب الحرير علي الفراش رغم ان فستان الفرح يعد محتشم الي حد ما

و لكنها ارتدت الروب و نظرت الي غرفة النوم التي كانت اختيارها بابتسامة و شعرت بالخجل مما راوض خيالها فنظرة الاهتمام و اللهفة التي كانت تشعر بها من موسي جعلها تفكر فيما هو اتي

القت نظرة علي نفسها في المراة و هي لا تعرف كيف تتمالك نفسها فهي تشعر بالارهاق و التعب و الخجل و الترقب

اما هو كان يشعر بالتوتر و كلما تاخرت زاد توتره اكثر و هو ينظر الي باب غرفة النوم

الي ان خرجت تتهادي في مشيتها و هي ترفع الفستان الذي يعد ثقيل و هي تقترب منه

ابتسم لها و هو يمسك كفها بين يده ثم استعد للصلاة و اخذ يقرا سفر الزواج و هي تردد خلفه ابانا و رسم الصليب و قال امين

و هي الاخري تنظر اليه ارتباكها و خجلها و هو يشعر بالعجز فكل ما كان يفكر فيه كان والده سبب ليبرد ليشعر انه رجع الي نقطة الصفر من جديد و كل تلك الفترة ااتي قضاها في العلاج كانها لم تكن

موسي عندما شعر ان الصمت طال قال

موسى : ياله عشان ناكل اكيد انتي جعانة

هزت راسا فهي لم تاكل شى منذ الصباح و لذي كانت تقترب من السفرة التي وضعت عليها امها كل ما لذ وطاب من المأكولات

اخذ يساعدها لتجلس و هو يقارب منها الطعام و يرفع الشوكة الي فمها

و هي لا تقوي علي النظر إليه

إلي أن أشارت إليه بانها اكتفت رغم انها لم تاكل لقيمات قليلة

نظر إليها و هو يقول

موسى : ما اكلتيش يا حبيبتي

ميرنا : اصلي تعبانة و عاوزة انام

نظر اليها بابتسامة و كأنها عرضت عليه الحل لكل القلق الكامل في قلبه و عقله فابتسم بمحبة و هو يقول

موسي : نامي يا حبيبتي مش مشكلة

ميرنا : يعني انت مش مضايق

نظر إليها مطولا و قال

موسى : لا طبعا انت اهم ادخلي نامي

و رغم الدهشة التي شعرت بها الا انها ابتسمت له بمحبة و هي تقف و عقله يسأل هل هناك أحد ممكن أن يحبك اكثر من نفسه يفضل راحتك علي رغبته

و رغم عنها شعرت به ياخذ مساحة أكبر في قلبها

ولكنها لم تدرك أن كل من يغني علي ليلاه

هو يفكر في تلك الورطة التي خرج منها و ظهر في عينها كم هو رجل

و لو تعرف انه من أشباه الرجال

مر الليل بطوله و عرضه و كانت ايريني تشعر بالقلق علي ميرنا

الي أن اقترب منها سامي قبل خدها و كتفها نظرت إليه في المرأة

لقد كانت تمشط شعرها و شردت افكارها حتي انها لم تشعر بأن سامي أقترب منها و هو يقول

سامي : حبيبتي سرحانة في ايه

ايريني : نظرت إليه و هي ترسم ابتسامة واهية علي شفتيها و هي تقول

ايريني : مفيش

سامي قبل خدها و رقبتها و هو يساعدها ان تنهض و هو يقول

سامي : انا عارف انك قلقانة علي ميرنا و انا هضيع ليكي القلق

نظرت له بخجل

سامي : هخليكي تفكري في حاجة تانية خالص

ايريني : و ايه بقي الحاجة التانية دي

سامي : قولك و أقترب يقبل شفتيها بشوق و شغف و عينه تاكل تفصيله و بده تستكشفها

بحب و رغبة و لهفة


ايريني : سامي الله هو مين فينا العروسة انا ولا ميرنا

سامي : انتي طبعا انت عروسة قلبي و عمري و فرحتي

نظرت إليه بخجل و شغف ممزجين ببعض و كأنها تقول بجد

سامي : انا أحب اعبر عملي

و انهى كلامة و هو يحملها الي الفراش

اما هناك كان موسي ينظر الي ميرنا التي تغفو و يشعر بأنه جسد ميت لا روح فيه ولا قلب و لا احساس

كان يريد الان أن يتصل بالطبيب عبد الرحمن و لكنه لا يعرف ماذا يقول له كنت ملهوف عليها حد الجنون بضع كلمات جعلته دلو من الثلج الخوف قد يقتل ليس فقط يشل الاحساس

اقترب منها في الفراش يملي عينه منها و رئته من رائحتها العطرة و اخذ يهمس لها بكلام لم تسمعه أو يصل إليها شفتيه التي تجرأت علي الاقتراب منها من خدها فقط و شفتيها و هو يمني نفسه بالاكثر و لكن كيف

مرت الليلة و في الصباح استيقظت ميرنا تشعر بالوخم تشعر بثقل علي صدرها انتبهت من انه يحضنها و يضمها إلي جسده

شعرت بالخجل و تلون وجهها و هي تحاول ان تسحب جسدها من أسفل ذراعه

شعر بها و هو بين النوم و اليقظة فاكرها تتحرك و كأنه لازال نائم

ما ان نهضت حتي تحركت إلي الحمام اخذت دش طويل و هي لا تعرف كيف تطلع فهي لم تاخذ معها شئ

و بينما هو ما ان تحركت من جواره فتح عينه ينظر إلي السقف و هو لا يعرف ماذا حدث له لقد تحسن تحسن لكن هل ما حدث كان إشارة من الرب ليخبرها او يقول لها الحقيقة اما ماذا

بينما هي تلف نفسها بروب الاستحمام و شعرها بمنشفة و هي تتحرك الي الغرفة و هي تشعر بالخجل

كان ينظر إليها و هي تقترب و الخجل يزين وجهها و ما ان رائته حتي ارتبكت و كادت أن تتراجع

فنهض من الفراش يقترب منها و هو يقول

موسى : علي فين بس

ميرنا و هي تمسك طرف البرنس و تقول : اصل اصل

موسي : اصل ايه مكسوفة مني

ميرنا و هي لا تنظر إليه قالت : انا انا

موسي : انا واخد بالي من الموضوع دة احنا برضوا ما لحقناش ناخد علي بعض

هزت رأسها دون أن تتكلم

موسي : انا بقول كده برضوا و بفكر اننا ناخد علي بعض الأول و بعدين لسه قدمنا العمر طويل

هزت رأسها بالموافقة

موسي : اقترب منها ضمها بخفه و هو يقول عشان كده انا بقول اننا نفضل فترة زي ما احنا و الموضوع التاني ده رغم اني مستعجل عليه بس عشان تاخدي وقتك

شعرت بفرحة و لكنها رجعت لتسال نفسها ماذا يعني هو يقول انه مستعجل و ايضا متاني

هزت راسها بالموافقة و بعد وقت كانو يجلسان يتكلمان معا وها هي تكتشف انه لبق مثقف مرن مر الوقت و اتصلت امها اخذت تكلمها و تسأل عن ما حدث و هل اتي احد من اهله أو حدث ما تكلم ابوه فيه

ميرنا : لا

ايريني تنهدت براحة و قالت :

طيب ايه اللي حصل

ميرنا : مفيش يا ماما صلينا و تعشينا و قولت ليه انا تعبانة قللي نامي

ايريني : قالك نامي

ميرنا : اه

ايريني : طيب و النهاردة ايه اللي حصل

ميرنا : فطرنا و قعدنا و تكلمنا و قالي خدى الوقت اللي انت عاوزاه عشان ناخد علي بعض

ايريني لم تدري اتطمئن ام لا و لكنها قالت لابنتها

ايريني : طلع بيفهم موسي طيب يا حبيبتي اسيبك يمكن تحبي تريحي شوية ولا حاجة

مر اليوم و التالي و هنا شعرت ميرنا بالريبة حتي لو لم يكن يريد أن يتمم زواجهم فهو لا يقترب منها باي صورة لم يحاول ان يقبلها بشغف كما تري في الأفلام أو كما توقعت

اتي اهله يسلموا و يسالوا في اليوم التالي و لكنه قال كله تمام

في اليوم الثالث نظرت إليه بإستفسار و كأنها تقول و بعدين

ميرنا : لقد مللت من استفسار امي كل يوم

موسي يزدرى لعابه و هو يقول لنفسه يجب أن اواجهه يجب أن اخبرها الحقيقة

إلي متي سأتهرب أن كان لابد من المواجهه أو التبرير سوف أخبرها كل شئ عليها ان تعرف ليفك الضغط عنه وقتها يستطيع أن يعيش بشكل طبيعي

موسي : عاوز اتكلم معاكي

ميرنا جسلت و هي تقول : اتفضل

موسي : انا المفروض كنت اقولك من الاول بس غصب عني

هنا أخذ اهتمامها كاملا و هي تنظر إليه بستفسار كأنها تنتظر أن يكمل كلامه

موسي : انا عندي مشكلة

ميرنا باستفسار

اخذ يشعر بالتردد من أن يكمل فماذا يقول لها انه نصف رجل انه أمامه رحلة طويلة من العلاج

ميرنا : موسي انا بكلمك انت ساكت ليه

موسي : عاوزاني اقولك ايه

نظرت إليه و كأنها تنتظر أن يكمل كلامه و هي لا تعرف ماذا تنتظر من الأساس

موسي : عاوزاني لقولك ايه اني ضعيف اني

بهت وجه ميرنا و لم ترد

موسي : عندي مشكلة و بتعالج

كانت كانها من صخر لا يتحرك فيها غير النفس و هي تستمع له و كأنه لا يفجر قنبلة

اما هو كان الكلام يقف علي لسانه و من نظرة عينها كان يشعر بالندم

في الوقت الذي كان فيه شنودة يجلس مع جميلة علي السفرة و هم يتناولوا الطعام بمفردهم. وصالح فى الوكاله وزوجته عند اهلها.. يقول

شنودة : ايه هما العرسان هيخللو فوق هيفضلوا قاعدين فوق لامتي

جميلة نظرت إلي شنودة بابتسامتها العذبه و قالت :
ايه يا ابو صالح عرسان ولا نسيت احنا قعدنا قد أيه

شنودة ابتسم لها و عينه تتنقل علي وجهها الجميل الذي الي الان يفتنه و قال

شنودة : انتي هتقارنيها بيكي ولا ايه

جميلة : انت شايف ايه

شنودة : مفيش زيك ولا منك ولا في اللي تتقارن بيكي

ابتسمت بخجل و هي تصب له القهوة و تقول

جميلة : الرب يبارك فيك يا حبيبي

ابتسم لها و هو ينظر إليها بمشاعر تنمو علي مدي الايام

اتاه اتصال في ذلك التلفون المحمول الذي كان يشعر بالسام من يوم ما اشتراه و هو يقول

شنودة : أنا اللي جيبته لنفسي

ضحكت جميلة و هي تقول

شنودة : شغل يا ابو صالح

شنودة : اه يا قلب ابو صالح و فتح الخط

اما في شقة موسي كان يتكلم عن انه متأكد من علاجه و لكن الموقف الذي حصل يوم الفرح جعله يضطرب و يتوتر

كانت تنظر إليه و لا ترد أو تتكلم تستمع فقط

موسي : انا كنت رافض الجواز من الأساس لحد ما شوفتك بس وقتها فقدت عقلي و سمعت كلام المقدس و قررت اخطبك

لم يتلق رد و اكمل كلامه

موسى : وقتها فكرت اتعالج مش عشاني عشانك انتي عشان مش عاوز من الدنيا غيرك

نظرت له فقط

موسي : غصب عني حبيتك

ميرنا : بتكدب

موسي : صدقيني لا انا بقول الحقيقة انا اللي خلاني قلبي و هو اللي خلاني اتمسك ببكي و ارجع تاني بعد ما كنت خلاص فقدت الامل انا اتعالجت عشانك

ميرنا : كنت قوليلي كنت خيرتينى و قتها كان من حقي أن اختار

موسى : بكى و انهار و هو يقول اقولك ايه اني مش راجل و مش هقدر أسعدك الا لو كملت علاجي

ميرنا : اه

موسي : ما كنتش اقدر

نظرت إليه بستفسار و كأنها تريد ان تسال عن السبب و لكنها لم تقوي و لكنه أجاب علي السؤال الذي لم تسأل و قال

موسي : ما كنتش اقدر اغامر و اخسرك و ما كنتش اقدر أفضح نفسي قدامك كان ممكن تتكلمي و ابوي او امي يعرفوا و قتها كنت ممكن اموت

بهت وجهها دون أن تقول شيئ

.ركع علي رجله أمامها و هو يقول برجاء وخوف كانه طفل يخشى الخذلان

موسى : خليكي جنبي اقفي معايا بلاش تبقي انت و زمن عليا ان من غيرك هياس و مش هكمل علاج ولا حياه

رفعت عينها تنظر اليه لا تعرف ماذا تقول أو بماذا ترد

موسي : هتعالج و هبقي كويس و قتها هعوضك

بالرغم من انها لم تقتنع بكل ما قاله.
. ولا مبرره لما فعله فان ابسط حقوقها ان يخيرها قبل ان يتم الزواج.

. و لكنها تشعر انها فى مفترق طرق
هل تكمل معه الطريق ام تاخذ طريقا منفرد ففى هذه الحاله يحق لها ان تطلب الطلاق دون ان تطرد من الجنه


(يتبع ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠٠

(المطرودة من الجنه)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي