الحلقة الثانية

المطرودة من الجنة

الحلقة الثانية

بقلم نورا محمد على

حينما تكون حازم و تعني ما تقول سيطيعك من امامك سيطيعك لانه يعلم انك تعني ما تقول و أن كلامك ليس مجرد تهديد أو وعيد و انك جاد إلي حد اللعنة كما يقولون

و هذا ما حدث بالفعل الكلام اللين مع سامي لم يعطي نتيجة فلقد تكلم مع امه ماري و كما المتوقع من ماري بررت و وضعت حجج فهي ليس بيدها شئ كما تدعي و ان الحوالة تتاخر في البريد

ماري : يعني انا فاسدة يا سامي دس بنت اختي برضوا

سامي : عارف يا مقدسة بس عني جمال زعلان

ماري : عمك جمال علي طول زعلان ده بيخاف علي ولاده من الهوا زي ما يكون مفيش حد عنده ولاد غيره

سامي : يعني اقوله ايه

ماري : ولا حاجة هو بمزاجي

و لكنها كانت تفعل ذلك عمدا فهي كانت تعلم أن جمال لن يترك ابنته بحاجة لشئ و لن يضلعه نفقتها و أكلها و شربها ومتابعتها مع الطبيب وحتي ولادتها أن كان لمجرد أن يشعرها بالراحة أشتري لها شقة و سجلها باسمها و ليست اي شقة بل هي الضعف عن تلك التي كانت تسكن فيها في بيت العائلة و لم يكتفي بذلك بل فرشها لها بالكامل فلما تعطي لها ماري نقود هي لا تحتاج شئ يكفي عليها والدها الذي يملك من المال الكثير فلقد عاش عمره في الغربة يكون صاحب مال و رجع ليتزوج اختها الاصغر منها لتكون افضل منها

هي ميته علي الدنيا و خاصة و هي تحقد علي اختها التي تعيشش في رغد و نعيم و كأنها نسيت كلام الرب في إنجيل بولس الرسول

( المحبة فلتكن بلا رياء كارهين الشر ملتصقين بالخير )

و لكن اي خير بها هي ماري حاقدة علي نفسها لأنها أسرعت و تزوجت سمير الفقير و اختها تزوجت اخوه الغني

اما جمال ما ان أدرك اللعبة حتي قالها صريحة أن لم ترسل مصروف زوجتك و ابنتك كل شهر علي اسمي في البوسطة لا تسألني عنها أو عن ابنتك عندما ترجع

جمال: انا كده جيبت اخري مع امك و انا راجل وريا مصالح مش فاضي للعب العيال ده

سامي : يا عمي

جمال.. : اسمع يا ابن اخويا انا مش مولود امبارح دي مراتك و ملزومة منك مش يبقي انت بعيد عنها و هي مستحملة عشانك و انا اصرف عليها و انت بتبعت لأمك واخواتك مصروف لا يا ابني كده مش نافع انا كنت عارف أن ده هيحصل من الأول بس و المسيح الحي لو مصروف الشهر مش وصل في ميعاده علي اسمي انا

مش هتشوفي وشها ولا وش بنتك اللي انت لسه ما شوفتهاش

سامي : حاضر يا عمي حاضر

و قد كان كان كل شهر يرسل حوالة بمبلغ المصروف علي عمه الذي كان يضع علي المبلغ الضعف و يعطيه لابنته حتي تكفي احتياجاتها

كانت إيريني تعرف ذلك و تعرف ايضا ان والده ليس بخيل و لقد فعل ذلك مع سامي من اجل شئ واحد أن يعتاد علي تحمل مسئولية عائلته

مرت الايام وكان الاب الحنون جمال يحاول تعويض ابنته عن حياة الوحدة التي تعيشها فكان يذهب إليها في صباح الأحد يأخذها معه إلي الكنيسة مع باقي العائلة و تقضي باقي اليوم هي وابنتها معهم في بيت جمال

مرت الايام و اكملت ميرنا اربعين يوم اتت جدتها ماري لتزورهم في الشقة مع الجد سمير الذي كان سعيد ب حفيدته ميرنا
اما ماري مصمصت شفتيها و هي تقول : مش لو كانت ولد كان زمان النهاردة التعميد

نظرت لها إيريني و لم ترد و بما ترد علي خالتها هي تلوم عليها انها أنجبت بنت فقال عمها كأنه يحاول أن يخفف عن ابنت اخوه من وطئ كلام زوجته السام بعد أن أدرك لما طلبت أن تأأتي اليوم لتري إيريني و ميرنا

سمير : كمان اربعين يوم يبقي يوم تعميد ميرنا القمر قلب جدها و بعدين ولد بنت مش تفرق ولا ايه يا ماري

ماري : مش تفرق ازاي و اكملت بنت بقي و التعميد بتاعها يبقي علي ٨٠ بوم اما الواد علي الاربعين

قدمت لهم إيريني واجب الضيافة علي افضل ما يكون و لكن ماري كانت تنظر إلي كل ما تقدمه إيريني و كأنها تعد عليها وجود. كل شئ في شقتها هي تظن كل هذا من مال ابنها الذي لا يكاد بكفي نصف الشهر بالكاد و لكنها لم تتكلم أو تشتكي أو تطالبه بالمزيد

نظرت لها إيريني وقد فهمت ماذا تعني نظرات خالتها فقالت

إيريني : بابا كان هنا الصبح و جاب الحاجات دي معاه الرب يبارك فيه مش يخليني ناقصني حاجة

ماري: ممم طيب و مدت يدها لتأكل مما أمامها كأنها تاكل استخسار في إيريني

سمير : ياله يا ماري

إيريني: ليه بس يا عمي انتو قاعدين مونسيني و البيت بيتكم

سمير : مرة تانية يا بنتي خلي بالك من نفسك و من ميرنا و اقفلي الباب عليكي كويس

إيريني : حاضر يا عمي بس اطمن الرب معانا و المنطقة أمان و كمان بابا موصي البواب

ماري : طيب ياله احنا يا سمير الوقت أتأخر عشان نلحق نروح قبل العتمه و لا ايه

سمير : ياله يا ماري عاوزة حاجة يا بنتي

إيريني : تسلم يا عمي

مرت الايام و اتي ميعاد الحوالة و ما ان ذهب جمال إلي البوسطة مثل العادة حيث يذهب اول كل شهر ليستلمها و جد معها طرد بأسمه و جواب أخدهم و تحرك إلي بيت ابنته

جمال : صباح الخير

إيريني: صباح النور يا بابا تعالي

جمال : جاي و جايب معايا حاجات خدي و ناولها الطرد

إيريني : ايه انت اللي جايبه يا بابا

جمال : لا يا حبيبتي ما جمال باعته مع الحوالة افتحي شوفي في ايه

فتحت إيريني الطرد تحت نظرات والدها و هي تسأل ماذا ارسل سامي و لكنها ابتسمت و هي تري فستان جميل ل ميرنا لونه ابيض ك لون الثلج و اللبن و كولون ابيض و طرحة بيضاء و كل ما يلزم حفل التنصير ل يوم المعمودية أو بالأصح التعميد الذي سيكون بعد عدة أيام و قتها سوف تزف ميرنا عروسة إلي المسيح كما هو متعارف عليه و ايضا في الخطاب الذي أعطاه جمال إلي ابنته و جدت التوكيل الخاص الذي قام به سامي لعمه بأن يحضر هو التنصير بدل عنه أو يقوم هو بالطقوس التي يجب ان يقوم بها الاب و قد .كان

مرت الايام و ها هو اليوم الموعود اتمت ميرنا ٨٠ يوم و اليوم جدها جمال

هو من وقف في تعميد ميرنا علي رأس العائلة كان يظهر المحبة التي تسكن قلبه فالله محبة

و بدأت حفل التنصير و انسابت الترانيم و علت صوت التراتيل و تم اغراق ميرنا في الماء المقدس ثلاث مرات الأولي بسم الاب و الثانية بسم الابن و الثالثة روح القدس أو الثالوث المقدس حتي انتهت الطقوس علي الطريقة الأرثوذكسية و الاب أو القس يرتل الآيات و الترانيم و الاجراس تقرع و الجميع يشاهد الحفل بابتسامة

سأل الاب الذي يقوم بالطقوس عن الاسم الذي سيكتب في شهادة الميلاد الكنسية ل ميرنا فنظر جمال إلي إيريني التي قالت دميانة

ففي يوم التعميد تستخرج شهادة ميلاد اخري لطفل أو الطفلة تأخذ اسم سماوي تنتقي لها العائلة اسم يليق بها في الملكوت و دميانة اسم قديسه حنونة و مؤمنة

استخراج الشهادة ل ميرنا التى كان مكتوبت فيها انها تعمدت ارثوزكسي و اسمها الملكوتي دميانة

كان كل شئ علي اكمل ما يكون و لكن لم ينقص الا وجود الاب

اجل سامي الذي اخذته الغربة والعمل في بلاد الغرب كان يحرم من لحظة مميزة مثل هذه

هو حتي لم يشارك فيها سوي بالملابس و بعض الأشياء و رغم انه شئ مقدس الا انه كان يجلس في الغرفة حيث يسكن و هو يضع امامه صورة ميرنا و آيريني و هو يحاول أن يرسم ابتسامة و لكن دمعة خائنة خرجت من عينه

فابنته ولدت وهو بعيد و ها هي تعمد و هو بعيد هل سيظل بعيد .كثيرا قد تمر الايام و الايام قبل أن يرجع

و لكن ماذا يفعل فكلام امه عن المكانة و المال و أن يكون مثل عمه كان حافز و حافز قوي و لكن مقابل ما يدخره من مال ها هو بعيد عن أسرته

بعيد عن حضن زوجته بعيد عن ابنته و لم يشارك حتي في تعميدها

نظرت عينه كانت تقول انه اشتاق إلي بلده و لكن يجب أن يبقي حيث هو

المطرودة من الجنة

بقلم نورا محمد على

ابهروني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي